عنوان الموضوع : العشر من ذي الحجة - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
العشر من ذي الحجة
عشر ذي الحجة
الله سبحانه وتعالى هو المتفرد بالخلق والاختيار قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون[القصص:68]، ومن رحمته بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فاختار منها أوقاتاً خصها بمزيد الفضل وزيادة الأجر، ليكون ذلك أدعى لشحذ الهمم، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، ومن هذه الأزمنة الفاضلة أيام عشر ذي الحجة التي اختصت بعدد من الفضائل والخصائص.
فقد أقسم الله بها في كتابه تنويهاً بشرفها وعظم شأنها فقالسبحانه: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ الفجر:1-3 قال عدد من أهل العلم إنها عشر ذي الحجة.
وشهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها كما فيحديث ابن عباس رضي الله عنهما حيث قالصلى الله عليه وسلم: { ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر }، فقالوا: يارسول الله، ولاالجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله،إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء } [رواه الترمذي وأصلهفي البخاري]، وفي حديث ابن عمر: { ما من أيام أعظم عندالله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبيروالتحميد } [رواه أحمد].
وفيها يوم عرفة الذي قال فيهصلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يومعرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ رواه مسلم، وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه يكفر سنتين. وفيها أيضاً يوم النحر الذيهو أعظم الأيام عند الله، قال: أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر،ثم يوم القرّ رواه أبوداود
وإنما حظيت عشر ذي الحجة بهذه المكانة والمنزلة لاجتماع أمهاتالعبادة فيها وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.
وقد تكلم أهل العلم في المفاضلة بينها وبين العشر الأواخر من رمضان، ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ذهب إليه بعض المحققين من أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، وليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة جمعاً بين النصوص الدالة على فضل كل منها، لأن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار الأيام، ففيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية
وهناك أعمال صالحة تتأكد في هذه العشر جاءت النصوص بالحث عليها،والترغيب فيها من أهمها:
التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والتزام طاعته والبعد عن كل مايخالف أمره ونهيه بشروط التوبة المعروفة عند أهل العلم، فقد أمر الله بها عباده المؤمنين فقال: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهاَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ- النور:31 -ولا غنى للمؤمن عنهافي جميع الأوقات والأزمان.
ومن أعمال عشر ذي الحجة الحج إلى بيت الله الحرام، فمن المعلوم أنهذه الأيام توافق فريضة الحج، والحج من أعظم أعمال البر كما قال صلى الله عليه وسلم وقد سُئل أي العمل أفضل، قال: { إيمان بالله ورسوله }، قيل ثم ماذا؟ قال: { الجهاد في سبيل الله }، قيل ثم ماذا؟ قال: { حج مبرور } [متفق عليه]،فينبغي للمسلم إن وجد سعة في ماله، وصحة في جسده أن يبادر بأداء هذه الفريضة العظيمة، لينال الأجر والثواب الجزيل، فهي خير ما يؤدى في هذه الأيام المباركة
ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله في هذه الأيام العشر المحافظة علىالواجبات وأدائها على الوجه المطلوب شرعاً، وذلك بإحسانها وإتقانها وإتمامها، ومراعاة سننها وآدابها، وهي أولى ما يشتغل به العبد، قبل الاستكثار من النوافل والسنن ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة: وما تقربإليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه... رواه البخاري
وبعد إتقان الفرائض والمحافظة على الواجبات ينبغي للعبد أن يستكثرمن النوافل والمستحبات، ويغتنم شرف الزمان، فيزيد مما كان يعمله في غير العشر،ويعمل ما لم يتيسر له عمله في غيرها، ويحرص على عمارة وقته بطاعة الله تعالى من صلاة وقراءة القرآن ودعاء وصدقة وبر بالوالدين وصلة للأرحام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإحسان إلى الناس وأداء للحقوق وغير ذلك من طرق الخير وأبوابه التي لا تنحصر.
ومن الأعمال التي ورد فيها النص على وجه الخصوص الإكثار من ذكرالله عموما ومن التكبير خصوصاً لقول الله تعالى: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ الحج:28، وجمهور العلماء علىأن المقصود بالآية أيام العشر، وكما في حديث ابن عمر المتقدم فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد رواه أحمد
ويسن إظهار التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة فيالمساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به النساء،إعلاناً بتعظيم الله تعالى، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو من السننالمهجورة التي ينبغي إحياؤها في هذه الأيام، وقد ثبت أن ابن عمر و أبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
وأما التكبير الخاص المقيد بأدبار الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجريوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق لقوله تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ البقرة:203. ولقوله عليه الصلاة والسلام: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله رواه مسلم.
ومن الأعمال التي تتأكد في هذه الأيام الصيام، وهو بالإضافة إلىأنه داخل في عموم العمل الصالح إلا أنه قد ورد فيه أدلة على جهة الخصوص فعن حفصة رضي الله عنها قالت: ( أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر،والركعتين قبل الغداة ) [رواه أبو داود وغيره]، والمقصود صيام التسع، لأنه قد نُهِيعن صيام يوم العيد، قال الإمام النووي عن عشر ذي الحجة: ( صيامها مستحب استحباباً شديداً )، وآكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد ثبت عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: يكفّر السنة الماضية والباقية رواه مسلم
ومن الأعمال أيضاً الأضحية وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن منالعلماء من قال بوجوبها وقد حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم
فهذه أهم الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ويبقىباب العمل الصالح أوسع مما ذُكِر، فأبواب الخير كثيرة لا تنحصر، ومفهوم العمل الصالح واسع شامل ينتظم كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرةوالباطنة، فينبغي لمن وفقه الله، أن يعرف لهذه الأيام فضلها، ويقدر لها قدرها، فيحرص على الاجتهاد فيها، ويحاول أن يتقلل فيها ما أمكن من أشغال الدنيا وصوارفها، فإنما هي ساعات ولحظات ما أسرع انقضاءها وتصرمها، والسعيد من وفق فيها لصالح القول والعمل.
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
منقول
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________