عنوان الموضوع : مسامرة مطلقة -مجابة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مسامرة مطلقة
بسم الله الرحمن الرحيم
غاليتي
كأني بك تسامرين النجوم
وتأنسين بذكريات تداعب وحدتك المريرة في هذا الليل البهيم
وتتذكرين زمانا مازال يعبق شذاه بمخيلتك
ويفوح مسكه في خلجات نفسك
وأنت مع زوج يتلمس رضاك ويقوم على شؤونك
فتسقينه من فيض حنانك ونبع وجدانك
ما يحول صحراءه القاحلة إلى حديقة وآرفة
تجتنين ثمارها حبا رقراقا وترشفين من رحيقها شهدا رضابا
ثم هاأنت تفجعين بنفسك النقية وإذا بها تتحول من ملكة في مملكة عامرة كلمتها مسموعة وأوامرها نافذة
إلى فرد في رعية لا شاة له ولا بعير ولا جليل ولا قطمير
فتسكبين من الدمع مدرارا ومن الروح بقايا لو لم تخرج لحولت نفسك إلى بقايا دخان
وقد يزيد حسرتك ويفت في سويداء كبدك أطفالا صغارا يحاكون الكواكب تألقا والزهور نضارة والعصافير مرحا وسرورا
لا يعكر صفو مزاجهم ويدمي قلوبهم إلا غياب أب حنون أو أم رءوم ولولا صبابة من لقاء بين الفينة والأخرى تروي نزرا يسيرا من عواطفهم لانهارت سعادتهم وعم شقاؤهم
ولكن أيتها الحبيبة الغالية
اعلمي
أن الحياة مهما لونتها السعادة و خالطت القلب ببشاشتها وتألقت وتنوعت بفنون المبهجات لابد وأن تمحى تلك الألوان وتزول بهارجها ذلك أن الله خلق الدنيا للابتلاء ولولا مرارة الفراق لما كانت هناك حلاوة للقاء ولو لم يكن للألم طعم فلن يكون للعافية والبهجة نكهة ولون
وتذكري أيتها الحبيبة الغالية
أن الدنيا تتقلب تقلب مراوح الطواحين وتدور دوران الرحى
فلا تثبت على حال ولا تبقى على منوال
وأن الأمور بيد الحكيم العليم الذي يعلم لكل عبد ما يصلحه فيجريه عليه جريان المداد على القراطيس
والحكم العدل سبحانه مهما يجري على عباده من أقدار فهي لصالحهم ولا محالة وإن عجزت عنها أنوار بصائرهم
فإنك تجدي أن من يسلبهم الله حبيبتيهم يمن عليهم بما يفتقر إليه ذو الأبصار وكثير منهم حفاظ لكتاب الله
وكأنه سبحانه ظن على قلوبهم أن يخالطها غير كلامه فأغلق بابا من أبواب القلب ونافذة من نوافذ الفؤاد حتى لا يخالطها غبار الدنيا فتدنس فلا تصلح لعزيز خطابه ولذيذ كلامه
وكما ظن بهذه القلوب على الدنيا كذلك يظن بقلوب كثير من عباده فيحرمهم من ألوان المباهج ويسقيهم من أنواع البلاء ورزايا الدهر ما يكفل قلب حياتهم جحيما ودنياهم عذابا صرفا ومرارة لا يمازجها ولو شيئا يسير من حلاوة تكسر حدة مرارتها وعلقم زقومها
ولولا إيمان يقذفه الله في قلوب عباده يهون عليهم هجير المآسي ويسقيهم من مزن الرضا ما يبرد كبدا حرى ويمسح دمعة حرقى لانقلبت بعد الهدى ضلال وبعد النور ظلام
ثم اعلمي يا غالية
أن ما أصابك لن يخرج عن أمين لا ثالث لهما:
إما أن تكون يداك أوكتا وفوك نفخ من حيث شعرت أو لم تشعري وكانت لك يد فيما ما حدث
وهذا أغلب ما يحدث لأكثر أهل المصائب وذلك مصداقا لقوله تعالى : (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفو عن كثير )
