عنوان الموضوع : نسترجع الماضي .. مع إيليا أبو ماضي (المسابقة الشعريه) -همس القوافي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

نسترجع الماضي .. مع إيليا أبو ماضي (المسابقة الشعريه)





من هو؟
إيليا ضاهر أبو ماضي، ولد في قرية المحيدثة قضاء المتن الشمالي في لبنان في 8 أبريل 1888 وتفيد بعض المصادر أنه ولد في 21 مايو 1890، كان من عائلةٍ أرثوذكسية فقيرة، يعتبر من رواد الشعر المعاضر، وأحد أعلام النهضة الأدبية العربية في بدايات القرن العشرين.




نشأته
أجبره الفقر أن يترك دراسته بعيد الابتدائية، فغادر لبنان إلى مصر ليعمل في تجارة التبغ، وكانت مصر مركزاً للمفكرين اللبنانيين الهاربين من قمع الأتراك، نشر قصائد له في مجلاتٍ لبنانية صادرة في مصر، اهمها "العلم" و "الاكسبرس"، وهناك، تعرف الى الأديب أمين تقي الدين، الذي تبنى المبدع الصغير ونشر اولى اعمال ايليا في مجلته "الزهور".





من شعره



قال السماء كئيبة

قال السماء كئيبة وتجهما ... قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما

قال: الصبا ولى فقلت له: ابتــسم ... لن يرجع الأسف الصبا المتصرما

قال: التي كانت سمائي في الهوى ... صارت لنفسي في الغرام جــهنما

خانت عــــهودي بعدما ملكـتها ... قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما

قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها ... لقضيت عــــمرك كــله متألما

قال: الــتجارة في صراع هائل ... مثل المسافر كاد يقتله الـــظما

أو غادة مسلولة محــتاجة ... لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما

قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها ... وشفائها, فإذا ابتسمت فربما

أيكون غيرك مجرما. و تبيت في ... وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟

قال: العدى حولي علت صيحاتهم ... أأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟

قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم ... لو لم تكن منهم أجل و أعظما

قال: المواسم قد بدت أعلامها ... و تعرضت لي في الملابس و الدمى

و علي للأحباب فرض لازم ... لكن كفي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل ... حيا, و لست من الأحبة معدما

قال: الليالي جرعتني علقما ... قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما ... طرح الكآبة جانبا و ترنما

أتُراك تغنم بالتبرم درهما ... أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟

يا صاح, لا خطر على شفتيك أن ... تتثلما, و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى ... متلاطم, و لذا نحب الأنجما

قال: البشاشة ليس تسعد كائنا ... يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما

قلت ابتسم مادام بينك و الردى ... شبر, فإنك بعد لن تتبسما



كم تشتكي

كم تشتكي وتقول انك معدم...........والارض ملكك والسما والأنجم

ولك الحقول وزهرها وأريجها...........ونسيمها والبلبل المترنم

والماء حولك فضة رقراقة...........والشمس فوقك عسجد يتضرغم

والنور يبني في السفوح وفي الذرى...........دورا مزخرفة وحينا يهدم

هشت لك الدنيا فمالك واجم...........وتبسمت فعلام لا تتبسم

ان كنت مكتئبا لعز قد مضى...........هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم

او كنت تشفق من حلول مصيبة...........هيهات يمنع أن تحل تجهم

أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل...........شاخ الزمان فانه لا يهرم

أُنظر فما زالت تطل من الثرى...........صور تكاد لحسنها تتكلم





كن بلسما

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ......... وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها ......... لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا ......... أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ ......... أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ ......... بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما ......... إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ......... عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم ......... إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا ......... لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا ......... وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ ......... والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ ......... بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها ......... زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ ......... لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه ......... ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ ......... المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم ......... مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه ......... وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما

يا من أتانا بالسلام مبشراً ......... هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ ......... علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى ......... سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ ......... هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ ......... وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ ......... أخشابها للزهوِ أن تتكلما
إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى ......... عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما
وأحبّ حتى من أحب هلاكه ......... وأعان حتى من أساء وأجرما
نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ ......... فإليك نشكو الهاجعين النوّما
عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه ......... وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما
كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا ......... فتألمت من قبلُ أن تتألما!
زعموا الإله أعدّها لعذابنا ......... حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما
ما كان من أمر الورى أن يرحموا ......... أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ ......... ألله لم يخلق لنا إلا السما





