عنوان الموضوع : وريقات من ذكرياااتي قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
وريقات من ذكرياااتي
·: وريقات من ذكرياتي :·‾
--------------------------------------------------------------------------------
رنَّ هاتفي النقال وأنا في منتصف الشارع فلم أستطع الإجابة عليه ولكني بطرف عيني نظرت لرقم المتصل فعلمت أنهُ أخي باسل فحاولت الركض بسرعة كي أجيب عليه،وما أن وصلت للجنب الثاني من الشارع حتى فتحت سماعة الهاتف وأجبته..
باسل:مرحباً حنين لِما لم تجيبي فوراً؟؟
أجبته:كُنت أقطع الشارع والطريق مزدحم فلم أستطع أن أجيبك،خير ماذا تريد مني؟؟
باسل:لا شيء مهم ولكن أردت أن أذكرك بموعد الليلة مع الأصدقاء،لكي تتصلي وتتأكدي من حضور الجميع.
رددتُ عليه بخبث:يا إلهي كِدتُ انسى،ألم أخبرك أنني لا أستطيع الذهاب؟؟
أجابني باسل بصوت شابته نبرة ممتعضة:لِما ما الذي حصل؟؟
ضحكت بقوة وقلتُ له:لا شيء ولكني أحب إغاظتك يا أخي هل هُناك من مانع؟؟
باسل وقد وصل غيظه لأبعد درجة:فِعلاً أنكِ فتاة خبيثة إلى اللقاء الأن لا تتأخري بالعودة للمنزل،كي لا أنتظرك كثيراً وأنتِ تجهزين نفسكِ.
قُلت:لا بأس لن أتأخر سأقضي بعض الأمور وأعود.
أغلقت الهاتف وتابعت طريقي وأنا أمسك تِلك الورقة الصغيرة التي تحمل عنوان الشركة التي طلبوني للعمل بها،دخلت بخطى واثقة وبسمتي التي لا تفارقني تتراقص على شفتي،وقفت أمام موظفة الإستقبال وسألتها:لو سمحتي أين أستطيع مقابلة الأستاذ عُمر؟؟
نظرت لي الموظفة مبتسمة وهي تقول:هل لديكِ موعد يا آنسة؟؟
أجبتها:نعم أنا الموظفة الجديدة وجئت لكي أخذ نتيجة مقابلتي.
ردت الموظفة بفرحة:جميل جداً تفضلي معي.
تبعتها في ممر ضيق عكس ذاك الذي عبرته من قبل عندما ما أجريت مقابلتي الأولى ثم وصلنا إلى باب في نهاية هذا الممر فطرقته الموظفة ودخلت وسحبتني خلفها.
الموظفة:أستاذ أمير هذه هي الآنسة حنين الموظفة الجديدة،وأشارت لي بطرف إصبعها.
كُنتُ أقِفُ مستغربة فهذا ليس من أجرى معي المقابلة ولكن لا يهم المهم النتيجة.
رفعَ الأستاذ أمير رأسه من بين تلِّ أوراق وعدل وضع نظارته وقال لي:أهلاً بالآنسة حنين لن أُطيل بالمقدمات فكما يبدو عليكِ ذكية ومؤكد فهمتي أنكِ حصلتِ على الوظيفة التي سعيت طويلاً للحصول عليها.
جذبتني إبتسامته الرقيقة ونبرة صوته الواثقة،أناقته ورائحة عِطرهِ التي ملأت المكان،كل ما فيه يجعل الإنسان يقف أمامه مشدوهاً ونظرة الإعجاب تسبق كل نظرة من عينيه.
سمعته يناديني مرة أخرى:آنسة حنين ما بكِ؟؟
نفضت أفكاري بعيداً وقلتُ له:شكراً لك أستاذ أمير وأتمنى أن أكون عِندَ حُسنِ الظنِّ بي.
فأجابني ممازحاً:كفاكِ عبارات شُكر،أنا لا أقبل أن يمرَّ هذا الحدث هكذا أريد هديتي.
