عنوان الموضوع : الحجب العشرة بين العبد وبين الله .
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الحجب العشرة بين العبد وبين الله .
يقول ابن القيّم رحمه الله:
فهذه عشرة حجب بين القلب وبين الله سبحانه وتعالى..
تحول بينه وبين السير إلى الله..
وهذه الحجب تنشأ عن أربعة عناصر..
هي: (النفس.. الشيطان.. الدنيا.. الهوى.. ).
فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب..
فلا بد من نزع تلك الأربعة لكي تنزع الحجب التي بينك وبين الله.
اقرائ الموضوع :: باول مشاركه في الاسفل
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الحجب العشرة بين العبد وبين الله .
الحجاب الأول: حجاب الشرك:
وهذا من أعظم الحجب وأغلظها كثافة وقطعه وإزالته بتجريد التوحيد..
وإنما المعنى الأصلي الحقيقي للشرك هو تعلق القلب بغير الله تعالى..
سواء في العبادة.. أو في المحبة.. سواء في المعاني القلبية.. أو في الأعمال الظاهرة.
والشرك بغيض إلى الله تعالى
فليس ثمة شيء أبغض إلى الله تعالى من الشرك والمشركين.
والشرك أنواع.. ومن أخطر أنواع الشرك:
الشرك الخفي وذلك لخفائه وخطورته حتى يقول الله عن صاحبه:
(ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون *
ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين)
فجاهد أخي في تجريد التوحيد.. سل الله العافية من الشرك.. واستعذ بالله
وقل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه
وأستغفرك لما لا أعلمه
هنا يزول الحجاب.. مع الاستعاذة.. والإخلاص.. وصدق اللجوء الى الله.
الحجاب الثاني: الجهل بالله:
ألا تعرفه.. فمن عرف الله أحبه..
لذلك كان أهل السنّة طلبة العلم أولياء الله الذين يحبهم ويحبونه..
لأنك كلما عرفت الله أكثر أحببته أكثر..
إن أغلظ الحجب هو الجهل بالله
إن الذين لا يعرفون الله يعصونه.
من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه.
ولذلك كان نداء الله بالعلم أولاً:
(فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)محمد:19
فالدواء أن تعرف الله حق المعرفة..
فإذا عرفته معرفة حقيقية فعند ذلك تعيش حقيقة التوبة.
الحجاب الثالث: حجاب أهل الغفلة عن الله:
الغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا.. فيتبع المرء هواه..
ويوالي الشيطان.. وينسى الله..
قال تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) الكهف:28
ولا ينكشف حجاب الغفلة عنه
إلا بالانزعاج الناشئ عن انبعاث ثلاثة أنوار في القلب..
1- نور ملاحظة نعمة الله تعالى في السر والعلن..
حتى يغمر القلب محبته جلّ جلاله.
فإن القلوب فطرت على حب من أحسن إليها.
2- نور مطالعة جناية النفس.. حتى يوقن بحقارتها.. وتسببها في هلاكه..
فيعرف نفسه بالازدراء والنقص..
ويعرف ربه بصفات الجمال والكمال..
فيبذل لله.. ويحمل على نفسه في عبادة الله..
لشكره وطلب رضاه.
3- نور الانتباه لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام
فيدرك أن عمره رأس ماله.
فيشمّر عن ساعد الجدّ حتى يتدارك ما فاته في بقية عمره.
فيظل ملاحظاً لذلك كله.. فينزعج القلب.. ويورثه ذلك يقظة تصيح بقلبه الراقد الوسنان.
. فيهّب لطاعة الله.. سبحانه وتعالى..
فينكشف هذا الحجاب.. ويدخل نور الله قلب العبد.. فيستضيء.
الحجاب الرابع: حجاب أهل الصغائر:
إن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعّظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله..
كما أنه لا يحقرّن من المعروف شيئاً
لأنه يرى فيه منّ الله وفضله..
فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة..
فيُقبل على ربّه الغفورالرحيم التواب المنان المنعم
فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب.
الحجاب الخامس: حجاب أهل الكبائر الظاهرة:
كالسرقة.. وشرب الخمر.. وسائر الكبائر..
إخوتاه.. يجب أن نفقه في هذا المقام.. أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار..
والإصرار هو الثبات على المخالفة.. والعزم على المعاودة..
وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء وهي ستة:
(1) بالإصرار والمواظبة:
مثاله: رجل ينظر إلى النساء.. والعين تزني وزناها النظر..
لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج..
ولكن مع الإصرار والمواظبة.. تصبح كبيرة.. إنه مصر على ألّا يغض بصره..
وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات..
فلا صغيرة مع الإصرار..
(2) استصغار الذنب:
مثاله: تقول لأحد المدخنين: اتق الله.. التدخين حرام..
لقد كبر سنك.. يعني قد دب الشيب في رأسك أوأنك فقير
فهذه كلها يجب أن تردعك عن التدخين.. فقال: هذه معصية صغيرة.
(3) السرور بالذنب:
فتجد الواحد منهم يقع في المعصية.. ويسعد بذلك.. أو يتظاهر بالسعادة..
وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب..
فتراه فرحاً بسوء صنيعه.. كيف سب هذا؟؟.. وسفك دم هذا؟..
مع أن (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة.. وكيف استطاع أن يشهر بها..
مع أن الله يقول: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين
[color="rgb(46, 139, 87)"]آمنوا لهم عذاب أليم)النور:19
انتبه.. سرورك بالذنب أعظم من الذنب.
