عنوان الموضوع : ضرب الزوجة وحكمه في الاسلام حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
ضرب الزوجة وحكمه في الاسلام
ظاهرة ضرب الزوجات من الظواهر المنتشرة في العالم والتي تشكل صورة من صور العنف الموجه ضد المرأة ونوع من أنواع شريعة الغاب..
وبالرغم من رفض المجتمعات لهذه الظاهرة إلا أنها تتزايد بشكل يدعو إلي القلق حتى في أكثر المجتمعات تمدنا ورفاهية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية سجلت الإحصائيات الرسمية أن79% من الرجال يضربون زوجاتهم ضربا يؤدي إلى عاهة، أما في فرنسا فهناك مليونا امرأة تتعرضن للضرب كل سنة.
و60% من الشكاوى الليلية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس استغاثات من نساء يسيء أزواجهن معاملتهن مما دفع ميشيل أندرية أمينة سر الدولة لحقوق الإنسان إلى القول: الحيوانات تعامل أحيانا أفضل من النساء، فلو أن رجلا ضرب كلبا في الشارع سيتقدم شخص ما يشكو إلي جمعية الرفق بالحيوان، لكن لو ضرب رجل زوجته فلن يتحرك أحد في فرنسا.
وفي بريطانيا يفيد أحد التقارير أن77% من الأزواج يضربون زوجاتهم بدون سبب. وفي أمستردام عاصمة هولندا عقدت ندوة عن إساءة معاملة المرأة، أجمع المشاركون فيها إلى أن المرأة مضطهدة في جميع المجتمعات وفي بيرو تشكل جريمة اعتداء الزوج بالضرب على زوجته70% من مجموع البلاغات للشرطة، وفي تايلاند يعتدي50% من رجال أضخم تجمع عشوائي في بانكوك بالضرب بانتظام على زوجاتهم, وفي تركيا يرى45% من الرجال أن من حقهم ضرب النساء إذا لم يطيعوهم وفي بلجيكا تشير الإحصائيات إلى أن48% من النساء يتعرضن للضرب على مدى حياتهن.
وفي روسيا يتم ضرب36 ألف روسية من قبل أزواجهن يوميا. أما في مصر فقد أوضح المسح الديموجرافي لسنة 1955 والذي أجري علي14 ألفا و779 امرأة أن نسبة تتراوح بين43 و46% من النساء المتزوجات سواء الأميات أو المتعلمات تعرضن للضرب في حياتهن الزوجية و45% منهن تعرضن لضرب الزوج علي الأقل مرة واحدة في العام السابق للمسح و17% منهن تعرضن للضرب على الأقل ثلاث مرات في العام نفسه واحتاجت39% منهن للرعاية الطبية بسبب الضرب. كما أن ثلث النساء اللاتي ضربن تم ضربهن أثناء الحمل، ومما يذكر أن المسوح التالية لمسح1955 تجاهلت الشق الخاص بضرب الزوجات.
ما هي الأسباب التي تدفع الزوج إلى ضرب زوجته؟
د. ماهر الضبع أستاذ علم النفس يقول إن هناك أسبابا كثيرة تجعل الرجل يقدم على هذا السلوك أهمها:
ـ المفاهيم الخاطئة الخاصة بالرجولة التي يعتبرها الرجال أنها تعني أن الكلمة كلمته والشورة شورته..
فإذا أظهرت الزوجة عدم تقبل لهذه الأفكار أو رغبت في مناقشتها أو أظهرت رفضها لها يثور الزوج وينفعل ويلجأ إلى هذا الأسلوب لفرض رأيه بالقوة.
* مفاهيم خاطئة عن الزواج بصفة عامة، لأن بعض الرجال يعتقدون أن الزواج يعني شراء زوجة لتقوم بدور معين سواء إعداد الوجبات وتنظيف البيت وإشباع رغباته الجسدية وتربية الأبناء.. وهي نظرة خاطئة للزواج الذي يعني في مفهومه الصحيح المودة والرحمة والمشاركة بين اثنين متساويين في الحقوق والواجبات وفي الأدوار التي يؤدونها في الحياة.
