عنوان الموضوع : هل من مشمر ؟ (9،8،7) -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
هل من مشمر ؟ (9،8،7)
التشميرة السابعة
صيام أيام البيض ويوم عاشوراء ويوم عرفة لمن لم يحج.. أبواب مفتوحة..
ولكن هل من مشمر؟!
صلاة الضحى لا تأخذ من وقته سوى دقائق.. وهو يعلم أن هذا الوقت الطويل من آذان الفجر حتى آذان الظهر وقت عمل ومشاغل.. ويندر فيه ذكر الله.. قرر أن يحافظ على صلاة الضحى وكان له ما أراد.
لا يخرج من بيته إلا متوضأ، حافظ على أجر عظيم.. ووجد في ذلك إعانة على المحافظة على الصلاة وعدم تأخيرها..
قالت زوجته: منذ أن تزوجته وهو لا يترك الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر أبدًا، كل يوم يتأخر حتى طلوع الشمس ثم يصلي ركعتين ويأتي.
طال تعجبي فهو شاب مثل الكثير منا.. ولكن الموفقين قليل.
رأى أن الأيام والأوقات ضائعة.. لا يستفيد منها شيئًا.. وأشار عليه الناصح المشفق.. اجعل عشر دقائق بعد صلاة العصر في المسجد لقراءة القرآن..
وكان ذلك. إنها أجمل لحظات يومه.
طال تعجبي وهي تذكر أن أخاها يقرأ كل يوم قبل النوم جزءًا كاملاً من القرآن.
طال تعجبي من تفريطي في أيام وليال لم أقرأ فيها القرآن مطلقًا.
قالت: وحتى أيام السفر والتعب أصبحت قراءة هذا الجزء من القرآن ضرورة في حياته، فأصبح لا يتركها مطلقًا.
كلما سمع بمناسبة زواج أو اجتماع عائلي هاتف صاحب المناسبة.. ماذا أعددتم من كتب وأشرطة للحضور؟ يتشاور معه ثم يتولى الأمر!!
تجهيز للكتب والأشرطة ثم وضعها داخل مظروف أنيق لتكون أجمل هدية تقدم في هذه الدعوة.
قال: لدي فائض من الأشرطة ومن المجلات الإسلامية.. أين أذهب بها؟! هل أتلفها أم أحرقها؟! لقد كثرت المجلات حتى أخذت حيزًا في مكتبتي!
قال له الصديق المجرب: كم في حيكم من صالون حلاقة ومستوصف أهلي أو حكومي؟! سيفرحون بالمجلات والكتب ولك أن تطلب من صالونات الحلاقة استبدال المجلات التي لديهم بمجلات إسلامية.. أين أنت من هذا الخير؟!
هل من مشمر؟
ينفق مبالغ طائلة في أمور تافهة ولكنه منذ سنوات طويلة لم يدخل بيته كتابًا نافعًا.
ما يصرفه أسبوعيًّا على شراء الصحف والمجلات مبلغ يستحق أن يتوقف عنده!!
البعض منذ سنوات لم ير صحيفة ولم يقتن مجلة سوى المجلات الإسلامية.. وما نقص من علمه شيء!!
علمه الشرعي لم يزل في نقصان.. ما كان يعرفه بدأ النسيان يدب نحوه. أما التزود من العلم الشرعي فلم يخطر له على بال!
عشر سنوات مرت عليه ما استفاد فائدة.. ولا حفظ نصًا ولا جلس مجلس علم؟!
إنها الهمم والعزائم؟!
جمعتهم هواية الرحلات البرية.. ولكنهم استفادوا حتى من تلك الرحلات في الوعظ في المساجد وإلقاء الخطب في القرى والهجر، وأما أمهات الكتب فإنها حملها معهم من أولى المهمات.
قال رجل الحسبة وهو يتحدث في جمع من الشباب: أوقاتكم ثمينة.. لماذا لا تخصصون ساعة واحدة في الأسبوع تحتسبون فيها الأجر، وتذهبون إلا الأسواق، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر؟
أجاب مدرس العلوم الشرعية.. سترى ذلك إن شاء الله.. ففي كل ليلة جمعة ستجدنا بجوارك ندعو بالحسنى واللين والرفق.
فوالله نحن أهل المحبة الصادقة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
نذكرهم ما نسوا، وننبههم عما غفلوا.
هل من مشمر؟!
التشميرة الثامنة
أتى بحصالة تبرعات لكل طفل في المنزل.. يوضع بداخلها القرش والريال..
ستة أشهر فإذا بكل طفل قد وضع ما يقارب من ستين ريالاً تدفع لفقراء المسلمين.. جهد بسيط وعمل غير مكلف.. إنها أموال غالبها يفقد أو يضيع أو لا يستفاد منه شيئًا.
إنها نقطة واحدة من بحر.. نقطة خير تحتاج إلى ينابيع أخرى لتصبح شلالاً من التبرعات تنفع المسلمين وتسد جوعهم وتغني فاقتهم وتعلمهم أمور عقيدتهم.
وضع في سيارته مجموعة من الكتب والمطويات جزء منها مخصص للمسلمين، والآخر لغير المسلمين.. واختار عدة لغات..
لم يكلفه الأمر سوى المرور على أحد مكاتب الجاليات وأخذ ما يريد.