(4) أن يتهاون بستر الله عليه:
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:
( يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته.. ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته..
قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال
وأنت على الذنب ـ أعظم من الذنب..
وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب..
وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب..
وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك ـ وأنت على الذنب
ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ).
(5) المجاهرة:
أن يبيت الرجل يعصي.. والله يستره.. فيحدّث بالذنب.. فيهتك ستر الله عليه..
يجيء في اليوم التالي ليحدّث بما عصى وما عمل!!..
فالله ستره.. وهو يهتك ستر الله عليه.
قال : (كل أمتي معافى إلا المجاهرون..
وإن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه
فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا.
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه).
(6) أن يكون رأساً يقتدى به:
فهذا مدير مصنع.. أو مديرة مدرسة أو كلية.. أو شخصية مشهورة..
ثم يبدأ في التدخين.. فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله..
وهكذا فتاة قد تبدأ لبس البنطلون الضيق يتحول بعدها الموضوع إلى اتجاه عام.
وهكذا يكون الحال إذا كنت ممن يُقتدى بك.
الحجاب السادس: الكبائر الباطنة:
وهي كثيرة كالخيلاء.. والفخر.. والكبر.. والغرور..
هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة..
أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة..
هذه الكبائر الباطنة إذا وقعت في القلب..
كانت حجاباً بين قلب العبد وبين الرب.
ذلك إن الطريق إلى الله إنما تقطع بالقلوب..
ولا تقطع بالأقدام.. والمعاصي القلبية تقطع الطريق.
يقول ابن القيّم: ( وقد تستولي النفس على العمل الصالح.. فتصيّره جنداً لها..
فتصول به وتطغى.. فترى العبد:
أطوع ما يكون.. أزهد ما يكون.. وهو عن الله أبعد ما يكون.. ) فتأمل..!!
الحجاب السابع: البدعة الضالّة المضّلة
فمن ابتدع حُجب عن الله ببدعته..
فتكون بدعته حجابا بينه وبين الله حتى يتخلص منها..
قال : ([color="rgb(160, 82, 45)"]من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[/color])متفق عليه
والعمل الصالح له شرطان:
الإخلاص: أن يكون لوجه الله وحده لا شريك له.
والمتابعة: أن يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ودون هذين الشرطين تكون البدعة حجاباً
تمنع وصول العمل إلى الله.. وبالتالي تمنع وصول العبد.
الحجاب الثامن: حجاب اهل العادات والتقاليد والأعراف:
إن هناك أناسا عبيد للعادة.
وأول سبيل للوصول الى الله
خلع العادات
فالإنسان عدوعادته فلكي تصل الى الله،
فلا بد أن تصير حرا من العبودية لغير الله.
قال ابن تيمية:" ولا تصح عبوديته ما دام لغير الله فيه بقية"..
فلا بد أن تصير خالصا لله حتى يقبلك.
الحجاب التاسع:
حجاب أهل الفضلات -أي (المبالغة) والتوسع في المباحات:
قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه.. فإن الأكل حلال.. والشرب حلال..
لكن النبي قال: ([color="rgb(65, 105, 225)"]وما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن[/color])الترمذي
فإن المعدة إذا امتلأت.. نامت الفكرة.. وقعدت الجوارح عن الخدمة.
وقد يكون الحجاب بين العبد وبين الله ملابسه..
قد يعشق المظاهر..
فالمقصود أن هذه الأعراف.. والعادات.. والفضلات.. والمباحات..
قد تكون حجاباً بين العبد وبين ربه..
وقد تكون كثرة النوم حجاباً بين العبد وبين الله..
قد يكون الزواج وتعلق القلب به حجاب بين العبد وبين الله..
وهكذا الاهتمام بالمباحات.. والمبالغة في ذلك.. وشغل القلب الدائم بها..
قد يكون حجاباً غليظاً يقطعه عن الله.
نسأل الله عز وجل ألا يجعل بيننا وبينه حجاباً..
الحجاب العاشر:
حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير إلى المقصود:
هذا حجاب الملتزمين.. أن يرى المرء عمله..
فيكون عمله حجابا بينه وبين الله..
فمن الواجب ألا يرى عمله.. وإنما يسير بين مَطلعة المنّة..
ومشاهدة عيب النفس والعمل..
وكلما عظم الله في قلبك.. صغرت نفسك عندك..
وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه..
وكلما شهدت حقيقة الربوبية. وحقيقة العبودية.. وعرفت الله.. وعرفت النفس..
تبين لك أن ما معك من البضاعة.. لا يصلح للملك الحق..
ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته..
وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله.. ويثيبك عليه بكرمه وجوده وتفضله.
فحينها تتبرأ من الحول والقوة..
وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله.. فينقشع هذا الحجاب.
[color="rgb(244, 164, 96)"]هذه هي الحجب العشرة التي بين العبد وبين الله..
كل حجاب منها أكبر وأشد كثافة من الذي قبله.
أرأيت يا عبد الله كم حجاب يفصلك اليوم عن ربك سبحانه وتعالى؟!..
قل لي بربك: كيف يمكنك الخلاص منها؟!
[/color]
[color="rgb(244, 164, 96)"][color="rgb(46, 139, 87)"]فاصدق الله.. واصدق في اللجوء إليه.. [/color][/color]
لكي يزيل الحجب بينك وبينه.. فإنه لا ينسف هذه الحجب إلا الله..
نسأل الله أن يوفقنا للإخلاص
في القول والعمل وأن يتقبل أعمالنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [/COLOR]
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
العذر منك للاسف حبيبتي مكرر
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________