عنوان الموضوع : تفسير سورة هود القرآن الكريم
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تفسير سورة هود
تفسير سورة هـــــــــــود
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 4
( الر ، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * ألا تعبدوا إلا الله ، إننى لكم منه نذير وبشير * وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذى فضل فضله ، وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير * إلى الله مرجعكم ، وهو على كل شئ قدير )
الر : الحروف فى بداية السور كما اوضحنا من قبل
قل لهم يا محمد :
القرآن كتاب الله إليكم آياته محكمة فى ألفاظها ومعناها مفصل من عند الله الحكيم فى أقواله وأفعاله الخبير بما ينفع النفوس والخبير بخبايا الأمور
والله الذى أوضح آيات القرآن يأمركم فيه بأن تعبدوه وحده لا شريك له ، وأرسلنى إليكم لأنذركم من عذاب الله وأبشر بجزائه للمؤمنين
ويأمركم الله بأن تستغفروه من ذنوبكم الماضية وتتوبوا إليه ، ولو فعلتم ذلك فإن الله يمتعكم متاعا حسنا فى الدنيا حتى موعد محدد ثم يجازى أصحاب الفضل بفضل مثله .
ومن تولى عن أوامر الله فإنه يناله عذاب شديد يوم القيامة أخشى عليكم منه
وسترجعون إلى الله القادر على كل شئ وأى شئ قادر على الإحسان لمن أطاعه وقادر على تعذيب من عصاه .
الآية 5
( ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ، ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون ، إنه عليم بذات الصدور )
ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه : كان أناس حين يجامعون نساءهم يستحون ويخجلون فيغطون رؤوسهم وبعضهم يفضى إلى السماء اعتذارا .
يستغشون يغطون رؤوسهم ليلا إذا عملوا السيئات ليستخفون من الله .
ومعنى الآية :
قل لهم يا محمد أنهم كانوا يستحيون من أفعالهم ثم يظنون أنهم سيستخفون من الله بها ، لا فإن الله يراهم ويعلم ما يخفون فى صدورهم وفى ضمائرهم وما يعلنون من القول والفعل
الآية 6
( وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ، كلٌ فى كتاب مبين )
الله متكفل بأرزاق العباد والمخلوقات جميعا التى تعيش على أو فى الأرض كبيرها وصغيرها فى البر أو فى البحر أو فى جو السماء ويعلم سيرها وأين تستقر وأين تسكن فى مكانها من الأرض أو فى الرحم ( مستقرها ) أو فى صلب الأنعام ( مستودعها ) وذلك كله مكتوب واضحا فى كتاب عند الله .
الآيات 7 ، 8
( وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ، ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين * ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ، ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون )
يخبر الله تعالى أن كان عرشه على الماء ثم كتب فى اللوح المحفوظ كل شئ
فخلق السموات والأرض فى ستة أيام لينفع الناس ويعبدوه واسكنهم الأرض ليختبرهم ويفاضل بينهم فى أعمالهم الحسنى خالصة لله
وهؤلاء الكافرون ينكرون يوم القيامة عندما تحدثهم يا محمد عن البعث بعد الموت ويقولون أن من يصدقك ويتبعك أنه واضح أنك تسحره .
وإذا أخرنا العذاب فترة لهؤلاء الكفار فإنهم يقولون ما يمنعه لو كان صادقا عن تعذيبنا ـــ وهذا من باب التكذيب .
بلا فإنه عندما يأتيهم العذاب لن يبتعد عنهم ويصيبهم ما كانوا به يستهزئون
الآيات 9 ـ 11
( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤس كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عنى ، إنه لفرح فخور * إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير )
وهذا هو حال الناس _ إلا من عصم الله من المؤمنين _ إذا وجد نعمة من ربه فهو يفتتن بها ويبتعد عن طاعة ربه ، وإذا مسه الشر ييأس من رحمة الله ويحزن ويظن أن لا مخرج له من أمره
أما المؤمنين الذين صلح عملهم فهم يصبرون على الضراء ويحذرون من أن تفتنهم السراء وهؤلاء يغفر الله لهم السيئات ويؤجرهم عظيم الجزاء على صبرهم وتقواهم .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الآيات 12 ـ 14
( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ، إنما أنت نذير ، والله على كل شئ وكيل * أم يقولون افتراه ، قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو ، فهل أنتم مسلمون )
سأل كفار مكة الرسول عليه الصلاة والسلام أن يفجر لهم عين ماء جارية حتى يؤمنوا له .
