عنوان الموضوع : سنوات الساعه -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
سنوات الساعه
سنوات الساعة
سنوات مضت ولم يبقى منها إلا الحب والاحترام المتبادل, بيني وبين من أكن له الحب والاحترام, دائماً كنت أظن أن ما أريده هو حقاً ما أريده, لكن اكتشفت وفي الحقيقة, أن الذي لا أريده ولم أكن أتوقعه, هو ما كل أريده وبكل قوة, فلما أتعب نفسي, من أجل سنيني, سأتركها تمر بخير, علها تتمنى لي الخير, سأخبركم عن صديقة أمي التي أرادت إبعادي بأي طريقة, لتنفرد بحب والدي, وهي على علم بل وعلى يقين, أنها تخون صديقتها, تخون صداقتها مع أمي, لأجل ماذا ..؟؟ الخيانة أم الحب أم الاحترام, حتى اختلقا حادث سيارة وموت والدي, كي لا يبقى لي أحد أبقى عنده, وهكذا سأذهب عند أمي التي تعيش في بلد آخر, أوصلتني صديقتها عندها, أنا لا أعرفها كثيراً بصراحة, لأنها كانت من بلد آخر, وقد رفضت القدوم هنا للعيش معنا, كل ما أذكره أن والدي وبعد ولادتي جاء بي إلى هنا, ولم يخبرني أبداً بوجودها, رغم أسئلتي المتكررة عنها, والمشكلة أنها كانت أيضاً لا تتكلم العربية أبداً, وأنا لا أعرف شيء عن لغتها أبداً, ولا أعرف كيف سنتفاهم معاً بلغة الكلام, لكن ما حصل أننا تفاهمنا فيما بعد, بلغة أخرى, هي لغة الحب والاحترام, وكان لدى أمي صديقة كانت تتكلم العربية جيداً, سعدت بها كثيراً, وكأني وجدت كنز, لا أعرف لماذا ..؟؟ ربما لأنني وجدت أحد يفهم علي وأفهم عليه, علمتني بعض من اللغة الأخرى, وكل شيء عن وضعي الجديد, حتى تعلقت بها أكثر من أمي, ومرت الأيام كانت أمي بصدد دخول انتخابات, وكان لها أعداء كثر ومحب واحد, وهو الرجل الذي تزوجته فيما بعد, وذلك بعد علمها بوفاة والدي, وكان لديه ابنة صغيرة جولي, التي أصبحت صديقتي الصغيرة, وكان هناك في البيت طابق علوي مغلق, قالت أمي أن الاقتراب منه ودخوله ممنوع, لكن طالما أنها تعلم بخطورته لما لم تترك البيت, قالت لي الصديقة, لأنها تحب البيت, ولن تتعلمي معنى هذا الحب أبداً, وإن شرحت لك الأمر بكل تفاصيله, فهمتُ عليك صديقتي, لكنه بدأ يثير فضولي وش********, وبعد سفر أمي وزوجها, وبقائي وجولي في البيت مع الصديقة الرائعة, والتي بغفلة عنها, صعدت فوق أنا وجولي, لكن جولي خافت وبقيت واقفة مكانها أعلى الدرج, وأنا تابعت مغامرتي الجديدة, ودخلت من باب صغير كان مغلق فتحته ودخلت منه, سرت حتى وصلت, كان الطابق فيه عدة غرف, دخلتُ إحداها فلم ألاحظ شيء غريب, كان كل شيء عادي, وعندما كنت أود الخروج, لم أستطع ذلك, وكأن شيء ما منعني من ذلك, شعرتُ به كروح من دون جسد تقف أمام طريقي تماماً, تراجعتُ من خوفي, ولم أعرف ماذا أفعل غير الصراخ, بقيت أتراجع عنها حتى نزلت تحت طاولة, ولحقتني هناك, صرختُ بأعلى صوتي, ولم أعرف بعد ذلك ماذا حصل تحت الطاولة, عندما لحقتْ بي في الظلمة, كل ما أتذكره أني شعرتُ بألم فظيع, فصرختُ حتى ارتعبت جولي وعادت غرفتها, صرختُ حتى طيور السماء فزعتْ من شدة صراخي, وتركتْ أعشاشها وطارت, وبسرعة رهيبة رأيتُ حياة هذه المرأة اقصد هذه الروح, منذ ولادتها حتى هذه اللحظة, وعرفتُ أنها سكنت داخلي لا محالة, فقد رأيت كل ما فعلته من شر وخير, وشيء تحبه وشيء تكرهه, وفجأة ذهبتُ في نوم عميق, بعده صحوت في سريري, لا أذكر شيء, خرجتُ من غرفتي لا أعرف ماذا أفعل وكأني لستُ أنا, بل روحها التي جعلتني أفعل ما كانت تفعله من شر, وعرفتُ وقتها أن من الممكن أن يولد الخير من الشر, كانت تهددني إن لم أفعل ذلك أنها ستؤذي أمي وجولي, ففعلت كل ما تريده, أذيت كل الأشخاص الذي آذوها فيما مضى, وأنا لا أعرفهم طبعاً, وذهبت أماكن حتى أمي لا تعرفها, كانت هي تقودني وتدلني, وارتكبت أفظع خطأ في حياتي, وهو أني جعلت أمي تفشل في الانتخابات, حاولتُ أن أخبر أمي بما فعلته في غيابها, طبعاً أن أخبر صديقتها وهي التي ستخبرها, لكن خفتُ أن تلومني على صعودي فوق, وجولي من