لا أدري ما الشعور الذي انتابني لحظتها أو ما الذي دفعني للقول بسرعة وجدية:حظك جميل يا أستاذ أنا على موعد في المساء مع أخي وأصدقائي لكي يحتفلوا رسمياً بحصولي على الوظيفة هلا شرفتنا؟؟
نظر لي الأستاذ أمير ويبدو أنه لاحظ جديتي في العرض:فقال كُنتُ أمزح بشأن الهدية إن..
قاطعته بعجل:لا تخف يا أستاذ أنا أتكلم بجدية تامة وإقتناع كامل وليس كلامي هذا بسبب طلبك أبداً.
فابتسم الأستاذ أمير وقال:لا بأس إن كان هذا لا يزعجكم،جميل أن يحصل الإنسان على بعض المرح قبل أن يعود للعمل.
سلمت عليه بسرعة وخرجت من مكتبه،كانت الأرض تحملني وتطير بي ها قد حققت حلمي الذي سعيت إليه من يوم تخرجي وتوظفت في أكبر شركة لهندسة المباني.
وصلت بعد ساعة لمنزلي كان باسل يقف على الباب ينتظرني وهو متوتر يدور في مكانه كليث حبيس،وما أن رآني حتى استقبلني بوابل من الأسئلة.أبعدته عن طريقي وأنا أقول:باسل ابتعد عني أريد أن أستريح قليلاً ثم أجهز نفسي للمساء،صحيح سيأتي الأستاذ أمير ليرافقنا في هذا المساء.
أجابني باسل بدهشة:أمير!!من أمير هذا يا فتاة؟؟
ضحكت وقلت له:أنه مديري الجديد و..صمتتُ قليلاً ثم قُلتُ لهُ:هيا اتبعني لأقول لك عن كل ما حصل معي منذ الصباح.
تبعني باسل بحماس وجلست معه على الطاولة وكلمته عن كل ما جرى معي بالتفاصيل الدقيقة.
حلَّ المساء سريعاً وأنهيت تحضيراتي كلها في زمن قياسي على عكس عادتي وفي الثامنة تماماً كان جرس الباب يدق وركضتُ بلهفة لأفتح الباب،كان الأستاذ أمير بكامل أناقته يقف هُناك وفي يده اليمنى كيس صغير لونه يميل للأحمر وفي يده اليسرى وردتين صغيرتين ربطتا بعناية بشريطة صفراء صغيرة،ناولني إياهم أول ما رآني وقال لي:أتمنى أن تعجبكِ هديتي البسيطة.
استقبلته بترحاب كبير وناديت على باسل كي نتوجه لمكان الدعوة.كُنا نود أن نوقف سيارة أجرة ولكن الأستاذ أمير كان يملك سيارة فركبنا بها وانطلقت بنا
تلتهم المسافة الصغيرة لكي نصل لمكان لقائنا بأصحابنا.
دخلتُ أنا وباسل وكان الأستاذ أمير يقف على يمين باسل وأنا أقف على يساره سلمنا على أصحابنا وعرفتهم على الأستاذ أمير فرحبوا بهِ وجلسنا.
قضينا ليلة ممتعة جداً وكان إحتفال أصدقائي بي رائعاً بل إن تجمعهم حولي هكذا لوحده يكفيني كم أحبهم،كُنتُ أجلس على طرف الطاولة أرقب تِلك الوجوه التي اجتمعت ها هُنا من أجلي كان أخي باسل يجلس قرب رانية لحِظتُ ذاك التوتر الذي علىَّ محياه وهو يحاول أن يقول لرانية أنه يحبها ويودُّ خِطبتها فابتسمت وشعرتُ بحزن عليه وقُلتُ في نفسي:الحمدلله لستُ شاباً ولن أضطر يوماً للتعرض لهذا الموقف.
