عنوان الموضوع : قصة جوذر الصياد من الف ليلة و ليلة قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قصة جوذر الصياد من الف ليلة و ليلة






بســـــم اللــــــه الرحمــــــــــــن الرحيــــــــم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيّد المرسلين سيّدنا محمد و آله و صحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أما بعد ، فهذه قصة جوذر الصياد و الخرج المرصود و هي مقتبسة من كتاب ألف ليلة وليلة و سنبدأ على بركة الله بسرد الحكاية و سأقسمها على عدة حلقات و أرجو أن تنال إعجابكم و أن تصبروا عليّ بين الحلقة و الأخرى لأنني انا انتظر الكاتب ليكمل القصة بنفسه شخصيا لذلك ربما سيكون هنالك بعض التأخير في إصدار الحلقات الجديدة و بدون إطالة إليكم الحلقة الأولى...


طلب: إن نالت هذه القصة إعجاب الجمهور و الإدارة فأرجو من الأخيرة أن تقوم بتثبيت هذا الموضوع وشكرا.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الحلقــــة الأولـــى:
لما كانت الليلة السادسة بعد الستمائة قالت شهرزاد للملك شهريار:
بلغي أيها الملك السعيد أن رجلا تاجرا اسمه عمر قد خلّف من الذرية ثلاثة أولاد أحدهم يسمى سالماً و الأصغر يسمى جوذراً و الأوسط يسمى سليماً، و ربّاهم إلى أن صاروا رجالا، و لكنه كان يحب جوذر أكثر من أخويه، فلما تبين لهما أنه يحب جوذراً أخذتهما الغيرة و كرها جوذراً، فبان لأبيهما أنهما يكرهان أخاهما، و كان والدهم كبير السن و خاف أنه إذا مات يحصل لجوذر مشقة من أخويه فأحضر جماعة من أهله و أحضر جماعة قسّامين من طرف القاضي و جماعة من أهل العلم و قال: هاتوا لي مالي و قماشي، فأحضروا له جميع المال و القماش، فقال: يا ناس اقسموا هذا المال و القماش أربعة أقسام بالوضع الشرعي، فقسموه فأعطى كل ولد قسما و أخذ هو قسما وقال: هذا مالي و قسّمته بينهم و لم يبق لهم عندي و لا عند بعضهم شيئٌٍِ فإذا متّ لا يقع بينهم اختلاف لأني قسمت بينهم الميراث في حال حياتي و هذا المال الذي أخذته أنا فإنه يكون لزوجتي أم هذه الأولاد فتستعين به على معيشتها.
و أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


