عنوان الموضوع : تفسيرسورة غافر من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تفسيرسورة غافر
تفسير سورة غافر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 3
(حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ )
حم : الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل
هذا القرآن العظيم هو ينزل من عند الله ذى العزة والقوة العليم بكل شئ يصلح لعباده ولا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء ويعلم دقائق الأمور وخباياها
يغفر ما سبق من ذنوب
يقبل التوبة عن عباده
شديد العقاب لمن تكبر وطغى
ذى الطول : الغنى ذو السعة والنعم المتفضل على عباده المنعم عليهم
ولا إله غيره ولا رب إلا هو وحده
وإليه مرجع العباد وعليه حسابهم
الآيات 4 ـ 6
(مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ * وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ )
إن الذين يجادلون فى آيات الله من بعد بيان الحق إنما هم الكافرون جاحدون بنعم الله
فلا تغتر يا محمد بأموالهم وما بهم من نعيم لأنه زائل
فهؤلاء قوم نوح من قبلهم كذبوا رسولهم وكذلك الأحزاب من كل أمة من بعده أرادوا قتل رسلهم وجادلوا بالباطل ليردوا الحق فأهلكتهم وعاقبتهم بسبب ذنوبهم وآثامهم ، وما أشده من عقاب
هكذا حقت كلمة ربك بالعذاب على من كذب من الأمم السابقة وكذلك يكون العقاب لمن كفر من أمتك ، فهم أصحاب النار وأهلها وسكانها
الآيات 7 ـ 9
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
يخبرنا الله عز وجل عن الملائكة المقربون من حملة العرش والذين من حوله يسمون الكروبيين بأنهم يسبحون بحمد الله وخاشعون له ويستغفرون لمن فى الأرض من المؤمنين
ويقولون يارب رحمتك تسع كل شئ من أفعالهم وخطاياهم فاغفر لهم ذنوبهم وواصفح عن المسئ منهم وابعدهم عن النار
وأنعم عليهم بجناتك التى وعدتهم هم ومن صلح من آبائهم وذرياتهم وأزواجهم
فأنت العزيز الذى لا يقهر ولا يغالب ، الحكيم فى تدبيرك وأفعالك وتقديرك
اللهم قهم فعل السيئات لأن من تق السيئات فقد نالته رحمتك يوم القيامة ونجيته من عقوبتك وهذا هو الفوز العظيم
الآية 10
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ )
عندما يدخل الكافرون النار ويذوقون العذاب الشديد يمقتون أنفسهم إذ أوقعوا أنفسهم فى العذاب بسوء أفعالهم فتقول لهم الملائكة : إن الله يمقتكم أكثر مما تمقتون أنفسكم حين دعاكم للإيمان فتكبرتم فى الدنيا ولم تستجيبوا لداعيه
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الآية 11، 12
(قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ * ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)
فيقول الكفار اللهم لقد أحييتنا مرتين فى الدنيا وعند البعث ، وأمتنا اثنتين بعد خلقنا الأول وشهدنا على أنك الله ثم فى الدنيا ، فنسألك بقدرتك أن تعيدنا إلى الدنيا لنعمل صالحا
ولكن لا يستجاب لهم
ويقال لهم إنكم إذا دعيتم لعبادة الله وحده كفرتم وإن يشرك بالله تؤمنوا بشركائه وإذا عدتم إلى الدنيا ستكونون كذلك ، فلا رجوع لأن الحكم لله الواحد الآن الحاكم فى خلقه العادل فى قضاءه
الآيات 13 ، 14
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ * فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
فالله يوضح قدرته لخلقه بما يريهم من آيات وبالمطر الذى ينزله من السماء ليخرج به الزروع والرزق لعباده
ولكن لا يعتبر إلا أصحاب العقول البصيرة المنيبة إلى الله
فأخلصوا الدعاء إلى الله وأخلصوا فى عبادته وحده وخالفوا المشركين مهما كرهوا ذلك منكم .
