ترددت كثيرا قبل ما اكتب مشكلتي واعرضها في المنتدى .. لكن ما شجعني هو وجود الكثير من الردود الجميلة والتي حظيت بإعجابي , وكان لها الدور الكبير في رفع معنويات الأخريات ..
اسمحوا لي أن أحدثكم عن مشكلتي والتي استمرت لمدة سبع سنوات .. ما أريد إلا نصائحكن الصادقة , ومراهم لطيفة تداوي جروحي المزمنة ..
تخرجت من كلية الطب ... ولابد أن أجد عيادة أتدرب فيها كطبيبة جديدة ,كنت علي نياتي تماما .. لا املك الروح الخبيثة , ولا أعرف كيف تكون المياعة ولا الانحراف .. كنت أحاول جاهدة أن ابذل قصارى جهدي في إتمام العمل واتقانة . والحمد لله , كان الطبيب الذي أعمل عنده متفهما جدا . كان في عمر والدي أي انه في الخمسينات من عمره . أعطاني حرية التصرف في عيادته كيفما أشاء .. وان أرتبها بطريقتي ، كان لا يرفض لي أي طلب يخص العمل أو مواد للعيادة .
كنت أقف معه في ساعات عملة وأحيانا أقوم بمساعدته ، لدرجة أن هناك من كان يظن أني ممرضة ولست طبيبة ..!
وله الحق في ذلك من كان يظن أنني ممرضة ، كنت أحاول أن أتعلم منه ومن خبرته الطويلة في هذا المجال .
كان مهذبا .. متدينا خجولا .. يملك روح الدعابة , وكان مرنا مع المراجعين .
جذبتني شخصيته الأبوية الحنونة .. وابتسامته الرقيقة , وشعرة الأبيض الوقور ..
تعلقت به .. أحببته حبا صارخا .. حبه غير حياتي إلي ألأحسن , كل من رآني تعجب ! أزدت أنوثة وجمال , وزاد اهتمامي بنفسي واكتشفت أنني أنثي جذابة ! كان حبي له يزداد يوما بعد يوم وكل هذا وهو لايدري !!!
كيف لي أن ارتبط به وهو أصلا مرتبط بأسرته وأولاده وأحفاده؟؟
هل يشعر بحبي له ؟؟ كيف أفعل ؟ كيف أتصرف؟
قررت الخروج من عيادته .. أسلم لي وله! رغم أنني كنت علي يقين بأنه يعلم بحبي له , لكنه كان يتغاضي عن الأمر بطريقته .
طلبت منه أن نتواصل بالهاتف بعد خروجي من عيادته .. فلم يمانع !! تأكدت انه يكن لي شيئا لكنه يعجز عن الإفصاح به .
نظرا لسنه , ومكانته , وأولاده . . تعلقنا ببعضنا أكثر.. والمكالمات لم تنقطع ..كنت اشعر أن يحاول أن يعيش لحظته فقط .. وكان يتهرب من الإجابة عن أي سؤال يرتبط بمصير الحب الذي بيننا .
حزنت كثيرا , لكني كنت أكذب نفسي .. وأفتح صفحة جديدة .. وأبدأ أنا بالسؤال عنه ..لكن للأسف .. عرفت انه كان يحب المدح والتبجيل .. كنت أشعره أنه أوسم وأجمل رجل في العالم ...
أخبرته أن شعره الأبيض زاده حلاوة .. وأني لن أتنازل عنه أبدا ... والفراق يعني لي الموت ..
والله قد لا تصدقون انه كان يضحك بنشوة غريبة عندما يسمع هذه الكلمات .. لكنه لا يبادلني أي من هذه المشاعر ..
تجدد حزني .. وشعرت انه لا يريد الارتباط بي .. فقط .. تسلية وحب وغرام .. وبس .
كنت أتعذب .. إلي متى سأظل هكذا ؟؟ شعرت أنني مثل الحلويات المكشوفة , يلعق منها متى يشاء .. ومتى يختار .
طبعا عن طريق الهاتف فقط .. لأني كنت حذرة جدا ولم تكن هناك مقابلات ..
كان يعطيني الهدايا عندما يرجع من السفر .. بخور وعطور .. كنت أراها شيء ثمين .. مقدس ..كنت أفرح بها وأحاول أن اقنع نفسي انه بالتأكيد يحبني و إلا .... ما أعطاني هذه الهدايا .
إلى أن اشتدت حدة النقاش بيننا في يوم من الأيام .. كنت يومها حزينة علي نفسي .. شعرت أن كرامتي أهدرت وانه لا قيمة لدي ... أخبرته عن الأنانية التي استشفها فيه .. أخبرته أنني أشتاق له أحيانا ولكني أخاف الاتصال به ..
فما كان رده هو أنني لا أعلم بالمشاكل التي تحصل بينه وبين زوجته عندما يتأخر عن البيت بسبب مكالماتنا الهاتفية .
أغلقت السماعة وأنا كرهانه نفسي .. العن اليوم الذي عرفته فيه .
حاولت التواصل معه بعد ثلاثة أشهر .. اشتقت له ... وأحببت سماع صوته ...
تجاوب معي ورجعت المياه إلي مجاريها ... لكني لا أخفيكم أني كنت اشعر أنني زبالة .. والله العظيم زباله , لأنني أنا التي رجعت وتواصلت معه .
كنت اشعر أن ما هناك شيئا يشدني إليه ... يجذبني إليه ... ما كنت قادرة علي فراقه أبدا , كان مثل المرض العضال الذي انتشر بكل خلايا جسمي .. كل شيء ينطق بحبه .. كل شيء .
مؤخرا حاولت التواصل معه ... لكنه لم يجيب ... لم يجيب .. أرسلت له الرسائل , كان يتجاهلها ,
سبع سنوات ونحن نتواصل .... وفي الأخير كانت هذه آخر استجابة منه .. هو انه يحاول ان يبتر العضو المريض من جسده حتى لا ينتشر إلي باقي الجسم ..
ما كنت اعلم أنني مثل السرطان , ما كنت اعلم إنني مرض في حياته .
جمعت كل أشيائه التي أعطاني إياها طيلة السبع سنوات , وأهديتها له .
أخبرته انه يحمل قبحا داخليا يفوق الوصف .. وأنه كان أكبر كذبة في حياتي .
انتهت قصتي معه .. ولن أسامحه أبدا .. أبدا .
كل المحبة التي كنت أكنها له تحولت إلي كراهية فظيعة .. صرت أكره أي شيء يذكرني به .
كرهت نفسي وشعرت انه لا قيمة لدي في هذه الحياة ... كرهت حياتي ويومي وعملي , خاصة وان لي عيادتي الخاصة .
كل يوم يتجدد شعوري بتفاهة شخصيتي وتفاهة الحياة .
لا شيء مهم .. لا شيء .. صرت كئيبة وشاحبة اللون وعصبية إلي ابعد الحدود . أحببت البكاء وعشقت سريري , الذي أتحول فيه إلي جنين غائب عن الوعي بعد إن أسقي وسادتي إلي أن تروي من دموعي .
كتبت لكم رسالتي لأني أشعر أن نفسي ضائعة .. حزينة .. ومظلمة .
ثقتي بنفسي تتدني كل لحظة . وأتمنى أن أموت وارتاااح .
أتمني منكم المساعدة ... واللي ماترد علي رسالتي أمانه عليها تدعي لي وهي ساجدة .