__________________________________________________ __________

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن التاجر لما قسم ماله وقماشه على أربعة أقسام أعطى كل ولد من الأولاد الثلاثة قسماً وأخذ هو القسم الرابع، وقال القسم يكون لزوجتي أم هذه الأولاد لتستعين به على معيشتها، ثم بعد مدة قليلة مات والدهم فما أحد رضي بما فعل والدهم عمر بل طلبوا الزيادة من جودر وقالوا له إن مال أبينا عندك، فترافع معهم إلى الحكماء وجاء المسلمون الذين كانوا حاضرين وقت القسمة وشهدوا بما علموا ومنعهم الحاكم عن بعضهم فخسر جودر جانباً من المال وخسر إخوته كذلك بسبب النزاع فتركوه مدة ثم مكروا به ثانياً، فتراجع معهم إلى الحكام فخسروا جملة من المال أيضاً من أجل الحكام ومازالوا يطلبون أذيته من ظالم إلى ظالم وهم يخسرون ويخسر حتى أطعموا مالهم للظالمين وصار الثلاثة فقراء ثم جاء أخواه إلى أمهما وضحاك عليها وأخذا مالها وضرباها وطرداها فجاءت إلى ابنها جودر وقالت له قد فعل أخواك معي كذا وكذا وأخذوا مالي وصارت تدعو عليهما فقال لها جودر: يا أمي لا تدعي عليهما فالله يجازي كل منهما بعمله ولكن يا أمي أنا بقيت فقيراً وأخواي فقيران والمخاصمة تحتاج لخسارة المال وقد اختصمت أنا وإياهما كثيراً بين يدي الحكام ولم يفدنا شيئاً بل خسرنا جميع ما خلفه لنا والدنا وهتكتنا الناس بسبب الشهادة هل بسببك اختصم وإياهما ونترافع إلى الحكام فهذا شيء لا يكون إنما تقعدين عندي والرغيف الذي آكله أخليه لك وادعي لي والله يرزقني واتركيهما يلقيان من الله جزاء فعلهما، وتمثلي بقول من قال:
ان يبغ ذو جهل عليك فخلـه وارقب زمان الانتقام الباغي
وتجنب الظلم الوخيم فلو بغى جبل على جبل لدك الباغي
وصار يطيب خاطر أمه حتى رضيت ومكثت عنده فأخذه له شبكة وصار يذهب إلى البحر والبرك وإلى كل مكان فيه ماء وصار يذهب كل يوم إلى جهة، فصار يعمل يوماً بعشرة ويوماً بعشرين ويوماً بثلاثين ويصرفها على أمه ويأكل طيباً ويشرب طيباً ولا صنعة ولا بيع ولا شراء لأخويه، ودخل عليهما الساحق والماحق والبلاء اللاحق، وقد ضيعا الذي أخذاه من أمهما وصارا من الصعاليك المتاعيس عريانين فقراء يأتيان إلى أمهما ويتواضعان لها زيادة ويشكوان إليها الجوع وقلب الوالدة رؤوف، فتطعمهما عيشاً معفناً وإن كان هناك طبيخ بائت تقول لهما كلاه سريعاً وروحا قبل أن يأتي أخوكما أنه ما يهون عليه ويقسى قلبه علي، وتفضحاني معه، فيأكلان باستعجال ويروحان فدخلا على أمهما يوماً من الأيام، فحطت لهما طبيخاً وعيشاً ليأكلا وإذا بأخيهما جودر داخل، فاستحت أمه وخجلت منه وخافت أن يغضب عليها وأطرقت رأسها إلى الأرض حياء من ولدها، فتبسم في وجوههم وقال مرحباً يا اخواني نهار مبارك، ماذا جرى حتى زرتماني في هذا النهار المبارك واعتنقهما ووادهما، وصار يقول ما كان رجائي أن توحشاني ولا تجيئا عندي ولا تطلا علي ولا على أمكما، فقالا: يا أخانا إننا اشتقنا إليك ولا منعنا إلا الحياء مما جرى بيننا وبينك، ولكن ندمنا كثيراً وهذا فعل الشيطان لعنه الله تعالى ولا لنا بركة إلا أنت وأمنا.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة العاشرة بعد الستمائة

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودراً لما دخل منزله ورأى أخويه رحب بهما وقال لهما ما لي بركة إلا أنتما فقالت له أمه يا ولدي بيض الله وجهك وكثر الله خيرك وأنت الأكثر يا ولدي فقال مرحباً بكما عندي والله كريم والخير عندي كثير، واصطلح معهما وباتا عنده وتعشيا معه، وثاني يوم أفطرا وجودر حمل الشبكة وراح على باب الفتاح وراح أخواه فغابا إلى الظهر وأتيا فقدمت لهما أمهما الغذاء وفي المساء أتى أخوهما وجاء باللحم والخضار وصاروا على هذه الحالة مدة شهر وجودر يصطاد سمكاً ويبيعه ويصرف ثمنه على أمه وأخويه وهما يأكلان ويبرجسان فاتفق يوم من الأيام أن جودراً أخذ الشبكة إلى البحر فرماها وجذبها فطلعت فراغة فطرحها ثانية فطلعت فارغة فقال في نفسه إن هذا المكان ما فيه سمك، ثم انتقل إلى غيره ورمى فيه الشبكة فطلعت فارغة ثم انتقل إلى غيره.


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________