عنوان الموضوع : ~~قصة سيدنا ’آدم عليه السلاآم~~ من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

~~قصة سيدنا ’آدم عليه السلاآم~~



~~قصة سيدنا ’آدم عليه السلاآم~~







يروى أن الأرض كانت، قبل خلق آدم (ع)، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حج ولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.


وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم. فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم.


ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم: {إني جاعلٌ في الارض خليفة}. فقالوا: سبحانك ربنا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما أفسدت الجن؟ فاجعل الخليفة منا نحن الملائكة، فها نحن {نسبِّحُ بحمدك ونقدِّسُ لك}، ونطيعك ما تأمرنا. فقال عزّ من قائل: {إنّي أعلمُ مالاتعلمون}.


وبعث اللهُ الملك جبرائيل (ع) ليأتيهُ بترابٍ من أديم الأرض، ثم جعله طيناً، وصيَّرهُ بقُدرتهِ كالحمإ المسنون، ثم كالفخّار، حيث سوّاه ونفخ فيه من روحه، فإذا هو بشرٌ سويّ، في أحسن تقويم.
خلق حواء وزواج آدم منها


سمّى اللهُ سبحانه وتعالى مخلوقه الجديد، آدم، فهو الذي خلقه من أديم الأرض، ثم إنه عزّوجلّ، خلق حوّاء من الطين الذي تبقى بعد خلق آدم وإحيائه.


ونظر آدم (ع) فرأى خلقاً يشبهه، غير أنها أنثى، فكلمها فردت عليه بلغته، فسألها: "من تكون؟" فقالت: "خلق خلقني الله".


وعلَّم اللهُ آدمَ الأسماء كلها، وزرع في نفسه العواطف والميول، فاستأنس بالنظر إلى حوّاء والتحدث إليها، وأدناها منه، ثم إنّهُ سألَ الله تعالى قائلاً: "ياربّ من هذا الخلقُ الحسن، الذي قد آنسني قربه والنظر إليه؟!" وجاءه الجواب: "أن ياآدم، هذه حوّاء.. أفتحبُّ أن تكون معك، تؤنسك وتحادثك وتأتمر لأمرك؟" فقال آدم (ع): "نعم ياربّ، ولك الحمدُ والشكرُ مادمتُ حيا." فقال عزّوجلّ: "إنّها أمتي فاخطبها إليّ". قال آدم (ع): "يارب، فإني أخطبها إليك، فما رضاك لذلك؟" وجاءه الجواب: "رضاي أن تعلمها معالم ديني.." فقال آدم(ع): "لك ذلك يارب، إن شئت". فقال سبحانه: "قد شئت ذلك، وأنا مزوجها منك".


فقبل آدم بذلك ورضي به.

تكريم الله لآدم ورفض إبليس السجود له


أراد الله عزوجل، أن يعبد من طريق مخلوقه الجديد، فأمر الملائكة بالسجود إكراماً له، بمجرد أن خلقه وسواه ونفخ فيه من روحه، فخرت الملائكة سُجّداً وجثيّا.


وكان إبليس، وهو من الجن، كان في عداد الملائكة حينما أمرهم الله بالسجود إكراماً لآدم(ع). وكان مخلوقاً من النار، شديد الطاعة لربّه، كثير العبادة له، حتى استحق من الله أن يقربه إليه، ويضعه في صف الملائكة... ولكن إبليس عصى هذه المرّة الأمر الإلهي، بالسجود لأدم(ع)، وشمخ بأنفه، وتعزز بأصله، وراح يتكبر ويتجبر، وطغى وبغى، وظل يلتمس الأعذار إلى الله سبحانه، حتى يعفيه من السجود لآدم(ع).


وما فتئ يتذرّعُ بطاعته لله وعبادته له، تلك العبادة التي لم يعبد الله مثلها ملكٌ مقرَّب، ولانبيٌّ مرسل... وأخذ يحتجُّ بأنّ الله خلقه من نار، وأن آدم مخلوق من تراب، والنار خير من التراب وأشرف: {قال: أنا خيرٌ منه، خلقتني من نارٍ وخلقته من طين}. {أأسجد لمن خلقت طينا}!.


ولما كان الله سبحانه وتعالى، يريد أن يُعبَدَ كما يُريد هو، ومن حي يريد، لاكما يريد إبليس العين هذا، صب عليه سوط عذاب، وطرده من الجنة، وحرّمها عليه، ومنعه من اختراق الحجب، التي كان يخترقها مع الملائكة (ع).


