عنوان الموضوع : حمصي في فرع المخابرات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

حمصي في فرع المخابرات






بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حمصي في فرع المخابرات

أبو عمرو محمود



بعد صلاة الجمعة خرج يهتف في حماس كبير هتافات كان يخاف بالأمس أن يحلم بها؛ لكنه اليوم يصرخ بها في الملأ وهو ينتشي بحرية ذاقها لأول مرة.

فجأة أمسك به شبيحة الأسد وانهالوا عليه سبّاً وشتماً وأثخنوه ضرباً، وظن أنه قد انتهى؛ فإذا برجل لا يعرفه يندفع نحوه كالسهم ليدفع عنه ضباعاً تنهشه، فانطلق هارباً دون أن يلوي على عقبه، ودخل إلى شارع فرعي وتحسس جروحه التي تسيل دماً؛ ولكنه شعر بالحزن الشديد والخوف الكبير على ذاك الشهم الذي أنقذه، وهمّ أن يعود ليعرف مصيره لولا أن الشبيحة كانت تنتشر في كل مكان، وبينما هو جالس في مدخل إحدى العمارات يمسح عن وجهه الدماء رآه شاب بسيط يركب دراجته فأسرع نحوه، وحاول أن يساعده، فمسح دماءه وعصب جراحه ببعض ثيابه، وأوصله إلى بيته.

وفي الأسبوع التالي خرج يهتف بحماس أكبر فنالته ضربات الشبيحة ولكماتهم ولكنه استطاع أن يهرب منهم، ودخل ذات الشارع الفرعي، فرآه ذاك الشاب البسيط مضرجاً بدمائه، وبعفويته الجميلة قال له: "يخرب بيتك شو ما في غيرك في البلد، كل أسبوع يضربونك ويقتلونك..؟!" وساعده على الاختباء ريثما يهدأ الحال.

ولم يرتدع هذا الشاب عن الخروج بل أخذ يضاعف نشاطه ويساهم أكثر في توسيع دائرة الثورة وينتقل من حي إلى حي، وذات يوم أوقفه أحد الحواجز، فقال له عنصر فاسد: هل تخرج في المظاهرات؟

قال: لا.

قال: غنِّ لي حتى أسمع صوتك.. إن كان "مبحوحاً" فأنت كاذب.

فانطلق لسانه في غفلة من عقله يغني: "يا درعا حنا معاكي للموت"

فجن جنون عنصر الفساد " شو ما تقول ولو.. قرد"!

قال له: ما لك يا رجل؟ اصبر. لقد كنت أمزح معك.

فلم يفهم – كعادته - واقتاده إلى فرع المخابرات، وهناك وبعد وجبة مؤلمة من الركل والضرب والإهانة استدعي إلى التحقيق.

قال له المحقق بلسان الأب الرفيق: نعتذر عن قسوة شبابنا ولكن أنت تعرف الظروف.

قال: لا بسيطة " فداك وفدا كل سوري يا سيدي"

تغير وجه المحقق، وكتم حنقه، وقال له: قل الصدق ولا تتعبنا وإلا سترى الموت ولن تدركه بل ستتمناه.. هل كنت تخرج في المظاهرات؟

قال: خرجت مرة واحدة.

قال له: لماذا يا كلب؟

قال: والله يا سيدي كنت ماشي في الطريق وسمعتهم يهتفون "عل الجنة رايحين شهداء بالملايين" فقلت أذهب معهم.. هذا ما حصل.

ضحك المحقق ضحكة خفية ثم أظهر غضبه: والله لدخلك جهنم يا كلب عم تتمسخر ما؟!

قال: "والله يا سيدي كنت أمزح معك حتى أخفف عنك ضغط التحقيق والعمل فإني أراك مرهقاً"

قال: "هادا مو شغلك ولا". والآن قل لي ما هي مطالبكم؟ لماذا تخرجون؟ ألم يقدم لكم سيادة الرئيس كل ما طالبتم به؟ ألم يُلغِ قانون الطوارئ، ويفعل ويفعل .....؟

قال: لقد فعل، ولكني سمعت أنهم خرجوا يطالبون بالعدالة.

قال: ألسنا عادلين؟

قال: هناك بعض الظلم.

قال: مثل ماذا؟

قال: هناك أحياء في البلد خُصّت بنوع جديد من الدبابات وأحياء أخرى أرسلت لها دبابات من الحرب العالمية الثانية مثل " ت 55 " وهي دبابات صدئة، كما أن جمهور فريق الوثبة يعترضون على صبغ الدبابات باللون الأزرق وهو لون خصمهم فريق الكرامة.. فهل هذا عدل؟

لم يملك المحقق نفسه فضحك ملء فمه حتى علا ضحكه وجلس وهو يقهقه عالياً، ويمسح عصارة عينيه وأنفه.

شعر الشاب بالارتياح قليلاً. وقال: والله يا سيدي أحببت أن تنسى همومك قليلاً، فأنا أعرف كم تتعبون دون جدوى، ودون أن يُقدّر أحد جهدكم، ولكن أرجو أن يصلح الله بلادنا وينال كل سوري حقه.

ومن حسن الحظ أن المحقق لم يكن من سفلة المخابرات بل كان يبدو عليه اللطف أحياناً، فلم يكن يقسو كثيراً ما خلا بعض الالفاظ نحو " كلب وحمار ... " وهي أخف شيء في فروع المخابرات.

تعاطف المحقق مع هذا الشاب وقبل أن يطلق سراحه قال له الشاب: سيدي عندك "فيس بوك" قال: نعم. عندي! قال: " ياريت يا سيدي تعلموا العناصر شو يعني الفيس بوك؛ لأنهم كل ما أوقفوا حدا فتشوه بحثاً عن " الفيس بوك "

قال: " بعرف انن حمير" اذهب الآن قبل أن أغير رأيي، ويا ويلك تخرج مظاهرة مرة ثانية.

خرج الشاب بعد أن أمضى يوماً طويلاً في فرع المخابرات، وقد رأى هناك كيف تتشكل الخرائط على الأجساد، وسمع أصوات الاستغاثة تعلو ثم تختفي فجأة وكأن صاحبها قد فارق الحياة.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


ياالله لله دركم ياأهل سوريا وليس غريب عليكم هذه الشجاعه فأنتم أحفاد خالد بن الوليد والنصر لكم والذل والعار على من يعاديكم وعاشت سوريا حرة أبيه


__________________________________________________ __________

تسلمي
وبعون الله منصورين غصبن عن بشار وروسيا وايران و الصين وحزب اللات


__________________________________________________ __________

الف تحية على الموضوع القيم


__________________________________________________ __________

وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك

ونتمتع بيما يزرعه قلمك

من فن وابداع متقن

تقبلي مروري وشكري


__________________________________________________ __________

أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