عنوان الموضوع : قصة اهل الكهف -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصة اهل الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يتأثر بالمدى ، ولا يتغير أبدا ، لم يزل واحدا أحدا ، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، اختار من شاء فنجاه من الردى ، وأنقذ أهل الكهف وأرشد وهدى ، وأخرجهم بقلق راح بهم وغدا ، فاجتمعوا في الكهف يقولون كيف حالنا غدا ، فأراحهم بالنوم من تعب التعبد مددا " الحمد لله الذي انزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا " أحمده تعالى ما ارتجز حاد وحدا ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد أشرف متبوع وأفضل مقتدى ، وعلى صاحبه أبي بكر المتخذ بإنفاقه عند الإسلام يدا ، وعلى عمر العادل الذي ما جاز في ولايته وما بغى ، وعلى عثمان الصابر في الشهادة على وقع المدى ، وعلى علي محبوب الأولياء ومبيد العدى
وبعد: يقول الله تعالى " ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءايتنا عجبا " الكهف
لقد ذكر الله في كتابه قصة أهل الكهف عبرة لمن يعتبر وموعظة لمن يتعظ تدل على عظيم قدرة الله وحكمته في تدبير مخلوقاته
وتفاصيل قصتهم أن ملكا اسمه دقيانوس ، أمر أهل مدينته واسمها أفسوس وهي في ناحية من نواحي تركيا بعبادة الأصنام ، وكان ذلك بعد رفع عيسى عليه السلام بزمان يسير ، وذات يوم جاء إلى تلك المدينة أحد أصحاب سيدنا عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام وهم المسمون بالحواريين وكان مسلما على شريعة عيسى عليه السلام ، داعيا إلى دين الإسلام دين جميع الأنبياء ، فعمل فيها وتعرف إلى فتيان من المدينة قيل أنهم أبناء أشراف المدينة ، فعلمهم التوحيد وتنزيه الله عن الولد والشكل والتحيز في المكان وأنه لا يشبه شيئا وأعلمهم أن النجاة يوم الدين لا تكون إلا بالإسلام فأسلموا وءامنوا بالله وطبقوا ما علمهم إياه من التعاليم والأحكام
" نحن نقص عليك نبأهم بالحق " أي بصدق الخبر
" وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه الها لقد قلنا اذا شططا "
أي لن نشرك بالله كما أشرك قومنا ، والشطط هو الغلو ومجاوزة الحق
فاشتهر أمر هؤلاء الفتية المسلمين فرفع أمرهم إلى الملك دقيانوس وقيل له إنهم قد فارقوا دينك واستخفوا بما تعبد ، فأتى بهم وقال لهم : ( إنكم شبان أغمار لا عقول لكم ، وأنا لا أعجل بكم فاذهبوا إلى منازلكم ودبروا رأيكم وارجعوا إلى أمري ، وضرب لهم في ذلك أجلا فإن لم يرجعوا عن إسلامهم قتلهم
وفي تلك الفترة سافر الملك إلى أرض فاغتنم الفتية هذه الفرصة وتشاوروا في الهروب بدينهم ، فقال أحدهم : إني أعرف كهفا كان أبي يدخل فيه غنمه فلنذهب ولنختف فيه حتى يفتح الله لنا ، واستقر رأيهم على ذلك ، والثابت مما ذكر أن الكهف بناحية من نواحي تركيا
فخرجوا يلعبون بالكرة وهم يدحرجونها أمامهم لئلا يشعر الناس بهم أنهم يريدون الهرب ، فلما وصلوا عند أبواب المدينة تبعهم كلب وصار ينبح عليهم ، فطردوه مرارا مخافة أن ينتبه الكفار إلى مكانهم بسماعهم نباحه وهو يعود إليهم ، فقام الكلب على رجليه ورفع يديه إلى السماء كهيئة الداعي فأنطقه الله تعالى فقال )ياقوم لم تطردونني ، لم ترجمونني، لم تضربونني، لا تخافوا مني فإني لا أكفر بالله )، وكان اسم هذا الكلب قطمير فاستيقن الفتية أن الله سيمنع الأذى عنهم فدعوا الله كما قال تعالى { إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا}
فساروا حتى وصلوا إلى الكهف ، فلما دخلوه استلقوا لترتاح أقدامهم ، وما هي إلا لحظات حتى صار النعاس يداعب أجفانهم فتثاقلت رءوسهم وناموا على الأرض نوما عميقا من دون أن يغمضوا أعينهم
قال الله تعالى "أم حسبت ان اصحب الكهف والرقيم كانوا من ءايتنا عجبا "
ومعنى " ام حسبت"أي أحسبت ، والكهف هو المغارة في الجبل ، إلا أنه واسع فإذا صغر فهو غار ، والرقيم هو اسم الجبل الذي فيه الكهف ، وحكى ابن عباس أنه لوح من رصاص كتب فيه القوم الكفار أسماء الفتية ، فلان و فلان وفلان فقدناهم في شهر كذا ، في سنة كذا في مملكة فلان وجعل هذا اللوح في خزائن الملك ، والله أعلم
ومعنى الكلام : أحسبت أن أهل الكهف كانوا أعجب آياتنا ؟ فقد كان في آياتنا ما هو أعجب منهم .
