عنوان الموضوع : عاشق لم يذق العشق
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
عاشق لم يذق العشق
**عاشق لم يذق العشق**
الفصل الأول "هو"
عاد "هو" إلى وطنه بعد غياب سنين
عاد ليواجه ما كان يهرب منه لسنين
ظن الكثيرون بأنه لن يعود أبداً
فقد رحل دون مقدمات
والآن قد تسلل اللون الأبيض لشعره المفعم بالسواد
وأصبحت نظراته أكثر عمقاً..
اليوم خرج من بيته في الصباح الباكر متلهفاً متأملاً تملئوه الأشواق
اتجه إلى طريق ضيق بين المباني والبيوت القديمة حيث يوجد في نهايته مقهى
وصل إليه ووقف أمامه لدقائق عديدة
لم يكن يتوقع أن يجده بعد كل هذه السنين
فقد كان قديماً..
وأخيراً قرر أن يدخل
في الداخل اتجه إلى إحدى الزوايا
فقد اعتاد الجلوس إلى تلك الطاولة المنعزلة..
.
.
.
النادل: سيدي .. هل ترغب بتناول شي ما؟
"هو": .....
النادل: سيدي سيدي
"هو" بعد ان انتبه: آه أعذرني ،، أحضر لي قهوة دون سكر..
النادل:أ ترغب بشي آخر؟
"هو": لا شكراً..
وهكذا عاد "هو" ليبحر في ذكرياته في هذا المقهى::
"يجلس "هو" واضعاً رجلاً على رجل
وأمامه قهوته المُره التي يحبها،، فهو يتلذذ بـ مرارة من حوله!!
يصل صديقه ويجلس بجانبه:: كالعاده لا نجدك الا هنا..
"هو":: يعجبني هذا المكان كثيراً
الصديق:: ألن تسأم؟؟
"هو":: لا ،، وعذراً منك ولكن ستصل الجديدة بعد قليل!!
الصديق باستغراب:: الجديدة؟؟
"هو":: نعم الفتاة الجديده التي اخبرتك عنها ف الشركه..
الصديق واضعاً يده على راسه:: يا إلهي،، اتق الله ف الفتيات وكفاك عبثاً..
"هو" ضاحكاً:: دع عنك الغيرة..
ويرحل صديقه تاركاً المقهى،، ويعود "هو" لانتظار الجديدة!!"..
بعد ان وصلت قهوته
ها هو يحاول ان يتذكر ملامح الجديدة تلك ولكنه يفشل!!
لم يهتم كثيراً بالأمر
كما اهتم بالألم الذي انتابه حين تذكر
بأن كل موعد له مع فتاة جديدة كان طعنة في قلب من أحبته بصدق
و التي اكتشف بأنها كانت تعلم بخياناته
هو أيضاً كان يحبها
يحب حبها له
وإخلاصها له
وحنانها الذي غمرته به
ولكن هو يستمتع حين يعبث مع الأخريات
وحين يسأم او يفتقد حبها يعود إليها..
.
.
.
وبعد عاشر فنجان قهوة قرر أن يترك المقهى
حيث يشده الحنين إلى هناك!!
>>> يتبع
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الفصل الثاني "أنا"
بـ خطواتٍ متثاقلة
وصل إلى تلك الشجره الضخمه
ألقى بثقله أسفلها
حيث اعتاد زمنا ما ان يفعل!!
وحينها فقط بدأ العرض
بزخات قليلة من المطر
وجوٌ يملأ رئتيه حزناً
مع ما يتنشقه من أكسجين الذكريات
أغمض عينيه ليحبس طيفاً كاد أن يهرب!!
.
.
.
انه طيفي .. نعم طيفي انا
وهنا اعتدنا الجلوس
حينما كان للحب مكاناً
وكان الشوق له عنواناً
اقتربت منه
اقتربت أكثر و أكثر
لم يحس بوجودي رغم قربي
ههه ومتى أحس بي؟؟
((هنا أحاول امتصاص غضبي))
همست :: سيدي ،، هل أتيت بحثاً عن الذكريات؟؟
فتح عينيه
أغمض عينيه
فتح عينيه
أغمض عينيه
فتح عينيه
ابتسم
وعاد ليغمضها!!