* من الأسباب التي تدفع الرجل إلى هذه الإساءة أيضا الإحساس بالدونية.. فقد يشعر الزوج انه أقل من زوجته في الذكاء أو الإمكانيات المادية أو المكانة الاجتماعية... ويدفعه الإحساس بالنقص إلى محاولات عدل الميزان فلا يجد أمامه سوى القوة الجسدية التي يمتلكها ليثبت لها انه أقوى منها في حين انه في الحقيقة عاجز عن مواصلة الحوار معها وغير قادر على مقاومة الفكرة بالفكرة..
* كذلك هناك سبب آخر لهذا العنف يتمثل في القدوة.. فربما نشأ هذا الزوج في أسرة شاهد فيها والده يمارس نفس هذا السلوك العنيف مع والدته.. فالدراسات أثبتت أن الإنسان يتبع دائما نموذجا معينا في حياته يكون عادة الأب.. والطفل الذي يتعرض لمثل هذا الموقف قد يكره والده ويبدي رفضه لهذا السلوك.. لكن الشيء العجيب انه عندما يكبر يكرر نفس الأسلوب.. فموضوع القدوة إذن موضوع مهم جدا يجب أخذه في الاعتبار عند التفكير في الارتباط بشخص معين..
والنصيحة التي نقدمها للفتاة المقبلة علي الزواج أن تحاول ملاحظة هذه الأمور وتقوم بدراسة أسرة العريس جيدا لأن الاحتمال كبير أن يكرر الابن نفس سلوك الأب.. كذلك يجب أن تراعي المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لأسرته لان الفروق الاجتماعية الكبيرة بين الطرفين يمكن أن تجعل الزوج يشعر بالنقص ويلجأ إلي السلوك العنيف لتعويض هذا الشعور.
وماذا تفعل الزوجة إذا فوجئت بأن الزوج الذي اختارته يضربها؟
* واسأل د. ماهر بعد ذلك عن رد الفعل الذي يجب أن تتبعه الزوجة عندما تفاجأ لأول مرة بأن زوجها يثور عليها ويضربها.. فهل تبتلع الإهانة وتصمت خوفا من الفضيحة أو تشتكيه لأهله أو أهلها؟
ـ في البداية كما يقول د.ماهر يجب أن نعود إلي الوراء قليلا.. إلي فترة الخطوبة لان هذه الفترة يمكن أن توضح الكثير من شخصية الرجل.. فيمكن للفتاة أن تكتشف سمة من سمات العنف فيه إذا وجدته يثور لأتفه الأسباب أو ينفعل بشدة ويدفعها أو يشدها من ذراعها.
إذا لاحظت مثل هذه الأفعال فيجب عليها أن تفسخ الخطبة على الفور لان هذه التصرفات تعد مؤشرات قوية وأكيدة على إمكانية أن يضربها بعد ذلك.
فإذا لم تلاحظ الفتاة هذه التصرفات أثناء الخطبة أو تجاهلتها لسبب أو لآخر وحدث أن ضربها زوجها فإنها هنا يجب ألا تلتزم الصمت أبدا لان أكبر غلطة يمكن أن ترتكبها في حق نفسها هي أن تسكت لأنها بهذا السلوك السلبي تثبت في ذهنه فكرة انه يمكن أن يملي عليها أوامره أو رأيه بالقوة.. فيزداد إيمانه بأن الضرب هو الوسيلة التي تمكنه من إسكات زوجته أو إجبارها على طاعته أو إخضاعها لأوامره.. فيتمادى في هذا السلوك.
والشيء الوحيد الذي يجب عليها أن تفعله في أول مرة يضربها فيها هو أن تصعد الأمر.. لان بعض الزوجات يبتلعن الإساءة ويبررنها لأنفسهن بأفكار مثل انه يفرج عن شعوره.. أو انه اخطأ رغما عنه بسبب الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها وانه لن يكرر هذا الخطأ.. أو لمن أنفسهن للتسبب في ثورته.. لكن كل هذه التبريرات مرفوضة تماما, والزوجة يجب ألا تلوم نفسها في هذه الظروف لان كل الأمور يمكن مناقشتها بين شخصين ناضجين بالعقل والمنطق وليس بالضرب.
