عنوان الموضوع : شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال
شرح
الحديث الاول__________
شرح رياض الصالحين لشرح حديث (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
من كتاب:
رياض الصالحين للشيخ العثيمين / النسخة الإلكترونية
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤس بن غالب القرشي العدوي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوي فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه))؛ متفق على صحته
رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيري النيساوي ـ رضي الله عنهما ـ في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب المصنفة
************
لما كان هذا الباب في الإخلاص ، إخلاص النية لله عز وجل، وأنه ينبغي أن تكون النية مخلصة لله في كل قول، وفي كل فعل، وعلى كل حال، ذكر المؤلف من الآيات ما يتعلق بهذا المعني، وذكر ـ رحمه الله ـ من الأحاديث ما يتعلق به أيضاً، وصدر هذا بحديث عمر بن الخطاب الذي قال فيه : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)):
هاتان الجملتان اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ فيهما:
فقال بعض العلماء: إنهما جملتان بمعني واحد ، وإن الجملة الثانية تأكيد للجملة الأولي.
ولكن هذا ليس بصحيح، وذلك لأن الأصل في الكلام أن يكون تأسيسا لا توكيداً ، ثم إنهما عند التأمل يتبين أن بينهما فرقاً عظيماً؛ فالأولي سبب، والثانية نتيجة:
الأولي: سبب يبين فيها النبي صلي الله عليه وسلم أن كل عمل لابد فيه من نية، فكل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار، فلابد فيه من نية، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً إلا بنية؛ حتى قال بعض العلماء: (( لو كلفنا الله عملاً بلا نية ، لكان من تكليف ما لا يطاق!)).
وهذا صحيح ؛ كيف تعمل وأنت في عقلك، وأنت مختار غير مكره، كيف تعمل عملاً بلا نية؟ ! هذا مستحيل؛ لأن العمل ناتج عن إرادة وقدرة ، والإرادة هي النية.
إذن: فالجملة الأولي معناها أنه ما من عامل إلا وله نية، ولكن النيات تختلف اختلافاً عظيماً، وتتباين تبتيناً بعيداً كما بين السماء والأرض.
من الناس من نيته في القمة في أعلي شيء، ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدني شيء؛ حتى إنك لتري الرجلين يعملان عملاً واحداً يتفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه، وفي الحركات والسكنات، والأقوال والأفعال، وبينهما كما بين السماء والأرض، وكل ذلك باختلاف النية.
إذن : الأساس أه ما من عمل إلا بنية، ولكن النيات تختلف وتتابين.
نتيجة ذلك قال:
(( وإنما لكل أمري ما نوي))؛ فكل امريء له ما نوي: إن نوي الله والدار الآخر في أعماله الشرعية ، حصل له ذلك، وإن نوي الدنيا ، قد تحصل وقد لا تحصل.
قال الله تعالي: )مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ)(الاسراء: الآية18) ما قال: عجلنا له ما يريد ؛ بل قال: (عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ) ، لا ما يشاء هو؛ (لِمَنْ نُرِيدُ) لا لكل إنسان ، فقيد المعجل والمعجل له؛ فمن الناس: من يعطي ما يريد من الدنيان ومنهم: من يعطي شيئاً منه، ومنهم: من لا يعطي شيئاً أبدا.
أما : (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:19) لابد أن يجني ثمرات هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة.
إذن (( إنما لكل امري ما نوي)).
وقوله: (( إنما الأعمال بالنيات..إلخ)) هذه الجملة والتي قبلها ميزان لكل عمل؛ لكنه ميزان الباطن، وقوله ص فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عها: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))(7) ميزان للأعمال الظاهرة.