تابعت دوراني على الموجودين وضربت نظراتي على صديقتي عبير وهي تجلس أمام زوجها سعيدة والفرحة ترقص في عيونها.عبير صديقتي المفضلة منذ أيام المدرسة وزوجها نضال كان جارنا والجميع كان يعلم بحبه لعبير منذ الصغر فكثيراً ما كُنا نراه يتبعنا كظِلنا للمدرسة في الذهاب والإياب،وكانت عبير دائمة الإستهزاء بتصرفاته هذه إلى أن دخلت الجامعة وصارحها نضال بحبه وخطبت له،دائماً كُنتُ أعتبر قصة حبهما مثال رائع لكل زوجين سعيدين في حياتهما.كان أمجد أخيها لرانية يجلس مع عبير وزوجها وكل دقيقة وأخرى يعبث بهاتفه النقال بقلق يبدو أن خطيبته لم تتصل به اليوم،أو أنه تشاجر هو وهي فأردت العبث معه وقلت:أمجد لقد كسرت لي قلبي وخطبت فتاةً أخرى غيري وها هي تُهمِلُكَ.
ضحِك الجميع عِندما فهِموا مغزى كلِماتي ونظروا لأمجد الذي لم يأبه لسخريتي بل تابع معي قائلاً:معكِ حق يا عبير أنا غبي هل تسامحيني وتقبليني زوجاً لكِ؟؟
نظرتُ له وأنا اضحك وأجبته:في أحلامك.
بعد أن انتهى الجميع من الضحك عادوا لِما كانوا عليه وعُدتُ أنا أتابع هوايتي في مراقبة وجوه من حولي،في تِلك اللحظة وصلتُ إليه كان هُناك يجلس هادئاً وبسمة رقيقة لم تُمحى من فوق شفتيه منذ بداية السهرة وكلامه اللطيف جذب لُبَّ كل من حوله إنه الأستاذ أمير.لا أعلم إلى الأن ما سبب ذاك الشعور الغريب الذي يتراوح بين الفرحة والرهبة والذي ينتابني بمجرد أن أنظر له،هل السبب وسامته؟؟أم كلامه أم أناقته أم ماذا؟؟
وقبل أن أكمِلَّ أفكاري شعرتُ بيد توضع على كتفي برفق فالتفت لأرى من هذا الشخص،كانت رانيا صديقتي تقف خلفي مبتسمة وقالت لي:افسحي مكاناً لي جواركِ أريد محادثتك قليلاً.أفسحت لها مكاناً وجلست بجانبي وبدأت بالحديث:هل تعلمين أن أخاكِ طلبني للزواج؟؟
ابتسمت بهدوء:طبعاً يا حبيبتي أنتِ تعلمين أنه لا شيء يحصل دون أن أعلم بِهِ.
لكزتني رانية بِمرفقها وهي تردد:يا لكِ من فتاة..أوتخفين هذا الأمر عني؟؟
أجبتها وأنا أختلس النظرات إلى الأستاذ أمير:كيف سأخبرك وقد أكد باسل علي ألا أفعل؟؟
أجابتني:لا بأس،أنا لست حزينة على العكس أنا فرحة جداً وأنتِ تعلمين مدى إعجابي بباسل،كم سُعِدتُ حين فاتحني بالموضوع أتمنى أن تجربي هذا الشعور يوماً يا صديقتي.
لم أجبها فقد كانت أفكاري نظراتي كل ما في يراقب الأستاذ أمير،ثم شعرت برانية ترقبني فأدرت نظراتي بسرعة وعدتُ معها وقلت لها:ماذا كنتِ تقولين يا رانية؟؟
نظرت لي رانية بخبث وقالت:مالي أرى نظرات حائرة تتطاير من عينيكِ وكلمات شاردة تطلِعُ من فمِكِ؟؟
أجبتها بسرعة:بِلا تلميحات يا رانية قولي ما لديكِ،صديقتي وأنا أعرفكِ لا تقولين شيء من عبث ماذا تقصدين بأقولكِ تِلك؟؟
ردت رانية:أممم يبدو أنكِ لن تعترفي بسهولة على كل حال لا مشكلة الأستاذ أمير شخص رائع ويلفت الأنظار ومن حقكِ أن تعجبي بهِ و...