ولما رأى إبليس غضب الخالق عليه، طلب أن يجزيه الله أجر عبادته له آلاف السنين، وكان طلبُه أن يمهله الله سبحانه في الدنيا إلى يوم القيامه، وهو ينوي الإنتقام من هذا المخلوق الترابي، الذي حُرِمَ بسببه الجنة، وأصابته لعنة الله. كما طلب أيضاً، أن تكون له سلطة على آدم وذريّته، وظلّ يكابر ويعاند، ويدّعي أنّهُ أقوى من آدم، وخير منه: {قال: أرأيتك هذا الذي كرّمت عليّ، لئِنْ أخّرتنِ إلى يوم القيامة، لأحتنكنَّ ذريته إلاّ قليلاً}.


آدم (ع) يستعين بالله


أعطى الله سبحانه وتعالى، أعطى إبليس العين ماطلبه وأحبه من نعيم الدنيا، والسلطة على بني آدم الذين يطاوعونه، حتى يوم القيامة، وجعل مجراه في دمائهم، ومقرّه في صدورهم، إلا الصالحين منهم، فلم يجعل له عليهم سلطانا: {قال: إذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفورا... إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}.


وعرف آدم ذلك، فلجأ إلى ربّه مستعصما، وقال: "يا ربّ! جعلت لإبليس سلطة عليّ وعلى ذرّيتي من بعدي، وليس لقضائك رادٌّ إلاّ أنت، وأعطيته ما أعطيته، فما لي ولولدي مقابل ذلك؟" فقال سبحانه وتعالى: "لك ولولدك: السيئة بواحدة، والحسنة بعشرة أمثالها" فقال آدم (ع): "متذرعاً خاشعا: يارب زدني، يارب زدني". فقال عزّوجلّ: "أغفِرُ ولاأُبالي" فقال آدم (ع) "حسبي يارب، حسبي".

[نسيان آدم وحواء وخطيئتهما]


أسكن الله سبحانه آدم وحواء الجنة، بعد تزويجهما: {وإذ قلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة} وأرغد فيها عيشهما، وآمنهما، وحذّرهما إبليس وعداوته وكيده، ونهاهما عن أن يأكلا من شجرة كانت في الجنة، تحمل أنواعاً من البر والعنب والتين والعناب، وغيرها من الفواكه مما لدّ وطاب: {وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}.


وجاءهما الشيطان بالمكر والخديعة، وحلف لهما بالله أنه لهما لمن الناصحين، وقال: إني لأجلك ياآدم، والله لحزين مهموم... فقد أنست بقربك مني... وإذا بقيت على هذا الحال، فستخرج مما أنت فيه إلى ما أكرهه لك.

نسي آدم(ع) تحذير الله تعالى له، من إبليس وعداوته، وغرّه تظاهر إبليس بالعطف عليه والحزن لأجله، كما زعم له، فقال لإبليس: "وما الحيلة التي حتى لاأخرج مما أنا فيه من النعيم؟" فقال العين: "إنّ الحيلة معك:" {أفلا أدلك على شجرة الخلد ومُلكٍ لايبلى}؟ وأشار الى الشجرة التي نهى الله آدم وحوّاء عن الأكل منها، وتابع قائلاً لهما: {مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}.


وازدادت ثقة آدم(ع) بإبليس العين، وكاد يطمئن إليه وهو العدوّ المبين، ثم إنّه استذكر فقال له: "أحقاً ماتقول": فحلف إبليس بالله يميناً كاذباً، أنّهُ لآدم من الناصحين، وعليه من المشفقين، ثم قال له: "تأكل من تلك الشجرة أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة إلى الأبد".


لم يظنّ آدمُ(ع)، أنّ مخلوقاً لله تعالى يحلف بالله كاذباً، فصدقه، وراح يأكل هو وحوّاء من الشجرة، فكان ذلك خلاف ما أمرهما به الله سبحانه وتعالى.


الخروج من الجنة


ماكاد آدم وحوّاءُ، يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، حتى نادى منادٍ من لدن العرش الإلهي، أن: "ياآدم، اخرج من جواري، فإنه لايُجاوِرُني مَن عصانيْ".


وبكى آدم(ع) لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة... وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً. فبعث الله عزّ وجلّ جبرائيل(ع)، فأهبط آدم إلى الأرض، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند، وعاد فأنزل حوّاء إلى جُدَّة..


ثم أنّ الله سبحانه وتعالى، أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة، فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا... ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة، حتى التقيا من جديد في عرفة. وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً: اللهم بحق محمد وآله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي، وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها.


