عنوان الموضوع : هل ندمتِ يوما على شيء؟ -مجابة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
هل ندمتِ يوما على شيء؟
أثارتني مقولة كثيرا ما سمعتها من بعض أخواتي الحبيبات: "الحمد لله أنا ما ندمت على شيء فعلته أبدا" فقلت في نفسي: سبحان الله أليس كل بني آدم خطاء؟! فلماذا لا نندم ؟!
ألم يقسم الله تعالى في كتابه بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها على سوء فعلها
فهل الندم عيب؟! أليس من الشجاعة أن نواجه أنفسنا بأخطائنا ونعزم على تصحيحها وعدم العودة لها
نعم إن الندم إحساس مر وقد نتهرب منه في أحيان كثيرة إذ يجعلنا نشعر أن كل بناء في داخلنا يتكسر ويتهدم وأحيانا يلقي بنا بعيدا في زاوية معزولة بعيدا حتى عن أنفسنا لنكرهها و نؤنبها ونعنفها إذ هي التي تودي بنا في المآزق وتوردنا المهالك
لاشك أن الندم محطة مهمة نتعلم منها كيف نقف على أخطائنا ونراجع أفعالنا لنكون من الفطنة فلا نعود لها مجددا
ولكن المذموم المبالغة في الندم ليظل الشعور بالحسرة والتندم ملازما لصاحبه فيزيد عن حده و يجهد نفسه ويقوده إلى المرض ويبعث في نفسه الاكتئاب والقلق
وهنا يقول الشاعر بن معصوم المدني
دع الندامة لا يذهب بك الندم
فلست أول من زلت به قدم
هي المقادير والأحكام جارية ٌ
وللمهيمن في أحكامه حِكمُ
و أصعب الندم أن نندم على شيء ليس في مقدورنا تغييره ولا بإمكاننا تعويضه مثل الذي يندم على فراق حبيب أو فوات عمر أو حصول حادث أو ابتلاء بمرض
فهنا لا تنفع قوافل الندم التي بداخلنا وسنقعد وحدنا ملومين محسورين خائبين صفر اليدين، ليس أمامنا إلا أن نطرد هذا الشعور من نفوسنا ونثبت اليقين في قلوبنا بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأنه القدر الذي يجب نرضى به ونذعن إليه
تحكي لي زميلة قريبة إلى قلبي أنها ندمت لأنها لم تحظَ بحفل زواج كبير بل كان نصيبها في ليلة عرسها سهرة بسيطة هي وزجها ويظل الشعور بالندم ملازما لها حتى اللحظة
وياليت كل الندم مثل ندمها فلا يحتاج أحد أن يندم أبدا, فكل يوم من عمر زواجها تستطيع أن تصنع منه عرسا جديدا ويمكنها إن شاءت تعويض ما فاتها
يقول الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى "لكيلا تأسوا على ما فاتكم" أي كيلا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا فإنه لم يقدر لكم ولو قدر لكم لم يفتكم
إن الندم ظاهرة صحية فهو يوقظ النفس قبل فوات الأوان ويعيننا على تصحيح أخطائنا لكن حاجتنا منه كحاجة الطعام للملح فما زاد عن حده انقلب إلى ضده
من منا لم تمر عليه ولو لحظة ندم فنحن بشر نصيب ونخطئ ولكن يجب أن نتذكر أن خير الخطائين التوابون
ولكل شخص قصته ولكل رواية ألم يغلفها الندم يكفي أن أول قصة على هذه الأرض بدأت بالندم حيث قصة ندم أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام عندما أكلا من الشجر ونزلا من الجنة ولكنهما لم يصرا على ما فعلا وتوجها إلى الغفور الرحيم حيث قال تعالى:
" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين "
ويبقى الندم على المعصية أفضل أنواع الندم
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" الندم توبة" رواه الحاكم وابن ماجه
وصدق من قال:
كفى يا نفس ماكان كفاكِ هوى وعصيانا
كفاك ففي الحشى صوت من الإشفاق نادانا
أما آن المآب ،بلى بلى ، يا نفس قد آن
خطوت خطاك مخطئة فسرت الدرب حيرانا
فؤاد يشتكي ذنبي ويشكو منك ما كان
أعيدي للحمى قلبي وعودي ،عودي الآن
ولا أخفيكم سرا أنني عندما تجولت بين من حولي وسألتهم سؤالا يخص هذا المقال
هل سبق أن ندمتم على شيء ؟
بعضهم أعطاني سببا لا يرتقي للاهتمام والبعض الآخر أجاب بلا !
أو لا أتذكر شيئا معينا ندمت عليه!!
فجلست مع ذاتي لأفكر: هل أنا ندمت يوما على شيء؟! فوجدت أن لدي ما ندمت عليه ولكنني مثل غيري من هذه النفوس البشرية التي تأبى أن تتذكر ما يزعجها ويكدر صفوها
ولكن لدي قناعة أشعر بها بقوة في داخلي أن لكل منا في أعماقه شيئا يندم عليه غير أنه لا يملك الشجاعة الكافية للتعبير والإفصاح عنه وكأننا لم نخطئ ولم نندم لنكون لكل من حولنا هذه الصورة الجميلة التي لا تخطئ أبداً
كل من يقرا الموضوع يكتب على ايش ندم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
بما اني اول من يجاوبك على كل لحظه زعل بيني وبين زوجي
هذا بالنسبه لحياتي الزوجيه
ولحياتي الجامعيه على التخصص الذي احبه لم ادخله بل فضلت غيره
وشكرا على الموضوع
__________________________________________________ __________
مشكورة على هالموضوع الرائع.....
__________________________________________________ __________
مشكوره لكم مروركم
__________________________________________________ __________
دائما الندم مرتبط بالخطأ وكل انسان خطاء والندم مرتبط بالذنب والاعتراف بالذنب فضيلة ويجب ان نبتعد قدر المستطاع عن الخطأ ومن الاخطاء لاينفع الندم فيها مشكورة اختي على موضوعك المفيد والرائع تقبلي مروري اختك جهينة
__________________________________________________ __________