الآيات 15 ـ 17
(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ * يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
ـ يخبر الله تعالى عن عظمته وكبريائه وارتفاع عرشه العظيم على جميع المخلوقات فهو سقف السماوات
ـ ينزل الروح الأمين جبريل على من يختار من عباده لينذر بيوم القيامة
ـ يوم القيامة يظهر الخلق لا شئ يظلهم ولا يسترهم وايعلم الجميع لا يخفون على الله
ـ يطوى السموات والأرض بيده ويقول أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الأرض أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟
ـ فالله هو وحده قهر كل شئ وغلبه
ـ وفى هذا اليوم يحكم الله بين العباد بالعدل ولا يظلم أحد مثقال ذرة بل يجازى كلٌ بعمله
ـ فالله يحاسب النفوس كما لو حاسب نفس واحدة وبسرعة
الآيات 18 ـ 20
(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
ويقول يا محمد أنذر المشركين يوم القيامة ( الأزفة )
( وسميت كذلك لأنها اقتربت أى أزفت )
حيث تقف الناس وقلوبها قد بلغت الحناجر من الخوف ( كاظمين ) أى ساكتين لا يتكلم أحد إلا بإذن الله
والذين ظلموا ليس لهم من يشفع لهم ولا حميم يدافع عنهم
فالله يعلم ما تخفى الصدور ويعلم خائنة العين ويحيط بكل شئ علما كبيرها وصغيرها سرها وعلانيتها
وسبحانه يحكم بالعدل ويقضى بين الناس بالحق
وما يعبدون من دون الله لا يقضون بشئ لأنهم لا يبصرون ولا يسمعون
فالله هو السميع البصير يهدى من يشاء ويضل من يشاء
__________________________________________________ __________
الآيات 21 ـ 22
(أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
هؤلاء الكافرون بما جئت به يا محمد ، ألم ينظروا الأمم من قبلهم الذين كذبوا برسلهم ، لقد كانوا أشد منهم قوة ، وأثروا فى الأرض كثيرا بما شيدوا من بنيان وما تركوا من معالم ، فدمرهم الله بسبب كفرهم وبغيهم ولم ينقذهم من الله شئ
وكان ذلك بسبب أن كانت تأتيهم الرسل والأنبياء بالبراهين ولكنهم جحدوا وكفروا فدمر الله عليهم
فالله ذو قوة وبأس وعقاب شديد .
الآيات 23 ـ 27
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ )
وليسلىّ الله عز وجل عن رسوله ليصبر من قلبه ويقوى عزيمته ، يعرض له أحداث أخرى مما فعله الكفار مع موسى عليه السلام ليوضح له أن آية الظلم لا تدوم فيقول له :
لقد أرسلنا موسى بالآيات والدلائل إلى فرعون وهامان وقارون ولكنهم كذبوه وقالوا ساحر وكذاب
ولما جاءهم بالبرهان القاطع على أنه مرسل من ربه أصدروا أمرا بقتل أبناء المؤمنين وترك الإناث وذلك لإذلال الشعب فيتشاءمون من موسى ومن معه والإقلال من عدد بنى إسرائيل حتى لا ينتصروا عليهم
ولكن مكرهم وتدبيرهم زائل وفى ضلال وهالك
وعزم فرعون على قتل موسى وقال لقومه دعونى أقتله ولنرى فليدع ربه ونرى هل سينقذه منى أم لا
فتعوذ موسى بقدرة الله أن ينقذه ومن معه من شر هذا الكافر الذى لا يؤمن بيوم القيامة والحساب
الآيات 28 ـ 29
(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ * يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ )
وكان هناك رجلا قبطيا من آل فرعون يؤمن ولكنه كتم إيمانه ، فلما رأى عزم فرعون على قتل موسى غضب لله وقال :
كيف تقتلون رجلا لاذنب له إلا أنه قال ربى هو الله
فلو كان كاذبا فإن الله يجازيه ويحاسبه
وإن كان صادقا فيعود عليكم خير ما يقول
فاتركوه وشأنه هو وقومه ولا تتعرضوا له بسوء
فقد أنعم الله عليكم وجعل لكم ملك مصر وخير لا مثيل له فى البلاد ، فماذا تفعلون لو أن الله غضب عليكم وأضاع كل هذه النعم وجازاكم ولن تغنى عنكم جنودكم شيئا بعد ذلك
فقال فرعون : أنا الذى أرشدكم للخير والحق وطريق العلية والرشد ويجب عليكم أن ترون مثل ما أرى وتتبعونى فى قرارى
__________________________________________________ __________
الآيات 30 ـ 35
(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ *الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)
قال الرجل الذى كان يكتم إيمانه ثم أفصح عنه : احذروا غضب الله فأنا أخاف عليكم أن يحدث لكم مثل ما حدث لمن كذبوا قبلكم مثل قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم دمرهم الله لما كذبوا والله لا يظلم أحد فأرسل لكم موسى
إنى أخاف عليكم يوم القيامة عندما ينادى عليكم للحساب
يوم تفرون هاربين ولا عاصم لكم من عذاب الله
فمن أضله الله فلا هادى له
يا أهل مصر إنى أخاف عليكم يحدث لكم مثل ما حدث عندما جاء يوسف إلى مصر يدعوكم باتباع الله وجاءكم بالدلائل وظللتم فى شك مما قال وأطعتموه لمكانته من الحكم والوزارة
ولما مات ظننتم أن الله لن يبعث من يخلفه
والله لا يهدى من ظلم وشك فى قدرته
الذين يدفعون الحق بالباطل بلا حجة وبرهان لهم يكرههم الله ويكرههم المؤمنون
ويطبع الله على قلوبهم فلا يهتدون .