وهنا تتجلى بعض الحكم الإلهية في الأقدار التي تكون ظاهرها مرارة وباطنها رحمة مهداة في تزكية النفوس وصقل الشخصية ووزن الطباع حتى لا يغلب جانب على جانب
وإذا بك خرجت من المحنة بعقل حصيف ورأي سديد وفكر متألق ونفس وطباع متزنة وشخصية راكزة راسخة ولو لم تكن توالت المحن على اعوجاج لما قوم أو شذوذ لما شذب
ذلك أن النجاح لا يهدى إلا لمن يدفع ثمنه والجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب
وإما أن تكوني بعيدة عن هذا فإن ما حصل هو محض ابتلاء دفعته حكمتك بكل ما أوتيت من قوة وسلكت به حصافتك كل مسلك تجنبا للنتيجة المريرة فأراد الكريم الرحيم أن تجري أقداره فوق أرادتك وتمضي حكمته على حكمتك
عندها اعلمي أيتها الغالية أن الله إذا أراد أن يصلب عود إنسان ويفتح مداركه ويرفعه في مراقي الرفعة والسمو لا بد أن يكون أهلا لذلك
فإن رأى الكريم أن ملكاته لم تنضج وخبراته لم تنقح أدخلها في تنور بلائه وأولجها في نيران محنه وسقاها ما تكون به أهلا للمنزلة السامية والدرجة الرفيعة التي رامه بها واختاره لها
ثم هو مع ذلك يسقيه من حلاوة الأنس وبرد الوصل ما يذيب هجير الأقدار ويحوله إلى نهر زلال وماء رقراق ولكن الصبر طريق ذلك فالصبر دائما ظفر
وعلينا التعرض لكريم عطائه في خلوات الأسحار والبحث عن مكنونات أسراره في لآلئ كتابه
ألا ترين أن الله ابتلى الحبيب المصفى بموت خديجة _ رضي الله عنها _ أحب الناس إلى قلبه من يجدها في كل لحظة تواسيه وفي كل نائبة تؤازره وتسقيه من حلاوة منطقها ومكنون روحها الطاهرة ما يزوده في طريقه ويسنده في محنته في حصار دام ثلاث سنين
ثم ما لبث أن قبض عمه الذي كان سندا له في نشر دعوته
ثم ختم له ذلك بطرد أهل الطائف له بعد أن كانت أملا يبزغ حيث انطفأت كل بارقة لبصيص أمل في مكة
ثم امتن الكريم الرحيم على حبيبه بزيارته في سمائه وطوفه في عالم الآخرة وأراه ما أزال حسراته وأذهب حريق فؤاده وما لو دفع حياة ملؤها الآلام والحسرات والرزايا والنكبات لما كانت ثمنا للحظة واحدة من لحظات الوقوف بين يدي من ذكره يجلو القلوب ويغمرها بالحبور فكيف باللقاء به
ثم اعلمي ياغالية
ان الله إذا أحب عبدا ابتلاه ولا يحب الله إلا من يستحق الحب
وإلا فما تعليل أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل كل يبتلى على قدر إيمانه
وأما إن كان يفت في كبدك الحرى فراخ صغار حرموا حنانك أو حنان والدهم
فاعلمي أن الله لا يكتب لعباده إلا ما يصلحهم وما عليك إلا بذل الوسع في تربيتهم ومحاولة إشباع حاجاتهم وتعويضهم قدر المستطاع عما افتقدوه من حنان والدهم إن كانوا عندك
أو الدعاء لهم إن كانوا بعيدين عنك وقد أخبرتني صديقة لي عن تجربتها حيث قالت
تزوجت منذ فترة طويلة بزوجي الأول إلا أن الله لم يكتب لنا استمرار الزواج فما لبث أن كان الفراق مآل حياتنا
وكنت قد أنجبت له طفلا ربته جدته والدة أبيه في قرية بعيدة
ثم تزوجت برجل آخر في مدينة أخرى وانشغلت بأسرتي الجديدة وأبنائي الصغار
ولكني كثيرا ما كنت أتذكر ابني البعيد فلا أملك له إلا دعوات حرى
وزفرات تزفها إلا من لا تأخذه سنة ولا نوم عن عباده الطارقين بابه آناء الليل وأطراف النهار
