عنوان الموضوع : إنّه لا يهدي كيد الخائنين قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
إنّه لا يهدي كيد الخائنين
السّلام عليكن و رحمة الله تعالى و بركاته
حبيباتي هذه قصّة واقعية ،لكن الأسماء التي تحتوي عليها غير حقيقية:
كانت ملاك لا تزال تلميذة ، في حين أنّ كمال كان يشتغل موظّفابإحدى الإدارات ، و كانا يحبّان بعضهما حبّا جما ، و قد أدّى هذا الحب الجارف بينهما مع مرور الأيّام أن أضحت لقاءاتهما تتجاوز الشّارع إلى البيت ، إذ كان لكمال غرفة مستقلّة عن أسرته بالطّابق السفلي ، تخوّل له التّصرّف بكلّ حرّية بعيدا عن الأنظار ، ولم تكن ملاك تعترض هذه الفكرة ، في انتار أن يهيء كمال نفسه لخطبتها. كان الأتفاق بينهما ينص على أن الزواج لن يتم إلا بعد إتمام ملاك لدراستها و الحصول على الباكالوريا .
لقد أحبب كمال ملاك حبا قويا ، و زاد من هذا الحب تعوّده عليها من خلال لقاءاتهما المتكررة وقربها منه ، الشيء الذي جعله يعجّل بالخطبة ، فأخبر كمال ملاك بقراره فأسعدها الأمر كثيراً ، كما أخبر عائلته التي أبدت تحفظاً في بادىء الأمر لأنّها كانت ترى أنّ عائلة ملاك من العائلات المعروفة بالمنطقة و الميسورة الحال ، وقد يكون وضع ابنهم المادّي لا يؤهّله لمثل هذا الزواج ، خاصة أنّه حديث العهد بالوظيفة.
حسم كمال الأمر بتشبّثه بمطلبه ، و ذهبت أسرته كأوّل خطوة للتعرف على أسرة الفتاة عن قرب فتحدّثوا و ضربوا لهم موعداً للقاء رسمي حدّد فيه تاريخ الخطبة بعد شهر. كان كمال يستعجل الأمر ، خاصة و أن لقاءاته بملاك لم تعد كما في السابق ، بل انعدمت لأنّ الوضع اختلف هذه المرّة ، و لأنه ليس من اللائق الاستمرار في تلك اللقاءات و هم على عتبة الزواج و الأعين بدأت تترصّدهما من كل جانب.
أسبوع قبل موعد الخطبة ، فوجىء كمال بملاك تدخل مكتبه و حالها لا يسر لتخبره أنها حامل ، و أنها خائفة من الفضيحة ، و لا تعرف ما يجب فعله ، فنزل هذا الخبر كالصاعقة على كمال و الذي طلب منها العودة إلى بيتها حتى يتم التيقن من الأمر طبيا.
لم يكن بيده فعل أي شيء سوى الذهاب خارج المدينة وعرضها على طبيب مختص و الذي أكد بدوره صحة الخبر ، و بأنها في الشهر الثالث و أنّ الاجهاض مستحيل ، مما يجعل الأمر يستعصي و أن القضية لن تحسم إلا بأنهاء مراسيم الزواج في القريب العاجل ، لكن في لحظة شيطانية ، تسرب الوسواس إلى عقله و هاجمته الشكوك حول صحة الحمل الذي جاءت به ملاك ، أخذت الظنون تدور برأسه و الأسئلة تتولد بداخله و هم عائدون من عيادة الطبيب.
