عنوان الموضوع : تفسير سورة فاطر
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

تفسير سورة فاطر



تفسير سورة فاطر

بسم الله الرحمن الرحيم

الآية 1

( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

الحمد لله خالق السموات والأرض
الله خلق الملائكة رسلا بينه وبين أنبيائه
ولهم أجنحة يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا سريعا
منهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ومنهم من له أربعة
أو أكثر من ذلك ، فيزيد الله فى عدد الأجنحة ما يشاء ، والله قادر على خلق أى شئ .
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح ليلة الإسراء والمعراج .

الآية 2

( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)لا مانع لما يعطى الله ولا معطى لما منع الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن
فالله غالب على أمره عزيز قوى لا غالب له وحكيم فى أقواله وأفعاله .

الآية 3

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)

يا أيها الناس هذه دلائل لحق الله فى التوحيد فى عبادته
فاذكروا نعمه عليكم
فهل هناك خالق غيره يرزقكم من خيرات السماء وخيرات الأرض
إنه لا إله غيره
فأين تذهب عقولكم بعد هذا البيان ثم تعبدون بعد ذلك أصناما لا تضر ولا تنفع .

الآيات 4 ـ 6

( وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ *يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ *إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )

وإن كذبوك يا محمد فلا تحزن لأن هؤلاء المشركون يكذبون ما جئت به من التوحيد كما فعل الذين من قبل ، فكذبوا رسلهم ، والله يرجع له أمر حسابهم ومجازاتهم .

يا أيها الناس إن وعد الله لكم بالقيامة حق
فلا تخدعكم حلاوة الدنيا وزينتها ولا يغركم الشيطان ويصرفكم عن طريق الله

فالشيطان عدو لكم منذ بدء الخلق ، فعادوه أنتم بأشد من عداوته فلا تطيعوه وكذبوه فيما يغركم به
فالشيطان يريد أن يضلكم حتى تدخلوا معه جهنم .

الآيات 7 ـ 8

( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )

والذين اتبعوا الشيطان وكفروا لهم عذاب شديد
أما الذين آمنوا وزينوا إيمانهم بالعمل الصالح لهم مغفرة الله والأجر العظيم

فالكفار والمشركين يظنون أن أعمالهم حسنة
فمثل هؤلاء ليس لك فى أمرهم حيلة والله يهدى من يشاء ويضل من يشاء
فلا تعذب نفسك من الحسرة عليهم
فالله يعلم جيدا ما يفعلون علما تاما .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الآيات 9 ـ 11

( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ *مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ *وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)

ولتعلموا كيف يحييكم الله ويبعثكم : فإن الله الذى يرسل السحاب فيسقط المطر على أرض جدباء ميتة فتنبت الزرع وتحيا بعد موتها ، كذلك بنفس الطريقة يرسل الله الماء من البحر المسجور فتنبت الأجسام من عظمة الذنب كما تنبت الزروع من البذور ويبعث الله الناس من قبورها .

من كان يحب أن يكون عزيزا قويا فإنه يحصل على ذلك إذا تمسك بدين الله ذو العزة والقوة والشرف وطاعة الله فى دينه تمنحه العزة

والكلام الطيب من الذكر وقراءة القرآن كلها تصل إلى الله
والعمل الصالح من الصلاة والزكاة والصدقات والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كلها ترفع إلى الله
ولا يقبل قول بلا عمل .

أما الذين يدبرون السيئات من الأعمال ويراؤن بأعمالهم فلهم عذاب شديد وأعمالهم باطلة وغير متقبلة منهم .

لقد خلقكم الله وبدأ خلق أبيكم آدم من تراب ، ثم يخلقكم بعد ذلك من نطفة من ماء مهين ، وجعل منكم الذكر والأنثى وجعل لكم أزواجا لتسكنوا إليها
وما تحمل من أنثى أو تضع فإن الله يعلمه
وما يعطى أحد من عمر طويل أو عمر قصير فإنه مكتوب له ذلك فى كتاب عند الله ويعلمه الله وهذا سهل جدا على الله .

الآية 12

(وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وتتجلى قدرة الله وعظمته فى خلق الأشياء
خلق من البحور ما هو عذب الماء ، وماهو ذو ماء مالح شديد الملوحة
ومن كلاهما تستخرجون الأسماك ذات اللحم الطرى لتأكلوا وتستخرجون اللؤلؤ والمرجان لتصنعوا الحلى وتلبسوها
ويجرى الله السفن فى البحر لتبتغوا من فضله بالتجارة وتتنقلون من بلد لآخر على الأرض
ويجب عليكم شكر نعم الله هذه عليكم .