ويجب على الزوجة في هذه الحالة أن تقول لزوجها بشكل واضح وصريح أن تصرفه هذا غير مقبول وأنها لن تسمح له أبدا أن يمد يده عليها وأنها لن تسكت على هذا التصرف.. وعادة ما تجدي مثل هذه التهديدات.. لكن إذا حدث وتكرر الأمر مرة ثانية فيجب أن تصعد الأمور إلى مرحلة التهديد.. فإذا كان يخشى من الفضيحة تهدده بها، وإذا كان يخشى أهله تهدده بهم، وإذا كان يخشى أهلها لمكانتهم الاجتماعية مثلا تهدده بهم، ولكن عليها أن تكون مدركة تماما إلى أن هذه التهديدات يجب أن يعقبها تصرف في حالة إذا لم يرتدع.. و إلا لن يكون للتهديد معنى ولن يؤتي بنتيجة بعد ذلك.
* ماذا إذا استمر؟
هنا تأتي مرحلة تنفيذ التهديد ويجب على الزوجة أن تلجأ لأهلها لكي يساعدوها.. وإذا كان أهله يمكن أن يشكلوا رادعا له يجب أن تلجأ إليهم.
كذلك يجب في بعض الأحيان تهديده بالشرطة فتحرر ضده محضرا في القسم لكي يرتدع.. وعادة ما يكون هذا الأسلوب مجديا..لذلك فإن رد فعل الزوجة الأول مهم جدا
* ماذا عن الآثار النفسية التي يتركها الضرب في نفس الزوجة؟
يقول د.ماهر إن هذه الحادثة إذا وقعت مرة أو اثنتين فقط وارتدع الزوج بعدها نتيجة رد فعل الزوجة العنيف فإن حياتهما تستمر بعد ذلك بدون أثار نفسية، والسنة الأولى من الزواج مهمة جدا لإرساء أساسيات العلاقة الزوجية بين الطرفين، فإذا أكتشف الزوج أن هذا الأسلوب العنيف في معالجة الأمور مرفوض تماما من قبل الزوجة فإنه يتقبله وتستمر العلاقة بينهما وتستقيم بدون شروخ..
لكن إذا استمر الضرب وخضعت الزوجة لهذا السلوك العنيف لسبب أو لآخر فإنه يترك شرخا فظيعا في نفسيتها ويؤثر على العلاقة الزوجية التي يضربها في مقتل، ويصعب بعد ذلك استقامة العلاقة من جديد.
وفي النهاية لا يتبقى سوى أن نقول إن الوسيلة الوحيدة لوقف هذا العنف الموجه ضد المرأة هي التربية.. فيجب أن يتعلم الأطفال منذ طفولتهم معنى المودة والرحمة بين الجنسين في الحياة الزوجية، لكي يشبوا على هذه المبادئ ويتبعوها طوال حياتهم.
حكم ضرب الزوج لزوجته في الاسلام
حرم على كلا الزوجين ـ بل على عموم الخلق ـ الظلم والتعدي، ولا ريب أن في
ضرب الزوجة بلا مسوغ شرعي أذية لها، واعتداء على حقها، فإن من حقوقها المعاملة والمعاشرة بالمعروف قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)
[البقرة:228] وقال جل وعلا: (وعاشروهن بالمعروف) [ النساء:19].
وقد حرم الله جل وعلا إبقاء الزوجة في العصمة بقصد إذايتها ومضارتها، وسمى ذلك
اعتداءً وظلماً، قال جل وعلا: (ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا، ومن يفعل ذلك
فقد ظلم نفسه) [ البقرة: 231] وقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات
الله وسلامه عليه أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" أخرجه الإمام أحمد في مسنده
وهو أيضا في سنن الدارقطني.
وعليه فضرب الزوجة بلا مسوغ من الاعتداء
والظلم الذي لا يجوز، وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال فيما
يرويه عن ربه جل وعلا: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم
محرما فلا تظالموا" أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه. إذا ثبت هذا
فإنه مما ينبغي أن يعرف أن هنالك حالات يسوغ فيها مثل هذا الفعل ، ولكن مع
مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك. فقد نص الله جل وعلا في كتابه العزيز أن
ذلك يسوغ إذا خرجت الزوجة عن طوع زوجها بلا مسوغ لها في ذلك. فمن المقرر
أن طاعة الزوجة زوجها من الواجبات المتحتمات المقررة في الكتاب والسنة
وبإجماع أهل العلم بالملة، فإن خرجت الزوجة عن طوع زوجها تمردا وعصيانا
بلا مسوغ، فقد شرع الله ـ جل وعلا ـ علاج ذلك بجملة أمور.
