عنوان الموضوع : قتلوه ...وأول من بكى عليه.. قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قتلوه ...وأول من بكى عليه..






ويولد هذا الطفل ..
ليشب ويكبر في أسرة لاتعرف الحب ...
فالأم بمناسبه وبدون مناسبه وبصراخها المعهود :
ليتني لم اتزوج هذا الرجل ...
لم أعرف معه يوماً سعيداً ...
فلا طلباتي ملباه ...
ولا مشاعري محترمه ...
ولا تضحياتي مقدره ...


والأب لا يختلف في أسلوبه وشكواه كثيراً عن زوجته ...
فهاهو يتجه نحو شماغه الملقى على الأريكة ليهم بالخروج وهو يستشيط غضباً ...
وصوته يملأ المكان ...
هل هذا منزل ...
وهل تسمين نفسك زوجه ...
لم أشعر بيوم سعيد منذ تزوجتك ...
لم أحس بجو المنزل الهادئ والهانيء كما يشعر به البعض ...





في حين يطل صبيهم الصغيربعيون تملأها البراءة ليتابع مجريات الأحداث الشبه يوميه ...


تارة ينظر لوالدته ...
وتارة لوالده ...
لا يعيرونه أي اهتمام بل يكملان شجارهما المعتاد وكأن أحداً غير موجود ...







يكبر هذا الأبن وسط هذه الأسره ...
يمل من هذا الجو المشأوم ...
ومن تلك المشاكل التي لاتفا رق منزله ...









أما الأب والأم فقد انفصلو عاطفياً منذ بضع سنوات ...
فلا يجمعهم سوى بضع دقائق يومياً ولا تختلط ألسنتهم مع بعضها سوى ببعض العبارات الرسمية الجافه ...


فالأب هرب من المشاكل وحصر نفسه ووقته في أعماله ومشاغله ومع أصدقاءه ...
والأم هربت هي الأخرى من هذا الجو وألهت نفسها بالزيارات الدائمه للأهل والجيران والأسواق وغيرها ...











في يوم من الأيام إجتمع الأب والأم في غرفة واحدة ...
وبعد سنين من الإختلاف الوجداني
اتفقت مشاعرهم أخيراً على شيء واحد ..


نعم اتفقت مشاعرهم ومخاوفهم ...

حزن ...
قهر ...
خوف ...


أسألة كثيرة أخذت تلف في أذهانهم ..


متى ؟؟
وكيف ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟



سالت دمعة حارقه على خد الأب ...
ودموووع جارفه على خد الأم ...
عاشو لحظات ...
بل أيام من الحزن والكآبه ...
وقد تطول إلى سنين مديده ..



فهاهو ابنهم كما هربو من بعضهم البعض هرب هو الآخر ...
ولكن إلى أين ؟؟.













هرب ليرتمي في أحضان المخدرات ...
هرب للإنتحار البطيء ...



وبعد أن استوعبو الصدمه ..
وبعد أن تيقنوا بأن ابنهم سيضيع ..
عادوا ليختلفو مرة اخرى ...
عادو ليتقاذفو بالتُهم ...



فهي: أنت من أضاع ابني ...
وهو: انتي من تسبب في ضياع الولد ...








ومازالو في عراكهم اللعين ...
وابنهم متخبطاً يرسم لنفسه خط النهاية ...








*********
ليست قصة من نسج الخيال بل هي الحقيقة التي غالباً ماتتسبب في ضياع أبنائنا ..

قد تقولون نعم خرج من المنزل ووجد رفقة السوء ...
ولكن هؤلاء الرفقة أيضاً لاتقل معاناتهم في محيطهم الأسري عن معاناته ..



متى يتعلم الوالدان التضحية الحقيقية من اجل أبنائهم ...
قد تظن الأم بأنها ببقائها مع هذا الأب ( الظالم في نظرها) قد ضحت من أجل ابنائها...
وقد يظن الأب أنه ببقائه صابراً ولم يفكر في طلاق والدتهم ( السيئه في نظره ) يعتبر هذا تضحية لهم ..

فهل هذه التضحية المطلوبه ...
.
.
.
.

التضحيه الحقيقية هي أن يتنازل كل واحد منهم عن بعض الصفات المثالية والخيالية التي يريدها في الآخر
التضحية الحقيقية هي أن يتغاضى كل منهما ولو عن قليل من زلات الآخر


التضحية الحقيقية هي أن يبتعدو ولو قليلاً بمشاكلهم عن سمع ابنهم...

التضحية الحقيقية أيها الأب وايتها الأم أكبر من قيود تجمعكم في سجن يُقال عنه منزلاً ...


فمتى يستوعب الوالدان أنهم هم من يقذف بإبنهم في يد أصدقاء السوء ..
ومتى يفهم الوالدان بأنهم هم وغيرهم من الآباء من سبب نشوء مثل هؤلاء الرفقه ..
ومتى يستوعب الوالدان معنى التضحية الحقيقه ...


متى ؟؟؟
متى ؟؟؟
متى ؟؟؟

*
*
*
*

أتمنى ان أصرخ بها لتخترق الأبواب والمنازل ..
لتصل إلى الآذان المعنية ...
إلى الأسر التي كان لها نصيب الأسد في هلاك أبنائها ...
إلى كل أب وكل أم أعدما ابنهما الذي لو وعى من تأثير المخدر لصرخ بأعلى صوته قائلاً :


أرى شمسي يراودها الكـسـوف
ويلفح وجه ازهاري الخريف

وفي عـينيَّ تزدحم المآسي
وفي قلبي من الشكوى وجيف

أهيم مشرداً بين الدياجي
وفي دربي المصائب والحتوف

وحيد في المدى فردٌ غريب
ومافي أسرتي خلٌ عطوف

*****


ومازال الوالدان يتسائلان وللأسف :

متى ؟؟؟
وكيف ؟؟؟
ولماذا ؟؟؟


ملطــوووووش


ارق التحــايا


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________