عنوان الموضوع : حوار قبري.......
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

حوار قبري.......



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال أطرحة من القلب إلى القلب

لعله يجد الجواب الكافي

ليستزيد فؤادي وتستزيد أفئدتكم

فأنا أخاف من الموت ومن القبر

وكلما مر بي حادث موت أحد أعيش اللحظات وكأنني أنا من مات

فأتخيل قبري وظلمته

ضيقه وضمته

فأبكي لأنني قادرة اليوم على البكاء

ولكن غداً

أين أنا ؟؟؟ وأين أنت غداً

هذا هو القبر أرسل لك حواره فهل ستستمع إليه


أيها الغافل المسكين

أتعلم من أنا

أنا دارك غداً

أعلم أنك تكرهني ولكنك نازل بي لا محالة


أيها الغافل المسكين

أنت الآن تعيش فوق أرضي

وغداً ستكون في بطني

تتقلب في النعيم على ظاهري

وتنسى أو تتناسى موعدك القريب معي

فماذا أعددت لي


أيها الغافل المسكين

يامن تلهث وراء الدنيا الفانية

وتنسى الآخرة الباقية

يا من تكبرت وتجبرت وأغوتك ملاهي الدنيا وألبستك لباس الغرور

فأنت اليوم علىظهري ملك وأمير وسيد

وما علمت أنك في بطني سواء مثل أبسط الخلق

كفنت بكفن أبيض يرمز إلى ما يجب أن يكون عليه فؤادك

أنت والفقير سواء بكفن واحد ولحد واحد

ولكن ........

ماذا أعددت لي لتكون ملك وأمير وسيد في بطني


أيها الغافل المسكين


ليس بيني وبينك سوى غرغرة الروح والسكرات وما أرداك ما السكرات

فقد قال عنها المولى ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )

وعبر عنها رسول الرحمة عندما وافته المنية بقوله ( إن للموت لسكرات )

فإذا نزلت بك فلن يستطيع أحد ردها عنك

فلا راق ولا طبيب ولا خل ولا أهل ولا أصحاب

( وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق )

( فلولا إذا بلغت الحلقوم * وانتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنت صادقين )

هذه هي الحقيقة التي تهرب منها وهي تلحق بك وستنزل بك رضيت أم أبيت

( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )

( إنك ميت وإنهم ميتون )


أيها الغافل المسكين

الموت هو باب الدخول إلي

منزلك الذي سترقد فيه إلى قيام الساعة

فهل سألت نفسك - ماذا أعددت لأول ليلة لك في جوفي - ؟؟؟؟؟


أيها الغافل المسكين


يامن نسيت ضيق اللحود فتوسعت في منزلك في الدنيا

ونسيت مراتع الدود فتزينت في هذه الدنيا الفانية

وظننت أنك في دار الخلود فاخترت الدنيا وتركت الآخرة

ها أنت اليوم في منزلك الجديد

ذلك المنزل الذي لم تبنه ولم تزينه ولم تهتم به

أنظر إلى حالك فقد دخلت منزلك وهو محطم هالك

لا مصابيح تنيره

ولا أثاث يزينه

تبحث عن الراحة فلا تجد ها مكان ضيقاً حرجا


أيها الغافل المسكين


في هذه الدنيا كنت تخاف من لسعات النار

وتخشى من الاكتواء بها

وتبتعد حتى لا يصيبك ضررها

ونسيت أنك في دارك هنا قد تشوى بنار الاخرة

وتكتوي بحرها

وتحيط بك لسعاتها

فبيدك جعلتني حفرة من حفر النار بدلاً من أكون لك روضة من رياض الجنة


أيها الغافل المسكين


منزلك هو من صنع يديك فأنظر ماذا صنعت

أتقربت بصلاة وصيام ...... أم ابتعدت بسهر ولهو هيام

أتقربت بتلاوة حفظ للقرآن ...... أم ابتعدت بترديد الغناء والألحان

أتقربت بزكاة وصدقات ....... أم ابتعدت بتبذير للمال في المحرمات

أتقربت بفعل الخيرات لتجني الثمرات .... أم ابتعدت بقول السوء واقتحام المنكرات

أتقربت بتطهير الفؤاد من الشرك واللسان من الغيبة والنميمة والعمل من الرياء

أم ابتعدت بأن جعلت الدنيا هي أكبر همك ومبلغ علمك ولهثت للبحث عن رضاء الناس لا رضى رب الناس وسلمت نفسك لهوى الوسواس الخناس

( ولتنظر نفس ما قدمت لغد )

أيها الغافل المسكين

كفى بالموت واعظا

هاهم ألوف ألوف يفدون إلى بطني كل يوم

وغداً أنت ستلحق بهم

فاغتنم يا مسكين أربعاً لأربع

اغتنم صحتك لمرضك

فأنت اليوم صحيح البدن معافى الجسد تقدر على القيام بالعبادات والطاعات وقد تبتلى غداً بمرض يشل أركانك فتعجز حتى عاى القيام برعاية نفسك فتتمنى لو كنت معافى لتعبد الله كما يفعل غيرك فلا تضيع هذه الفرصة من بين يديك

واغتنم شبابك لهرمك

فأنت اليوم شاباً تستطيع أن تقوم بما لا يقدر عليه غيرك ممن أرداهم الله لأرذل العمر فخارت قواهم فلا يتحملون قيام ولا صيام فاغتنم فقد تهرم غداً وترى غيرك من الشباب يصوم ويقوم فتتمنى لو أنك تعود شاباً لتعبد الله حق العبادة

واغتنم غناك لفقرك

فأنت اليوم تتقلب في نعيم الله فاغتنم هذه الفرصة وأكثر من الصدقات فإن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وقد تزول هذه النعمة عنك غداً فتصبح فقيراً تتمنى كسرة الخبز لتتصدق بها

واغتنم حياتك لموتك

فأنت اليوم حيٌ ترزق وهذه من أكبر نعم الله عليك فاغتنم هذه الحياة وابني آخرتك واستعد للقائي غداً وأنت مرتاح البال راض النفس فكم من الأموات في بطني يتمنون أنهم أحياء ليغتنموا الفرص ويقدموا الخير

فيا أيها الغافل المسكين

لا تلهك الدنيا عن الدين

فتبتعد عن طريق الصالحين

وتسلك درب الضالين

فهذا هو زادي الذي تتزود به فينفعك

فلا تتكاسل ولا تتقاعس

فالأيام تجري

واللحظات عندما تذهب فإنها لا تعود

أيها الغافل المسكين

هذا أنا قبرك الذي ينتظرك أحاورك اليوم وأنت على ظهري وغداً سأحاورك ولكنك ستكون في بطني

فحواري لك اليوم حوار نصح وإرشاد

وغداً حوار لوم وعتاب

فاستعد لي فموعدي معك


قريب

قريب

قريب


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاك الله خير


__________________________________________________ __________

بارك الله فيك عزيزتي


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________