عنوان الموضوع : قصـــــــــــــــه محــــــــــزنـــــــــــــــه -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصـــــــــــــــه محــــــــــزنـــــــــــــــه
لم تكن عذابة تعلم أنها سوف تتعذب أكثر من اسمها فقد كانت متفائلة بطبيعتها، وهى على وشك إنهاء اختبارات المرحلة الثانوية العامة ،ولها ما لأترابها البنات من أحلام وردية ؛ولكنها لا تعلم أن
ما ينتظرها أكبر مما تحلم به .
ها هي تعود من مدرستها وتنزل من الحافلة ـ بعد أن توقفت قرب منزلهم ـ تنزل بحيوية كما صعدت .
وأخذت عيناها البريئتان تنظران إلى حديقة جارتهم أم مهنا ،وقد كانت تتمنى دخول هذه الحديقة ؛ ولكن علاقتها مع هذه الجارة لا تتعدى السلام ،فهي جارة غامضة لا تختلط بالناس إلا قليلا .
وبالرغم من حبها لحديقة أم مهنا إلا أنها تخاف من النظر إليها ؛لأنها ترى أحيانا رجلا ينظر إليها ، وكأنه لم ير النساء في حياته .
نسيت عذابة أمر جارتها وشرعت في المذاكرة بعد عودتها بقليل ؛ولكنها توقفت بعد مدة ليست بالقصيرة بعد قرع جرس الباب ، وسمعت أمها ترحب بجارتها أم مهنا ، وعندها أسرعت للخارج لكي ترى أم مهنا ، وأخيرا سترى جارتها عن كثب . اندهشت لما رأت أم مهنا ، فقد توقعت أن ترى امرأة غير التي كانت تراها من بعيد كانت أم مهنا في قمة أناقتها وكأنها ابنة العشرين ، فسلمت عليها وجلست .
دار الحوار بين الجارة وأمها وهي تستمع تارة وتشارك تارة أخرى حتى طلبت الجارة من أمها أ تسمح لعذابة أن تنام عندها الليلة ؛ لأن زوجها متغيب عن المنزل وهي مريضة وتخاف أن يشتد بها المرض ولا تجد أحدا قربها ، وأجابت الأم جارتها أن ابنتها تمر بفترة اختبارات وأنها تذاكر وتخاف ضياع وقتها ان هي ذهبت معها ؛ولكن الجارة أقنعت الأم أن بيتها أكثر هدوءاً ؛ فلا إزعاج ،ولا أطفال عندها ،انصرفت الجارة .
لم تخف غذابة سعادتها بالذهاب لبيت جارتها ،فهناك ستشاهد الحديقة وترى البيت من الداخل ، واستعدت من تلك الساعة ،فأعدت الكتب والملابس المدرسية ؛لأنها ستذهب إلى المدرسة من بيت أم مهنا ،ثم نامت بعد ذلـك ولم تستيقظ إلا عند السادسة مساءاً ،وبسرعة اتجهت إلى بيت أم مهنا .
قرعت عذابة الجرس ،وفتحت الجارة الباب مرتدية ملابس نوم شفافة ،ودعتها للدخول ،فدخلت ،ورأت البيت من الداخل ،وأثار إعجابها بأثاثه الفاخر ،وحسن ترتيبه حتى أن غرفة النوم التي اختارتها لتذاكر فيها كادت أن تنسيها المذاكرة . وكانت عذابة تريد أن ترى الحديقة عن قرب ،وتتمتع بجمالها ،ولكن الوقت غير مناسب .غير أنها أضمرت في نفسها مشاهدتها في الصباح الباكر ، وكذلك المذاكرة فيها حتى وقت الذهاب إلى المدرسة .
كانت أم مهنا تراقب الباب في ذلك الوقت وهي متوترة ،ثم لمحت شخصاً قادماً ،فاندفعت بسرعة لتفتح الباب
أم مهنا : مصبح .أدخل بسرعة .ويدخل ،وتغلق الباب .
مصبح : هل هي هنا… ؟
أم مهنا : نعم ،ولكن هل شاهدك أحد وأنت قادم ؟
مصبح :لا داعي للخوف فلم يشاهدني أحد ،وحتى لو حدث ذلك فوجهي مألوف هنا ، والناس يعتقدون أني قريب لكِ .
أم مهنا :إنها في حجرة نومي ،فادخل عليها ،ولكن لا تنس ما وعدتني به من مال .
مصبح : سأعطيكِ ما وعدتك به بالإضافة إلى قضائي الليلة القادمة معك ؛لأن زوجك لن يعود قبل أسبوع .
في تلك الأثناء كانت عذابة تراقب ما يحدث من فتحة الباب ،وعرفت الرجل صاحب النظرات المريبة ،فأسرعت تغلق الباب . حاول مصبح فتح الباب ولكن دون جدوى فعاد إلى أم مهنا قائلا :
ـ الباب لا ينفتح .
ـ لعلها سمعت حوارنا .
ـ ما الحل إذا ؟.
ـ عندي مفتاح آخر.وتخرج المفتاح ،ويحاول مصبح فتح الباب ،وينجح بعد جهد؛ لأن عذابة كانت ممسكة به ، وعندما فتح الباب كانت غذابة تقف خلف الباب ،وفي يدها شماعة هوت بها على رأس مصبح بعد دخوله مباشرة ،واتجهت إلى الخارج.
