عنوان الموضوع : من حقي وليس من حقي - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

من حقي وليس من حقي



بسم الله
يحق لي ...ولا يحق لي...( الجزء 1 )
إنشاء عبد الحميد رميته , الجزائر
*بداية أقول : قلت "يحق لي" بمعنى :
-"يجوز لي" سواء كان الجواز مع الكراهة أو بدونها.
-"يجوز لي" سواء كان الجواز مع الاستحباب أو بدونه.
-"يجوز لي" سواء مع موافقة الأولى أو مع مخالفة الأولى.
-أو "يحق لي"بمعنى"يجوز لي,ولو كان الأمر واجبا علي".وذلك لأن الحق قد يكون واجبا أحيانا,كما إذا قلت:"يحق لي أن أصلي أي يجوز لي أن أصلي,وفي المقابل يجب علي أن أصلي".
وقد يكون الواجب أحيانا حقا كذلك.
وأقول:" لا يحق لي" بمعنى واحد لا ثاني له , وهو "لا يجوز لي أو يحرم علي".
**ثم أقول بعد ذلك :
1-يحق لي أن آخذ بقول من قال من العلماء بأن الناس 3 أقسام : متبع ومجتهد ومقلد.ولكن لا يحق لي أبدا:
ا-أن أنفي بأن من العلماء (لا من الجهال) من قسم الناس إلى قسمين فقط : مقلد أو مجتهد.وذلك لأن الحقيقة أن هناك علماء اقتنعوا فقط بالتقسيم الثنائي لا الثلاثي,وهم كثيرون قديما وحديثا.
ب-أو أن أعتبر الفريق الأول على الحق وأعتبر الفريق الثاني على باطل.وذلك لأن الكل على الحق بإذن الله ماداموا قد اجتهدوا فيما يجوز لهم أن يجتهدوا فيه.
جـ-أو أن أعتبر الفريق الأول مأجورا والفريق الثاني مأزورا.وذلك لأن الجميع مأجور بإذن الله , ولا آثم من الفريقين: المصيب له أجران والمخطئ له أجر واحد بإذن الله.
د-أو أن أعتبر الفريق الأول على الإسلام والفريق الثاني على غير الإسلام والعياذ بالله تعالى.وذلك لأن الجميع على إسلام بإذن الله,بل الجميع على خير إسلام (بعد إسلام الأنبياء) لأنهم جميعا علماء,والعلماء ورثة الأنبياء.
2-يحق لي أن أعتبر نفسي متبعا (مرتبة بين المجتهد والمقلد عند أحد الفريقين) أميز بين أقوال الفقهاء وأميز القوي والضعيف من أدلتهم وأستطيع أن أعرف في كل مسألة خلافية بين الفقهاء : الراجح والمرجوح, ومن ثم آخذ بما أراه راجحا وأدع ما أراه مرجوحا.ولكن لا يحق لي أبدا :
ا-أن أعتبر غيري الذي رأى نفسه مقلدا فقط ( لا متبعا) لا يقدر على التمييز بين أقوال الفقهاء,ولا على التمييز بين القوي والضعيف من أدلتهم,ولا يستطيع أن يعرف الراجح والمرجوح , ومن ثم هو يقلد في أغلبية الأحيان فقيها من الفقهاء (مالك أو الشافعي أو أبوحنيفة أو أحمد بن حنبل أو بن حزم الظاهري أو جعفر الصادق أو ... أو بن تيمية أو ... أو القرضاوي أو العتيمين أو بن باز أو الألباني أو ... رحمهم الله جميعا سواء كانوا أحياء أم أمواتا).لا يحق لي أبدا :
- أن أعتبر هذا على باطل (أو ضالا منحرفا) , لأن الكل على الحق والهدى سواء كان متبعا أو مقلدا,ولأن المقلد على الحق مادام عندما يقلد,يقلد علماء"اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" لا جهال.