ولهذا قال أهل العلم : (( هذان الحديثان يجمعان الدين كله)) حديث عمر: (( إنما الأعمال بالنيات )) ميزان للباطن ، وحديث عائشة : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا)) ميزان الظاهر
*****************
ثم ضرب النبي صلي الله عليه وسلم مثلاً يطبق هذا الحديث عليه، قال: (( فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله ، فهجرته إلي الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلي ما هاجر إليه)):
(( الهجرة)): أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلي دار الإسلام . مثل أن يكون رجل في أمريكا ـ وأمريكا دار كفر ـ فيسلم، ولا يتمكن من إظهار دينه هناك، فينتقل منها إلي البلاد الإسلامية، فهذه هي الهجرة.
وإذا هاجر الناس ، فهم يختلفون في الهجرة.
الأول: منهم من يهاجر ، ويدع بلده إلي الله ورسوله ؛ يعني إلي شريعة الله التي شرعها الله على رسوله صلي الله عليه وسلم هذا هو الذي ينال الخير،، وينال مقصوده؛ ولهذا قال: (( فهجرته إلي الله ورسوله))؛ أي فقد أدرك ما نوي.
الثاني من المهاجرين: هاجر لدنيا يصيبها ، يعني : رجل يحب جمع المال، فسمع أن بلاد الإسلام مرتعاً خصباً يصيبها خصباً لاكتساب الأموال، فهاجر من بلد الكفر إلي بلد الإسلام؛ من أجل الماء فقط، لا يقصد أن يستقيم دينه، ولا يهتم بدينه، ولكن همه المال.
الثالث: رجل هاجر من بلد الكفر إلي بلد الإسلام؛ يريد امرأة يتزوجها، قيل له: لا نزوجك إلا في بلاد الإسلام، ولا تسافر بها إلي بلد الكفر ، فهاجر من بلده ـ إلي بلاد الإسلام ؛ من أجل أن يتزوج هذه المرأة.
فمريد الدنيا ومريد المرأة، لم يهاجر إلي الله ورسوله، ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم (( فهجرته إلي ما هاجر إليه))، وهنا قال (( إلي ما هاجر إليه)) ولم يقل (( فهجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها )) فلماذا؟
قيل: لطول الكلام؛ لأنه إذا قال: فهجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؛ صار الكلام طويلاً ، فقال: (( هجرته إلي ما هاجر إليه))
وقيل : بل لم ينص عليهما؛ احتقاراً لهما، وإعراضاً عن ذكرهما؛فلأنهما حقيران؛ أي: الدنيا، والزوجة. ونية الهجرة ـ التي هي من أفضل الأعمال
- لإرادة الدنيا والمرأة؛ نية منحطة سافلة، قال: (( فهجرته إلي ما هاجر إليه)) فلم يذكر ذلك احتقاراً ، لأنها نية فاسدة منحطة.
وعلي كل حال ، سواء هذا أو الجميع؛ فإن هذا الذي نوي بهجرته الدنيا، أو المرأة التي ينكحها ، لا شك أن نية سافلة منحطة هابطة، بخلاف الأول الذي هاجر غلي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الله يجزاك خير وجعلها في موازين حسناتك
وشكرا وجزيت خيرا اختي المحبة لله ورسوله
الهم ان اسالك حبك وحب من يحبك وحب عملا يقربا من حبك
الهم امين
__________________________________________________ __________
فكرة رائعة بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاء
نتابع معك بإذن الله
وياريت يتثبت الموضوع لسهولة الوصول اليه
و جزاك الله كل خير
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة أختي أم راما
مشكورة أختي أم أحمد وعبد الرحمن أن شاء الله نثبته
جزاكم الله من فضله كل الخير
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال
وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)) قالت: يا رسول الله، كيف تخسف بأولهم وآخرهم وفيهم اسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال: (( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم))(12) ( متفق عليه) هذا لفظ البخاري
الشرح
حديث عائشة ـ رضي الله عنها- أن النبي صلي الله عليه وسلم أخبر أنه يغزو جيش الكعبة، الكعبة المشرفة حماها الله وأنقذها من كل شر.