همست مجدداً:: سيدي ،، هل أتيت بحثاً عن الذكريات؟؟
فتح عينيه وبنظره تعلوها الذهول
اخذ يدقق في ملامحي
ابتسمت وممدت يداي وقلت له:: تعال معي سآخذك للذكريات!!
وسأكون المرشد السياحي لك انت فقط
يا سيدي
وبعد عدة دقائق
كنا أمام مدخلٍ لقصرٍ قديمٍ متهالك قليلاً
ومع دفعي للباب
اصدر اصواتاً كأنه يتألم
من شدة ما عاناه طيلة تلك السنوات!!
وعندما أراد الدخول
أوقفته بـ هدووء
وأشرت إلى لافتة شبه محطمة
كُتب عليها : "سنوات العشق"
وقلت: هذا ما يحويه هذا القصر
لن اريك أوراقاً مهترئة
كتبت فيها مذكرات عشقي
وصندوقاً يحوي من الآثار الكثير
بل سأريك شيئاً مختلفاً
لتعيش الذكريات بتفاصيلها
بأحاسيسها
بكل قسماتها
فقط
أتبعني
لأريك الذكريات!!
وها نحن ندخل ومازال هو مذهولاً
الظلام حالك
انتابتني رعشة هل هي رعشة الخوف؟؟
لا أعلم
.
.
.
وبعد لحظاتٍ من الصمت القاتل
وقفنا
وقلت بصوت خافت:: أعذرني ف المكان مظلم
ولم يُسمح لي بوضع بعض الشموع
لإنارة المكان
لم يُسمح لي بإضافة شي لم يكن موجوداً ف الواقع!!
وكما تعلم
فـ بدايتنا
كانت شبه غامضه
إلى أن وصلنا لهذه المرحلة
((هنا سحبته بحركة سريعه على غفلةٍ منه نحو غرفة مضيئة قد تكون أجمل الغرف!!))
ضحكت في شقاوة
وقلت :: هل أخفتك ؟؟
.......
((مازال لا يتحدث،، ولم يصدر عنه أي رد فعل سوى ابتسامه صغيره ونظرة "ما عليه"))
ما زلت أضحك
بعدها أخذت ادور حول نفسي أمــامه
في فرح
وبدأ المكان يزداد نورا
ويتلون بألوان الربيع
هنا احمر كلون الورد الجوري
وهنا اخضر كأوراقه
وهناك أزرق كزرقة السماء
وهنا بني فقد كان يحبه
وأبيض وزهري ووو
الا اللون الاسود لا وجود له!!
الرمادي نعم
فهو لون عينيه!!
وأخذت أشرح في فرح معالم الغرفه
وبأنها الأجمل حيث انها تعبر
عن الشجره حيث الحب
والعشق وكل ما يمت للسعادة بصلة
ابتساماتنا.. ضحكاتنا
شقاوتنا.. أشواقنا
والكثير
بدأ هو بالشعور بالراحه واخذ بتلمس
بعض الاشياء المفعمه بالحياة
كـ قلبٍ ينبض من شدة شوقه!!
همست بحزن:: هيا بنا امامنا طريق شبه طويل
مد يداه ونطق لأول مره :: هاكِ يداي .. خذيني حيث تريدين..
ابتسمت وخرجنا من الغرفه
لنغرق ف الظلمة من جديد!!
.
.
.
بعد بضعة خطوات
أردت تحذيره
ولكنه لم يصغي ولم يرغب بالاصغاء
كان فضوله يدفعه للتقدم
كان مندفعاً قليلاً
((هنا وقفت لأرى ماذا سيحدث!!))
ثوان ٍ فقط
ووقف متألماً حينما انغرست شوكتان في قدمه!!
تقدمت ونظرت إليه بأسى وقلت:: سيدي آآه يا سيدي
ليتك تصغي لي ولو لمرة
ظننتك تعرف لذا لا ترديني ان احذرك!!
نظر إلي باستغراب
وتابعت حديثي:: هل نسيت؟؟
هنا فقط
بدت بنثر أشواك غيابك المتكرر
وارسال اعذاراً لم يكن لها اساساً من الصحه!!
