بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم ابراهيم الشملان
ماهو الأثر ؟
الأثر أن يبقى شيء خلفكِ يدل عليكِ
والأثر الحقيقي هو ذلك الذي تزرعينه ليكوّن انطباعا خاصا بكِ , وانظري من حولك واذكري بعضا من صديقاتك , لكل واحدة منهن سمة خاصة تعرف بها , فبعض الناس لكثرة كذبه لم نعد نصدّق منه شيئا فترك لنا انطباعا ثابتا حتى لو صدق التوبة لن نستطيع تصديقه فطبعت عليه كلمة ( كاذب ) في نفوسنا حتى لو ادّعينا تصديقه ..
وكنت أرى بعضهم وهم قِلّة لا يحبون التحدث عن الناس ولا سيرهم , وإذا كثر في المجلس أكل لحوم الناس خرجوا مغضبين , فتركوا انطباعا عند الناس أنهم لا يحبون الثرثرة , ماهو الانطباع الذي تركتيه في بيتك , بيت أهل زوجك , والدة زوجك , إخوته وأخواته ..
صحيح .. أنتِ لم تسألي نفسك هذا السؤال رغم أهميّته لأنكِ لم تعتادي على التفكير بهذه الطريقة ..
[ الإنسان تظهر عظمته بأفكاره فإن ارتقيتي بأفكارك زادت قيمتك بين الناس ] ...
صدق النفس :
كانت تلك الفتاة صادقة مع نفسها ومع الناس واضحة الفكر والكلمات , استطاعت في فترة قصيرة أن تسيطر على قلوب الجميع , والسبب : أنها تحب المساعده , وتهتم لأمر من حولها ( إذاً هو الاهتمام ) هل أنتِ مهتمة بزوجك حقا , تهتمين بنظافته ونظافة ملابسه , تقولين له : علبة العطر الخاصة بك ستنفذ قريبا , سأختار لك عطرا أجمل هذه المرة , تركّزي على ألوان ملابسه هل هي متناسقة , تهتمي برونقك لأجله , لا تقابليه برائحة المطبخ , تهتمي بنظافة حمامه ..إذا شعرتِ بإرهاقه وتعبه قمتِ فصنعتِ بيديكِ شرابا ساخنا ..
إذا لم تفعلي هذه الأمور فأنتِ تدّعين سعادتك الزوجية بشكل تافه ومزيّف ..
الحياة هي الاهتمام , وأضرب لك مثلا من القرآن :
عندما فرض الله علينا الصلاة , كنا ولا زلنا نصلي لكن هل نحن مهتمّون بها حقا ؟
أحب الوضوح دائما ولا أريد أن أخادعكم , نحن لا نهتم لصلاتنا حق الاهتمام , لقد قرأنا قوله تعالى ( إن الصلات كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ..) فالمهتم بالصلاة هو من يهتم بوقتها , ويصليها في ذات الوقت , ولهذا لو سألتِ نفسكِ متى يؤذن الفجر .. الظهر .. العصر .. إذا لم تركّزي على الوقت ولم تذكريه فأنتِ غير مهتمة..
هذا على سبيل المثال , وأعود لأذكر لكِ أن الحياة اهتمام , وبغير اهتمام لا أسمّيها حياة ..
قد تكونين أجمل من ..
ربما أنتِ أجمل من فلانة وفلانة , أنتِ أجمل من تلك الكاتبة المشهورة , وأروع من تلك الروائية الرائعه , لكنها صارت أفضل منكِ لأنها فهمت نفسها , وسعت لأجل نجاحها ..
أنا أتعجّب من النساء كثيرا , لأن النسبة الأعظم منهن مجرّد أن تزوّجت انتهت كل طموحاتها , نسيت كل أحلامها , لماذا لا تكونين امرأة عظيمة , وللأسف تنفق وقتها بالنظر إلى عيوب زوجها ومشاكله , وتستطيع أن تغيّره بدل أن تشكوا منه , لكن الفاصل بينكِ وبين تلك المرأة الناجحة هو [ التجربة ] نعم هذا فقط هي جرّبت أن تغيّر زوجها وأنتِ جرّبتي قليلا ثم أصابك اليأس ..
كذلك نرى الكثير من النساء عديمات الجمال , ليس في وجوههن أي علامة لجمال أو روعة مع ذلك تزوّجن رجالا عظماء , والسبب أنهن بحثن طويلا في أنفسهن واستخرجن عيوبهن , ربما تمتلكين من المميزات ما لا يمتلكنه , ربما أنتِ رائعة الجمال في عينيه ( أعني زوجك ) لكنك لا تمتلكين لحسّ الروعة في شخصيتك فماذا بعد ( تكثرين من الشكوى , تعاتبينه على كل شيء , تدقّقين خلفه , لا تحترمين رأيه , تعاندينه , لا تهتمين به إلا عندما تشكين بأمره فتبدأ أسئلتك المملة , أين كنت , ولماذا تأخرت, وتنسين أن تسأليه باطمئنان : لقد قلقت عليك , ظننت أن مكروها أصابك , تفكرين بنفسك فقط وتنسين الآخرين , كل ما يهمك ان يكون ملكك مقيد لك فقط , بأنانية التفكير لن تحظي بقلب زوجك أبدا ..) والكثير من هذه التصرفات التافهة التي تستخرج منكِ أسوء المزايا في حين أنك تمتلكي لأجمل المزايا لكنها مخبوءة مخزونة ..
الجمعية الخيرية لتحفيظ القران الكريم بمنطقة الرياض:: الحساب العام (سبع سنابل)