فلنعــــش

لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ ....... سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّ الوتـــرُ
فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى ....... مَأتمٍ ...مــــاذا جـــــــرى؟ مـــا الخبرُ
ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما ....... ماج نـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ
كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌ صَـــــاحـــبه ....... كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر
هَــمَــــسَ المــــوتُ بهــم هـــــمستهُ ....... إن هــمــــس المــــوت ريحٌُ صَــــرصَرٌ
فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم ....... كــيفـــما مالـــوا وأنى نــظــــــروا
عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا ....... أنَّ دنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ
والذي أطــــــــربهــــم عن قُــــدرةٍ ....... بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ
يَبِسَ الضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم ....... فهــو كالسُّخــــرِ وإن لم يسخــروا
وإذا الآسي ... يـــــــدٌ مخــــــــــذولةٌ ....... ومُــــحـــيا اليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ
شاع في الدنياالأسى حتى شكت ....... أرضُــها وطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ
فــــعــلى الأضواء مِنه فـــــــــــــترةٌ ....... وعــلى الألــــوان مِــــنه أثـــــــــرُ
والقــــــناني صُــــــــورٌ باهِـــــــــتَةٌ ....... والأغــاني عَــــــالم مُـــــنــــــدثـــــرُ
ألهــــنا أُفـــــــلِت مــن أيديــــهـــمُ ....... والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ



الغبطة ... فكره

أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ

كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الممتاحِ قطرَهْ

أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ

وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ

فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ

وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ

وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ

فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ

فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ

وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ

كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ

فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ

* * *

أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ

لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ

لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ

إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ






الدمعة الخرساء

سمعت عويل النائحات عشية ....... في الحيّ يبتعث الأسى و يثير
يبكين في جنح الظلام صبيّة ....... إنّ البكاء على الشباب مرير
فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة ....... كالظبي أيقن أنّه مأسور
و تحيّرت في مقلتيها دمعة ....... خرساء لا تهمي و ليس تغور
فكأنّها بطل تكنّفه العدى ....... بسيوفهم و حسامه مكسور
و جمت ، فأمسى كلّ شيء واجما ....... ألنور ، و الأظلال ، و الديجور
ألكون أجمع ذاهل لذهولها ....... حتى كأنّ الأرض ليس تدور
لا شيء ممّا حولنا و أمامنا ....... حسن لديها و الجمال كثير
سكت الغدير كأنّما التحف الثرى ....... وسها النسيم كأنّه مذعور
و كأنّما الفلك المنوّر بلقع ....... و الأنجم الزهراء فيه قبور
كانت تمازحني و تضحك فانتهى ....... دور المزاح فضحكها تفكير

قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى : ....... صدق الذي قال الحياة غرور
أكذا نموت و تنقضي أحلامنا ....... في لحظة ، و إلى التراب نصير ؟
و تموج ديدان الثرى في أكبد ....... كانت تموج بها المنى و تمور
خير إذن منّا الألى لم يولدوا ....... و من الأنام جلامد و صخور
و من العيون مكاحل و مراود ....... و من الشفاه مساحيق و ذرور
و من القلوب الخافقات صبابة ....... قصب لوقع الريح فيه صفير !

