عنوان الموضوع : سوء الخاتمة وختام العام في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
سوء الخاتمة وختام العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
فان الايام تطوى والأهلة تتوالى
والاكفان تنسج والاعمال تدون والموعد يقترب
اجيال تفد الى الدنيا كل يوم واجيال ترحل عنها
والغفلة تستحكم على كثير من القلوب حتى غدا اكثر بنى آدم
يبنون دنياهم ويهدمون اخراهم
هاهي جموع المسلمين لاتتمعر وجوههم اذا
انتهكت محارم الله ...لكنهم يغضبون اذا انتقص شئ
من دنياهم الا من رحم الله وقليل ماهم
فالتاجر منهم ينظر الى الربح ولا ينظر
الى طريقة التحصيا احرام ام حلال
والموظف يستيقظ فزعا لعمل الدنيا لكنه
ينام عن عمل الاخرة والمرأة تخلت عن كثير من حجابها
وارتكبت كثيرا مما يسخط ربها والاسرة المسلمة
همها ان لاينقص شئ من وسائل عيشها الكريم
ولا ان تمس رفاهيتها بسوء واما هم الاسلام
وهم الاخرة فليس في الحسبان الا عند قليل ممن لم تأخذهم
دوامة المادية المعاصرة وبعض ممانرى من اعمال الخير
ماكانت لاجل الله والدار الاخرة وانما هي لاجل الدنيا
ومن الشرك اراد الانسان بعمله الدنيا وقليل ثم قليل
اولئك المخلصون الصادقون
من يعتبر؟
ينقضى العام وكان ايامه لم تكن شيئا مذكورا
اثنا عشرشهرا..بدا هلال الواحد منها ضعيفا
ثم اخذ يكبر حتى صار بدرا ثم اخذ في الضعف
حتى تلاشى ثم تبعته الشهور الاخرى حتى ثم ميقاتها
وانقضى اجلها وتمت السنة
الله اكبر ما اسرع الايام وما اكثر العصيان
وما اقل الاعتبار والانسان يمضي في هذه
الدنيا كما مضت تلك الشهور
لو سالت الشيخ الكبير عن شبابه وطفولته
لحدثك عنها واخبرك انها مرت سريعا وتجد
ان امله لايزال طويلا ....والشاب نسي طفولته
وامل في مزيد العيش وان طال به العمر ليبكين شبابه
وهكذا الدنيا.....ولكن اين العقلاء والمعتبرون؟
هل يكفي طول العمر؟
ان العبرة ليست بطول العمر وانما هي بحسن العمل
هل صحب الجاه اهل الجاه الى قبورهم؟
وهل كان المال مع اهل المال في لحودهم؟
يالفوز من صلح ظاهره وباطنه فختم له بحسن عمل
ويالخسارة من فسد باطنه فختم له بالسوء
ذلك ان من مات على شئ بعث عليه
كما روى جابر رضي الله عنه
ان النبي صل الله عليه وسلم
قال(يبعث كل عبد على مامات عليه)رواه مسلم
وفي قصة الرجل الذى سقط عن راحلته في عرفة
اخبر النبي عليه الصلاة والسلام
انه يبعث يوم القايمة ملبيا واخبر ان الشهيد
يبعث يوم القيامة وجرحه يدمى
(اللون لون الدم,والريح ريح المسك)
وماكان موت الفجأة مذموما الا لانه يفجأ صاحبه
قبل التوبة من المعاصي
خوف السلف من سوء الخاتمة
لقد كان خوف السلف من سوء الخاتمة عظيما
بكى سفيان الثورى ليلة الى الصباح فقيل له
ابكاؤك هذا على الذنوب؟ فاخذ تبنة من الارض
وقال:الذنوب اهون من هذه انما ابكي خوف الخاتمة
وقال عطاء الخفاف:مالقيت سفيان الا باكيا فقلت
ماشانك؟وقال اتخوف من ان اكون في ام الكتاب
شقيا.
