عنوان الموضوع : فإن لم يستطع..
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
فإن لم يستطع..
[url=https://********s.jeddahbikers.com/][/url]
أخواتكم في
ومع مسك الختام لهذا الشهر
( فإن لم يستطع )
د . جمال الحسيني أبو فرحة أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم، وقد أشكل مفهوم الاستطاعة في هذا الحديث على كثير من المسلمين، فضلوا وأضلوا ، فأفرطت طائفة في ظنها باستطاعتها ، فأمرت بيدها ونهت، فأضرت أكثر مما أصلحت، وفرطت أخرى وتقاعست، فتفشت المنكرات وتأصلت.
والحق - في رأيي - أن الاستطاعة التي تبيح لنا الانتقال من مرتبة التغيير باليد إلى مرتبة التغيير باللسان، ثم مرتبة التغيير بالقلب ، لا تتوقف فقط على استطاعة الأمر والنهي كما يفهم المفرطون، ولا على استطاعة تجنب الأذى كله ، كما يفهم المفرطون، مخالفين بفهمهم هذا قوله تعالى: ( يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [ لقمان : 17 ] .. ولكنها تشمل استطاعة الأمر والنهي، كما تشمل استطاعة تحقيق النتيجة المرجوة، واستطاعة تجنب الضرر الأكبر بأي من هذه المراتب دون الأخرى.
فإن أدى الأمر والنهي بإحدى هذه المراتب إلى منكر آخر مماثل أو أشد ، فما تغير المنكر ولكن تغير نوع بنوع ، والمقصود من الحديث عدم وجود المنكرات الشرعية مطلقا، فلا بد من النظر والمقارنة بين المنكر الواقع، والمنكر المتوقع من الأمر والنهي ، بكل من هذه المراتب الثلاث، واختيار أوهن المنكرات.
ومن هنا يتبين لنا أن وصفه صلى الله عليه وسلم لتغيير المنكر بالقلب بأنه " أضعف الإيمان " ليس المقصود به إيمان من غير بقلبه دون يده ولسانه إن خاف أن يترتب على أمره ونهيه منكر مماثل أو أشد، بل إنه إيمان المجتمع الذي يترتب على الأمر بالمعروف فيه والنهي عن المنكر منكر أشد، وإيمان أفراده من طلبة الدنيا ومن لا يعنيهم أمر المسلمين، هؤلاء الذين ( يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) [ النساء : 77 ] .
ومن هنا يتبادر إلى الذهن أمر في غاية الأهمية ، ألا وهو اشتراط كمال الآمر والناهي ، وهنا يجدر التأكيد على أن الله يقول: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )[ الصف : 2 - 3 ] ويقول: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ )[ البقرة : 44 ] ، ومن هنا ظن بعض الناس أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يكون كامل الحال ممتثلا ما يأمر به، مجتنبا ما ينهى عنه، وإلا كف عن الأمر والنهي؛ وهو فهم باطل، وليس له في الإسلام أصل، وإنما مقصود الآيتين الكريمتين هو الحث على أن يمتثل الآمر ما يأمر به، ويجتنب ما ينهى عنه، وليس مقصودهما إسقاط فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أية حالة، فعلى المسلم الأمر، وإن كان مخلا بما يأمر به، والنهي وإن كان متلبسا بما ينهى عنه، وذلك أنه مأمور بشيئين: أن يأمر نفسه وينهاها، ويأمر غيره وينهاه، فإذا أخل بأحدهما كيف يباح له الإخلال بالآخر؟!!.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قلنا : يا رسول الله، لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله ، ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله "، أخرجه الطبراني في المعجم الصغير والأوسط، ويقول الغزالي في ذلك: "إذا كنت ممن يأمر بالمعروف فكن من آخذ الناس به، ولسنا نعني بهذا أن الأمر يصير ممنوعا بالفسق ، ولكن يسقط أثره عن القلوب بظهور الفسق للناس " .
.
وقديما قدم الخليل بن أحمد الفراهيدي نصيحة طريفة للشخص المأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر فقال شعرا:
اعمل بقولي ولا تنظر إلى عملي
ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري
نلتقي بكم على خير في الشهر المقبل بإذن الله
إن كان من صواب فمن الله وحده وإن كان من خطأ فمن أنفسنا والشيطان
لا تنسونا من صالح دعواتكم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خير اسال الله ان ييسر امرك ويسهل دربك ويسعدك في الدارين ....بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرا ونفع بك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________