قاطعتها بعصبية واضحة:ماذا تقولين أنا أعجب بالأستاذ أمير؟؟لا يمكن هو مديري و...
قالت بهدوء:أولاً يا حنين الحب لا يعرف مدير وموظفة،وثانياً حين تريدين أن تخفي أمراً فحاولي أن تضبطي نظراتكِ رغم أني أعلم أنه لا يمكن لأحد أن يكتم نظرة حب وشوق في عينيه،وحتى لو استطاع أن يخفيها عن كل الناس رغم إستحالة هذا فهو لا يستطيع أن يخفي هذا عن صديقه المفضل والذي يعرفه أكثر من نفسهِ.
نظرتُ لها بخجل ولم أستطع التكلم،فقالت لي بمرح:أترككِ الأن يا عاشقة فقد تأخر الوقت ولدي أعمال كثيرة غداً وأنا مضطرة أن اذهب الأن،مبروك عليكِ الحصول على الوظيفة وأتمنى أن تعجبكِ هديتي.
قبلتني على جبيني ونادت أخيها أمجد
فودعوا الجميع وذهبوا،ولم يمضي وقت طويل حتى تبعتهم عبير وزوجها وبقيت أنا وباسل والأستاذ أمير لبعض الوقت نتحدث ثم قررنا الذهاب كي لا نتأخر عن أعمالنا في اليوم التالي.
طِوال طريق العودة كُنتُ شارِدة في كلمات رانية هل أنا حقاً أحببت الأستاذ أمير؟؟كيف ولِماذا؟؟كيف يحدث هذا وأنا لم أتعرفه سوى من مدة قصيرة؟؟
وصلنا لمنزلنا فودعناه وشكرناه على حضوره وكل ما قدمه لنا وصعدنا للمنزل ودخلنا،كانت والدتي نائمة والمنزل يعمه السكون فذهب كل منا لغرفته.
ما أن ولجتُ لغرفتي وبدلت ثيابي حتى ذهبتُ بنوم عميق ،لم أصحو منه إلا على صوت المنبه يرنُّ بِجواري معلناً موعد الإستيقاظ.
هببتُ من فراشي بنشاط وأخذتُ حماماً بارداً لكي ينعشني قليلاً وارتديت ثيابي وخرجتً من غرفتي لكي اذهب لعملي كُنتُ أفكر:إنه يومي الأول وعلي أن اذهب مُبكراً وبنشاط كي لا يقال عني موظفة كسولة.
ركبتً أول سيارة أجرة التقيتها بطريقي وتوجهت لعملي،وما أن وصلت حتى بدأت العمل بنشاط وأصبحت لدي نظرة جيدة عن كيفية سير العمل في الشركة مِما يٍُسهل علي العمل أكثر.
كانت الأيام تمضي سريعة التعب والإنشغال كان له الجزء الأكبر من حياتي،خُطب باسل ورانيا واقترب حفل زفافهم كثيراً،عبير اقترب موعد ولادتها وأمجد زُفَّ إلى عروسه،جميعهم مشغولين ولكن بحياتهم الطبيعية بينما أنا كل ما كان يشغلني هو عملي.
في كُلِّ ليلة كُنتُ أخلدُ بِها إلى فراشي كانت أمير يرافقني بأفكاري بأحلامي بخلجاتي بسكناتي،كان هو الأمير فعلاً بحياتي ولكن كم هي الأحلام ضعيفة أمام الواقع،فرغم كل تفكيري به فهو لا يدري ما يمرُّ بي،يعيش حياته بشكل طبيعي دون أن يعرف أن هُناك فتاةً تحترِقُ أيامها وتذوبُ مشاعِرُها في حُبِهِ
منقول
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
واااااو
قصه جميله
يسلمو على النقل يا غاليه
تحياتي
__________________________________________________ __________
مـــــــشـــــكوووورة ع المروووور...............
__________________________________________________ __________
قصة روعة يسلمووو
__________________________________________________ __________
يسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــو اختي لى القصه الحلــــــــــــوه
__________________________________________________ __________
مــــشــــكـــوووريــن ع الـمـرووور.......