وقال سهل التستري خوف الصدقين من سوء الخاتمة
عند كل خطوة وعند كل حركة وهم الذين وصفهم الله
اذ قال (وقلوبهم وجلة)
اسباب سوء الخاتمة
اعظم سبب لسوء الخاتمة فساد القلب بفساد
الاعتقاد حتى ولو صلح الظاهر واقبح ذلك
التلبس بالشرك او شئ منه او الاستمرار على
البدعة.... والشرك منع عم النبي عليه الصلاة والسلام
ابا طالب ان يشهد شهادة الحق حال اختضاره وكم من
مبتدع ختم له بالسوء
والاصرار على الذنوب مفسد للقلب مؤذن بشؤم العاقبة
وسوء الخاتمة
وقد ذكر العلماء ان سوء الخاتمة على رتبتين احداهما
اعظم من الاخرى
فاما الرتبة العظيمة الهائلة فهي ان يغلب على القلب
عند سكرات الموت وظهور اهواله اما الشك واما الجحود
فتقبض الروح على تلك الحالة فتكون حجابا بينه وبين الله تعالى
وذلك يقتضي البعد الدائم والعذاب المخلد
والثانية وهي دونها ان يغلب على القلب عند الموت
حب امر من امور الدنيا او شهوة من شهواتها
فيمثل ذلك في قلبه ويستغرقه حتى لايبقى في تلك الحالة
متسع لغيره فمهما اتفق قبض الروح في حالة غلبة حب
الدنيا فالامر مخطر لان المرء يموت على ماعاش عليه
وعند ذلك تعظم الحسرة
فيا ترى كم مقدار الدنيا في قلوبنا؟ وماذا قدمنا لاخرتنا؟
ان عمل كثيرين منا ولهاثهم خلف المتاع والمال ليدل
على ان الدنيا استمكنت من قلوب الكثيرين اوعلى الاقل
غلبت على قلوبهم فافسدتها وصدتها عن الاخرة
حتى اصبحوا لايجدون لذة العبادة بل لذتهم وسعادتهم
في منصب يبلغونه او مال يكسبونه او مجد يحققونه
ولو بعيدا عن ذكر الله وشكره وحسن عبادته
والناس يحكمون بمقتضى الظاهر واما القلوب
فلا يعلم مكنونها الا الله وقد مر بعض الصالحين
بيهودي ميت قد اوصى ان يدفن في بيت المقدس
فقال:
ايكابر هؤلاء الاقدار؟اما علموا انهم لو دفنوا في الفردوس
الاعلى لجاءت لظى بانكالها حتى تاخذه اليها وتنطلق به
معها وقال آخر من حكم له بالسعادة لايشقى ابدا ...وان الح غاويه
..وكثر معاديه واحيط به ...من جميع نواحيه
ومن حكم له بالشقاوة.... لايسعد ابدا وان عمر ناديه
...واخصب واديه....وحسنت اواخره ومباديه... كم من
عابد ظهرت عليه انوار العبادة وآثار الارادة ...وبدت منه
مخائيل السعادة وارتفع صيته... وانتشر في الآفاق ذكره
وعظم في الناس شانه جمحت به الاقدار جمحة ردته على عقبيه
فختم له بالسوء
والعبد المؤمن مامور بان يجتهد في اصلاح قلبه ويسارع في
مرضاة ربه وان يسال الله الثبات الى الممات فان القلوب
بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
وفي الختام هل نعتبر مامضى من الايام ؟هل نخاف سوء الخاتمة؟
هل يبادرالعاصي منا الى ربي فيتوب من معصيته ويسارع الى طاعته؟
فلعل الله يقبل توبته ويكتب له بها سعادة لايشقى بعدها ابدا
اسال الله تعالى ان يصلح قلوبنا واعمالنا وان يحسن خواتمنا
وان يجعلنا ممن قبله ورضى عنه انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
طرح رائع وموضوع جميل
أبدعتي عزيزتي
__________________________________________________ __________
رائع جدا
سلمتي
وفقك الله
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
العفوووووووو اختى
مرورك الاروع بارك الله فيك