و توقّفت فشعرت بعد حديثها ....... أن الوجود مشوّش مبتور
ألصيف ينفث حرّه من حولنا ....... و أنا أحسّ كأنّني مقرور
ساقت إلى قلبي الشكوك فنغّصت ....... ليلي ، و ليس مع الشكوك سرور
و خشيت أن يغدو مع الرّيب الهوى ....... كالرسم لا عطر و فيه زهور
و كدميه المثّال حسن رائع ....... ملء العيون و ليس ثمّ شعور
فأجبتها : لتكن لديدان الثرى ....... أجسامنا إنّ الجسوم قشور
لا تجزعي فالموت ليس يضيرنا ....... فلنا إياب بعده و نشور
إنّا سنبقى بعد أن يمضي الورى ....... و يزول هذا العالم المنظور
فالحب نور خالد متجدد ....... لا ينطوي إلاّ ليسطع نور
و بنو الهوى أحلامحهم ورؤاهم ....... لا أعين و مراشف و نحور
فإذا طوتنا الأرض عن أزهارها ....... و خلا الدجى منّا و فيه بدور
فسترجعين خميلة معطارة ....... أنا في ذراها بلبل مسحور
يشدو لها و يطير في جنباتها ....... فتهشّ إذ يشدو و حين يطير
أو جدولا مترقرقا مترنّما ....... أنا فيه موج ضاحك و خرير
أو ترجعين فراشة خطّارة ....... أنا في جناحيها الضحى الموشور
أو نسمة أنا همسها و حفيفها ....... أبدا تطوّف في الذرى و تدور
تغشى الخمائل في الصباح بليلة ....... و تؤوب حين تؤوب و هي عبير
أو نلتقي عند الكثيب ، على رضى ....... و قناعة ، صفصافة و غدير
تمتدّ فيه و في ثراه عروقها ....... و يسيل تحت فروعها و يسير
و يغوص فيه خيالها فيلفه ....... و يشفّ فهو المنطوي المنشور
يأوي إذا اشتدّ الهجير إليهما ....... ألناسكان : الظبي و العصفور
لهما سكينتها ووارف ظلّها ....... و الماء إن عطشا لديه وفير
أعجوبتان – زبرجد متهدل ....... نام تدفّق تحته البلّور
لا الصبح بينهما يحول و لا الدجى ....... فكلاهما بكليهما مغمور
تتعاقب الأيّام و هي نضيره ....... مخضرّة الأوراق ، و هو نمير
فالدهر أجمعه لديهما غبطة ....... فالدهر أجمعه لديها حبور

فتبسّمت و بدا الرضى في وجهها ....... إذ راقها التمثيل و الصوير
عالجتها بالوهم فهي قريرة ....... و لكم أفاد الموجع التخدير
ثمّ افترقنا ضاحكين إلى غد ....... و الشهب تهمس فوقنا و تشير
هي كالمسافر آب بعد مشقّة ....... و أنا كأنّي قائد منصور
لكنّني لمّا أويت لمضجعي ....... خشن الفراش عليّ و هو وثير
و إذا سراجي قد وهت و تلجلجت ....... أنفاسه فكأنّه المصدور
و أجلت طرفي في الكتاب فلاح لي ....... كالرسم مطموسا و فيه سطور
و شربت بنت الكرم أحسب راحتي ....... فيها : فطاش الظنّ و التقدير
فكأنّني فلك وهت أمراسها ....... و البحر يطغى حولها و يثور
سلب الفؤاد رواه و الجفن الكرى ....... همّ عرا ، فكلاهما موتور
حامت على روحي الشكوك كأنّها ....... و كأنّهن فريسة و صقور
و لقد لجأت إلى الرجاء فعقّني ....... أما الخيال فخائب مدحور
يا ليل أين النور ؟ إنّي تائه ....... مر ينبثق ، أم ليس عندك نور ؟

" أكذا نموت و تنقضي أحلامنا ....... في لحظة و إلى التراب نصير ؟ "
" خير إذن منّا الألى لم يولدوا ....... و من الأنام جنادل و صخور "



السماء

لا تسألني عن السماءفما عندي ..... إلا النعوت والأسماء
هي شيء وبعض شيء وحينا ..... كل شيء وعند قوم هباء
فسماء الراعي كما يتمناها ..... مروج. فسيحة خضراء
تلبس التير مئزرا ووشاحا ..... كلما أشرقت وغابت ذكاء
أبدا في نضارة،لا يجف العشب ..... فيها ؛ولا بعض الماء
وهي عند الأم التي اخترم ..... الموت بنيها، وضلّعنها العزاء
موضع يولد الرّجاء من اليأس ..... إذا مات في القلوب الرجاء
وهي عند الفقير أرض وراء ..... الأفق، فيها ما يشتهي الفقراء
لا يخاف المثري، ولا كلبه الضاري ..... ولا لامرىء به استهزاء
وهي عندالمظلوم أرض كهذي ..... الأرض لكن قد شاع فيها الإخاء
يجمع العدل أهلها في نظام ..... مثلما يجمع الخيوط الرداء
لا ضعيف مستعبد، لا قويّ ..... مستبد؛بل كلهم أكفاء
كلّ شيء للكل ملك حلال، ..... كلّ شيء فيها كما الكلّ شاموا
وهي عند الخليع أرض تميس ..... الحور فيها، وتدفق الصهباء
كلّ ما النفس تشتهيه مباح ..... لا صدود، لا جفوة، لا إباء
أكبر الإثم قولة المرء هذا ..... الأمر إثم، وهذه فحشاء
ليس بين الصّلاح والشر حد ..... كالذي شاء وضعه الإنبياء
وإذا لم يكن عفاف وفسق ..... لم تكن حشمة ولا استحياء