وسألوه أن تكون له بدلا من جبال مكة جنة مملوءة بالنخيل والأعناب تجرى فيها الأنهار بلا انقطاع فى مكة الصحراء .
أو أن السماء تنشق وتتدلى أطرافها وتسقط قطعا على الأرض كما وعدهم بما يحدث يوم القيامة .
أو أن يروا الله والملائكة كما حدثهم بما يكون يوم القيامة .
أو أن يكون له قصر من الزخارف واللآلئ والذهب ، أو أن يصعد إلى السماء على سلم وتراه أعينهم .
فيقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : فلا يضيق صدرك بما يقولون فإنما أنت تنذرهم وتبلغهم آيات ربك
والله وكيل على كل شئ
ثم يثبت الله تعالى إعجاز القرآن ويتحدى الكفار بأن يحاولوا إن كانوا صادقين أن يقولوا ولو بعشر مثل القرآن الذى يدعون أنه مفترى من عند نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويدعوا من استطاعوا للإيمان بما قالوا ولن يجدوا من يتبعهم ، ويقول إن القرآن من عند الله الحق وهو حق لا شك فيه
ولكن الكفار يكذبون بما ليس لهم به علم ولم يحيطوا بعلمه ولم يفهموا ما به من الهدى ولكنهم يكذبون تعنتا وسفها .
فقد كذب من قبلهم مثلما كذبوا وما كان عاقبتهم إلا الهلاك بظلمهم .
فقل لهم أنه من عند الله الواحد ولا إله إلا هو ... فهل تؤمنون وتسلموا لله ؟
الآيات 15 ، 16
( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار ، وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )
من كان يرائى بعمله فى الدنيا ولا يريد إلا السمعة نعطيه أجره فى الدنيا لا يظلم شيئا وليس له فى الآخرة من جزاء ولا نصيب ولكنه فى الآخرة له عذاب النار ويحبط عمله وما كان يعمل فهو باطل لأنه لم يرغب به رضا الله
الآية 17
( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ، أولئك يؤمنون به ، ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ، فلا تك فى مرية منه ، إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون )
أفمن كان على بينة من ربه : المؤمنون على فطرة الله التى خلق عليها عباده وهى الإعتراف بأن لا إله إلا الله
ويتلوه شاهد منه : وجاءهم شاهد من الله وهم الأنبياء والشرائع المطهرة ومحمد خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم الذى جاء بالقرآن العظيم يشهدون بأن لا إله إلا الله
ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ، أولئك يؤمنون به : ومن قبل القرآن الكريم جاء موسى بالتوراة وآمنوا به وبما فيها من توحيد وتبشير بقدوم محمد صلى الله عليه وسلم
ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده : ومن يكفر بالقرآن من اليهود أو النصارى أو الكفار أو المشركين فمصيره إلى النار
فلا تك فى مرية منه : فلا يكن عندك شك فى القرآن أنه من عند الله
وهو الحق منزل من عند الله ربك ورب العالمين ، ولكن كثير من الناس لا يؤمنون .
__________________________________________________ __________
الآيات 18 ـ 22
( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ، أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون * أولئك لم يكونوا معجزين فى الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ، ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون * أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون * لا جرم أنهم فى الآخرة هم الأخسرون )
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ، أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين : وليس هناك أعظم ظلما وجرما من الذى يكذب على الله افتراء عليه ، فهؤلاء يعرضون يوم القيامة على الله ، ويفضحون أمام الخلائق جميعا ويقول الملائكة الذين يشهدون عليهم وفى كتابهم ( هؤلاء الذين كذبوا على الله وافتروا عليه ونسبوا له الولد والصفات التى لم يبلغ بها المرسلون فلهم العذاب وعليهم لعنة الله وحرموا من رحمته )
الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون : هؤلاء كانوا يمنعون الناس عن الحق وطريق الرشاد وكانوا يفسدون ويريدون أن يكون طريقهم أعوج بعيدا عن الحق ولا يؤمنون بالبعث والحساب فى الآخرة .
أولئك لم يكونوا معجزين فى الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ، ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون : هؤلاء لم يكونوا قد تعب الله ولم يقدر على معاقبتهم فى الدنيا بل كانوا فى سلطانه وفى قبضته ، وإنما تركهم ليوم القيامة لمحاسبتهم ليجعل لهم فرصة للتوبة وكذلك فإن الله قد كتب فى اللوح المحفوظ أن تحاسب العباد يوم القيامة .