وتعاقب عليهم ليل إثر نهار ، وعام وراء عام والفتية راقدون والنوم مضروب على ءاذانهم فلا يسمعون شيئا ، لأن النائم إذا سمع استيقظ ، فسد الله آذانهم عن نفوذ الأصوات إليها ، لا تزعجهم زمجرة الرياح ولا يوقظهم قصف الرعد
قال تعالى :"فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا "هذه الآية تدل على عظم البلاغة في كتاب الله العظيم ، فالله قال "فضربنا على ءاذانهم"ذلك لأن آخر ما ينام في الإنسان سمعه
ويقول الله سبحانه :" وترى الشمس اذا طلعت تزور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه "
كانت الشمس لا تصيبهم بحرها كرامة لهم ، فإذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ،أي تميل وتتنحى عن يمين كهفهم ، وإذا غربت تمر عن شماله لئلا تؤذيهم ولا تعطيهم إلا اليسير من شعاعها بقدر ما تحتاج أجسامهم ، لا تتغير ألوانهم ولا تبلي ثيابهم
" وتحسبهم ايقاظا وهم رقود " أي لو نظر إليهم ناظر لحسبهم مستيقظين وهم نيام ، لأن أعينهم مفتوحة لئلا تذوب ، لئلا تفسد بطول الغمض ، ولأنها إذا بقيت ظاهرة للهواء كان أنسب لها
" ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " قال ابن عباس رضي الله عنهما : كانوا يقلبون يمينا وشمالا في كل عام مرتين وذلك لئلا تأكل الأرض لحومهم ، وقد وكل الله ملكا بتقليبهم
" وكلبهم بسط ذراعيه بالوصيد "أي أنه قد بسط ذراعيه لطول المدة وعيناه مفتوحتان وهو نائم ، والوصيد هو الباب
وهنا أقف وقفة فأقول كلب أحب أهل فضل وصحبهم فذكره الله في محكم تنزيله ، فما ظنكم بالمؤمنين الموحدين المخالطين والمحبين للأولياء والصالحين ! بل في هذا تسلية وأنس للمؤمنين المقصرين عن درجات الكمال ، المحبين للنبي وآله خير آل ، فعن أنس رضي الله عنه قال : بينما أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجان من المسجد فلقينا رجل فقال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ فقال له عليه السلام: " ما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة ( أي من النوافل ) ولكني أحب الله ورسوله ، فقال عليه السلام " فأنت مع من أحببت"
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم " فأنت مع من أحببت " قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم .وهذا الذي تمسك به أنس يشمل من المسلمين كل ذي نفس ، فكذلك تعلقت أطماعنا بذلك وإن كنا مقصرين ، ونرجو رحمة الرحمن وإن كنا آثمين ، كلب أحب قوما فذكره الله معهم ! فكيف بنا وعندنا عقد الإيمان وكلمة الإسلام وحب النبي عليه الصلاة والسلام ، وربنا العظيم يقول " ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "
ثم قال الله عن أهل الكهف " لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا "
أي لو نظر عليهم شخص لهرب وملئ رعبا منهم لما غشيتهم من الهيبة وحفوا به من رعب لوحشة مكانهم ، وكان الناس محجوبين عنهم ، حماهم الله من أن يطلع عليهم الناس فلا يجسر أحد منهم على الدنو إليهم .