خوفها لم تخبر أحد, وكأنها نست الأمر كله فلم تعد تتحدث عنه, لكن بعد ذلك عادت الأمور إلى ما كانت عليه, وفازت أمي لكن كان موضوع فوزها مقابل قتلها, أجل كان كذلك, وكأنها كانت تتسلى بي, تتسلى بتعذيبي وآلامي وغضبي, لقد جعلتني أبدأ أفكر بمصاحبة الجنون, دخلت مكتبها, حاولت قتلها, لكن الحراس أمسكوني وأخذوني بعيداً عنها, أخذوني السجن, ورفضت أمي بعد ذلك رؤيتي وكيف ألومها, لكن صديقتها ترجتها أن تسامحني, قالت لعل شيء ما حدث معها جعلها تفعل ذلك, سأزورها السجن وأكلمها وسأعرف لما فعلت ذلك, وفي السجن كادت تلك الروح تدفعني للانتحار, لكني رفضت وقاومتها, لقد كانت تريد تعذيبي فقط, هذا ما شعرته, جاءت الصديقة لزيارتي, رأت علامات الحبل في رقبتي, ولم تعرف ماذا تقول, ولم أعرف ماذا أقول, عادت البيت وأخبرت أمي بما رأته, لم تذهب عن بالها أبداً فكرة أني كنتُ هناك, هناك فوق, سألتْ جولي التي أنكرت الأمر كله ولم تقل شيء, خرجتُ من السجن وعدتُ البيت, اعتذرت من أمي, لكنها رفضت أن تقابلني وتتحدث معي, بقيت أراها من بعيد فقط, فلم يسمح لي حراسها من الاقتراب نحوها, أصبحت ممنوعة من الاقتراب نحو أمي, ماذا فعلت بنفسي, ماذا فعلتِ بي أيتها الروح الغبية, أم روحي هي الغبية, لم أعد أذكر, وعادت لتعذيبي وكانت هذه المرة أشد ألماً, فقد جعلتني أعذب رجل كبير في السن, لم أعرف ولم أفهم ما علاقتها به, وعندما عدتُ من حفلة أذيته, دخلتُ البيت مرت جولي قربي ولم تراني, وكأني لستُ موجودة, ذهبت للتحدث مع صديقة أمي, لم تراني, لكن بعد قليل ناديتها فرأتني, تحدثتْ معي لكن لم أسمعها, رأيت شفاهها تتحرك لكني لم أسمعها أبداً, سألت أمي جولي من جديد, هل صعدتم فوق, فقالت لها أجل هي دخلت, فأخذتني أمي فوق إلى الغرفة, أدخلتني ونزلت, أعطتني ورقة مكتوب فيها أن علي أن أفعل كل شيء معاكس لما تقوله الروح, وأن أغضبها بشدة, بقيت أفعل ذلك حتى تضايقت مني وطردتني من الغرفة, وعادت وحدها, وعندما عرفت بذلك, عرفت أنها بقيت وحدها في الغرفة من جديد, وبينما كنت أنزل عند أمي, صرخت بكل قوتها, أمي والجميع سمعوا صراخها, لكن أنا لم أسمعه أبداً, كنت أظن أني لم أسمع صراخها فقط, لكني عرفت أني لا أسمع أي شيء, لا أسمع أبداً, لقد فقدت سمعي فقدت روحي, فتذكرت ذلك الرجل الذي آذيته ولا أعرف كيف خطر في عقلي, عدت إليه شرحت له قصتي وعن تلك الروح التي جعلتني أفعل ذلك, فعرفها لذلك صدقني, وأعطاني ورقة فيها عشر طلبات, إن فعلتها بنية صادقة وإصرار سيعود لي سمعي, قلت لكنها طلبات صعبة بل مستحيلة, قال إنه دوائي الوحيد, وبينما كنت أخرج مات, وشعرت لو أني تأخرت قليلاً, لو تأخرت ساعة فقط, لكنتُ بقيتُ فاقدة سمعي طوال عمري القادم, شعرتُ أن كل سنوات عمري قد مضت في هذه الساعة, وكأني عشتها في هذه الساعة فقط, فعلت كل ما كان في الورقة, ثم صرخت صراخ الفرح, عاد لي سمعي, لم يعرف ولم يشعر أحد بما حدث لي أبداً, وكانت حكمة الله تعالى أن أتعلم أصعب درس في حياتي, أن أستمع لكلام من يحبني ويريدني بخير, وأتعلم كيف أحادثه وأتعلق به, وطالما أني أتحدث عن الدروس الصعبة, فأني أول مرة في حياتي أفرح لموت أحد ما, فرحت لموت والدي وإن كان حادثه ملفقاً, وإن كان هذا قمة القسوة مني, لكني سعدتُ به, لأنه كان السبب في قدومي إليك أمي, وكم أود أن أشكرك صديقة أمي الرائعة, على خيانتك الأكثر من رائعة, وكم أود أيضاً أن أشكرك بنفسي, لكن للأسف هذه المرة كان الحادث حقيقي والموت حقيقي, فرحمة الله تعالى عليك وعلى والدي, انتهيت من استعادة حياتي وأفكاري, وتوجهتُ مباشرة ومن دون تردد ودخلت مكتبها, لم يمنعني الحراس أبداً هذه المرة, دخلتُ وكانت تقف أمام النافذة تقدمتُ نحوها, نظرتْ لي وكأنها كانت تتوقع رؤيتي, قلتْ لها بالإنكليزي أحبك, قالتْ وأنا أحبك, قالتها بالعربي ...
منقول للفائده
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________