ولكن لم يكن ليقدر أحد ممن أشركوا بهم على أن ينصرهم من عقاب الله وعذابه فى الدنيا ، ولهم فى الآخرة العذاب الأليم المضاعف .
ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون : لقد ختم الله على سمعهم وأبصارهم فكانوا لا يفهمون ولا يريدون الطاعة وصما وعميا عن الحق .
أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون : هؤلاء أضلوا أنفسهم وخسروا بما سببوا لأنفسهم من ضلال وعذاب
وكذلك تركهم شركاءهم الذين عبدوا من دون الله افتراء عليه .
لا جرم أنهم فى الآخرة هم الأخسرون : وبلا شك هؤلاء هم الخاسرون يوم القيامة فحرموا من الجنة وحرموا مغفرة الله ويدخلون النار خالدين فيها .
الآيات 23 ، 24
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة ، هم فيها خالدون * مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع ، هل يستويان مثلا ، أفلا تذكرون )
المؤمنون الذين آمنت قلوبهم وعملت جوارحهم الصالحات إيمانا بالله واستسلاما إليه وإلى أوامره لهم جزاء الجنة خالدين فيها ونعم الثواب .
ومثل الفريقين المؤمنين والكافرين كمثل الذى يبصر والأعمى ، أو كمثل الذى يسمع والذى لا يسمع ... فلا يستويان
أعقلوا وتدبروا إذ لا يستوى الباطل والحق .
__________________________________________________ __________
الآيات 25 ـ 27
( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إنى لكم نذير مبين * أن لا تعبدوا إلا الله ، إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم * فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادى الرأى وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين )
• هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس
• ولد بعد وفاة آدم ب 126 سنة
• وبينه وبين آدم 10 قرون ( 1000 ) سنة كلها على الإسلام والتوحيد
• هو أول رسول يبعث فى الأرض ، لأن من قبله كانوا أنبياء
• قومه يسمون بنو راسب
• نزلت عليه الرسالة وعمره ( 50 أو 350 أو 480 ) ـ هناك اختلاف
• سور ( نوح ـ هود ـ المؤمنون ـ الشعراء ـ العنكبوت ) تحكى قصته كاملة
• كانت هناك رجال من الصالحين ، ماتوا ، وحزنت أتباعهم كثيرا عليهم فنصبوا لهم على قبورهم نصبا ، ثم حولوها إلى تماثيل ، وبالتدريج تمسحوا فيها كما يحدث هذه الأيام من أضرحة الأموات، وبالتدريج عبدوها
• هؤلاء الصالحين هم ( ود ـ سواع ـ يغوث ـ يعوق ـ نسر ) ، وقد وردت أسماءهم بسورة نوح
• اشتدت الناس فى المعاصى ورسول الله يدعوهم ويناله الأذى ويسب ويقال مجنون، وإمرأته تصفه كما وصفه الناس بالجنون ، وهو لايمل الدعوة لتوحيد الله والطاعة ، ( للأسف هذا مشابه لما يحدث الآن ) هو يكبر فى السن والناس لم تكن كلها من مثل عمره ، فكانت تأتى أجيال وتموت أجيال وهو على دينه يدعوالناس، ولكن إزداد الطغيان وقالوا له :
فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادى الرأى وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين فنحن نرى أنك بشرا مثلنا وليس لك علينا فضل وما نرى يتبعك إلا الفقراء والضعفاء
الآية 28
( قال يا قوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربى وآتانى رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون )
فقال لهم نوح عليه السلام : لو أن الله أوضح لنا الحق ولكن خفى عليكم وكرهتم أن تتبعوا الحق فهل أستطع أن أفرض عليكم الطاعة والإيمان وأنتم تكرهون ذلك ؟
__________________________________________________ __________
الآيات 29 ، 30
( ويا قوم لآ أسألكم عليه مالا ، إن أجرى إلا على الله ، وما أنا بطارد الذين آمنوا ، إنهم ملاقوا ربهم ولكنى أراكم قوما تجهلون * ويا قوم من ينصرنى من الله إن طردتهم ، أفلا تذكرون )
إنى لا أطلب منكم مالا ولا جاها ولا أجر عن دعوتى لكم ، وإنما أطلب الأجر من الله وحده
ومن يؤمن بالله فلن أطرده وهو على الحق وهؤلاء الضعفاء إنما يؤمنون بالله وسيلقون الله فكيف أطردهم
فمن ينجينى من عذاب الله لو طردتهم من أجل أنكم تنفرون من الجلوس معهم
إنى أرى أنكم قوم تجهلون الحق والحقيقة .
