عنوان الموضوع : كيفية الشفاء من مرض التسخط؟؟ في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

كيفية الشفاء من مرض التسخط؟؟



التسخُّط من أخطر معاصي القلوب التي قد تُعيقك عن السير في طريقك إلى الله عزَّ وجلَّ ، فتتعثري وتنظري للحياة نظرة متشائمة تمنعك من إكمال المسير ..





يقول ابن القيم : "فأكثر الخلق ، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق ، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ ، ولِسان حاله يقول : ظلمنى ربِّى ، ومنعنى ما أستحقُه ، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك ، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على التصريح به ، ومَن فتَّش نفسَه ، وتغلغل فى معرفة دفائِنها وطواياها ، رأى ذلك فيها كامِناً كُمونَ النار فى الزِّناد .. فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما فى زِناده .. ولو فتَّشت مَن فتشته ، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له ، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به ، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا ، فمُستقِلٌ ومُستكثِر . وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم مِن ذلك ؟ فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِى عَظِيمَةٍ ... وَإلاَّ فَإنِّى لاَ أخَالُكَ نَاجِيَاً " ،،، [زاد المعاد : (3:253)] ،،، فلو نظر كل واحدٍ منا لوجد آثـــار التسخُّط كامنة في أعماق قلبه ..










مظاهر التسخُّط ،،، ((اختبــار القلوب لكشف العيـــوب))


بنــا نضع قلوبنا تحت المجهر ؛ لنبحث عن تلك الآفة الخفية ونكتشف مظاهرها بداخلنا ..


هل يمر على قلبك أوقات يتساءل فيها "لماذا يا ربِّ ؟!" .. اعتراضًا على ما قد يعتريه من أقدار ؛ كتأخر الرزق أو الزواج ، أو عدم التوفيق لفعل الطاعات ، أو أي تعثر يقابلك في الطريق ؟!




هل تعترضين على بعض أحكام الشرع التي يعجز عقلك عن فهم الحكمة منها ؟! .. كأن تقولي بلسان حالك : لِمَ حَرَّم الشرع عمليات التجميل ؟! .. لماذا ظلم الإسلام المرأة وفضَّل عليها الرجل ؟!




وهل تُكْثِرين الشكوى من شدة الابتلاءات ؟ .. أو تشعرين بعدم الرضا ؛ إذا رأيتي ابتلاءات غيرك ؟! ..




وهل تعيشين الضنك في بيتك ؛ لأنكِ تنظرين إلى ما أنعم الله به على أخواتك وتتحسرين على أن تلك النعم ليست لكِ ؟! فكل ما سبق من مظاهر التسخُّط الذي هو نوع من الاعتراض الخفي على قدر الله سبحانه وتعالى ، وفي الغالب يُصاحبه حسد ، أو جُحود ، وكُفران ،،


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


ولكي يتولد لديكِ الدافع الذاتي للتخلُّص من تلك الآفة الخطيرة ؛ لابد أن تعلمي مخاطرها والتي من أهمها :


1) التسخُّط بـــاب الشرك الأعظم ..
لأن الإنسان المُتسخِّط يجحد نعمة الله عليه ، ويعترض على تدبير الله سبحانه وتعالى له .. فالله عزَّ وجلَّ يُعطي عبده الكثير من النِعَم الظاهرة والباطنة ، ويمنع عنه بعضها لحكمةٍ ما .. والإنسان دائمًا يتسخَّط على ما حُرم منه من النِعَم القليلة ، ولا يشكر ربَّه على ما أغدق به عليه من نِعَمٍ أخرى ..
وقد حذر النبي صلى الله عليه و سلم النساء خاصةً من آفة التسخُّط .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم : " أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ "، قِيل َ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ ، قَالَ : "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ ؛ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " ،،، [متفق عليه] ،،، فإن كان التحذير من التسخُّط مع البشر ، فمن باب أولى ألا تفعلي ذلك مع ربِّك عزَّ وجلَّ ،،

2) التسخُّط يُنافي الإيمان ..
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ : قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ : سَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُون َ؟، فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ؟، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا ،"وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ" ،،، [صحيح البخاري] ،،، فلو باشر الإيمان القلوب ، لن تجدي مُتسخطة ،،


__________________________________________________ __________

جزاكم الله خيرا واسال الله لنا ولكم تمام الرضى عن الله اللهم ارض عنا حتى ترضى وارض عنا اذا رضيت وارض عنا بعد الرضى


__________________________________________________ __________

الله يبارك فيكي ويجزيكي الخير ان شاءالله
والحمدلله على الابتلاءات من الله رب العالمين
ونحمد الله عكل شيء من رب العالمين
وان شاءالله يرحم حمود وجميع اموات المسلمين


__________________________________________________ __________

5) التسخُّط من أشد أسباب العذاب ..



عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ".. وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك إلى عذاب الله عز وجل . فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب الأرض ، فيقولون : ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار" ،،، [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني ، مشكاة المصابيح (1629)]




6) التسخُّط من صفات المنافقين ..



قال تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} ،،،، [التوبة : 58]




7) التسخُّط يُحبط عملك ..



فقد تقومين بأعمال كبيرة من صدقة وصيام وأعمال بر ، ولكن كل ذلك يُحبط إذا أصاب قلبك ذرة تسخُّط ؛ لأن هذا جزاء من أتبع ما يُسخِط الله تعالى .. قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } ،،، [محمد : 28]




8) التسخُّط من علامات الساعة ..



قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ" ومنها : " اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا " ،،، [صحيح البخاري]


__________________________________________________ __________

9) التسخُّط من أسباب دخول جهنم . .



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه : عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ : "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ" ،،، [صحيح البخاري]




10) التسخُّط مُوجب لسخط الرحمن جلَّ جلاله ..


عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله عز وجل إذا أحب قومًا ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " ،،، [ رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني ، مشكاة المصابيح (1566)] ،،،