ويقول تعالى :" وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم "
فلما مضت ثلاثمائة وتسع من السنين منذ نومهم في الكهف بعثهم الله تعالى من نومهم فقاموا ينظرون إلى بعضهم البعض ، لا يرون في وجوههم ولا في أجسادهم ما ينكرون ، وإنما هم كهيئتهم حين رقدوا قد حفظ الله لهم حالهم لم يبل لهم ثوب ولم تغير لهم صفة وكانوا لا يكادون يمسكون نفوسهم من الجوع
وتساءلوا فيما بينهم (كم لبثنا) فقال أحدهم لبثنا يوما أو بعض يوم ، وقال أحدهم (نحن رقدنا في الصباح وهذه الشمس تقارب الغروب) فقال أحدهم
(دعونا من تساؤلكم فالله أعلم بما لبثتم) ولكن فلنبعث واحدا منا ولنعطه دراهما ليجلب لنا أيها أزكى طعاما ، أي أطيبه ، وقال ابن عباس : أي أحل ذبيحة لأن أهل مدينتهم كانوا يذبحون على اسم الصنم ، وليكن على حذر حتى لا يعرفه أحد فيلحق به ويصل إلينا فيخبر الملك فيعذبونا أو يفتنونا عن ديننا)
قال تعالى :" وكذلك اعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وان الساعة لاريب فيها اذ يتنازعون بينهم أمرهم "
وكان الملك دقيانوس قد مات وتولى ملك المدينة رجل مسلم صالح ، وكان أهل مدينته قد اختلفوا في الحشر وبعث الأجساد من القبور ، فقال بعضهم تبعث الأرواح فقط وأما الأجساد فيأكلها التراب ولا تعود ، وقال بعضهم بل تبعث الروح والجسد جميعا ، وهذا هو القول الحق ، فاغتم الملك لهذا فلبس المسوح وقعد على الرماد ودعا الله متضرعا إليه أن يبعث لهم آية تبين لهم الحق ، فبعث الله أهل الكهف
وفي هذه الأثناء خرج واحد من أهل الكهف واسمه أمليخا ليجلب لهم طعاما وكان مستخفيا متخوفا أن يراه أحد ، فلما دخل المدينة دهش من تغير المعالم وشكل الأبنية والقصور ، ورأى وجوها لم يعرفها وصورا لم يألفها ، فتحيرت نظراته وكثرت لفتاته ، فجاء إليه أحدهم وقال له : أغريب أنت عن هذا البلد ؟ وعم تبحث ؟ فقال أنا لست غريبا ولكني أبحث عن طعام أشتريه فلا أرى مكان بيعه الذي كنت أعرفه ، فمضى به إلى بائع طعام ، فلما أخرج دراهمه وأعطاها للتاجر نظر إلى نقشه فتعجب إذ كان عليها صورة الملك دقيانوس الذي مات منذ نحو ثلاثمائة سنة ، ثم ألقاها إلى آخر فجعلوا يتطارحونها بينهم ويتعجبون ويتشاورون فقالوا إن هذا قد أصاب كنزا
فظن أنهم قد عرفوه ، فقالوا : من أنت يا فتى ، والله لقد وجدت كنزا ، فلم يدر ما يقولون
فأتوا به إلى رجلين يدبران أمر المدينة فقالا أين الكنز الذي وجدت ؟ فقال ما وجدت كنزا، ولكن هذه ورق آبائي ونقش هذه المدينة ، ولكن ما أدري ما شأني وما أقول لكم ، فقالوا من أنت وما اسم أبيك ؟ فأخبرهم ، فلم يجدوا من يعرفه ، فقال أحدهم : أتظن أنك تسخر منا وخزائن المدينة بأيدينا ، وليس عندنا من هذا الضرب درهم ولا دينار ، إني سآمر بك فتعذب عذابا شديدا حتى تعترف بهذا الكنز ، فقال أمليخا : أنبئوني عن شئ أسألكم فإن فعلتم صدقتكم ، فقالوا : سل ، قال ما فعل الملك دقيانوس ؟
قالوا لا نعرف على وجه الأرض اليوم ملكا يسمى دقيانوس ، وإنما هذا ملك كان منذ زمن طويل وهلكت بعده قرون كثيرة ، فقال : والله ما يصدقني أحد بما أقول ، نحن فتية أكرهنا الملك دقيانوس على عبادة الأوثان ، فهربنا منه عشية أمس فنمنا في كهف ، فلما انتبهنا خرجت أشتري لأصحابي طعاما ، فإذا أنا كما ترون