صور في نفوسنا كائنات ..... ترتديها الأفعال والأشياء
ربّ شيء كالجوهر الفرد فذّ ..... عدّدته الأغراض والإهواء
كلّ ما تقصر المدارك عنه ..... كائن مثلما الظنون تشاء
كلّ ما تقصر المدارك عنه ..... كائن مثلما الظنون تشاء





نار القرى

روحي التي بالأمس كانت ترتع ...... في الغاب مثل الظبية القمراء
تقتات بالثمر الجنّي فتشبع ...... ويبلّ غلّتها رشاش الماء
نظرت إليك فأصبحت لا تقنع ...... بالماء والأفياء في الغبراء
تصغي وتنصت ، والحمامة تسجع ...... إصغاؤها لك ليس للورقاء
ناديتها ، فلها إليك تطلّع ...... هذا التطلع كان أصل شقائي
جنّحتي كيما أطير فلم أطر ...... هيهات إنك قد طويت سمائي

قد كان يسبيني الجمال الرائع ...... حتى لمحتك فهو لا يسيبني
عصفت بصدري لليقين زوابع ...... ثلّث عروش توهمي وظنوني
فأنا على ما ضاع مني جازع ...... إن الذي قد ضاع جدّ ثمين
لولاك ما مات الخيال اليافع ...... أفتعجبين إذا كرهت يقيني
هذا صنيعك بي ، فما أنا صانع؟ ...... قد شاء بحرك أن تضلّ سفيني
جرّدت هذا الطين من أوهامه ...... وكبرت عن قارورة من طين

كيف الوصول إليك يا نار القرى، ...... أنا في الحضيض وأنت في الجوزاء
لي ألف باصرة تحنّ كما ترى ...... لكنّ دونك ألف ألف غطاء
لو من ثرى ، مزّقتها بيد الثرى، ...... لكنها سُجُفٌ من الأضواء
ساءلت قلبي إذ رأى فتحّيرا ...... ماذا شربت فمدت؟ قال: دمائي
يا ليته قد ظلّ أعمى كالورى ...... فلقد نعمت، وكان في ظلماء
قد شوشت كفّ النهار سكينتي ...... يا هذه ، ردّي إلّي مسائي

أمسيت حين لمستني بيديك ...... لي ألف باصرة وألف جناح
ولمحت نار الوحي في عينيك، ...... والوحي كان سلافة الأرواح
فتشرت أجنحي وحمت عليك ...... متوهما أني وجدت صباحي
قذ كان حتفي في الدنو إليك ...... حتف الفراشة في فم المصباح
فسقطت مرتعشا على قدميك ...... ألنار مهدي والدخان وشاحي
يا ليت نورك حين أحرقني انطوى ...... فعلى ضيائك قد لمست جراحي







تلك السنون

تلك السنون الغاربات ورائي ....... سفر كتبت حروفه بدمائي
ما عشتها لأعدّها بل عشتها ....... لتبين في سمائها سمائي
سيّلن لو أني قنعت بعدّها ....... عمري وعمر الصخرة الصماء
ولبذّني يوم التفاخر شاطىء ....... ما فيه غير رماله الخرساء
لا حت لي العلياء في آفاقها ....... فأردتها دربا ألى العلياء
ومحبة للخير تسري في دمي ....... ورعاية للضعف والضعفاء
وعبادة للحق أين وجدته ....... والحسن في الأحياء والأشياء
لتدور بعدي قصة عن عاشق ....... رقصت به الدنيا جناح ضياء
نشر الطيوب على دروب حياته ....... وسرى هوى في الطيب و الأنداء
وأطلّ في قلب البخيل سماحة ....... وشجاعة في السلم والهيجاء
ومشى ألى المظلوم بارق رحمة ....... وهوى على الظلام سوط بلاء
متعوّ دنيا قد طوت آبائي ....... وتهش دنيا أطلعت أبنائي
تلك السنون ببؤسها ونعيمها ....... مالت بعودي وانطوت بروائي
أين الشباب ألفّ أحلامي به ....... ليس الشباب الآن لي برداء
نفسي تحس كأنما أثقالها ....... قد خيرت فتخيرت أعضائي
كم من رؤى طلعت على جنباتها ....... ركبا من الأضواء و الأشذاء
قلبت فيها بعد لأي ناظري ....... فتعثرت عيناي بالأشلاء
يا للضحايا لا يرفّ لموتها ....... جفن ولا تحصى مع الشهداء
ودعت للذّات الخيال وعفتها ....... ورضيت أن أشقى مع الحكماء
فعرفت مثلهم بأني موخد ....... بؤسي،وأني خالق نعمائي

