عنوان الموضوع : " حكاياتَ من عبق الماضيَ " قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

" حكاياتَ من عبق الماضيَ "








الحكاية الاولى"

يحكى انه فى قديم الزمان ....وفى بغداد .....كان يعيش تاجر ...يسافر كثيرا الى كل انحاء الدنيا ...يشترى ويبيع ....
وفى احدى رحلاته الى الصين ....رأى هناك فى احد اسواقها رجلا يبيع طائر من نوع نادر .ّ
اعجب التاجر بالطائر الجميل واشتراه ورجع به الى بغداد ....واشترى له خصيصا قفصاً من الذهب الخالص.
كانت حياة التاجر منذ ذلك الوقت تدور فقط حول الطائر ....ماذا اكل؟ ماذا شرب؟ لماذا لايغني؟
مرت شهور ....وفى يوم قرر التاجر السفر مرة الى الصين .
وقبل السفر ...ذهب التاجر الى قفص الطائر وقال له ....ياطائرى الجميل ...غدا سوف ارحل فى رحلة الى بلدك ...قل لى ماذا تريد من هناك ؟؟؟ ماذا احضر لك؟؟؟
احنى الطائر رأسه ....ثم قال ......
اريد حريتى"
قال التاجر ......انت اناني ..... لا استطيع العيش بدونك ....اختر اي شىء آخر ...اي شىء وسوف احضره لك .
توجد فى الصين اشياء كثيرة جميلة واطلب و تمنى ...وانا احقق لك كل ما تريد .
قال الطائر ...
اذا كنت لاتريد اعطائي حريتي ....فأرجو عند ذهابك للصين وذهابك لبلدي ...ان تذهب الى الغابة ...وفى مدخل الغابة توجد شجرة ضخمة هى الوحيدة الضخمة فى هذه المنطقة ...والغابة تقع فى الناحية الثانية من المدينه ...هناك اسروني ...وأخذوني الى السوق وباعوني وانت اشتريتني ......اذهب ....وقف تحت الشجرة ....واصرخ ....وقل ..
لقد اسروا اخاكم "
وًحصل مايريد .......
ذهب التاجر الى الصين وعندما انتهى من اعماله ذهب الى الغابة ووقف وصرخ وقال ...لقد اسروا اخاكم ..
وفى هذه اللحظة ...سمع صوتاً شديداً ...ورأى طائر ضخم يشبه الطائر الذي يقتنيه ...يصرخ ويقع من فوق فرع فى الشجرة الضخمه ...
فوجىء الرجل وخاف وجرى سريعا وعلم ان هذا الطائر اخُ للطائر الذى يقتنيه ....وقال لنفسه ...مسكين ...لقد مات ....لم يتحمل الصدمه .
رجع التاجر الى بلده ...واقترب بصعوبه من القفص وقال للطائر ...
ياصديقى العزيز .... انى احضر لك نبأ سىء"
قال الطائر .... سىء؟؟؟؟
احكي لي ياسيدي ....واحتمال ان ماهو سىء لك ....لعله لايكون كذلك بالنسبة لى "
قال التاجر ....
اقسم لك اني فعلا فعلت ما امرتني به ...وما ان انتهيت من كلامي حتى وقع اخاك من فوق الشجرة واعتقد انه مات ...
عند سماع هذه الكلمات ...وقع الطائر مغشيا عليه ..
وصرخ التاجر ....ليتني لم احكي له شىء.
وفتح باب القفص وحاول افاقه الطائر ...بلا جدوى ..
فتركه وجرى مسرعا لاحضار مياه ...ليرشها على الطائر لافاقته .
وعند عودته ...لم يجد الطائر حيث تركه ....بل وجده على حافة النافذة .
يرفرف بجناحيه ... ويقول للتاجر ....
هل رايت ياسيدي ؟؟؟؟ .... الخبر لم يكن سيئا بالنسبة لى "
لان اخى ارسل لي رساله ... عبرك انت ... بدون ان تدري ...
الحريه لا تمنح ...... بل تؤخذ عنوة`
وداعا .... انا عائد لأرضي "
والفضل لأخي .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الحكاية الثًانيه "