افترقا ، و طلب منها مهلة ثلاثة أيام لكي يجد حلاّ لهذه الأشكالية ، و في قرارة نفسه كانت الشكوك تقول له:"لقد وقعت ضحية مؤامرة دنيئة خططت لها من أحببت" ، غاب عنها و ألغى الخطبة دون أن يشرح لها موقفه ، و عندما جاءته تستفسر الأمر ، اتهمها بمحاولة توريطه ،و أن ما كانت تقوله له عن الزواج بعد ثلاث سنوات لم يكن إلا كذباً و بهتانا للإيقاع به في فخّ الزوجية بأسرع ما يمكن ، في الوقت الذي كانت تتوسل إليه وتبكي تحت قدميه ناكرة كل الاتهامات التي وجهها أليها . لم يرحمها ، بل طردها مهدّدا إياها بأنه لن يعترف لها بحملها حتى لو أوصلهم الأمر إلى المحاكم.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
غادرته ملاك ، و بعد أسبوع جاءته أختها تخبره بأن أسرتها علمت بالحمل ، و حتى لايفتضح الأمر فقد أخذوها إلى عدة أطباء ، لكنهم اتفقوا جميعا على عدم إجهاضها لفوات الأوان ، راجية منه عقد القران على ملاك مقابل توفير كل ما يطلبه. لم يرضخ لهذا الغرض ، بل ازداد عنادا و تنكرا للجنين الذي تحمله ملاك بين أحشائها ، رغم أنه يعرف أنه من صلبه. رحلت ملاك عن المدينة و ضل يتابع أخبارها من بعيد ، حيث علم أنها ذهبت لإتمام دراستها بالمدينة التي تقطن بها أختها المتزوجة ، و كل هذا كان كذبا لا يعلم حقيقته إلا أهلها و شخصه ، و حتى أسرته لم تكن تعلم سبب تخليه عن ملاك.
مرت سنة ، و عادت ملاك إلى أحضان أهلها ، و بالصدفة رأته من بعيد فغيرت وجهتها ، ليلتها لم ينم ، تحركت مشاعر دفينة في داخله كان يظن أن شعلتها انطفأت ، لكن بالعكس ازدادت وهجا ، فلم يجد إلا إحدى صديقات ملاك ، توسل إليها أن تحمل رسالة منه إلى ملاك تخبرها برغبته في رؤيتها. جاء رد ملاك بالرفض ، طالبة منه نسيان أنه كان يعرف فتاة تدعى ملاك ، لم يهدأ له بال لأنه كان في أشد الشوق أليها و للقائها ، بعدما شعر بالندم على ما فعله اتجاهها و ما ارتكبه في حقها من ظلم ، و لكن شيئا واحدا يشجعه على الحلم بلقائها ، هو وثوقه من حبها له ، و كان يظن أن هذا كفيل بأن يعيد علاقتهما و يبدءآ صفحة جديدة يوثقها عقد الزواج و استرداد المولود الذي لا يعلم عنه شيئا. شعرت ملاك بمطاردة كمال لها ، فلم تعد تخرج من بيتها ألا برفقة أحد أقربائها ، كانت حريصة على كل خطوة تخطوها. لم يعد كمال يطيق الذهاب إلى عمله ، بل يتحين الفرصة تلو الأخرى لمراقبة ملاك من بعيد ، لعله ينفرد بها و ترضى عليه و تأخذه إلى ابنه أو ابنته الذي(أو التي) لا يعرف مصيره ، و يعتصر ألما كلما مر طفل أمامه.
و أخيرا التقى كمال بملاك رفقة ابنة أختها فاعترض سبيلها، توسّل إليها ، عرض عليها أن يعوضها عن كل ما بدر منه ، مقابل أن تغفر له ما سبق و تخبره عن مولودهما كي يعيشوا معا ، تركته ملاك يتكلّم و لم تضيع إلا بضع دقائق ، لتقول له :"لن تعرف شيئا عن مصير ما كنت حاملا به ، و لا حتى جنسه ما حييت ، سأجعل ليلك مثل نهارك ، لأنك ضيعت حياتي و مستقبلي و هجرتني مدينتي ، و لن أغفر لك أبدا".
تركته و ذهبت ، كلامها زعزع ثقته بنفسه و طموحه في أن يصلح ما سبق كسره.أرسل أكثر من شخص للتوسط بينه و بين أهلها من أجل الزواج ، لكنهم رفضوه كما رفضته ملاك التي ارتبطت بشخص آخر تقدم لطلب يدها...............
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________