الرحمة والغفران


{وتلقى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه}.


وأوحى الله عزوجلّ إلى جبرائيل(ع): إني قد رحمت آدم وحوّاء، فاهبط عليهما بخيمةٍ من خيم الجنة، واضربها لهما مكان البيت وقواعده، التي رفعتها الملائكة من قبل، وأنرها لهما بالحجر الأسود. فهبط جبرائيل(ع) بالخيمة ونصبها، فكان المسجد الحرام منتهى أوتادها، وجاء بآدم وحواء إليها.


ثم إنّه سبحانه أمر جبرائيل بأن يُنَحّيهما منها، وأن يبني لهما مكانها بيتاً بالأحجار، يرفع قواعده، ويتم بناءه للملائكة والخلق من آدم ولده، فعمد جبرائيل إلى رفع قواعد البيت كما أمره الله.


وأقال الله آدم عثرته، وغفر زلته، وعده بأن يعيده إلى الجنة التي أُخرج منها. وأوحى سبحانه إليه، أن: "ياآدم، إني إجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، أن تعبدني، ولاتشرك بي شيئاً، واحدة منهن لك: أجازيك بعملك، أحوجَ ماتكون، وكلمة بيني وبينك: عليك الدعاء ومني الإجابة، واحدة بينك وبين الناس من ذريتك، ترضى لهم ماترضى لنفسك.


وهكذا، أنزل الله على آدم(ع) دلائل الألوهية والوحدانية، كما علمه الفرائض والأحكام والشرايع، والسن والحدود.


قابيل يقتل هابيل

كان قابيل أول أولاد آدم(ع). فلما أدرك سنّ الزّواج، أظهر الله سبحانه جنية يقال لها جهانة، في صورة إنسية، فلما رآها قابيل أحبها، فأوحى الله تعالى إلى آدم(ع) أن يزوجها من قابيل فعل.


ثم لما ولد هابيل، الإبن الثاني لآدم (ع). وبلغ مبلغ الرجال، أهبط الله تعالى إحدى حوريّات الجنة، فرآها هابيل وأحبها، فأوحى الله لآدم (ع) أن يزوجه بها.


ثم إن الله سبحانه وتعالى، أمر نبيه آدم (ع)، أن يضع مواريث النبوة والعلم عند ولده هابيل، ويعرفه بذلك... ولما علم قابيل بذلك، غضب واعترض أباه قائلاً: "أنا أكبر من هابيل، وأنا أحق بهذا الأمر منه".


وتحيّر آدم(ع)، فأوحى الله إليه أن يقول لابنه قابيل: "يابني، إنّ الأمر لم يكن بيدي، وإنّ الله هو الذي أمرني بذلك، ولم أكن لأعصي أمر ربي ثانية، فأبوء بغضبه، فإذا كنت لاتصدقني، فليقرب كل واحدٍ منكما قرباناً إلى الله، وأيُّكما يتقبَّل الله قربانه، يكن هو الأولى، والأحق بالفضل ومواريث النبوة.


قدّم قابيل قرباناً من أيسر ملكه، وقدّم هابيل قربانه من أحسن ماعنده... فتقبل الله سبحانه قربان هابيل، بأن أرسل ناراً تركت قربان قابيل كما هو، ممّا أثار حفيظة قابيل، وأجّج نار الحقد في صدره.


وسوس له الشيطان بأن: اقتل أخاك فينقطع نسله، وتُريحُ أولادك من بعدم إن كان لك ولد، ثم لايجد أبوك من يعطيه المواريث سواك، فتفوز بها، وذريتك من بعدك..


وسوّلت له نفسه قتل أخيه هابيل، فقتله... وكانت أوّل جريمة على وجه الأرض، نفّرَت الوحوش والسّباع والطيور، خوفاً وفرقا.


ولم يدر قابيل كيف يخفي جريمته... وماذا يصنع بجسد أخيه الملقى على الأرض بلا حراك؟... ويبعث الله تعالى غرابين يقتلان في الجو، حتى يقتل أحدهما الآخر، ثم يهوي وراءه إلى الأرض، فيحفر، بمخالبه حفرة، يدفن فيها صاحبه، وقابيل ينظر ويرى.


أدرك قابيل عجزه وضعفه وقال: "ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغُراب فأواري سوأة أخي} وأدفنُ جُثّتهُ، كما دفن هذا الطائر الصغير الحقيرُ صاحِبُه المقتول؟! {فأصبح من النّادمين}.