-أن أعتبر هذا آثما لأنه لا خلاف بين العلماء في أنه يجوز الأخذ اليوم من عالم وغدا من عالم آخر بشرط أن لا يتبع الشخص السهل في كل مسألة (لأنه عندئذ يصبح متبعا لهواه لا للدين,ويكون بذلك فاسقا كما قال بن حزم الظاهري رضي الله عنه).كما أنه أيضا لا خلاف بين العلماء في أنه يجوز للمسلم أن يأخذ في كل المسائل من مذهب واحد أو من عالم واحد.والله " لا يعذب فيما اختلف فيه العلماء" كما يقول الشافعي رضي الله عنه, أي أن الله لن يحاسبك يوم القيامة ما دمت تأخذ من عالم,سواء كان قول العالم راجحا أو مرجوحا,لأنك أنت ترى نفسك مقلدا لا تستطيع أن ترجح.
3-يحق لي أن آخذ في الفقه وغيره , من علماء مثل الألباني وبن باز والعتيمين وغيرهم –رحمهم الله تعالى رحمة واسعة- لأنهم علماء بحق وصدق,وليسوا جهالا –حاشاهم أسأل الله أن يرضى عنهم كما رضي عن الصحابة أجمعين-.
ولكن لا يحق لي أبدا أن أمنع غيري من الأخذ من غير العلماء الذين آخذ أنا منهم, لأنهم هم كذلك علماء سواء كان إسم الواحد منهم مالك أو..أو بن حزم أو.. أو بن القيم الجوزية أو.. أو القرضاوي أو ...بن تيمية أو..أو الشاطبي أو...
ولا دليل لي لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من أي مصدر من مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها أو المختلف عليها,على أن الألباني وبن باز والعتيمين و...علماء , وغيرهم ممن يخالفهم في القليل أو الكثير من المسائل ليسوا علماء .
4-من حقي أن آخذ في المسائل التي اختلف فيها الألباني وبن باز والعتيمين و...فيما بينهم , من حقي أن آخذ بما اطمأنت إليه نفسي من الآراء بدون أن أخاف من حساب الله لي أو حساب أحد من البشر لي وبدون أن يؤنبني ضميري بالقليل أو الكثير.من حقي أن آخذ بما اطمأنت إليه نفسي بدون أن أخاف أن يسألني الله :"لماذا أخذت بقول الألباني ولم تأخذ بقول بن باز؟!" أو" لماذا أخذت بقول بن باز ولم تأخذ بقول العتيمين؟!" أو...أنا لا أخاف هنا من حساب الله (الرؤوف الرحيم) لي,لأنني في كل الأحوال آخذ من عالم.
ولكن لا يحق لي أبدا أن أمنع غيري أن يفعل نفس الشيء لا فيما بين الألباني وبن باز والعتيمين وبين بعضهم البعض,ولكن فيما بين علماء الإسلام كل علماء الإسلام قديما-من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم,رضي الله عنهم جميعا-وحديثا فيما بين البوطي والألباني أو فيما بين القرضاوي وبن باز أو... لا يحق لي أبدا أن أمنع غيري من أن يأخذ في أية مسألة خلافية بين عالمين-أي عالمين ماداما عالمين-مسلمين,أن يأخذ بما اطمأنت إليه نفسه بدون أن يخاف من حساب الله له أو حساب أحد من البشر له وبدون أن يؤنبه ضميره بالقليل أو الكثير.من حقه أن يأخذ بما اطمأنت إليه نفسه بدون أن يخاف أن يسأله الله :"لماذا أخذت بقول الألباني ولم تأخذ بقول البوطي ؟!" أو" لماذا أخذت بقول القرضاوي ولم تأخذ بقول بن باز ؟!" أو...هو لا يخاف هنا من حساب الله (الرؤوف الرحيم) له, لأنه في كل الأحوال يأخذ من عالم.أليس هذا هو مقتضى الشرع ثم مقتض العقل ؟!.أنا أخاطب نفسي بطبيعة الحال.
وأؤكد هنا مرة أخرى على ما قلت من قبل:لا دليل أبدا لي لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من أي مصدر من مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها أو المختلف عليها, على أن الألباني وبن باز والعتيمين و...علماء وغيرهم ممن يخالفهم في القليل أو الكثير من المسائل ليسوا علماء.أبدا !.ليس لدي أي دليل ولا شبه دليل ولا عشر دليل ولا...أبدا أبدا أبدا.
