عنوان الموضوع : انظروا كيف تكون نهاية العالم -تم الرد
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

انظروا كيف تكون نهاية العالم



-6 نزول عيسى عليه السلام



من العلامات الكبرى للساعة وقرب نهاية العالم أن ينزل نبي الله عيسى من السماء إلى الأرض فيحكم بشريعة الإسلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وتكون هلكة المسيح الدجال على يد عيسى بن مريم عليه السلام.



خلق عيسى دلالة على قدرة الله



إذا أراد الله شيئا فإن أمره نافذ ولو كان في ذلك مخالفة للأمر المعهود عند البشر ومن سنة الله في هذا الكون أن المخلوق ينشأ من زوجين ذكر وأنثى وما حدث في حالة عيسى فهو خلاف ذلك فقد جاء من أم وليس له أب، ولذلك نسب إلى أمه فسمي عيسى بن مريم قال تعالى ?إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)? [آل عمران].



وفي خلق عيسى من غير أب دلالة على كمال قدرة الله فقد خلق آدم من غير أم ولا أب، وخلق حواء من غير أم، وخلق عيسى من غير أب، وخلق سائر البشر من أم وأب، فسبحان الله العظيم وبحمده ولما بشرت مريم بابنها عيسى استنكرت ذلك فهي لم تتزوج فكيف تنجب؟ ولكنها أخبرت بأن ذلك بإرادة الله وقدره فاستسلمت لأمر ربها قال تعالى ?قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)? [مريم].



عيسى رسول الله يدعو إلى عبادة الله وحده



النبي عيسى عليه السلام من البشر وهو رجل يأكل ويشرب كسائر البشر وليس فيه أي جزء من الألوهية ومن اعتقد أن فيه جزء من الألوهية فهو كافر مشرك بربه قال تعالى: ?لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ? فعيسى حاله كحال المرسلين قال تعالى ?وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)? [الأنبياء]. وما أوتي عيسى من معجزات فهي من عند الله للدلالة على أن عيسى مرسل من ربه فهي شاهد له في دعوته لبني إسرائيل حتى يؤمنوا به وقد ارجع عيسى الفضل لله في تمكينه له من هذه القدرات في شفاء المرضى وإحياء الموتى قال تعالى ?وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)? [آل عمران]، وبعد أن برهن لهم على صدقه ووجوب الإيمان به دعاهم إلى عبادة الله وحده ?إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)? [آل عمران]، وبعد ذلك حصل الغلو في ذات عيسى حتى جعلوا فيه جزءاً من الألوهية وذلك كذب على الله وشرك به ومخالفة لما دعاهم إليه نبيهم عيسى فإنه دعاهم إلى عبادة الله وحده قال تعالى ?يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا? (171) [النساء]. وزعمت النصارى أن عيسى ولد الله، مع إنه يتشرف بالعبودية لله خالقه ?لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)? [النساء]، فعيسى رسول الله وليس ولد الله، وهو بحاجة إلى ربه جل وعلا قال تعالى: ?مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ? (75) [المائدة]، فهذه الآيات الكريمة تبين مكانة عيسى عليه السلام، وفيها الإنكار الشديد على من زعموا أنه ولد الله وأنه حل فيه وأمه جزء من الألوهية وما حصل من غلو في عيسى لا يرضاه عيسى وهو مخالف لما دعا إليه من عبادة الله وحده ولذلك يتبرأ منهم يوم القيامة ?وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? (117) [المائدة].



عيسى بن مريم حي لم يمت



أرسل الله عيسى بن مريم لتبليغ أمر ربه والدعوة إلى التوحيد، فحده اليهود وكادوا به، ودبروا حيلة لقتله، وقيل إنهم جعلوا بين جلسائه من يخبرهم بأمرهم ويرقب تحركاته وأماكن وجوده، وعندما عزموا على قتله، داهموا المكان الذي يجلس فيه عيسى وأصحابه، فأرادوا عيسى ولكن الله ألقى الشبه على الشخص الذي كان ينقل لهم أخبار عيسى ويساعدهم على الكيد به فأخذوا ذلك الشخص فصلبوه وقتلوه ظناً منهم أنه عيسى، أما نبي الله عيسى فعصمه الله منهم ورفعه حياً إلى السماء قال تعالى: ?وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا? (158) [النساء].



نزول المسيح عيسى بن مريم ومكثه في الأرض ووفاته



ينزل عيسى إلى الأرض فيتبع شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بها ويسلط عيسى على الدجال فيقتله وفي ذلك أحاديث صحيحة منها ما رواه أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى عليه السلام فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله بيده فيريهم دمه في حربته» [رواه مسلم]. وعيسى عليه السلام يسمى المسيح لأنه يمسح على المريض فيبرأ بإذن الله والدجال الكذاب يسمى المسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يخرج الدجال ويمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهراً أو أربعين سنة فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه» - فعيسى عليه السلام - ينزل ويمكث في الأرض بعد قتل الدجال ويحكم عيسى بشريعة الاسلام ويكون إماما حكما عادلا، قال القاضي عياض: نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله فوجب إثباته. وفي تحديد مكان نزول عيسى عليه السلام يقول السفاريني رحمه الله: «وحاصل وجه الجمع بين الروايات أن سيدنا عيسى عليه السلام ينزل أولا بدمشق الشام على المنارة البيضاء ست ساعات من النهار ثم يأتي إلى بيت المقدس غوثا للمسلمين ويلحقهم في صلاة الصبح فيأتي والمهدي في الصلاة فيقهقر ويقال لعيسى تقدم أي يقول له ذلك من لم يحرم بالصلاة من المسلمين لما رأى المهدي تقهقر فيضع عيسى يده على كتف المهدي أن تقدم ثم اذا أصبحوا شرد أصحاب الدجال فتضيق عليهم الأرض فيدركهم بباب لد فيتحيل الدجال إلى الخلاص من عيسى فلما عرف عدم التخلص ذاب خوفاً منه كما يذوب الملح في الماء فأدركه فقتله» أ هـ.



وفي نزول عيسى عليه السلام خير وبركة على المسلمين فهو المخلص لهم من الدجال ويعم العدل والرخاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» [رواه مسلم]. قال النووي في شرحه للحديث: «(فيكم) أي في هذه الأمة (حكما) أي ينزل حاكما بهذه الشريعة،لا ينزل نبياً برسالة مستقلة وشريعة ناسخة بل هو حاكم من حكام هذه الأمة قوله (فيكسر الصليب) معناه يكسر حقيقة ويبطل ما يزعمه النصارى من تعظيمه، وفيه دليل على تغيير المنكرات وآلات الباطل وقتل الخنزير من هذا القبيل، (ويضع الجزية) فالصواب في معناه أنه لا يقبلها ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام» ا هـ.



وبعد أن يحكم عيسى بالاسلام ويعم الرخاء يمكث عيسى مدة في الأرض ثم يتوفاه الله لأن الله قضى أن كل نفس ذائقة الموت ثم إلى الله المرجع. نسأل الله حسن الخاتمة والتوفيق لما يحبه ويرضاه.

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________

مشكوورةحبيبتي


__________________________________________________ __________

جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________

الف شكر لك غاليتي صاحية بس نايمه
جزاك الله كل الخير واثابك الجنه

ودي وتحيتي


__________________________________________________ __________