ذرية آدم(ع)


ولد لآدم وحواء سبعون بطنا، على مايُروى، وكان أوّل أولادهما قابيل ثم هابيل اللذين لم ينجبا على مايبدو...


ولكن الله جلّ وعلا وهب لآدم وحوّاء إبنهما شيثا (هبة الله) ومن بعده ولد لهما يافث.. فلما أدركا وبلغا مبلغ الرجال، وأراد الله أن يبلغ بالنسل مانرى... وأن يكون ماقد جرى به القلم، من تحريم ماحرّم الله تعالى، من زواج الإخوة وبالأخوات أنزل سبحانه من الجنة حوريتين، هما نزلة ومنزلة، وأمر آدم أ، يزوجهما من شيث ويافث، فكان ذلك... ولد لشيث غلامٌ، ولدت ليافث جارية، فأمر الله تعالى أن يزوج آدم (ع) إبنة يافث من ابن شيث.
ولم يحرم الله آدم وحوّاء من الإناث، فقد رزقهما الله ابنة أسمياها عناق، تزوجت ولدت ولداً اسمه عوج، وصار فيما بعد جباراً شقياً، عدواً لله ولأوليائه، فسلط الله عليه وعلى أمه عناق من قتلهما.


وفاة آدم وحوّاء


انقضت أيام آدم(ع)، فأمره الله أن يوصي إلى ولده شيث، ويدفع إليه مواريث النبوة والعلم والآثار، وأمره بأن يكتم هذا الأمر عن قابيل، حتى لاتكّر الجريمة المأساة، ويقتله كما قتل أخاه هابيل من قبل.


وتوفي آدم(ع) ولهُ من الذريّة من ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمّر تسعمائة وستين سنة، ودفن في جبل أبي قبيس، وجهه إلى الكعبة المشرَّفة على ماذكر في كتب السير. ولم تعمرّ حواء بعد آدم إلاّ قليلاً، عاماً واحداً مرضت بعده ومات، ودفنت إلى جانب آدم(ع).

وفي أيام النبي نوحٍ(ع)، وعندما حصل الطوفان، أوحى الله سبحانه إلى نوحٍ أن يحمل معه في السفينة جثمان أبيه آدم (ع) إلى الكوفة، فحمله إلى ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، حيث دفنه هناك في المكان المعروف بمرقد نوحٍ(ع)..و في رواية اخرى~~~~~~~~~~~~~~~
خلافة بني آدم في الأرض :

قال الله تعالى: {واذْ قالَ ربّكَ للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعلُ فيها

من يفسدُ فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون

(30)} [سورة البقرة].

هذه الآية تخبر أن الله قضى على آدم وبنيه باستخلاف الأرض لعمارتها والانتفاع بما

أودعه فيها من نبات وحيوان ومعادن ويتولى بعضهم على بعض بالحكم وغير ذلك.

وقد أخبر الله الملائكة وأعلمهم أنه سيجعل بني آدم خليفة في الأرض يسعون فيها

ويمشون في مناكبها وينتشر نسلهم في أرجائها، ويأكلون من نباتها ويستخرجون

الخيرات من باطنها ويخلف بعضهم بعضاً فيها. فسألت الملائكة ربها للاستكشاف عن

الحكمة في جعله خليفة في الأرض لا للاعتراض على الله وقالت: {أتجعل فيها من

يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك(30)} [سورة البقرة] أي نحن

نعبدك دائماً ولا يعصيك منا أحد .
فبيّن الله للملائكة الحكمة من جعل بني آدم خليفة في الأرض وهو أن البشر وان كان

فيهم من يسفك الدماء ويفسد في الأرض، لكن منهم الأنبياء والأولياء، ونصب لهم دليلاً

على فضل آدم أن علمه أسماء كل شىء فتفوق على الملائكة بذلك وقال الله لآدم:

{أنْبِئهم بأسمائهم(33)} [سورة البقرة] فصار آدم يقول لهم هذا اسمه كذا هذا اسمه

كذا فعرفوا أن هذا الجنس أفضل منهم .

قال الله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلماتٍ فتاب عليه انّهُ هوَ التواب الرحيم(37)}

[سورة البقرة]، وروي عن مجاهد قال: "الكلمات: اللهم لا اله إلا أنت سبحانك

وبحمدك، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي انك خير الراحمين ،

لا اله الا أنت التواب الرحيم"، وروى البيهقي بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله

عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما اقترف سيدنا آدم الخطيئة قال: "يا

ربِّ أسألك بحق محمد الا ما غفرت لي، فقال الله: فكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟

فقال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك (2)، رفعتُ رأسي

فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا اله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف

إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك"، قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من

هذا الوجه وهو ضعيف، ورواه الحاكم وصحه.