5-من حقي أن آخذ برأي -في مسألة فقهية فرعية- إطمأنت إليه نفسي أو رأيت أنه الأرجح أو لأنه قال به من أرتاح إليهم من العلماء أمثال الألباني وبن باز والعتيمين-رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنانه-أو لأي سبب آخر غير اتباع الهوى.ولكن لا يحق لي أبدا أن أعتبر بأن المسألة اتفاقية أصولية لا خلاف فيها لا لأنها كذلك بالفعل,بل فقط لأن الرأي الذي أخذت به إطمأنت إليه نفسي أو لأنني فقط رأيت أنه الأرجح أو لأنه فقط قال به من أرتاح أنا إليهم من العلماء دون غيرهم.
*إن المسألة الفرعية تبقى فرعية إلى يوم القيامة إلا في حالات خاصة جدا يمكن أن نذكر منها:
ا-إذا بني الحكم في مسألة ما على عرف كان , ثم تغير.إذا تغير العرف تغير الحكم تلقائيا.
مثلا كان العرف يقتضي أيام زمان أن يعطى للمرأة أجرها إذا أرضعت وليدها.أما اليوم فالعرف تغير وأصبح من الواجب على المرأة أن ترضع ولدها بدون أن تطلب ( ولا حتى أن تفكر في طلب) أجرة على ذلك.
ب-إذا بني الحكم على ظن واجتهاد (لا على نص وشرع) ثم تبين بعد ذلك-بيقين-علميا وطبيا وصحيا أن ذلك الحكم كان خاطئا ,فيجب في هذه الحالة ترك الظن والعدول إلى اليقين العلمي الطبي الصحي( في غياب نص من الشرع بطبيعة الحال).
مثلا اختلف العلماء قديما في حكم التدخين بين الإباحة والكراهة , وأما اليوم فلقد تبين بألف دليل علمي ودليل,على أن التدخين مضر بالصحة وفيه من السيئات المؤكدة بيقين ما فيه.ولذلك فلا خلاف اليوم (بعدما كان الخلاف قائما أيام زمان)في أن التدخين حرام وحرام وحرام.
أما في أغلبية المسائل الخلافية خاصة منها المبنية على نصوص ظنية الدلالة أو ظنية الثبوت أو ظنية الدلالة والثبوت , فإن الخلاف كان ولا يزال وسيبقى إلى يوم القيامة.مثلا مصافحة المرأة الأجنبية:قال قوم بحرمتها وقدموا على ذلك أدلة,وقال آخرون بجوازها وقدموا على ذلك أدلة.وأنا وإن حق لي أن لا أصافح امرأة أجنبية على اعتبار أنني اقتنعت بقول من قال بأنها حرام (أنا لم أصافح-بالفعل-امرأة أجنبية منذ 1975 م عندما كنت تلميذا في الثانوية, وحتى اليوم ),فإنه لا يحق لي أبدا أن أمنع غيري من الاقتناع بالقول الآخر.وإذا قدم أحد الفريقين أدلة وحججا وبراهينا على ما يقول فإن الآخر قدم كذلك أدلة وحججا وبراهينا, وإذا ادعى أحد الفريقين أنه أبطل ودحض أدلة الآخر فإن الآخر كذلك يدعي نفس الشيء , وإذا زعم أحد الفريقين أن قوله راجح فإن الآخر كذلك يزعم أن قوله راجح , وإذا رأى أحد الفريقين أن قوله مشهور يقول به الكثير من العلماء ويعمل به جمهور من الناس فإن الآخر كذلك يمكن أن يزعم نفس الشيء.وتبقى المسألة-في النهاية-خلافية,الله أعلم بالصواب فيها أو الله أعلم من المصيب فيها.وفي كل الأحوال كل العلماء مأجور سواء أخذ الواحد منهم أجرين أو أجرا واحدا.أما المقولات التي أرددها أنا دوما"القرضاوي ضال لأنه مثلا أباح سماع الموسيقى",و"البوطي يخرف لأنه مثلا خالف الألباني وانتقده" "الزنداني لا يساوي شيئا لأنه يقدم العقل على النص" "سيد قطب فاسق فاجر لأنه مثلا قال بوحدة الوجود" "حسن البنا منحرف لأنه أنشأ جماعة الإخوان السياسية", الخ...فهي مقولات كاذبة خاطئة ليس لها سند قوي من الشرع أو من العقل أو من المنطق أو ... من الواقع.وأنا بهذه المقولات أزيد من سيئاتي ومن حسناتهم,وفي المقابل أنا لا أغير من الواقع شيئا.إنهم علماء شئت أم أبيتُ , وإنهم ورثة الأنبياء شئت أم أبيتُ , وإنهم مجتهدون مأجورون شئتُ أم أبيتُ.هم كذلك بإذن الله عند الله أولا ثم عند أغلبية العلماء ثم عند أغلبية الناس, وهم كذلك في الواقع اليوم وغدا وبعد غد شئتُ أم أبيتُ.إنهم علماء برغم أنفي,وسيظلون بإذن الله علماء-إن ثبتهم الله-حتى ولو انتقدتهم أنا في كل الأوقات,وحتى ولو حذرت منهم أنا في كل الأوقات, وحتى ولو سببتهم أنا في كل الأوقات.إنهم جميعا علماء,نعم كل منهم يؤخذ منه ويرد عليه إلا "صاحب هذا القبر (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم)", ولكن مع ذلك يبقون علماء.