فوصل الخبر إلى الملك وكان ينتظر بفارغ الصبر رؤيته لما سمعه من أجداده ، فسأله عن خبره فحكى له ما جرى معه ومع أصحابه ، فسر الملك وقال لقومه : ( لعل الله قد بعث لكم ءاية لتبين ما اختلفتم فيه )
وسار الملك وأهل المدينة مع أمليخا إلى الكهف ، وكان أصحابه قد ظنوا لإبطائه عليهم أنه قد أخذ ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا الأصوات وجلبة الخيل فظنوا أنهم رسل دقيانوس ، فقال أمليخا أنا أدخل عليهم لئلا يفزعوا ، فدخل عليهم وأعلمهم الأمر وأن الأمة أمة إسلام ، فعرفوا أنهم كانوا نياما وإنما أوقظوا ليكونوا آية للناس وتصديقا للبعث ، فسروا بذلك وخرجوا إلى الملك فاعتنقهم وبكى ، ولما رءاهم من شك في بعث الأجساد تراجع ورجع إلى اليقين بأن البعث يكون بالروح والجسد معا
ورجعوا إلى كهفهم وتوفى الله عز وجل نفوسهم ، فماتوا ميتة الحق وحجبهم الله بحجاب الرعب فلم يقدر أحد أن يدخل عليهم ، فقال بعضهم ابنوا عليهم بنيانا ليكون معلما لهم ودليلا على مكانهم ، وقال بعضهم اتخذوا عليهم مسجدا ، فأمر الملك أن يجعل على باب الكهف مسجدا يصلى فيه إلى القبلة
فهذا معنى قوله تعالى : " وأن الساعة لا ريب فيها "أي ليعلم من أنكر بعث الأجساد أن هذا حق ليس على الله بعزيز .
قال تعالى : " قال ربى اعلم بعدتهم "
ولا أتكلم بعددهم بل أرد ذلك إلى الله علام الغيوب ، فهو أعلم بعددهم
يقول تعالى " ما يعلمهم الا قليل "أخبر الله أن عالم ذلك من البشر قليل ، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : أنا من ذلك القليل كانوا سبعة وثامنهم كلبهم وذكر السبعة بأسمائهم :
مكسلمين و أمليخا و مرطونس و ينيونس و سازمونس و دوانوانس و كشفيطط
وقال بعض العلماء ممن صار إلى أن عددهم سبعة : إنما ذكر الواو في قوله تعالى " ويقولون سبعة و ثامنهم كلبهم " لينبه على أن هذا العدد هو الحق وأنه مباين للأعداد الأخر التي قال فيها أهل الكتاب ، ولم تذكر الواو في الجملتين التي قبلها ، ولهذا قال في الجملتين المتقدمتين " رجما بالغيب " ولم يذكره في الجملة الثالثة ولم يقدح فيها بشئ
وقيل أن السبعة عند العرب أصل في المبالغة ، فكانوا إذا وصلوا إلى الثمانية ذكروا لفظا يدل على الاستئناف فقالوا ( وثمانية )
ويبعد أن يحصل العلم بذلك لغير النبي ولا يحصل للنبي صلى الله عليه وسلم
فكأنه قال لنبيه هم سبعة وثامنهم كلبهم ، والرجم هو القول بالظن والله اعلم
وقد نبهت قصتهم على أن من فر إلى الله عز وجل حرسه ولطف به وجعله سببا لهداية الضالين .
وورد في فضل قراءة سورة الكهف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك ملأ عظمها ما بين السماء والأرض لتاليها مثل ذلك " فقالوا بلى يا رسول الله ؟ قال " سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر له إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي فتنة الدجال "
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم عليه وسلم قال
" من حفظ عشر ءايات من أول سورة الكهف عصم من الدجال "
نسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين وبدينه متمسكين إلى يوم البعث والدين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________