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك اختي العزيزه
__________________________________________________ __________
الآيات 36 ـ 37
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ)
أمر فرعون وزيره هامان أن يبنى له قصر عالى شاهق من الطين المشوى ( أى ما نعرفه الآن من الطوب الأحمر )
ففى سورة القصص 38 يقول تعالى : ( فأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا )
يقول فرعون ربما أعلوا فى القصر وأصل إلى السموات وأنظر إلى إله موسى وأيضا أظن أنه كاذب فى أنه مرسل من ربه
وهكذا صد فرعون أفعاله السيئة عن أن يلين قلبه ويبحث عن الطريق السليم للإيمان
وكيد فرعون ما كان إلا فى خسارة له ومن تبعه .
الآيات 38 ـ 40
(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)
وقال الرجل المؤمن يجاهد فى سبيل الدعوة للإيمان بالله :
اتبعونى فيما أدعوكم إليه من تصديق لموسى فأنا لا أريد لكم إلا طريق الرشاد
هذه الحياة الدنيا زائلة ومتاعها زائل والآخرة هى الباقية
فمن يعمل سيئة يجازيه الله بمثلها ومن عمل صالحا يدخله الله الجنة وله النعيم فيها بغير حساب كثيرا بلا نفاد
الآيات 41 ـ 46
(وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)
ما بالى أدعوكم لتنجوا من النار والعذاب بعبادة الله وحده وتصديق رسوله أما أنتم تدعوننى إلى أن أكفر بالله ويصيبنى منه العذاب
حقا ( لا جرم ) إن ما تدعوننى من كفر بالله الواحد وجعل له الشركاء من الأصنام إنما ليس له نفع ولا ضرر لا فى الدنيا ولا فى الآخرة ومرجعنا جميعا إلى الله الواحد ليحاسبنا يوم القيامة
ومن ظلم فهو فى النار
ستتذكرون ما أقوله يوم القيامة ، وأدع الأمر لله فهو يرى ويبصر ما تفعلون وأفعل
ولهذا نجاه الله من سوء مكر فرعون وجنده ونجاه فى الدنيا مع موسى ، ونجاه فى الآخرة من النار
أما فرعون ومن تبعه ما كان لهم إلا الخسارة والعذاب فغرقوا جميعا فى الدنيا ويعرضون على النار كل يوم وهم فى قبورهم فى عالم البرزخ يروا مصيرهم يوم القيامة
ويوم القيامة لهم النار يلقون فيها بغير عتاب ولهم أشد العذاب فيها
الآيات 47 ـ 50
(وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ * وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ)
ويتخاصم أهل النار وهم فيها يلقون العذاب فيقول الضعفاء لمن اتبعوهم من الأقوياء المتكبرين المتجبرين ، لقد اتبعنا ما أمرتونا به فى الدنيا فهل لكم أن ترفعوا عنا شيئا من عذاب النار أو تتحملون عنا جزءا منه ؟
فيقول المتكبرون لقد قسم الله لكل منا ما يستحقه من العذاب وقضى الأمر
ثم يطلبون من الخزنة من الملائكة الذين يحرسون الأبواب : ادعوا الله لنا أن يخفف عنا قسطا من العذاب ولو يوما واحدا .
فيقول الملائكة :
فادعوا أنتم لأنفسكم
ألم يرسل لكم الله الرسل لينذرونكم هذا العذاب بالدلائل والعلامات
ادعوا ولكن دعاءكم لن يقبل منكم لأنكم كفرتم وضللتم