عنوان الموضوع : ( أنيـاب الشهـوآت ) .. قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

( أنيـاب الشهـوآت ) ..









( أنياب الشهوات )


*

قلمي بات عصياً على أناملي
بت أخجل من حروفي النزقة بكلماتها المسترسلةِ الغير مُبالية
قد أكون جريئاً بما يكفي لأصبح متمرداً داخلياً على جميع حواسي.
قد أكون أحمقَ بما يكفي لأصبح سوياً أنا ورفاقي في تلك المعصية .. من كنت أكرههم، والآن أمشي في طريقهم.
قصائدي أصبحت تفر من طقطقة قلمي
وحبيبتي! حبيبتي أين هي؟
هذه الكلمة أيضاً أصبحت تفر مع شتات الحروف تلك!
لم أعد أجيد كتابتها ... أشعر بأن الحاء يعوّج مفرطاً، والباء يزداد إمتداداً، والياء قد إزدادت البثور المشوهة لملامحه ..
التــاء! إنه حرفها! " تغريد "
هذا الإسم الجميل .. تغريدة أناملي، من أملاكِ قلبٍ تخلى عن إطلاق كلمة - خفقان - على صوته، وآثر كلمة " تغريد "
لم أعد أجيد كتابة هذا الحرف؟ التــاء! أشعر بأنه يصد عن النظر إلي، أشعر أنه يشمئز من الإلتصاق بقلمي

هل يعاقبني؟؟

لكنني فعلاً لا أكبح ذاتي
أنا أنجرف إلى الهاوية أكثر وأكثر
إلهي .. إغفر لي .. أنت العالم بأني أركض وراء أهوائي ..
أنت العالم بأني أصلي فرضي ونوافلي.
أنت العالم بأني أصوم نهاري يومين كلّ أسبوع، أنت العالم بأني " أحمق "
بأني أنحرف بلا وعي
لكن أيجتمع مُصلي وراكضٌ خلف أهوائه؟؟
بحثت كثيراً عن حلٍ لهذا اللغز، بحثت كثيراً ولم أجد
حللت اللغز مرةً
وكان الحل هو أنني مُراهق في الـ 18 من عمري .. والمراهق مهما كان مصلياً وعابداً لله، سينجرف بدون وعي
لكنه عذرٌ واهي
عذرٌ أقبح من ذنب

أخافك يا الله، لكني لا أكبح رغبتي أمامها

كنت أكرهها، أقسم بذلك
أشمئز من النظر للصور فقط
والآن أصبح الأمر أعضم !!

الجميع كان يقول بأنّ عقلي يسبق عمري
لست كالمراهقين بتاتاً
لكنني مقتنعٌ بأن ليس كل مراهقٍ أحمق
ليس كل مراهقٍ غبي يركض وراء أهوائه

والآن أصبحت من الحمقى الأغبياء الراكضين خلف الهوى !!!


أذكر يوم شاهدتها أول مرة
كنت يومها أجول في إحدى شوارع الرياض، ذهاباً وإياباً أنتظره أمام مقهى قد أغلق، فالساعة الآن أصبحت تعانق الثانية صباحاً.
ذاك المغفل الصعلوك، كيف تجرأ على أخذ كُتيبي!!
سأقتله، سأمزقه بمخالبي كالذئب

هذا ماكان يجول بخاطري في تلك الدقائق الطويلة وأنا أنتظر، وأنتظر.
كُتيبي هذا له قصةٌ خاصة، قصةُ عشقٍ عاش بداخلي سنوات.
تغريد .. إبنة خالي
تغريد .. عشقي الحالي
تغريد .. عشقي الأزلي
تغريد .. عشقي الـ " الأبدي "

عشقُ بداية مراهقتي وسيصحبني إلى حين مماتي.

تغريدُ كلمةٌ لطالما داعبت أسطري المشعرّه
لطالما مشطت شعيراتِ أوراقي المتطايرة مع نسيم الحبر الأحمر، حبري المُفضل، حبري العاشقْ.
كيف وصله كتيبي في ذاك اليوم؟ لم أعلم حينها
لكنه صارحني بعد أيامٍ بأنني نسيته في المكتبة فوق طاولةٍ كنت أقرأ عليها، فأخذها عنوةً وكأنه حصل على كنز
قد يتساءل أحدٌ من هذا الشاب المكروه من قبلي
إنه " سامر " .. زميلي في الصف
ومُروجٌ للأفلام الإباحية.
أكرهه وبشدة، أشمئزّ منه.
أكره كوني زميلاً له
أكره كون إسمي إرتبط به في الصف، لكن هذا كان من عناد القدر