أولها:
النصح والإرشاد، بأن يعظ الزوج زوجته ويبين لها وجوب طاعته، وما افترضه
الله عليها وعليه من الحقوق، مترفقا بها تارة، وزاجراً لها أخرى بحسب
المقام والأحوال. فإن تعذر ذلك لعدم استجابتها انتقل إلى الخطوة الثانية،
ألا وهي الهجر، فيسوغ له عند تعذر الأمر الأول أن يهجرها في الفراش،
إظهاراً لها منه بعدم الرضا عنها، والاستياء من معاملتها.
فإن استوفى الزوج هاتين الخطوتين، وبذل وسعه في ذلك ولم ينصلح الأمر، جاز له أن يضربها تأديباً لها مراعيا جملة أمور في ذلك:
أ ـ أن لا يكون الضرب مبرحا، أي شديداً ، بل يكون على وجه التأديب والتأنيب ضرباً غير ذي إذاية شديدة.
ب ـ أن لا يضربها على وجهها.
ج ـ أن لا يشتمها بالتقبيح.
د ـ أن يستصحب أثناء هذه المعاملة، أن القصد حصول المقصود من صلاح الزوجة وطاعتها زوجها، لا أن يكون قصده الثأر والانتقام.
هـ ـ أن يكف عن هذه المعاملة عند حصول المقصود.
والأصل
في كل ما قدمناه قوله ـ عزَّ من قائل ـ (الرجال قوامون على النساء بما فضل
الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات
للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع
واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيراً)
[النساء :34]. وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة
الوداع: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن
شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع،
واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم
على نساءكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ... الحديث) أخرجه الترمذي وقال حديث
حسن صحيح.
خرج الإمام أبوداود في سننه من حديث معاوية بن حيدة رضي الله
عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: أن تطعمها إذا
طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في
البيت". وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة الجياد، ولا بد من الإشارة إلى أنه
ينبغي لكلا الزوجين مراعاة جانب الرأفة والرحمة كلاً مع الآخر، وأن
يتجنبنا الجنوح إلى هذه الحالة ما استطاعا إلى ذلك سبيلاً. وأيضا فإنه مما
يعين على ذلك التغاضي عن بعض الأخطاء التي لا تخل بأمور الشرع ، ولو أن
كلا الزوجين تدارسا طرفا من الهدي النبوي في ذلك لكان حسنا، كباب حق الزوج
على المرأة، وباب الوصية بالنساء من كتاب رياض الصالحين، جعلنا الله
جميعاً من عباده الصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تسليماً كثيراً.
والله أعلم
جزاكم الله على المرور
(لطيفة بكلامي)
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خيرا لطووووووف على الموضوع المثير
وهو موضوع ذو شجون ولانه متشر فى العالم اجمع وخصوصا فى عالمنا العربى
والتحجج بالقران وايات الاتاديب بالضرب
علماان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضرب زوجاته بالسواك
وللاسف يتمادى بعض الازواج فى ضرب زواجاتهم الى حد التشويه والاهانه او تكسير العظام
وارجع فى هذا العنف المستشرى وعدم النضج الاجتماعى والعاطفى
والتصور بان مفهوم القوامة يشمل التاديب بالضرب
كالمعاتاد متالقة كنجمة بعيدة وقريبة تتالق بضوء رقيق
وتشع بمووعاتها الالشيقة والهادفة
سلمت وسلمت اناملك
__________________________________________________ __________
سلمت يداكي على الموضوع
الروعة يشرفني اكون2
من رديت ابدعت
جزاكي الله خيرا
حبيبتي
__________________________________________________ __________
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو
__________________________________________________ __________
غاليتي لطوف
ابدعت و اجدت و احطت بالموضوع و حبيبة قلبي ( ديما علي حق ) ما قصرت فليس بعدها كلام 00
مشكورة علي الطرح الجميل و الراقي و المفيد
__________________________________________________ __________
جزيتم خيرا على مروركم الرائع جدا من عضوات أحبهم جدا وشكرا سنبلة ونوارةعلى التقييم الحلو يا حلوات