أفاق مصبح من الضربة بسرعة ولحق بعذابة ،وأمسكها في الحديقة ،وحاولت التخلص منه ،ولكن دون جدوى وها هي الحديقة التي كانت تتمنى أن تراها تصبح ناراً تحرقها ،ولكنها لم تيئس ،وحاولت التخلص من جديد ،ومصبح كالثور الهائج لا يأبه للتوسلات ،وفجأة وجدت عذابة قطعة من خشب ،فضربت بها مصبح ؛ولكنه عاجلها بضربة أفقدتها الصواب ،فحملها للداخل ،وهي تصرخ ،ولا أحد يجيب ؛حتى أم مهنا تجاهلت الصرخات التي كانت تدوي في المكان ،وعاد بها الوحش محمولة إلى غرفة النوم ،وكأنه يحمل شاة إلى المسلخ .
استمرت عذابة في الصراخ عدة دقائق ،ثم بدأ الصوت يخبو شيئاً فشيئا حتى توقف مما جعل أم مهنا تتجه نحو الغرفة ،وتفتح الباب ؛ فإذا بعذابة فاقدة الحراك ، والدماء تغطي جسمها ،ومصبح يجلس بالقرب منها يسترد أنفاسه ،وكأنه انتهى من ذبح الشاة فقال:
ـ هيا خذيها لقد انتهيت منها.
ـ ماذا فعلت بها؟ - وتقترب منها - إنها تحتضر .
ـ ماذا تقولين ؟ .
ـ يا الهي ماذا نفعل ؟ (وتحاول تحريك عذابة ) .
ـ عليك أن تتصرفي وتتخلصي منها بسرعة
ـ وكيف أتخلص منها وأهلها يعلمون أنها عندي
ـ إذا لم تتصرفي سوف نتعرض للعقاب وسوف يعلم زوجك وتنتهي حياتك على كل حال
ـ هيا أخرج من هنا حالا وسأتصل بك فيما بعد.
وخرج مصبح مسرعا ،وتلتفت أم مهنا إلى عذابة التي أصبحت في الرمق الأخير ولا تقوى على الحراك سوى بنظرات متألمة ،وكأنها تعاتب أم مهنا ،وترجو منها المساعدة ،ولكن أم مهنا كانت تفكر في المصيبة التي حلت بها ،
فهي معرضة للعقوبة ،وفقد زوجها ؛وفجأة لمعت في رأسها فكرة جهنمية شيطانية، وسحبت عذابة إلى الحمام ،ثم أجلستها في المغطس ،فتحت صنبور الماء الساخن الذي جعل عذابة تتعذب وتغلي مثل المياه الساخنة التي تنهمر عليها .وحاولت التخلص من العذاب، ولكنها توقفت عن الحراك بعد أن يئست من النجاة ،وفارقت الحياة .
تأكدت أم مهنا أن غذابة قد فارقت الحياة أصيبت بحالة من الذعر الشديد ولم شعر إلا وهي تعد بعض الملابس ،
والنقود وتهرب من المنزل بعد أن أوصدت أبوابه وغلقتها .
في الصباح الباكر ذهب الطلاب إلى الاختبارات ،ولم تشأ أم غذابة إزعاج جارتها، وطرق الباب ،وانتظرت حتى الظهر عودة ابنتها ،فقلقت عليها ،وهمت بالذهاب إلى جارتها لتسأل عنها ،ولكن جرس الهاتف أخرها ،وكان على الجانب الآخر إحدى صديقات ابنتها تسأل عن عدم حضورها إلى قاعة الاختبارات ،ونزل الخبر على الأم كالصاعقة ،أسرعت إلى بيت أم مهنا لتستطلع الخبر ،ولكنها وجدت الباب مغلقا، وبحاسة قلب الأم سرى في قلبها الشك ،أن مكروها قد حصل لابنتها ،ولم تطق صبراً ،فأبلغت الشرطة التي حضرت على وجه السرعة ،
وبعد عدة محاولات من قرع الجرس، والاتصال بالهاتف تم كسر الباب ،وعندما دخل الجميع البيت صعقتهم المفاجأة عندما شاهدوا عذابة في المغطس ،وكأنها ميتة منذ أشهر .
أصيبت أم عذابة بانهيار من هول الموقف ،وبسرعة أخذت الشرطة في التحقيق، والإبلاغ عن أم مهنا .وكما أن الجرم تم بسرعة ،وجدت الشرطة الدليل بسرعة وجدت في غرفة النوم ،وبين دفاتر عذابة ورقة مكتوب فيها( اذا أصابني مكروه فذلك بسبب مصبح ،وأم مهنا ) .
تم إلقاء القبض على الاثنين بسرعة ،وعندما تمت المواجهة بينهما ،و إبراز الورقة لم ينكرا الواقعة ،ولكن أخذ كل منهما يلوم الآخر ،ويتهمه بالقتل المباشر .تمت المحاكمة بسرعة تنفيذها واكتشافها ،وصدر الحكم عليهما سريعا وعادلا ،فكان الإعدام أقل ما يستحقانه .وقبل تنفيذ الحكم بساعات أصيبت أم مهنا بأزمة قلبية حادة توفيت على إثرها ،بينما لاقى مصبح مصيره المحتوم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ـألـسَـلآمٍ عَـلـيـكُـمٍ و رحـمَـة ـألـلـَّـه و بـَركـآتـُه
انااا لله وانا اليه رااااجعون
لااا حول ولااا قوووة الا بالله العلي العظيم
مشكوووره اختي
حماااكِ الرحمن ورعاااكِ
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________