وكم من الاشواك انغرست في قدماي
ومازلت أحسن الظن بك!!
((هنا لم أشأ أن أرى ردة فعله،، فقد خنقتني "الغبنه"))
تبعني بكل هدوء
و حذرٍ شديد
إلى أن وقفت فجأة واصطدم بي من الخلف
اعتذرت منه
وامسكت يده
وهمست:: تحسس هذا الجدار
اعذرني لم أشأ ان أشعل الاضواء
كي لا يفزعك المنظر....
بدأ هو بتحسس الجدار
بيدٍ واحده
وبعدها بكلتا يديه
وكان يتوقف عند كل شقٍ وخدش
ويبحث عن التفسير في ملامحي
ولا يجد
جل ما يجده
نظرة جامده بارده
إلى ان رأفت بحاله:: انت الان تقف في صدري
بين ضلوعي وأمام قلبي
وما هذه الخدوش والشقوق
سوى بعض من قسوتك
خيانتك
وبعض الجراح التي لا تذكر!!
((هنا أشاح بوجهه ونظر إلى الارض))
رفعت رأسه بلطف
وقلت:: تعال لدي المزيد
ولكن انتبه
سنمر عبر نبعٍ من دموع الحزن
للآن لم يجف!!
لذا انتبه
لئلا يجرفك الدمع
فسرعة جريانه سريعه!!
.
.
.
وبعد الكثير من الخطوات والمحطات
وصلنا لغرفة بابها جميل ومغلق
وتتسلل من تحته اشعه لضوء الشمس
وقفنا أمامه
اسندت راسي على الباب
واغمضت عيناي
بعدها تنهدت وابتعدت قليلا
واشرت له بالدخول
فقال:: وانتي؟؟
أجبته:: أعذرني فأنا لا استطيع دخول الغرفه
وقبل ان أضعف أمامه وابكي
ادرت ظهري وابتعدت وانا أبكي بحرقة
ثوانٍ قليلة وسمعت صوت الباب يفتح
دخل
وفي الداخل
وقف هو مذهولاً مصدوماً
من الذي يراه
لم يتوقع الذي يراه
فلم يكن هناك
سوى نافذه صغيرة
بجانب سرير عليه فتاة
كانت تتألم
تارة تبكي
وتارة تصرخ
" لماذا خدعتني
لماذا تركتني
لماذا ذبحتني
لماااذااا
أخبرووه بأني احببته بصدق
أخبروه بأني بحاجة اليه
اخبرووه
او لا
لالا
لا اريده
ابعدووه عني وانزعو قلبي
انزعو عشقه
لا اريد الآمه وغيابه
لا اريد خداعه"
وتعود للبكاء
هو يعرف الصوت جيدا
ولكن لم يكن ليصدق
اقترب من السرير
والتقت النظرات
جلس على طرف السرير
أمسك يديها
وانسابت من عينيه دمعه
هدأت قليلاً عندما رأته
قالت له:: لماذا؟؟
قال لها:: سامحيني
أنا بحاجتك
أرجوكِ
أنا أحبك
ولكن لم يكن هناك رداً سوى الصمت
ف "أنا " رحلت عن الوجود
وكانت تلك آخر محطات وجودي
في سنوات العشق
.
.
.
((هنا أسدل الستار))
قد تكون الـ "أنا" مخطئة بأن
تنهي ذكرياتها معه بموتها
وتعاقبه هو بفقدانها أمام عيناه
ولكن
يصحو هو
ويفتح عينيه
ليهرب طيفي من عينيه
ليجد نفسه ما زال تحت الشجره
ويعود هو ليتخبط في حالته النفسيه!!
حيث كان سبب سفره قبل سنين موتي "أنا" ..
نهاية عاشق لم يذق العشق
__________________________________________________ __________
رائعة اماني
اسلوب رائع في سرد الاحداث
لكي كل المحبة
__________________________________________________ __________
اختي الغاليه
ام عيسى الاروع مرورك حبيبتي
مشكوره يا قمر
مع اجمل التحيات لكي
اماني
__________________________________________________ __________
الف شكر لك ع الموضوع الحلوو والجميل
__________________________________________________ __________