ومرت السنوات سريعة على عادتها ومن الكريم علي بأن أصبح ابني عالما من علماء الأمة ينير للناس طريقهم ويدلهم على ما يسعدهم في دنياهم و أخراهم
وأما أبنائي الصغار فقد كبروا ولكن لم يصل أحدهم إلى ما وصل إليه أخوه علما بأنا لم نألو جهدا لا أنا ولا والدهم في تربيتهم ولكن لعل الدعاء كان لابني الأكبر أكثر وأصدق لأنه فعلا لم يتفرغ أحد لتربته فكنت أعوض ذلك بالدعاء
وقبل الختام أيتها الحبيبة الغالية
حتى تتجاوزي هذه المحنة أعلمي أن من يحمل هموم الدنيا ولأوائها لابد له من زاد يوصله وراحلة تقله
ولن تجدي هذا إلا في نصب الأقدام بين يدي الكبير المتعال حينما تختلط ظلمات الليل الحالكة بظلمات الهموم المتتابعة فتفرق شملها وتذهب بها شذر مذر
أو إبحار في لذيذ خطابه وزلال كتابه فيذيب ما علق بالنفس من كدر ويغسل ما ألم بها من خطب والدعاء سهام نصيب بها ما أردنا من الحبيب
وألفت انتباهك إلى باب من أبواب السعادة
وهو العطاء فالإنسان يسعده أن يجد من يهتم به فأعطي لكل من حولك حاجته وسدي خلته بما ترين أنه يسعده ما استطعت إلى ذلك سبيلا
واغرسي بستانا من المعروف لمن حولك تستظلين به في الدنيا وتجنين ثماره في الآخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
وتذكري أن الناس إلى البسمة الصادقة واللمسة الحانية أحوج منها إلى الدنانير البراقة
لأن المال سرعان ما يذهب ويفنى ولكن الشعور النبيل والعواطف المشبوبة والبسمة المشرقة لا يفنى أثرها كلما تذكرها من أسديت إليه لا سيما إن كانت حبيب جاء على فاقة
قد يجول بخاطرك كيف أتصدق بما أنا محتاجة إليه ويطلب مني أن أبذل ما لابد أن يبذل لي
فأنا من يحتاج ذلك أكثر من غيري فأقول لك
إن الصدقة في الفقر أعظم أجرا منها في الغنى ورب درهم سبق ألف درهم وما نقصت صدقة من مال بل تزيده
فإنفاقك من حلاوة منطقك وسلسبيل عاطفتك لابد أن يعوضك الله عنه ما افتقدتيه في الأيام الغابرة والله جل جلاله يقول ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )
وختاما أيتها الغالية
كلما خرجت من بوتقة الماضي
وحاولت التأقلم مع الحاضر
ونظرت للمستقبل نظرة مشرقة
وأملت في الكريم كل خير
كلما تغلبت على أحزانك سريعا
فالمؤمن جبل لا تهده الصعاب
وفقك الله لما يحب ويرضى
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
لهذي الدرجة موضوعي ثقيل دم
77قروه وما ردوا
__________________________________________________ __________
طرح مووفق اختي
والله يرزق جميييييييييييع نساء المسلمين
بالازواج الصالحين يارب
__________________________________________________ __________
آمين يارب العالمين عطرت صفحتي بمرورك وأشكرك
لأنك جبرت بخاطري ورديتي على موضوعي
__________________________________________________ __________
الله يرزقنا بالزوج الطيب
مشكووورة
وربي يووفقك
__________________________________________________ __________
آمين يارب العالمين وفقك الله لما يحب ويرضى
نورت صفحتي بمرورك