الآيات 13 ، 14

( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ *إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)

يدخل الليل فى النهار والنهار فى الليل فيأخذ من طول هذا ليزيد فى الآخر ليكون الفصول الأربعة والصيف والشتاء ولا يتغير دورة اليوم الواحد
وجعل الشمس والقمر مسخرات بأمره لخدمة الناس ، وكلا منهما يدور فى مسار ثابت ولأجل ثابت
وهذا هو الله ربكم الذى له الملك والأمر وكل شئ تحت تصرفه وخاضع له
أما الأصنام وما تعبدون من غير الله لا يملكون من نفعكم ولا ضرركم ولا يملكون ولو مقدار ضئيل بقدر القطمير

القطمير : هو الغشاء الرقيق حول نواة البلحة

فهؤلاء الأصنام لو دعوتوهم فلا يستجيبوا لأنهم لا يسمعوا ولا ينطقوا ولا يملكون حولا ولا قوة ، ويوم القيامة هم ذاتهم الذين يكفرون بشرككم بالله ويتبرؤن منكم أيها المشركين

ولا ينبئك مثل خبير : ولا يخبرك بعواقب الأمور مثل الله الخبير بها .


__________________________________________________ __________

الآيات 15 ـ 18

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ *إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ *وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ *وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )

الله غنى عن العباد والعباد تفتقر إلى الله وتحتاج إليه بالعطاء والرحمة وكل الحركات والسكنات
والله غنى لا شريك له وحميد فى كل أوامره وأقواله وأفعاله .

لو أراد أن يهلك الناس ويخلق غيرهم لفعل ذلك
وليس هذا بصعب عليه

ويوم القيامة كل نفس تحاسب بما فعلت من أوزار وذنوب ولا تحمل نفس وزر نفس أخرى ... بل يحاسبهم الله بالعدل ولا يحمل أحد عن آخر وزره ولو حتى كانوا أولى قرابة
وإنما يتعظ بما أرسلت به يا محمد الذين يخافون عذاب الله ويقيموا الصلاة ويؤدون زكاة أموالهم ويؤمنون بالغيب
ومن تطهرت نفسه فله وليحمى نفسه من عذاب الله
والجميع مرجعه إلى الله ليحاسبهم على أعمالهم .

الآيات 19 ـ 26

( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ *وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ *وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ *وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ *إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ *إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ *وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ *ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)

وكما أنه لا يتساوى الأعمى ومن يبصر ، ولا يتساوى الظلمات والنور ولا الظل ولا الحر وكذلك لا يتساوى الأحياء والأموات ، فكذلك لا يتساوى المؤمنين الذين هم كالأحياء والكافرين الذين هم كالأموت
والله يسمع ويهدى من يشاء ووجد فيه الطاعة
وأنت لا يمكنك أن تسمع الكفار الذين هم كالأموات فى قبورهم
فمهمتك أن تنذر فقط ، فلقد أرسلناك بالقرآن لتبشر المؤمنين بالجنة لطاعتهم وتنذر الكافرين بالجحيم بسبب كفرهم
وما من أمة إلا وقد بعث الله فيها نبى ينذرها ويزيح عنهم أمراض النفوس

وإن كذبك الكفار فقد كذبت الرسل من قبلك وهذه هى عادة الكافرين فى كل زمان كذبوا رسلهم الذين جاؤوهم بالكتب السماوية الواضحة
ثم أهلك الله الكافرين ونصر المؤمنين
فكيف كان إنكار الله لما فعلوه عظيما .

الآيات 27 ـ 28

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
وانظر أيها الإنسان كمال نعمة الله وقدرته فى خلق الأشياء المتنوعة
خلق السموات والأرض ، وأنزل من السماء ماء المطر فأخرج من الأرض أنواع شتى من الزروع والثمار مختلف الطعوم والألوان والشكل
وخلق جبال متنوعة مختلفة الأشكال والألوان منها الأبيض والأحمر وفى بعضها طرق جدد مختلفة الأشكال
وبعض الجبال مرتفع أسود

وخلق من الناس ومن الدواب ( وهو كل ما دب على قدمين قائمة ) لها أشكال مختلفة
والعلماء الذين يعرفون ذلك جيدا هم أشد خشية من الله
فالله عزيز قوى الجانب لا يغالب وغفور لعباده من تاب ولجأ إليه .

الآيات 29 ـ 30

(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )

يخبر الله عن المؤمنين الذين يقرؤون القرآن ويقيموا الصلاة وينفقون من أموالهم فيما شرع الله فى السر والعلانية أنهم يفعلون ذلك ابتغاء مرضات الله وثوابه وأنهم سينالون الجزاء لا محالة

فالله سوف يعطيهم جزاءهم كاملا ويزيدهم من فضله عليها بزيادات
ويغفر لهم الذنوب فهو غفور شكور لأعمالهم القليلة .


__________________________________________________ __________

الآية 31

(وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ)

يا محمد إن ما أوحينا إليك من القرآن هو الحق كما أنه يصدق ما جاء من قبله من كتب وهى تشهد بصدقه
فإن الله خبير بما يصلح من أمور عباده ، وبصير بما يفضله من شئ على آخر ومن عبد على آخر
فقد فضل الأنبياء بعضهم على بعض وفضل محمد على سائر الأنبياء .

الآية 32

( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )

ثم جعل القائمين على الكتاب وفضل هذه الأمة على سائر الأمم وجعل بينهم القرآن
وسيكون منهم الظالم لنفسه المفرط فى فعل بعض الخيرات
ومنهم المقتصد الذى يؤدى الواجبات ويبتعد عن المحارم
ومنهم من يتسابق ليفعل الخيرات يفعل الواجب والمستحب ويترك المحرمات وبعض المباحات سابق إلى الله ،بإذن وتيسيير من الله ، وهذا هو الخير الكبير .