بعد ساعةٍ وصل، باسماً ساخراً بنظراته، هاتفاً بشاعريةٍ يتلو كلماتٍ قد كتبتها فيها من قبل : تغرييييد .. آآآهٍ يا تغريدة شفتاي، قلبي يهيم بين أحرفك الندية، إني جائع! جائعٌ إليك
إنتفضت غاضباً، ناظراً إليه بحقد، أقسم بأني كدت أنقض عليه، لكني تمالكت نفسي.
كيف يجرؤ؟ كيف يجرؤ ذاك النجس على لفظ إسمها الطاهر؟ كيف يجرؤ؟؟
زممت شفتاي متمالكاً لأعصابي، غير آبهٍ لنظراته المستفزة. مددت يدي اليمنى أناشده بإعطائي الكُتيب لكنه لم يبادر.
كُنت أستطيع أخذها بالقوة منذ رأيت شبح وجهه البشع، لكني لم أفعل فالساعة الآن قد قاربت الثالثة صباحاً، ولم أرد إفتعال المشاكل في وقتٍ كهذا.
تحدثت بغلظةٍ إعتادتها حبالي الصوتية مع المكروهين من قبلي : هات الُكتيب
ضحك بصخب، لم أفهم سبب ضحكه، لكنني لم أهتم وسحبت كُتيبي منه لأرمقه بنظراتي الحارة مُحذراً له من الإحتكاك بي أو مُحاولة إستفزازي لأنني وبكل بساطة .. أستطيع أن - أدوسه - بإصبعٍ واحدة من قدمي

غادرت للمنزل .. الذي كان بدوره قد نسي معنى الهيجان منذ أصبحت الساعة 11
فالكل قد نام ..
صعدت إلى غرفتي، أناشد سريري، أناشد وسادتي، إلهامي .. تلك التي ما إن أدنو إليها تندفع الكلمات مختلجةً بداخلي، مختلجةٌ إليها هي، وجائعةٌ إلى ذكرها

لكن .... أين هي كلماتي منها الآن
فكلماتي أصبحت نجسة تتلذ بالمحضور، قصائدي فيها أصبحت فاحشه .. منذ رأيت تلك المعصية في نفس اليوم ...!

بعد أن رميت جسدي على سريري، فتحت كتيبي لأطمئن عليه
لم يشوهه بكلمة .. وهذا ما أراحني

لكن لفت نظري في آخر صفحةٍ أحرف إنجليزيةٍ مسبوقةٌ بعلامة " @ "
كان حساباً .. أجل، أدركت ذلك منذ رأيته
لكن أين .. " Facebook " أم " Twitter " أم " Instagram " ؟؟
أين بالتحديد؟؟
دفعني الفضول للإكتشاف .. وليتني لم أفعل

ذهبت للـ " Instagram " أولا .. ولم يكن موجوداً!
جربت في " Twitter " .. ولم يكن موجوداً أيضاً
أخيراً .. بحثت في الـ " Facebook " وكذلك لم يكن موجود ..!

تعجبت .. وكنت سأبحث في بقية البرامج، لكنّ شيئاً بداخلي حثني للبحث في " Keek " وكأن الشيطان كان يحفزني أكثر
بحثت .. و وجدته !!!
وقبل أن أحدق في صورة الملف التي كانت خليعه، توجهت لفتح أول فيديو صادفني
لا أدري لمَ فتحت الفيديو قبل أن أبحلق في صاحب الحساب و أتعرف على المضمون الظاهري كعادتي في كل مره.

ولا أدري حقاً ما أصابني منذ أن بدأ شريط الفديو بالتحرك ..!
تابعته للنهاية وأنا غير مستوعبٍ لما أراه، تحفز شيءٌ ما بداخلي فدفعني للمضي.

إنتهى .. والتحفز الداخلي لدي لم ينتهي
رغبةٌ إجتاحتني برؤيةِ مقطعٍ آخر ... وفعلت


سُحقاً لذلك اليوم
سُحقاً لذلك الحساب
سُحقاً للـ " Keek "
وسحقاً لكَ يا سامر .. لكَ يا سامر .. لكَ يا سامر

لم أترك تلك الأفلام الإباحية من بعدها
بل إني أصبحت أبحث عنها في بقية المواقع
أشاهد أكثر من 20 فلماً في اليوم
أصبحت مدمناً لها.
حتى قلمي أصبح فاحشاً
حبريَ الأحمر أصبح مُلوثاً بالكلمات المشينة
أكتب في كل يومٍ أسطر غزلٍ فيها .. أسطرَ تعانق الكلمات البذيئة
علقت إسمها " الطاهر " .. بالنجاسة
وأنا النجاسة بذاتها
الشهوات ... إنتهشتني بأنيابها العصية.

بعد كلّ مرةٍ أرى بها فلماً، أهيم نادماً أستغفر ربي
وما ألبث دقائق إلا وأناملي تبحث عن غيره من الأفلام.
وعيناي تنتظر متعطشة.