تنبيه: لا يقال طرد الله آدم من الجنة لأن هذا الفظ فيه تحقير لسيدنا آدم بل يُقال أهبِط كما يفيد نص القرءان.

مدة إقامة آدم عليه السلام في الجنة :

واليوم الذي خرج فيه من الجنة

اختلفت العلماء في مقدار مقام آدم عليه السلام في الجنة فروى الحاكم في مستدركه أن

آدم لم يمكث في الجنة إلا ما بين العصر إلى الغروب، والأقوى أنه مكث مائة وثلاثين

سنة. ولا ينافي هذا بالنسبة لتلك الأيام الستة أن يكون أدرك فيها مائة وثلاثين عاماً ثم

أكمل الألف في الأرض كما يفهم ذلك من بعض الآثار.
ورد أن اليوم الذي أخرج فيه آدم عليه السلام من الجنة وهبط فيه الى الأرض

كان يوم الجمعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج

منها" رواه مسلم، ورواه أحمد بنحوه.

مكان نزول آدم عليه السلام على الأرض

أمر الله سيدناآدم وحواء بالهبوط من الجنة الى الأرض، وأمر إبليس بالهبوط إليها

أيضاً، وأخبرهما أن العداوة بينهما وبين إبليس العين ستظل قائمة وبالتالي ستكون بين

إبليس وبني آدم قال الله تعالى: {وقُلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوٌ ولكم في الأرض

مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين(36)} فيروى أن آدم عليه السلام نزل في أرض الهند في

أرض تسمى سرنديب على أشهر الأقوال، ونزلت حواء عليها السلام في أرض أخرى

قيل انّها جُدة، فجاء سيدنا آدم في طلبها حتى أتى جمعا فازدلفت (3) اليه حواء فلذلك

سميت المزدلفة وهي بين مكة وعرفة، وقيل إنهما تعارفا في عرفات لذلك سميت

عرفات، وأما إبليس العين فقيل انه نزل بالأبُلة أرض في العراق .

فائدة: قيل ان أطيب بقعة في الأرض ريحاً الأرض التي أهبط بها آدم فعلق بشجرها

من ريح الجنة، قيل ان تلك الأرض التي نزل بها آدم من أصح بلاد الأرض فناسبت

أن تكون موطنه لكونه قريب عهد بالجنة.
]

بناء البيت الحرام :

أمر الله آدم عليه السلام أن يبني البيت الحرام فقدم مكة وبنى البيت من خمسة أجبُلٍ:

من طور سيناء، وطور زيتي، ولبنان، والجودي، وبنى قواعده من حراء، فلما فرغ

من بنائه أرسل الله له ملكاً علمه المناسك، ثم بقي كذلك حتى أغرق الله قوم نوح عليه

السلام فرُفع البيت وبقي أساسه فجاء سيدنا ابراهيم عليه السلام فبناه.

موت سيدنا آدم وحواء عليهما السلام :

{ عاش سيدنا آدم عليه السلام ألف سنة قيل: قضى منها مائة وثلاثين سنة في الجنة

وبقية الألف عاشها على هذه الأرض التي نزل اليها، ولما مات بقيت ذريته على دين

الإسلام يعبدون الله تعالى وحده ولم يشركوا به شيئاً ، { فعاش البشر ألف سنة أخرى

على دين الإسلام }. ولم يكن فيهم كفر ولا شرك وإنما حصل الكفر والشرك بعد

نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام {{ فكان سيدنا نوح عليه السلام أول نبي بعث الى

الكفار }}.
وقد ورد في الأثر أن آدم عليه السلام دفن في مكة أو في منى قرب مسجد الخيف

حيث دفن سبعون نبياً، وقبورهم مخفاة ولا يوجد علامات تدل عليها، وقيل دفن عند

الجبل الذي أهبط عنده في الهند، وقيل بجبل أبي قبيس بمكة .

والله أعلم .

ويروى أن زوجه حواء عليها السلام عاشت بعد سيدنا آدم عليه السلام سنة ثم مات ويقال أنها دفنت في جدة





تحيأأأأأأأأأأأتي لكم يالغاأأأأأأأليات اذا اعجبكم موضوعي اتمنى تقييموني و الف مودة و حب ليكم:


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________