عنوان الموضوع : إصلاح ذات البين - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

إصلاح ذات البين







الخلافات في هذه الدنيا واردة ، والنزاعات قائمة منذ أن قتل قابيل هابيل

ولا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة الَّتي يوغر

بها صدور الخلق ، لينفصلوا بعد اتحاد ، ويتنافروا بعد اتفاق ، ويتعادوا

بعد أُخوَّة .


ولكن ما موقفنا أمام الله عز وجل ؟؟!!!!!

هل نسكت ونترك ذلك ؟؟!!!!


أم نسعى لإصلاح ذات البين بالكلمة الطيبة

والنصيحة الصادقة بل وحتى لو تم دفع مال لإصلاح ذات البين ففي ذلك

أجر ومثوبة .

والإسلام دين يتشوّف إلى الصلح ويسعى له وينادي إليه ، وليس ثمة

خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب

فيها بين قلبين ، فبالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن

وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة .


الأمر بإصلاح ذات البين في القرآن الكريم :


* قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ }

قال الامام بن كثير ـ رحمة الله عليه ـ أي: اتقوا الله في أموركم، وأصلحوا

فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا؛ فما آتاكم الله من الهدى

والعلم خير مما تختصمون بسببه.

* قال تعالى " ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم "

* قال تعالى " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما "

* قال تعالى " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير "

* قال تعالى " ... فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما "

* قال تعالى" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون "



فضل الإصلاح والمصلح :


* قال تعالى " والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين "

* قال تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين "

* " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ،

قال : صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " [ رواه أبو داود ]

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( تُعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكل أمريء لايشرك بالله

شيئاً، إلا إمرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى

يصطلحا) رواه مسلم . وأمرنا معاشر المؤمنين بالسعي في الأصلاح:

(فأصلحوا بين أخويكم).




الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيمن يريد أن يقوم بإصلاح ذات البين؟



*ينبغي أن يكون ذا حلم وتقوى لله وعمل

صالح، وإنصاف للنفس من النفس حتى يتوسط بين الناس بما أعطاه الله

من العلم والبصيرة .

*الإنصاف والتواضع، حتى يتوسط بين من زين لهم الشيطان الاختلاف

والفرقة.

* ومن صفاته أن يكون جواداً كريماً سخياً، يستطيع أن يبذل المال في

الإصلاح بين الناس.

*ومن صفاته الخلق الحسن والتواضع والجود والكرم وطيب الكلام

وحسن الكلام وعدم سوء الكلام، يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق

وجود وكرم.

* قد يحتاج إلى بذل المال ولو بالاقتراض ويعطى من الزكاة إذا تحمل

للإصلاح، فالمصلح بين الناس جدير بأن يساعد ويعان حتى ولو من

الزكاة، في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إن

المسألة لا تحل لأحد إلا لأحد ثلاثة - وذكر منهم - رجلاً تحمل حمالة

فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك))[1] رواه مسلم في صحيحه.




الكذب في الإصلاح :



عن أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بن أبي معيط وكانت

من المهاجرات الأول التي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته

أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول " لَيْسَ الْكَذابُ

الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي [ بدون تشديد بمعنى نقل ما فيه خير

وصلاح وبالتشديد الإفساد ] خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا " [ رواه البخاري ]




واجبنا تجاه المصلح:



علينا أحبتي في الله إذا أتانا المصلح ..

الذي يريد الإصلاح .. أن نفتح له أبوابنا وقلوبنا وأن ندعو له وأن نقول

له : جزاك الله عنا خيرا .. ثم بعد ذلك نكون سهلين في يده .. نكـون

ليّنين في يده .. وإذا طلب منا طلباً أو طلب منا أن نتنازل عن شي فعلينا

أن نُقبل إلى ذلك ..



الله يصلح بين المؤمنين:



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بينا

رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه ،

فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ؟ فقال : رجلان

من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ، فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي

من أخي ، فقال الله ـ تبارك وتعالى ـ للطالب : فكيف تصنع بأخيك ولم يبق

من حسناته شيء ؟ قال : يا رب فليحمل من أوزاري ، قال : وفاضت عينا

رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال : إن ذاك اليوم يحتاج

الناس إلى من يُحمل عنهم من أوزارهم ، فقال الله تعالى للطالب : ارفع

بصرك فانظر في الجنان ، فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من ذهب

وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا ؟ أو لأي صديق هذا ؟ أو لأي

شهيد هذا ؟ قال : هذا لمن أعطى الثمن ، قال : يا رب ومن يملك ذلك ؟

قال : أنت تملكه ، قال : بماذا ؟ قال : بعفوك عن أخيك ، قال : يا رب

فإنى قد عفوت عنه ، قال الله عز وجل : فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة ،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك " اتقوا الله وأصلحوا ذات

بينكم ، فإن الله يصلح بين المؤمنين " [ رواه الحاكم وقال : صحيح

الإسناد ]




كلمة أخيرة :



إن الإصلاح بين المتخاصمين مهمة جليلة

قد فرط فيها كثير من الناس مع قدرتهم عليها، وكثير من الخصومات تكون

أسبابها تافهة، وإزالتها يسيرة، وقد توجد رغبة الصلح عند كلا الخصمين،

ولكن تمنعهما الأنفة والعزة من التنازل مباشرة، أو المبادرة إلى الصلح بلا

وسيط، فإذا ما جاء الوسيط سهل الإصلاح بينهما؛ لرغبة كل واحد منهما

في ذلك، فينال الوسيط أجرا عظيما على عمل قليل، ويؤلف بين قلبين

متنافرين.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بارك الله فيك على الموضوع الرائع لك كل الشكر اختي


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام ايمان و احمد
بارك الله فيك على الموضوع الرائع لك كل الشكر اختي



__________________________________________________ __________

موضوعك روعه بس الناس صارو يهدون مايصلحون ياعزيزتي الله يرد لكل نوياه


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليائسه
موضوعك روعه بس الناس صارو يهدون مايصلحون ياعزيزتي الله يرد لكل نوياه

الرائــع مرورك غاليتي وكفانا الله وإياك من أصحاب النوايا السيئة آمييييييييييين



__________________________________________________ __________



.. يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدك الممـــيز ..
.. تقــبل م’ـــروري ..

كل أإألــــ ود وباأإأإقــة ورد