شمر أبو عبد الله عن همته.. فما توقف عند محطة بنزين إلا سألهم عن أسمائهم ليميز المسلم من الكافر..
ثم يسأل عن اللغة.. ليقدم بعدها مجموعة من الخير الذي لديه..
ما توقف عند متجر إلا تقدم بهديته.
أما أماكن الحلاقة وتجمعات العمال فلا يتركها، بل يتابعها باستمرار!!
وفي أحد الأيام تنادى الأصحاب للذهاب إلى رحلة برية في الصحراء.. حمل ما لديه من الخير وجعله بجواره في السيارة.. وسأله البعض بحدة.. أين نجد من يأخذها؟! سنذهب إلى مناطق صحراوية.. لا ينبت فيها العشب.. فكيف نرى بها إنسانًا؟!
قال لهم وهو يمسك بالكتب.. إذا لم نجد أحدًا أرجعناها.. المكان فارغ، والسيارة فيها متسع..
وهناك والشمس في كبد السماء.. لا ترى إلا سرابًا..
وجدوا راعي إبل في مكان منقطع.. عندها ترددت أصوات الجميع.. الحمد لله.. أين الكتب؟! ما هي لغته؟!
ناولوه ما يحتاج من الكتب وبعض الفاكهة.. وأسقوه عصيرًا باردًا، كان معهم، ودعوا له بالهداية!!
ما زار مستشفى إلا كانت يده تحمل كتبًا يضعها في صالة الانتظار.. أما زوجته فحملت ما تضعه في صالة النساء.. وحين أقبل مع زوجته على الطبيبة.. ناولها كتابًا عن فتاوى المرأة، وندم أنه لم يحمل كتابًا عن الحجاب..
هل من مشمر؟!
التشميرة التاسعة
قال لزوجته: هل هاتفت أختي اليوم؟! قالت: لا.. قال: إذا لم أتمكن من زيارتها اليوم فلا أقل من سماع صوتها، وتفقد حالها ولو بالهاتف.
بلغ الستين من العمر.. ولكنه عرف قيمة وقته فاستفاد من دقائق عمره.. ها هو قد خصص يومًا كل أسبوعين.. يزور أقاربه وأرحامه..
إنها ثلاث ساعات تبتدئ من بعد صلاة العصر وتنتهي مع أذان العشاء.. يزور ويسلم .. ويسأل ويتفقد.. ثم هو في كل منزل يؤانس أهله ويدخل السرور عليهم..
تزوجت أختي الكبرى منذ ثلاثة أشهر.. وحينما قابلت من عركته الأيام وصقلته التجارب سألني عنها؟! وهل أزورها؟! وعندما أجبته.. بنعم.
قال: هل زرتها ليلاً وتفقدت حالها؟! تعجبت من نظرته!! وعندما فعلت..
فإذا بالأمر المهول!!
تباعدت به السنون ونسي خالته.. زيارة قصيرة.. ولكن في الأعياد فقط.
وتطاولت به الليالي والأيام.. وألهته الدنيا عن أخت والدته.. ولكنه يومًا.. ترك لدمعته أن تجري على خده لتلامس لحيته.. فقد علم أنها تستحق الزكاة وتأخذها!!
هل من مشمر؟!
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
"الجنة تنادي "
نعم أحبتي ..
إنها ليست جنة ..
ولكنها جنان ..
فلقد جاءت أم حارثة رضي الله عنها
تسأل عن حارثة رضي الله عنه بعد مقتله
، قالت : يا رسول الله أين حارثة في النار فأبكيه ، أم في الجنة فاأفرح له ؟! ..
فقال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه :
( أهبلت يا أم حارثة !! إنها ليست جنة ..إنها ليست جنة ولكنها جنان ، وإن حارثة أصاب الفردوس الأعلى ) ..
أحبتي ..
ذكر الجنة حياة للقلوب ، ونسيان الجنة موت للقلوب ..
فأردت من موضوعي الليلة في هذه الأيام والليالي المباركة ..
تحريك القلوب ..
وتشويق النفوس ..
ورفع الهمم لطلب أعلى الدرجات وعدم الرضا بالدنيات ..
فهيا ننطلق أنا وإياكم في رحاب أبواب الجنة
التي تفتحت أبوابها ..
اعلموا رعاكم الله ..
مهما جال في خواطركم ..
أو تردد في أذهانكم ..
فإنَّ في الجنة ما هو أعلى منه وأتم ..
صرح بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم تصريحاً فقال :
( قال الله : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ..
مصداق ذلك قوله تبارك تعالى في كتابه :
﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ..
فيا أيها المشتاقون ..فيا أيها المشتاقون ..
مهما كان جمال الوصف فلا يعدُّ شيئاً بجانب الحقيقة الساطعة التي طبعها الله عليها – أي طبع الجنة عليها - لأنَّ الله تعالى ..
إنما وصفها لنا على قدر عقولنا ..
وصوّرها على حسب تصورنا وفهمنا..
يقول ابن القيم رحمه الله :
وكيف يقدر العقل القاصر الضعيف قدر ..
جنةٍ ..
غرسها الرحمن بيده ..
وجعلها جزاءً لأحبابه ..
وملأها برضوانه ورحمته ..
وزيَّنها وأتقنها بعظيم قدرته ..
ووصف نعيمها بالفوز العظيم ..
ووصف مُلكها بالمُلك الكبير ..
قال الله : ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ،
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ
وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ﴾ ..
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________