**إن المسألة الفرعية تبقى فرعية إلى يوم القيامة شئتُ أنا أم أبيتُ.
وهذا الذي قلته عن مصافحة المرأة الأجنبية يقال مثله عن كثير من المسائل الأخرى المشابهة مثل:
-سماع الموسيقى الهادئة إن كانت مصاحبة لكلام نظيف.
-سماع الغناء أو الأناشيد الدينية.
-إطالة الثياب (كالسروال مثلا) بالنسبة للرجال.
-حلق اللحية.
-ما يسمى بجلسة الاستراحة.
-النقاب (أو ستر الوجه) بالنسبة للمرأة المسلمة أمام أجنبي عنها من الرجال.
-الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لا على سبيل السنية (لأن ذلك سيعتبر عندئذ بدعة سيئة مكروهة أو محرمة بلا خلاف) بل على اعتبار أن الاحتفال هو فقط مناسبة لتذكير الناس بالسنة والسيرة.وغيرها كثير...
إن كل مسألة من هذه المسائل (وبالضبط الستة الأولى أو ما يشبهها) اختلف العلماء فيها بسبب ورود أدلة شرعية ظنية لا قطعية.وقع الخلاف فيها قديما-شئتُ أم أبيتُ-,ومازال الخلاف فيها قائما حتى الآن-شئتُ أم أبيتُ-,وسيبقى قائما إلى يوم القيامة-شئتُ أم أبيتُ-.هكذا شاء الله سبحانه وتعالى شئتُ أنا أم أبيتُ.
والأفضل لي في مثل هذه المسائل أن أقف أحد موقفين (لا ثالث لهما لأن الثالث هو عين التعصب المذموم الذي لا يحبه الله لي ولا رسوله ولا المؤمنون):
الأول: أن آخذ بالأيسر, بدون أن أحس بأي حرج شرعي ما دمتُ آخذ من عالم , وما دمتُ لا أقصد اتباع السهل في كل مسألة.
الثاني: أن آخذ بالأشد والأصعب والأحوط.وهذا من حقي, ولكن ليس من حقي أبدا أن أعتبر أن من أخذ بالأيسر ضال منحرف أو عاصي آثم.أقصى ما يمكن أن أعتبره هو أنني على صواب ولكنه صواب يحتمل الخطأ وأن ما أخذ به الغير خطأ ولكنه يحتمل الصواب.والكل إذن على هدى ونور وإسلام وإيمان و...لقد قلت"أقصى ما يمكن أن أعتبره هو أنني على صواب..." لأن الحق والصدق والعدل يقول بأنه حتى هذا الاعتبار(أنني على صواب ولكنه صواب يحتمل الخطأ وأن ما أخذ به الغير خطأ ولكنه يحتمل الصواب) ليس من حقي تماما,وذلك لأنه ليس عندي دليل ولا نصف دليل ولا ربع دليل ولا...على أنني على صواب وعلى أن غيري على خطأ (علم ذلك عند الله وحده).ما دليلي الشرعي الصحيح ؟!.لا دليل ثم لا دليل ثم لا دليل.
***إن المسألة الفرعية تبقى فرعية إلى يوم القيامة لا لأن الله لم يقدر على أن يوحد القول فيها,لا !–حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا-,ولكن الله أراد الرحمة لعباده من خلال هذه المسائل الخلافية الكثيرة جدا في كل مجال من مجالات الحياة الدينية والدنيوية, وكذلك الله جعل هذه المسائل خلافية ليبقى الإسلام صالحا لكل زمان ومكان.
