عنوان الموضوع : غداً سيأتي قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
غداً سيأتي
شعرت بلحظات الليل قاتلة..الجو البارد ساعد في زيادة هذا الشعور.. وقطرات المطر المتساقطة أغرقتها في الذكريات رغماً عنها.. كان المنظر خارج نافذتها جميلاً.. فطبقة الثلج تغطي كل شيء حول المنزل و ضوء مصباح وحيد في الطريق انعكس ليعطي ظلاً للأشجار يشعر بالرهبة.. وحبات المطر تلتصق بالنافذة لتنزلق في خفة حاملة معها الذكريات السعيدة والمؤلمة.
أيقظها صوت الصغير يسألها.. ماما.. متى سيعود أبي ليأخذنا؟
لم ترد عليه.. وحبست دمعة أوشكت أن تسقط، ولكن غصتها الحارقة بقيت في الحلق كأنها تقول لا تهربي من الواقع.
ترى من منهما كان مخطئاً؟ هي في صلابة موقفها؟ أم هو في إصراره على تنفيذ ما فكر فيه؟ شعرت بنسمة خفيفة فالتفتت إلى الصغير.. تعاتبه وتطلب إغلاق باب الغرفة.
عاد الصغير إلى سريره.. الغلام الذكي ذو الخمس السنوات.. أخذ يسألها في براءة.. ماما هل أنت غاضبة؟ ابتسمت له في حنان..لا يا بني.. فقط أفكر.
شعرت بالرحمة من أجله.. يحب أباه ولكن ربما لن يراه الآن إلا في زيارات متباعدة.. وسيفقد الصغير معنى قرب والده منه.
بم تفكرين؟
انظري إلى منظر الثلج.. غداً سيأتي أبي وسأخرج معه وألعب في الثلج.. أبي لا يمنعني مثلك.
أنا أخاف عليك.
وهو يخاف علي.. هو قال لي ذلك.
أخذت تفكر.. الكل يقول نفس الكلام.. ولكن لم يضحّ أحد.. إذا لم نكن نستحق التضحية، ألا يستحقها هذا الصغير.. كان قاسياً في تنفيذ قراره.
أنا أحبكم.. ولكن لا تغضبوني.
ابتسمت و أخففت دمعة.. يشبه أباه في كل شيء حتى في عناده.. حسناً في الغد أنا سأخرج معك ونلعب معاً.
لا.. قلت لك اليوم نخرج ورفضت ذلك.. سأنتظر أبي.
آه بني.. هل تدري أين أبوك الآن.. ربما رحل ولن يعود.. وعادت بها الذكريات إلى موقفها معه.
أما زلت مصرة على الرحيل؟
أما زلت مصراً على الزواج؟
نعم.. ولكن تبقين أنت زوجتي، لك مكانتك في نفسي.
لا أريدها.. أتركها لزوجتك الأخرى.
هي زوجتي، وأنت زوجتي.. اسمعي الكلام وعودي لبيتك.
ترى لماذا أصرت على الانفصال؟
هي الآن تعرف معنى الوحدة الحقيقي.. كل أهلها منشغلون عنها.. ليتها بقيت في بيتها.. عادت إلى مكانها خلف النافذة تراقب الطريق الزراعي وقد غطته الثلوج.. كان يأتي من هذه المنطقة.. يمشي وسط الثلوج حتى يختصر المسافة ويصل إليها.. آه ليتها تعود تلك الأيام.
قطع رنين جرس الهاتف تفكيرها.. تأففت واقتربت من الجهاز.. مدت يدها، لكنها توقفت.
من يكون في مثل هذه الساعة؟ أيعقل أن يكون هو؟ خفق قلبها بشدة والرنين المتواصل يئز في أذنيها.. رفعت السماعة، ولكنها تأخرت.. فقد أغلق الخط في الجهة المقابلة قبل أن ترفع هي السماعة.
عادت لمكانها وأخذت تفكر من جديد.. ليته يعود.. رن جرس الهاتف ثانية.. جرت هذه المرة ورفعت السماعة ثم صمتت قليلاً.. وصلها صوته من الجهة الأخرى.
السلام عليكم.
...
السلام عليكم.
وعليكم .. السلام.. تمنت أن تعاتبه، أن تبكي عند قدميه، أن تقول له إنها تحبه.
كيف حالك أنت والغالي؟
بخير.. وأنت؟
أنا بخير.. فقط ينقصني قربكم.
....
متى أمر عليك لآخذك؟
لماذا تأخذني؟
لأنك ما زلت على ذمتي.. أنت زوجتي حتى الآن.
وهي؟
هي زوجتي.. ولكن لكل منكما مكانتها الخاصة.
...
أريد أن أصارحك بشيء مهم.
ما هو؟
يهمك أن تسمعيه؟
نعم.
أحبك.
صمتت للحظة.. ثم انفجرت تبكي.. لماذا رحلت؟
لم أرحل.. أنا ما زلت قريباً منك كما تعودت.. سأمر عليك غداً صباحاً لنعتمر.. وأغلق السماعة بعد أن ودعها.
بقيت للحظة تفكر.. ثم ألقت السماعة من يدها وجرت تضم وليدها.. غداً سيأتي أبوك.. وسنذهب معه.
ابتسم الطفل.. ربما لم يفهم الكثير.. ولكنه يفهم أن القلوب الصادقة تحسن التضحية.
تحيتي
أختكم نور الولاية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
أختي نور الولاية لقد صورت موقفاً حقيقياً بكل تفاصيله فأبدعتِ ... ولكن من هي التي إن تزوج زوجها عاملته بما تذكرين ... لعلها حلم جميل راود ذاك الرجل قبل أن يقدم على الزواج من ثانية فبمكالمة هاتفية ... انتهت القصة ...
أتعرفين لو أنك جعلت خاتمة القصة ... بأن يتنبه الرجل من حلمه على صوت جرس الهاتف وأنه كان يحلم لكان أشفى لغليلي.
بارك الله بك ولا حرمنا من جميل إبداعك.
__________________________________________________ __________
مشكوووووووووووووووووووووووووووووورة أختي على المرووووووووووور والله يعطيكِ العافية ولا حرمنا الله من هذا المرووووووووووور الرائع إن شاء الله.......................
بس هذه القصة مو أني اللي كاتبتنها قرأتها وعجبتني وكتبتها في المنتدى........
تحيتي
أختكم نور الولاية
__________________________________________________ __________
تسلمـــــــــين اختي نورالولاية
__________________________________________________ __________
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورة أختي على المرووووووووووووووووووور والله يعطيكِ العافية ولا حرمنا الله من مروووووووووووووركِ العطر إن شاء الله...........................
تحيتي
أختكم نور الولاية
__________________________________________________ __________