حكى أنه عاش في إحدى مدن الشرق رجل ثريٌّ مولع بالخيولِ ولعاً لا حدود له... كان الناس يعرضون عليه خيولهم فإذا أعجبه حصان اشتراه وألحقه بما عنده... وذات يوم جاءه من أخبره بوجود حصان لا مثيل لجماله في إحدى القرى النائية. ذهب الغني وأحد خدمه إلى تلك القرية... أدهشه جمال الحصان فاشتراه وعاد به.‏
رُبط الحصان في حديقة المنزل إلى شجرة باسقة...‏
جلس الثري إلى مائدة أُعدت لـه قرب الحٍصأن وراح يتأمله...‏
حين لم يبق أحد من الخدم حوله رأى الحصان يصغر ويصغر ثم رآه يدخل في مزراب صغير تنسكب منه المياه في بركة صافية... كاد صوابه يطير فصاح بأعلى صوته:‏
-الحصان، الحصان!‏
أسرع الخدم إليه وسأله أحدهم:‏
-ماذا جرى للحصان يا سيدي؟‏
قال الغني:‏
-لقد صغر وصغر ثم دخل في المزراب هناك...‏
قال الخادم وهو يشير إلى الحصان:‏
-المعذرة يا سيدي، الحصان موجود حيث ربطناه.‏
صاح الثريُّ:‏
-لقد رأيته بعينيَّ!‏
قال الخادم:‏
-وها أنت ذا تراه بعينيك في مكانه... يبدو أنك متعب يا سيدي...‏
صاح الثريُّ:‏
-لستُ متعباً، وقد رأيته وأنا بكامل قواي، هيا انصرفوا...‏
ذهب الخدم إلى أعمالهم وجلس الثري إلى المائدة ونظر إلى الحصان... كانت عينا الحصان واسعتين وجميلتين... ثم ها هو ذا يصغر ويصغر ويدخل في المزراب... دلك الغني عينيه ورش بعض الماء على وجهه... وحين لم يتغير شيء حوله صاح بصوت غريب:‏
-الحصان، الحصان!‏
وأسرع الخدم إليه... وتكرر المشهد مراراً... وتكرر الجدال، وخرجت زوجته من القصر ووقفت إلى جانب الخدم محاولة إقناعه بأن ما يقولـه مخالف للمنطق فقال لها:‏
- أعرف أنه مخالف لكل منطق، لكنني رأيته...‏
حين قالت له: أنت متعب، وعليك أن ترتاح، ضربها وضرب من وصلت يده إليه من الخدم... وكان على زوجته أن تستدعي الأطباء خوفاً عليه... وقرر الأطباء أنه جُن فأخذوه وهو يقاومهم إلى مشفى المجانين. قيدوا قدميه وربطوا يديه وتركوه على أرض غرفة قذرة.‏
رآه أحد نزلاء المشفى فحمل كوب ماء إليه وسقاه ثم جلس قربه وواساه ثم سأله عن سبب إحضارهم لـه إلى هذا المكان المخيف فحكى لـه حكاية الحصان فضحك المجنون حتى كاد ينقلب على قفاه ثم قال له:‏
-أنا، على جنوني، لا أفعل ما فعلت...‏
سأله الثري:‏
-كيف؟‏
قال المجنون:‏
-ألم تر ما رأيتَ بعينيك، ألم يقتنع عقلك بما رأيت؟‏
قال الثريُّ:‏
-أجل....‏
قال المجنون:‏
-أتتحمل هذا الأذى كله في سبيل أن تقنع الآخرين بصواب ما رأيتَ، وهو مخالف لمنطقهم... المعذرة، أنتَ أكثر جنوناً مني..‏
ابتسم المجنون لـه برفق وابتعد عنه وظل الثري في مكانه حتى الصباح..‏
دخل كبير أطباء المشفى غرفة الثريّ وسلم عليه بإشفاق فسأله الثريُّ مستغرباً:‏
-من جاء بي إلى هنا يا كبير الأطباء، ولماذا؟‏
ارتبك كبير الأطباء وغمغم:‏
-أتوا بك إلى هنا... بسبب، بسبب الحصان..‏
صاح الثري:‏
-الحصان، ماذا أصاب الحصان؟‏
قال كبير الأطباء:‏
-البارحة كنت تؤكد أنه دخل في المزراب؟‏
قال الثري:‏
-هل هذا معقول؟ أأنا أقول هذا؟ أنت تمزح أيُّها الطبيب.‏
صاح كبير الأطباء مبتهجاً:‏
-الحمد لله على سلامتك، أيّها السيد... هيا أعيدوه إلى البيت على الفور...‏
وعاد الثري إلى المنزل... وأعدوا لـه مائدة في الحديقة قرب الحصان والمزراب... وحين ذهب الآخرون نظر إليه الحصان ثم صغر وصغر واختفى في المزراب...‏
نهض الثري واقترب من المزراب على رؤوس أصابع قدميه ثم همس:‏
-أخرج، أخرج، لقد رأيتك، وأخاف أن أرفع صوتي فيسمعوني...‏


__________________________________________________ __________

طرح رائع من كاتبه ممبدعه وفقك الله ونتتظر الجديد والمميزمن شخصك الكريم


__________________________________________________ __________

قصة رايعه وننتظرالمزيديعطيك العافيه


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________