ملاحظات: الأولى : إذا اضطررتُ لسماع الموسيقى الهادئة المصاحبة لكلام نظيف من خلال برامج هادفة كفيلم أو مسلسل أو محاضرة أو ندوة أو درس أو شريط وثائقي أو صور متحركة أو أناشيد إسلامية أو أغاني ثورية أو سياسية أو...أو كدروس في العلوم الفيزيائية (تصاحبها موسيقى) [ أنا أستاذ علوم فيزيائية بثانوية].ما أبعد الفرق بين أن أسمع وأنا أحس بالذنب على اعتبار أنني أتبنى قول من قال بحرمة سماع الموسيقى ولا أعترف بالقول الآخر(فأتعذب باستمرار من حيث لم يرد لي الله أن أتعذب),وبين أن أسمع وأنا مرتاح البال لأنني أخذت بقول علماء قدامى مثل بن حزم وأبي حامد الغزالي و...وكثيرين,ومعاصرين مثل القرضاوي والغزالي و...وكثيرين (خاصة من المعاصرين),قالوا بجواز سماع الموسيقى إن كانت هادئة ومصاحبة لكلام نظيف.إن الحال الأولى أحسن لي بكثير من الحال الثانية إلا أن أكابر وأعاند أو أقول"عنزة ولو طارت" كما يقول المثل عندنا في الجزائر.
الثانية: فرق بين التعامل مع المسائل الأصولية كالتي خالف فيها الترابي مؤخرا مثل جواز شرب الخمر ما لم يضر الشخص غيره وجواز تزوج المرأة المسلمة من كتابي وجواز إمامة المرأة للرجل وجواز صلاة المرأة جماعة إلى جانب الرجل في صف واحد و...فهذه مسائل الاجتهاد فيها ممنوع لأن الأدلة عليها قطعية,والمخطئ فيها آثم لا مأجور.إن المطلوب منا في هذه المسائل التعصب ثم التعصب للحق الذي نؤمن به والذي اتفق الفقهاء عليه.فرق بين التعامل مع مثل هذه المسائل الأصولية والتعامل مع المسائل الخلافية الذي كنت وما زلت أتحدث عنه والذي أرى أن الواجب فيه هو سعة الصدر"ويعذر بعضُنا بعضا فيما اختلفنا فيه" كما قال حسن البنا رحمه الله,والحرام فيه هو التعصب.
الثالثة : إن التعصب يولد غالبا تعصبا مضادا, فإذا أردتُ أن لا يتعصب ضدي أحدٌ (حيث لا يجوز التعصب),فيجب أن لا أتعصب ضد أحد.وكما تدين تدان.وهذا كلام مفهوم ومعقول ومقبول و...بإذن الله.
6-من حقي أن آخذ برأي في مسألة معينة فرعية في العقيدة مثل"الصحابة أفضل أو زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أفضل ؟" أو مثل " عثمان أفضل أو علي أفضل رضي الله عنهما ؟" أو .... وغيرها توجد مئات المسائل الفرعية في العقيدة التي اختلف فيها علماء أهل السنة والجماعة قديما وحديثا خلافا لم يفسد للود قضية بين هؤلاء العلماء وبين بعضهم البعض.
ولكن ليس من حقي أبدا أن أعتبر هذه المسألة أصولية- مع أنها فرعية- , ولا من حقي أن أتعصب لها-مع أن المطلوب مني هو سعة الصدر مع المخالف لا التعصب-.وإذا أصررتُ على أنه ليس في العقيدة فروع فسأدفع ما لا نهاية من الأشخاص إما للضحك علي على اعتبار أنني جاهل من الدرجة الأولى أو-في الأحوال الحسنة-للإشفاق علي فقط لأنني جاهل يحتاج إلى تعليم.