إني أراني بعد ما كابدته ....... كالفلك خارجة من لأنواء
وكسائح بلغ المدينة بعدما ....... ضلّ الطريق وتاه في البيداء
شكرا لأصحابي فلولا حبهم ....... لم أقترب من عالم اللألاء
بهم اقتحت العاصفات بمركي ....... وبهم عقدت على النجوم لوائي

شكرا لأعدائي فلولا عيشهم ....... لم أدر أنهمو الغوغاء
نهش الأسى لما ضحكت قلوبهم ....... عرس المحبة مأتم البغضاء
ذني إلى الحسّاد أني فتّهم ....... وتركهم يتعثرون ورائي
وخطيئتي الكبرى إليهم أنهم ....... قعدوا ولم أقعد على الغبراء
عفو المروءة والرجولة أنني ....... أخطأت حين حسبتهم نظرائي
...شكرا لكلّ فتى مزجت بروحه ....... روحي فطاب ولاؤه وولائي
من كان يحلم بالسماء فإني ....... في قلب إنسان وجدت سمائي
ليس الجمال هو بذاته ....... الحسن يوجد حين يوجد رآء
ما الكون؟ ما في الكون لولا آدم ....... إلا هباء عالق بهباء
وأبو البرية ما أبان وجوده ....... وأنتم غايته سوى حواء
إني سكبت الخمر حين سكبتها ....... للناس ، لا للأنجم الزهراء
لا تشرب الخمر النجوم وإن تكن ....... معصورة من أنفس الشعراء

تلك السنون ، عقيمها كولودها ....... حلو ليّ، كذا يشاء وفائي
فالليلة العسراء من عمري ....... وعمر الدهر مثل الليلة السمحاء
يا من يقول (ظلمت نفسك فاتئد) ....... دعني ، فلست بحامل أعبائي
إنّ الحياة الروح بعض عطائها ....... وأنا ثمار الروح كلّ عطائي
ما العمر؟ إان هو كالإناء وإنني ....... بالطيّب الغالي ملأت إنائي
فإذا بقيت ، فللجمال بقائي ....... وإذا فنيت ، ففي الجمال فنائي

للّه ما أحلى وأسنى ليلتي ....... هي في كتاب العمر كالطغراء
يا صحب لن أنسى جميل صنيعكم ....... حتى تفارق هيكلي حوبائي
وتقول عيني "قد فقدت ضيائي" ....... ويقول قلبي"قد فقدت رجائي"






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الله يعطيك العافيه

الحنين الى الماضي شىء روعه


__________________________________________________ __________

خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟

قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما
---------------------------------------------------------------

تمارا انت رائعة لنقلك هذه الكلمات
وانا أستقطبت ما شعرت به من كلماته
يعطيك العافية وتقبلي مروري


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________




إنتقاءات رائعَه تماراا َ
الله يعطيِك العَافيه عزيزتي




__________________________________________________ __________

ان كنت مكتئبا لعز قد مضى...........هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم

.

* أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا................... وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما

.

قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما


:

قـصَـآئـد تـبـعَـث عَـاـىآ ـألـتـفـآؤٍل ,,

وٍ بـآلـفـعـل مَـآضـي يَـسـتـحـق نـبـشـه

:

ـألـاًــه يَـعـطِـيـكْ ـألـصّـحـه وٍ ـألـعَـآفِـيــه تـمَــآرٍآ

دمــتِ بـحـفـظ ـألـاـًـه وٍ رٍعَــآيـتــه