عنوان الموضوع : حبٌ في قصر الشاهبندر -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

حبٌ في قصر الشاهبندر






((جارية أنا وفي سوق النخاسين باعني مالكي، لم آسف على تركهم فقد سئمت سوء المعاملة، صوت مبحوح من المناداة يصيح "جارية جميلة واسمها جميلة طويلة نحيلة شعرها سبط طويل يحاكي سواده الليل عيناها الواسعتان عسلية ...قدّها البان –نوع من الشجر الطويل- بل عود الخيزران ...فتية قوية.... للعمل الشاق تصحو من الفجر ولا يغمض لها جفن ليلاً إلا منجزة كل عمل" رأيت نظرات الرجال تأكلني فهذا يتحقق من لون عيني وآخر عينه على شعري وفي آخر الجمع يقف أحدهم يحسب نقوده هل دنانيره تكفي؟ ليتها تكون فهو يبدو طيب القلب وسيماً، تعالت الأصوات بالمزايدة هل أفرح أم أخاف –أفرح لأنهم رأوا ما يُقَدّر بآلاف الدنانير وأخاف أن لا تكفيه نقوده- بعد لحظات قليلة رسى عليه البيع فقد قطع ألسن المزايدين عليَّ بمبلغٍ خيالي لن يبلغوه ...
أمسك بيدي "تعالي معي يا جميلة" انطلقت معه تعجز خطواتي عن مجاراة خطواته، نمشي بخطواتٍ سريعةٍ وكأنه لا يريد أن يراني أحد، اخترقنا السوق لنصل إلى أزقةٍ ضيقةٍ باردةٍ بفعل الظل، وصلنا أخيراً ... يا له من قصرٍ كبيرٍ ذلك الذي قادني إليه، دخلنا فإذا بجاريةٍ عجوزٍ يبدو عليها الاستغراب "أريها دارها يا مرجانة" أخذتني مرجانة إلى غرفةٍ فارهةٍ بصوتٍ غير مرحب قالت "هذه داركِ فالزميها" لِمَ تضافرت تعابير وجهها مع صوتها، ألا تحمد الله على هذه الهدية -أنا- التي أرسلها الله لها، قبل أن تخرج من الدار سألتها "من صاحب القصر؟ ومن يسكنه؟ وما هو عملي بالضبط؟" أجابتني "ألا تعرفين دار منصور ابن شاهبندر التجار؟ ولا يسكن فيه إلاّه وزوجته والخدم" كنت أتأمل السجاد والأثاث الفاخر في داري وأعجب! أهذه داري؟ انطلقت مرجانة مسرعةً ولم أعرف منها بعدُ ما هو عملي، إنها غرفة كل ما فيها يوحي بأنه مُعد لأميرة من الأميرات... السرير والخزائن الخشبية المنقوشة وفي زاوية الدار ابريق نحاسي فوق طست خزفي مزخرف نظرت إلى يدي لأغسلها وأغسل وجهي فشممت رائحة عطر زكية، أنا لم أمس العطر اليوم فمن أين جاءت الرائحة ....آه ... لقد مست يده يدي ...، سمعت طرقاً على الباب، دخلت امرأة حسناء ومعها من الطعام أصناف قالت: "أقبلي وكلي ما تشتهين .. أنا اسمي دعد" ازداد عجبي فسألتها "لمن هذا الطعام كله" أجابتني "لكِ ...أوصاني سيدي منصور برعايتك وتلبية أوامركِ وسأزداد شرفاً بكوني وصيفتكِ" أخبرتني دعد بأن منصور ابن الشاهبندر مرّ على زواجه أربع سنين ولم يرزقه الله الذرية بعد، سألتها عن زوجته فأجابت مترددة "إنها أجمل من وقعت عليها عيني.... جميلة، ناعمة، عزيزة في قومها، حكيمة لو حدثتِها... وهو يحبها حب يفوق الوصف غير أن أباه يريد أن يرى له ذرية" تذكرت كلمتها فقلت "هل قلت أنكِ وصيفتي؟" أجابتني "ألم تخبركِ مرجانة ... إن منصور يريدك أم ولده"))

كانت هذه الحلقة الأولى ....إن أعجبتكن سأكملها إن شاء الله، أتمنى أن تنال رضاكم...


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكوووووووره


__________________________________________________ __________

أسعدني مرورك أختي fyuna

ومتشوقة أن أرى لكِ مواضيع وقصص تبدعين في تأليفها

بارك الله بكِ ...