7-من حقي أن أعتبر الألباني وبن باز والعتيمين (رحمهم الله رحمة واسعة وحشرنا الله معهم ومع غيرهم من العلماء يوم القيامة) علماء مميزين ومجددين في القرن العشرين (ميلادي) أو في القرن الخامس عشر(هجري) , ولكن ليس من حقي أبدا أن أمنع الغير من اعتبار حسن البنا أو سيد قطب أو القرضاوي أو المودودي أو الندوي أو ... مميزين ومجددين للعلم بالإسلام في القرن الحالي أو الماضي.لماذا ؟!.الجواب ببساطة هو:
-من جهة أولى هؤلاء علماء وأولئك علماء.
-ومن جهة أخرى لا دليل قوي 100 % على أن هؤلاء مميزون ومجددون بحق وأما غيرهم فلا.لا دليل لا عندي ولا عند غيري.
8-من حقي أن أطمئن إلى الألباني وبن باز والعتيمين أكثر مما أطمئن إلى غيرهم من العلماء على اعتبار أنني أرى أن هؤلاء أورع وأعلم من غيرهم من العلماء , ولكن ليس من حقي أبدا أن أمنع الغير من اعتبار حسن البنا أو سيد قطب أو القرضاوي أو المودودي أو الندوي أو البوطي أو الزنداني أو محمد الغزالي أو الشوكاني أو بن حزم أو جعفر الصادق أو..أورع وأعلم من غيرهم من العلماء..لماذا ؟!.الجواب ببساطة هو:
- لأن الكل علماء.
- لأنه لا دليل شرعي على أن هؤلاء يخافون الله وعندهم علم غزير وأما غيرهم فلا.لا دليل لا عندي ولا عند غيري.
9- من حقي أن أطمئن أكثر إلى الألباني وبن باز والعتيمين و...ولكن ليس من حقي أن أقدسهم إلى درجة أن أعتبرهم بلا أخطاء وكأنهم أرباب من دون الله تعالى(حاشاهم رحمهم الله تعالى).
10-من حقي أن أطمئن أكثر إلى الألباني وبن باز والعتيمين و...ولكن ليس من حقي أن أقدسهم إلى درجة أن أعتبرهم بلا خطايا أو معاصي وكأنهم أنبياء ورسل من بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (حاشاهم رحمهم الله تعالى).
11-من حقي أن أطمئن أكثر إلى الألباني وبن باز والعتيمين و...ولكن ليس من حقي أن أغضب أشد الغضب إذا سمعتُ أو رأيتُ شخصا أو عالما انتقد واحدا منهم أو قال عنه بأنه أخطأ في مسألة ما أو بعُد عن الصواب أو قال عنه بأنه عصى الله في أمر ما.
إن العلماء –كل العلماء- مع كل قيمتهم العظمى عند الله ثم عندنا,يبقون بشرا يصيبون ويخطئون , يطيعون ويعصون ولا أحد منهم (ما دام حيا ) مبرأ من الخطأ أو الخطيئة أو حتى من الكفر والعياذ بالله تعالى.
لا دليل لي لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من أي مصدر من مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها أو المختلف عليها, على أن الألباني وبن باز والعتيمين و...مبشرون بالجنة وغيرهم مبشرون بالنار, ولا دليل على العكس كذلك.
12-من حقي أن أقرأ لعلماء لأنهم يقرنون في الكثير من الأحيان أقوالهم بأدلتها من الكتاب والسنة و...ولكن ليس من حقي أبدا أن أعتبر من لم يذكر الأدلة أو من لم يكتبها بأنه لا دليل له.إن العلماء في الكثير من الأحيان لا يذكرون الأدلة لا لأنهم لا يمتلكونها ولكن فقط ليسهلوا مهمة تعلم الدين على عامة المسلمين سواء من خلال الدروس الشفوية أو من خلال الكتب وغيرها.إن العالم في الأصل (سواء كان رأيه قويا أو ضعيفا,وسواء كان الصواب معه أو مع غيره) لا يتصور أبدا أن يأتي بقول من عندياته اتباعا لهواه وبدون دليل, وإلا لم يكن عندئذ عالما.إن الواجب علينا أن نحسن الظن ونلتمس الأعذار مع المسلم العادي ومع عامة الناس,ولكن من باب أولى يجب أن نحسن الظن بالعلماء ولا نتهمهم بأنهم يقولون في الدين بلا دليل ولا برهان.يا نفس! إن لحوم العلماء مسمومة ,والله مسمومة,فاتق الله يا نفس في العلماء ."اللهم إني بلغت. اللهم فاشهد!".