الآية 31
( ولا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك ولا أقول للذين تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا ، الله أعلم بما فى أنفسهم ، إنى إذا لمن الظالمين )
ولا أقول لكم أنى أملك التصرف فى خزائن الله ورحمته
ولا أدعى علم الغيب إنما الغيب عند الله
ولا أدعى أنى ملك من السماء من عند الله وإنما أنا بشر مثلكم
ولا أقول لمن تحتقر نفوسكم وعيونكم من الضعفاء لن يجازيهم الله بإيمانهم ولا صالح عملهم
والله يعلم ما فى صدورهم ويحاسبهم به
ولو قلت غير ذلك لأرضيكم أكون ظالما ويعاقبنى الله .
الآيات 32 ـ 34
( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين * ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ، هو ربكم وإليه ترجعون )
وبالرغم من ذلك أصر الكافرون وقالوا هذا جدال طويل كثير منك يانوح ولن نؤمن لك حتى تأتينا بما تعدنا من العذاب لو كنت صادقا فيما تقول .
قال لهم لا آتيكم به ولكن الله الذى يؤتيكم بما شاء كيف يشاء ووقت أن يشاء .
ولن ينفع معكم نصح إذا كان الله لا يريد هدايتكم لما فى أنفسكم من شر واصرار على العناد ، والله ربكم يفعل بكم ما يشاء وسترجعون إليه ويتصرف معكم .
__________________________________________________ __________
الآية 35
( أم يقولون افتراه ، قل إن افتريته فعلى إجرامى وأنا برئ مما تجرمون )
فكما حدث مع نوح من الكافرين يحدث معك يا محمد ويقول لك الكفار أنك تفترى القرآن من عندك
فقل لهم كما قال نوح للكفار من قومه : لو افتريته فعلىّ ذنبى ولا يجيرنى أحد من عذاب الله ، وأنا برئ مما تنسبون لى من إجرام .
الآيات 36 ـ 39
( وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا ، إنهم مغرقون * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم )
• شكى رسول الله نوح لربه عناد الناس
• مر به رجل يحمل حفيده على ظهره وقال لحفيده ( أوصيك يابنى عندما تكبر أن لا تتبع هذا الرجل المخبول ، فهو يسب آلهتنا ويعيبهم ويسفه أحلامنا ، فقال له الحفيد وما دام كذلك لماذا لا تتخلصوا منه ؟ٌ
• قال الرجل : لأنه شيخ عجوز ، وكيف نتخلص منه؟ قال : أنزلنى لأريك فأنزله فمسك بصخرة وشج بها رأس نوح عليه السلام
• وهنا تأكد نوح أن الأجيال التالية ستموت فى قلوبها الرحمة وأن لا جدوى من دعاءهم فقال لربه كما ذكر الله تعالى فى كتابه الكريم : ( قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعائى إلا فرارا * وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا * ثم إنى دعوتهم جهارا * ثم إنى أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا .......) يصف الله ما دعى نوح وشرح من آيات الله وفضله ، ثم قال ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا * ...)
• وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون : فأوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن معك من قومك أكثر ممن آمنوا فلا تحزن عليهم ولما يفعلون .
•
• فأمره بأن يزرع فى الصحراء شجرا ويقطع أخشابه ويبنى به سفينة ضخمة ، وبعضا من أبنائه المذكورين أعلاه آمنوا به وأحفاده عاونوه فى ذلك ، وصنع مسامير ضخمة من الخشب ليمسك بها أجزاء السفينة
ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا : ولا تشفع لهم أن أغفر للظالمين
ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون : كلما مر به أحد يسخر منه ومن معه ويقولون مجنون ، فهل من المعقول أن يبنى أحد فى الصحراء سفينة ويصبر على نمو الأشجار وأين الماء الذى تسير فيه السفينة؟
• وصبر نبى ورسول الله على الأذى ومن معه وكان يقول للكفار نحن نسخر منكم كما تسخرون منا ولكن نحن على حق و أنتم على باطل .
فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم : وستعلمون عندما يأتيكم عذاب الله المؤلم .