عنوان الموضوع : حكاية شجره
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
حكاية شجره
حكاية الشجرة..........................
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
واسعد الله اوقاتكم
يقص علينا (كارنيجي) – مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة -
حكاية شجرة ضخمة نبتت منذ أربعمائة عام ، وتعرضت في حياتها الطويلة للصواعق أربع عشرة مرة ، وهزتها العواصف العاتية طوال أربعة قرون متوالية ، ومع ذلك ظلَّت هذه الشجرة جاثمة في مكانها كـإنها جبل عتيد، ثم حدث أخيراً أن زحفت جيوش الهوام والحشرات على هذه الشجرة الضخمة، فما زالت بها تَنْخَرها وتَقْرِضُها حتى سوَّتها بسطح الأرض، وجعلتها أثراً بعد عَين.
لقد انمحت ماردة الغابة التي لم تهزمها الصواعق ولم تنل منها الأنواء، اختفت من الوجود بفعل هوام من الضآلة بحيث يستطيع الإنسان أن يسحق إحداها بين سبابته وإبهامه.
ألا ترانا مثل هذه الشجرة؟! أو لسنا ننجو من الأعاصير التي تعترض حياتنا ثم نَستسلِم بعد ذلك للتوافه التي تلتهم حياتنا التهاماً؟!
والأمثلة التي ذكرها المؤلف من واقع الحياة التي يعالج شؤونها قد سبق النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرب أمثلة تشبهها مأخوذة من طبيعة البيئة التي عاش فيها العرب.
فعن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكُم ومُحقِّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهلكنه، وإن رسول الله ضرب لهن مثلاً كمثل قوم نزَلوا بأرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلقُ فيجيء بالعود، والرجل يجيءُ بالعود حتى جمعوا سواداً، فأججوا ناراً، وأنضجوا ما قَذَفوا فيها" رواه أحمد
وقد علم أولوا النهى من تجاربهم أن هناك أشياء تبدُر من الإنسان وهو غير آبهٍ بها ولا يقظٍ لها، يعدُّها الآخرون عليه، ويستنتجونَ منها أفكاراً أو يَرَوْن وراءها نيَّات غريبة.
إن الله عز وجل يتجاوز عن التوافه ، ويغتفر اللَّمم لكل مؤمن ينشد الكمال ، ويصبغ به عمله على قدر استطاعته، قال عز وجل : {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} النساء:31
وجميل في أجزية الله للناس أن يترك لهم فلتات الطباع وزلات الأقدام .
وجميل من الناس أن يعاشر بعضهم بعضاً على هذه القاعدة من السماحة ، وفي ذلك قال الشاعر (بشار بن برد) :
إِذا كُنتَ في كلِّ الأُمورِ مُعَاتباً *** صَدِيقك لَمْ تَلْقَ الِّذِي لا تُعَاتِبُه
فَعِش وَاحِداً أو صِل أخَاكَ فإنَّه *** مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً ومُجَانبُه
إَذا أَنتِ لَمْ تَشْرَب مِرَاراً على القَذَى*** ظَمِئتَ ، وأيُّ النَّاسِ تَصفُو مَشَارِبُه
وَمَن ذَا الّذِي تُرضَي سَجَاياهُ كلُّها *** كَفَى المرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعَايِبُه
والواقع أن سوء التصور للأمور وشدة الإحساس بالكرامة الخاصة ، والمبادرة إلى تفسير أي تصرف على بأنه احتقار لا يغسله إلا الدم ، وغير ذلك من التخيلات التي تضخم التوافه هو السبب الأول لما تشهد وتقرأ من أحداث مروعة .
والعلاج .. صقل مرآة الذهن بحيث تلتقط صوراً حقيقية لما تحفل به الحياة . صوراً لم تفسدها المبالغة ولم يشوهها الهوى.
ثم الحكم على هذه الصور في نطاق النظرة الرحبة ، النظرة التي تضع النظائر والنقائض في جوار واحد، فلا تنسى الخير إذا هاجها شر.
وبذلك يتلاشى أغلب ما يحسه المرء من شقاء، وما يتورط فيه من أخطاء .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________