__________________________________________________ __________

مشكـــــــــــــ اختي نكرة ــــــــــــــــــوره


__________________________________________________ __________

بارك الله بكِ أختي إحساس طفلة ...

لا حرمنا الله من مشاركاتكِ...


__________________________________________________ __________

(( "لقد علمتُ بشرائك للجارية" كان صوتها مرتجفاً كانت جالسةً على الكرسي وكأنها ملكة مُتَوجةً بتاج العز، اعتصر قلبي ألم مفاجئ ركعت على قدمي ودفنت وجهي في ثوبها أجبتها: "ما لي وللجارية... أنا لا أريد إلاكِ يا ماوية ...فلا تعذبيني" مسحت على رأسي وقالت "أعلم ولكن لابد لك من طاعة والدك" كان تنفسها سريعاً وكأن ناراً موقدةً في صدرها قلت لها: "أبي لا يريد شقائي ... سيرضى مع الزمن ويلين إن علِم أن روحي معلقة بكِ ... إياكِ أن تكدري صفو عيشنا بذكر تلك الجارية" قالت: "لي طلب إن كُنتُ أعز عليك ... أبعدها عن ناظري فلا أراها...لِتُسكنها بيتاً آخر بعيداً عني" غصت بالكلمات وهي تنطقها فاجتاحني حزنٌ كبير لعلمي بما تقاسيه "آهٍ... متى ستفهمين ما أحدثكِ عنه ... أنتِ حبي وحياتي ... أنتِ معذبتي ولن تهدئي حتى تريني صريعاً مسجىً أمامك" أمسكت بيديها ووضعتهما على قلبي أخبرتها "لا يوجد هنا سواكِ... إنه يخفق بحبك ... وأنا الآن ذاهب لأحدث أبي وليأخذ تلك الجارية من قصري فلم تأتِ لنا إلا بالألم والحزن... ونحن في غنى عن ذلك" قاطعتني"ليس أباك وحدك ... إني أحبك حباً يفوق الوصف ... حباً يجعلني أتمنى سعادتك ولو كان في ذلك شقائي ... أعلم أنك تتمنى أن يرزقك الله بولدٍ تلاعبه ويكون لك خلفاً في مالك وتجارتك ... ليس والدك بل أنا أيضاً أقول لك خذها وابتعد لعل الله أن يرزقك بولدٍ يكون قرة عين لك ولوالدك ولي" "أنتِ من تقولين ذلك ... ألا تذكرين كم أضناني الشوق وبلغ بي الحب حتى مرضت وعادني الأحباب والأطباء...أستحلفكِ بالله ألا تعودي لمثل هذا الكلام" ويستمر الحديث دائراً بين العاشقين...
:
:
:
في حديقة القصر ومع أصوات العصافير والندى يكسو أوراق الحديقة وأزهارها ببريقٍ جميلٍ كانت جميلة جالسةً بجانب بركة الماء... تداعب بيديها الماء وتترنم بأبيات شعر:
تجود علينـا بالحديـث وتـارة *** تجود علينا بالرضاب من الثّغـر

فلو سألت منـي حياتـي بذلتهـا *** وجدت بها إن كان ذلك من أمري

هي البدر حسنا والنساء كواكـب *** وشتّان ما بين الكواكب والبـدر

سمعتْ خلفها صوتاً فتوقفت لتراه قد اقترب منها "سيدي ... يا مالكي وتاج رأسي" لقد تسمرت قدماي وأنا أسمع صوتها الرقيق يشدو بذلك الشِعر ولكني عندما التفتت غرقت في بحرٍ من الجمال "أنا ... آه ... هل أنتِ مرتاحة في القصر؟ هل اهتمت بكِ دعد؟"عجزت عن غض بصري لما رأته عيناي لقد كنت أحسبها جميلة ولكنها فاقت الجمال ماذا حدث لي إن قلبي يقرع قرع الطبول لأتمالك نفسي وأكون رجلاً فلا يصح أن تراني فاغراً فاهي كالأبله، ضحكت بنعومةٍ وأجابت: "أجل ... سيدي أفلا ترى كيف أصبحت أليق بك" دارت حول نفسها تريني حسنها وجمالها وقد ارتدت ثوباً مطرزاً يظهر تقاسيمها الأنثوية بطريقةٍ جعلت عيناي ترسلان رسائل الحب والغرام بدون إرادة مني))