عنوان الموضوع : في دقيقة واحدة.. - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

في دقيقة واحدة..





من كتاب "حدائق ذات بهجة" للشيخ الدكتور عائض القرني

وجدت أن الدقيقة من الزمن يمكن أن يفعل فيها خير كثير، إما قراءة آيات، كل آية فيها عشرات الحروف، كل حرف بعشر حسنات، فتصبح مئات الحسنات، ولو حسبت مائة: (سبحان الله وبحمد
لجاءت في دقيقة واحدة. ومن قال: (سبحان الله وبحمده) مائة مرة غفرت ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر (1) .
وأمررت عيني على ما يقارب أربع صفحات من كتاب في دقيقة واحدة، وقرأت الفاتحة سبع مرات سرداً وسراً في دقيقة واحدة، وبعضهم حسب حسنات قراءة الفاتحة فإذا هي أكثر من ألف وأربعمائة حسنة، وتقرأ سورة الإخلاص عشرين مرة سرداً وسراً في دقيقة واحدة، ومن شك فليجرب.
قصدي إخبارك بقيمة الدقيقة الواحدة من عمرك، وأنها تمثل حدثاً هائلاً في الذكر والتلاوة والدعاء والتدبر والمطالعة والكتابة.
دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك، في عطائك، في فكرك، في فهمك، في حفظك، في حسناتك.
دقيقة واحدة تكتب في صحيفة أعمالك إذا عرفت كيف تستثمرها وتحافظ عليها، فانظركم من دقيقة؛ بل من ساعة؛ بل من يوم؛ بل من شهر؛ بل من سنة ذهب منا هدراً، وضاع منا لغواً وعبثاً، وطار هباءً منثوراً؟
وليت من ضيعها ينجو رأساً لا له ولا عليه؛ بل تجد خلاف ذلك من ذنوب وخطايا وسيئات، والله المستعان.
أقول: في الدقيقة تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشرين مرة، وأجرها كعتق ثماني رقاب في سبيل الله من ولد إسماعيل (1) .
وكما سبق فإن قراءة: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))، في الدقيقة عشرين مرة تعادل كل القرآن سبع مرات؛ وذلك لأن: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) تعادل ثلث القرآن (1) . فكم بربك من فائدة ذهبت؟
ومن حسنة أهدرت؟
ومن لحظة سلبت في القيل والقال والغيبة والنميمة، وتتبع أخبار الناس والغفلة عن الرحيل واللهو في كل باطل، والتسويف مع كل لاهٍ؟
أما في عالم التأليف، فإنك تستطيع أن تكتب في الدقيقة: أربعة أسطر من الذاكرة، ومن النقل السريع خمسة، أي ما يقارب ثلث الصفحة، أي أنك لو كتبت كل يوم خمسة أسطر لكتبت في الشهر عشر صفحات وفي السنة مائة وعشرين صفحة، وفي عشر سنوات ألفاً ومائتي صفحة، بقدر كتاب زاد المعاد لـابن القيم، وأقل قليلاً من تفسير ابن كثير، ولو قرأت كل يوم في دقيقة واحدة عشرين مرة: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) لقرأت في الشهر ستمائة مرة: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))، وفي السنة سبعة آلاف ومائتي مرة، وهي تعادل في الأجر قراءة القرآن ألفين وأربعمائة مرة.
وقد جربت حفظ بيت شعر فكررته عشرين مرة في دقيقة واحدة حتى حفظته، فلو حفظت كل يوم بيت حكمة من الشعر لحفظت في عشر سنوات ثلاثة آلاف وستمائة بيت شعر، تكون على طرف لسانك أنساً في مجلسك، وحكمة في منطقك، وتهذيباً للغتك.
وتستطيع أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم خمسين مرة في الدقيقة الواحدة بصيغة: صلى الله عليه وسلم فيصلي عليك الله مقابلها خمسمائة مرة، لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها.
ويستطيع من صلى ركعتين خفيفتين يقتصر فيهما على الواجبات فقط كقراءة الفاتحة، وثلاث تسبيحات في الركوع والسجود. أقول: يستطيع أن يصليهما فيما يقارب الدقيقة، فمن صلى كل يوم ركعتين ضحى نافلة صلى في السنة أكثر من سبعمائة ركعة، وكل ركعة فيها سجدتان، أي: يسجد في السنة في صلاة الضحى أكثر من ألف وأربعمائة سجدة.
وفي الحديث الصحيح: (إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة) (1) .
في الدقيقة الواحدة تستطيع أن ترضي الرب، وتمحو الذنب، وأن تكتب لك عند الله بها أجراً، وتمحو بها وزراً، وتجعلها لك عنده ذخراً، وتستطيع في الدقيقة مع الدقيقة أن تؤلف، وأن تكتب، وأن تحفظ، وأن تنمي موهبتك وأن تجوِّد ذاكرتك، وأن تزيد من علمك، وأن تحافظ على وردك وأن تعمِّق ثقافتك، وتوسع معارفك، وتنوع مواهبك، لكن الأمر يحتاج -يا أخي- إلى همة، أعوذ بالله من موت الهمم، وبرود العزائم، وخسة الطبع.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


شكرا حبيبتي وجعلها الله في ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________