الآيات 33 ـ 35

( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ *وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ *الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)

إن الذين اصطفاهم الله من عباده بنعمة الإيمان ، وأورثهم الكتاب يدخلهم جناته تجرى من تحتها أنهار العسل والماء العذب والزنجبيل الغير حار والأعناب والخمر واللبن ، ويتحلون بالأساور من الذهب والفضة واللؤلؤ ويلبسون الملابس من الحرير الذى كان محرم عليهم فى الدنيا يمتعهم بأفضل منه فى الآخرة

ويحمدون الله على ان أذهب عنهم عناء المشقة فى العيش فى الدنيا والإبتلاءات والمرض والفقر فى الدنيا وعوضهم بخير الجنة والآخرة
ويحمدون الله على مغفرته وشكره الكثير لما قاموا به من أعمال قليلة

ويقولون الحمد لله الذى أعطانا هذه المنزلة والمقام فضلا منه ورحمة فلا يمسنا التعب ولا المرض .

الآيات 36 ـ 37
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ *وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ)

أما الذين كفروا يدخلون جهنم ولا يموتون فيها ويعذبون ولا يخفف عنهم العذاب وهكذا يكون مجازاة عتاد الكفر فهم لا يموتون ولا يحيون

وهم يصرخون من العذاب ينادون يا مالك قل لربك يقضى علينا لنرتاح أو يخفف عنا شيئا من العذاب
اللهم ربنا أخرجنا من النار فنعمل صالحا غير ما فعلنا من قبل فى الحياة الدنيا

فيقال لهم ألم تعيشوا فيها من قبل أعماركم فلو كنتم ممن يتذكرون لكنتم عملتم صالحا من قبل حيث جاءكم الرسل ينذرونكم
هكذا ذوقوا العذاب بما كفرتم وكذبتم من قبل وليس لكم نصير لأنكم ظالمين .

الآيات 38 ، 39

( إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتًا وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَارًا )

يعلم الله ما فى السموات وما فى الأرض
ويعلم ما يعلن العباد وما يسرون
ويعلم ما تكن الصدور

الله جعل من الناس من يخلفون بعضهم بعضا
ومن كفر بالله فيجنى وبال كفره
وكفر الكفار يجعل الله يزداد كرها لهم
وكفرهم لا ينفعهم فهو عليهم عمى وخسران


__________________________________________________ __________

الآيات 40 ، 41

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلاَّ غُرُورًا * إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

قل يا محمد للمشركين يرونك ما صنع شركاءهم الذين عبدوهم من غير الله وماذا خلقوا
أم أنزلنا على المشركين كتابا نشرح لهم فيه شركهم
إن الأمر ليس كذلك إنما الكفار يعدون بعضهم البعض بوعود باطلة وزور

فالله وحده يرفع السموات ويمسك الأرض فيمنعهما من الزوال والإضطراب عن أماكنهما
ولا يقدر على دوامهما أحد لو أراد الله زوالهما

فالله يرى كفر عباده مع قدرته وعظمته ولكنه حليم بهم يؤخرهم ليتوبوا فيغفر لهم .
الآيات 42 ـ 43

( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا * اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا )

فالعرب وأهل قريش قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أقسموا بأنهم لو أرسل لهم رسول من الله ليكونوا أهدى من أى أمة سبقتهم
ولكن لما جاءهم النذير والرسول فإنهم كذبوا وكفروا وازدادوا نفور منه .

وهذا من باب الإستكبار والعتو والظلم فى الأرض وأساؤا بالناس لصدهم عن سبيل الله ، ولكن لا ينفع الماكرين مكرهم فيعود عليهم بالوبال والدمار .

فماذا ينتظرون ، هل ينتظرون ما سرى على الأولين الذين كذبوا من هلاك
فلا تبديل لسنة الله ولا تغيير .

الآيات 44 ـ 45

( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا * وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا )

ألم يتفكر الكافرون المكذبون ويروا ما أصاب من قبلهم من الأقوام الذين كذبوا رسلهم من قبلهم وكان عاقبتهم أن دمرهم الله بالرغم من أنهم كانوا أقوى منهم ولكن لم يعجزوا الله ولم يهربوا من عقابه ، ولا شئ فى الأرض ولا فى السماء يمكن له أن يعجزه ولا يهرب منه .
فهو سبحانه عليم بكل كبيرة وصغيرة فى السماء أو فى الأرض وقادر على السيطرة عليه .

ولو أن الله حاسب كلٌ على عمله فور ا لكان أهلك من فى الأرض جميعا
ولكن يؤخرهم إلى وقت يعلمه الله ومحدد عنده
فلما يأت أجلهم وموعدهم فإن الله يبصر ما عليه عباده وما يستحقونه من ثواب أو عقاب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

تمت بحمد الله تعالى .


__________________________________________________ __________

الله يجزاك الف خير