13-من حقي أن لا آخذ بقول إلا مقرونا بدليله من الكتاب أو السنة أو...ولكن ليس من حقي أن أفرض على الغير أن لا يأخذ بقول إلا ومعه دليله.
لا دليل لي لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من أي مصدر من مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها أو المختلف عليها, على أن المسلم لا يجوز له أن يأخذ قولا من عالم أو ممن يأخذ عن العلماء إلا إذا قُدم له الدليل مع القول.إن دليل العالم المجتهد هو قال الله أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم , أما دليل العامة أو المقلدين هو "قال العالم".واللهُ –بإذن الله-لن يحاسب العبد:" لماذا لم تسأل العالم عن الدليل ؟!", ولن يعاتب العبد:" لماذا أخذت من العالم الفلاني ولم تأخذ من العالم الفلتاني؟!".
14-من حقي أن لا أسمع الموسيقى –كل موسيقى-لأنني مقتنع بقول من قال بحرمتها , ومن ثم أرى أنها تقسي القلب.ولكن ليس من حقي أبدا أن أمنع غيري من سماع الهادئ منها والمصاحب لكلام نظيف إن اقتنع بقول من قال بإباحة هذا السماع.كما أنه ليس من حقي أبدا أن أرفض كلامه وأعتبره"كذبا وزورا وبهتانا" إن قال بأنه عندما يسمع سامي يوسف مثلا ينشد أناشيد إسلامية –بالموسيقى-يحس بأن قلبه يلين أكثر ويحس بأن إيمانه يزداد.موقفي مقبول وموقفه مقبول,والإسلام الواسع يسعنا جميعا ويحمينا ويظلنا ويسترنا ويحفظنا , إن نبذنا التعصب لعنه الله.
15-من حقي أن أرتاح أكثر إلى الألباني وبن باز والعتيمين,لأنني أرى بأنهم أقرب إلى السلفية والسلف الصالح من غيرهم.ولكن ليس من حقي أن أمنع غيري إذا لم يقتنع بهذا ورأى بأن الفقهاء الأربعة (مالك وغيره رضي الله عنهم أجمعين) [الذين كانوا تابعين وتابعي تابعين] أو..أولى بالسلفية والسلف الصالح من الألباني وبن باز والعتيمين وغيرهم من المعاصرين,لأن الأولين لم يكن بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا 100 سنة أو أقل قليلا أو أكثر قليلا , والبعض منهم عاصر الصحابة رضي الله عنهم, بل إن البعض منهم بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الإمام مالك رضي الله عنه.أما المتأخرون فبينهم وبين الصحابة 14 قرنا تقريبا.
16-من حقي أن لا أرتاح إلى القرضاوي-رحمه الله حيا وميتا- لأن لحيته قصيرة ولأنه كان من الإخوان المسلمين (وأنا لا أحب الإخوان) ولأنه أباح سماع الموسيقى,ولأنه قال بعدم إمكانية تلبس الجني بالإنسي,ولأنه تدخل في السياسة,ولأنه أباح تعدد الأحزاب,ولأنه قال بأن الله لو أجرى استفتاء بين البشر من أجل التصويت عليه ما أخذ 99 % كما يدعي بعض حكام العرب لأنفسهم ظلما وعدوانا....والخ...ولكن ليس من حقي أبدا أن أمنع غيري من الإطمئنان إليه ولا أن أعتبر من انتخبه رئيسا ل"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ضالا منحرفا أو أعتبره ليس عالما ولا مفكرا ولا داعية إلى الإسلام مثل عمرو خالد وعلي الجفري وطارق السويدان وعائض القرني ومحمد حسان وسلمان فهد العودة و...
يتبع في الأيام القليلة المقبلة بإذن الله,حين أكمل الجزء الثاني والأخير من هذه الرسالة المتواضعة التي كتبتها اليوم(11/11/2017 م).
إن أصبت فمن الله وحده , وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان فأستغفر الله على ذلك.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه-آمين-.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد الحميد رميته, ميلة , الجزائر.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


طيب احنا كمان من حقنا ان نختلف معك فى معظم الكلام ده وخصوصا الجزء الاخير لان هولاء العلماء اللى ذكرتيهم هم اللى علمونا دينا وسنة نبينا


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________