هذه الكعبة هي بيت الله؛ بناه إبراهيم ، وابنه إسماعيل - عليهما الصلاة والسلام - وكانا يرفعان القواعد من البيت ويقولان ) رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة: من الآية127)
هذا البيت أراد ابرهة أن يغزو من اليمن ، فغزاه بجيش عظيم في مقدمته فيل عظيم؛ يريد أن يهدم به الكعبة - بيت الله - فلما قرب من الكعبة ووصل إلي مكان يقال له المغمس حرن الفيل، وأبي أن يتقدم ، فجعلوا ينهرونه ليتقدم إلي الكعبة فأبي ، فإذا صرفوه نحو اليمن هرول وأسرع؛ ولهذا قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - في غزوة الحديبة لما أن ناقته حزنت ، وبركت من غير علة - قال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق!))(13) فالنبي - عليه الصلاة والسلام - يدافع عن بهيمة ، لأن الظلم لا ينبغي، ولو على البهائم.
(( ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق - أي عادة- ولكن حبسها حابس الفيل)) وحابس الفيل: هو الرب سبحانه وتعالي، (( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطتيهم إياها))
المهم أن الكعبة غزيت من قبل اليمن، في جيش عظيم ، يقوده هذا الفيل العظيم، ليهدم الكعبة، فلما وصلوا إلي المغمس أبي الفيل أن يمشي ، وحرن ، فنتهروه، ولكن لا فائدة، فبقوا هناك وانحبسوا ، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل ، والأبابيل : يعني الجماعات الكثيرة من الطيور ، وكل طير يحمل حجراً قد أمسكه برجله، ثم يرسله على الواحد منهم،حتى يضربه مع هامته ويخرج إلي دبره )فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (الفيل:5).كأنهم زرع أكلته البهائم ، وأندكوا في الأرض ، وفي هذا يقول أمية بن الصلت:
حبس الفيل في المغمس حتى ظل يحبو كأنه معقور
فحمي الله عز وجل بيته من كيد هذا الملك الظالم الذي ججاء ليهدم بيت الله، وقد قال الله عز وجل، : )وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)(الحج: من الآية25)
في آخر الزمان يغزو قوم الكعبة، جيش عظيم.
وقوله : (( حتى إذا كانوا بيداء من الأرض)) أي بأرض واسعة متسعة، خسف الله بأولهم وآخرهم.
خسفت بهم الأرض ، وساخوا فيها هم وأسواقهم، وكل من معهم.
وفي هذا دليل على أنهم جيش عظيم؛ لأن معهم اسواقهم؛ للبيعوالشراء وغير ذلك.
فيخسف الله بأولهم وآخرهم.لما قال الرسول صلي الله عليه وسلم هذا، ورد على خاطر عائشة - رضي الله عنها- سؤال، فقالت: يا رسول الله(( كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم ؟)) أسو أقهم: الذين جاءوا للبيع والشراء؛ ليس لهم قصد سيء في غزو الكعبة، وفيهم أناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطتهم، فقال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( يخسف بأولهم وآخرهم وأسواقهم ومن ليس منهم ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم)) كل له ما نوي.
هذا فرد من أفراد قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)).
وفي هذا الحديث عبرة: أن من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان، فإنه يكون معهم في العقوبة؛ الصالح والطالح، العقوبة إذا وقعت تعم الصالح والطالح، والبر والفاجر، والمؤمن والكافر، والمصلي والمستكبر، ولا تترك أحداً، ثم يوم القيامة يبعثون علي نياتهم.
يقول الله عز وجل: )وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلي الله عليه وسلم : (( ثم يبعثون علي
نياتهم))فهو كقوله: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)).
وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: قال النبي صلي الله عليه وسلم (( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استفرتم فانفروا))(13) متفق عليه.
ومعناه : لا هجرة من مكة؛ لأنها صارت دار إسلام [/SIZE]
__________________________________________________ __________
فكرة جميله جدااااااااااااا جزاكى الله كل الخير وان شاء الله هنتابع