يتبـع *


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


زينها الشيطان بنظري، جعلها أكثر علواً عندي من الأشياء الأخرى
قلت قراءتي للقرآن
وانكمشت الرغبة بداخلي للكتب الأدبية

عاشقٌ للشعر أنا
لكن عشقي بدأ بالتراجع
لطالما كنت مفتوناً بأسلوب غادة السمان
ومصدر إلهامي الثاني من بعد وسادتي هو كتابها المفضل لدي
" الحب من الوريد إلى الوريد "

نزار قباني !!
كان شاعري الأول

وأحلام مستغانمي!!
أفضل روائيةٍ بالنسبة لي

ويأتي كاتبي الأول .. غازي القصيبي
لطالما كان الكثير من أصدقائي يقولون بأنني أشبهه في الأسلوب
فأنا بالرغم من حداثة سني إلا أنني قد كتبت العديد من القصص والقصائد
ولطالما كنت أفوز كثيراً في المسابقات الأدبية
والمركز الأول دائماً ما كنت أتصدره

لكن كل ذلك ذهب/تراجع ..!

إشتركت يوماً في مسابقةٍ للقصص
ولم أتصدر المركز الأول كالعادة
حزت على المركز الثالث .. وياله من بؤس.
أغلب رفاقي قد صدموا من أسلوبي الركيك في تلك القصة، فهم قد إعتادوا مني التميز
وإطلاق " إبن غازي القصيبي " علي كلقبٍ مخلدٍ لي ... لكنه لم يعد مخلد
تراجعت مقدرتي!
وذلك بسبب إدماني لتلك الأفلام
لم أكتب قصتي تلك بإخلاصٍ كما في العادة، فأنا كنت أجمع أفكاري المشتتة وبالي مشغول بسبب الأفلام .. أريد رؤية المزيد والمزيد والمزيد

ويالك من ماكرٍ يا إبليس !!
إستطعت وبكل جدارةٍ أن تزين تلك الإباحيات في نظري
واستطعت إضعافي وإخضاعي لها
....


اليوم هو الجمعة

كنت أستمع للخطبة ومن عادتي هو حضورها مُبكراً ولله الحمد

إلهي .. أشكركَ لأنك أبقيت بي بعض الصفات الحميدة كالطاعة.

خطبة الجمعة .. تضمنت الحديث عن النفس وأهوائها، والعبد الضعيف الخاضع لها والقوي المسيطر عليها.
كنت أشعر وكأن الخطيب ينظر إلي قاصداً لي، الناس ينظرون إلي بريبة مُشمئزين، حتى المنبر والسجاد والجدران وكل ما حولي ينظرون إلي .... فقط مُشمئزين
..

تكلم عن إتباع الشهوات .. ثم النظر إلى المرأة والصور الخليعة .. ثم الزنا .. وأخيراً .. وصل للنقطة الحرجة!!
تكلم عنها .. أجل .. الأفلام الإباحية وعظم مشاهدتها

بلعت ريقي وأنا أستمع لكلمات الخطيب والتي تضمنت العديد من الأيآت والأحاديث...


قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى )

وقال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ).

وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي قال ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ).

أرتعشت .. إرتعشت وأنا أستمع بإنصاتٍ إلى تلك الأدلة ..
أنا زاني؟؟؟
أزني في كل يومٍ لمشاهدتي تلك الأفلام
( العينان زناهما النظر )

كدت أبكي .. كدت أصرخ
إلهي سامحني على إتباعي لأهوائي

تابعت الخطبةَ وأنا أرتعش، كان حديث الخطيب مؤثراً وعميق، إنتشل جميع حواسي فأرداني مقتولاً

بكيت أخيراً، أجل بكيت ولم أخجل
لم أخجل من الناس، لم أخجل من فكرة أن يشكوا بي، لم أخجل
بكيت فقط، خشيةً من الله، خشيةً من عقابه
يالي من " نجس " .. فأنا زاني
يالي من " منافق " .. أدعي في كل يومٍ الصلاح وأنا أصلٌ للفساد

تابعت الخطبة للنهاية وكل حواسي مشدودةٌ نحو الكلمات
ومن ثم صلينا صلاة الجمعة .. وعدت إلى البيت بعد قراءتي لجزئين من القرآن
عدت .. لأصعد إلى غرفتي
عدت .. لأحمل هاتفي ... وأرميه بقسوةٍ على جدار غرفتي الساخرة مني، العتابة قبل كل شيء!! فصاحبها إنسانٌ نجس

تحطم الهاتف .. ولم أهتم لشدة الحرارة بداخلي
فتحت حاسوبي لأمسح جميع أفلام الدمار والخراب ..
مسحتها! وكلي أملٌ بتركها
كلي أملٌ بالرجوع إلى الله متحسراً نادماً

كلي أملٌ بأن يقبل توبتي ...



" إلهي إليك أشكو نفساً بالسوء أمارة ، وإلى الخطيئة مبادرة ، وبمعاصيك مولعة ، ولسخطك متعرضة ، تسلك بي مسالك المهالك ، وتجعلني عندك أهون هالك ، كثيرة العلل ، طويلة الأمل ، إن مسها الشر تجزع ، وإن مسها الخير تمنع ، مياله إلى اللعب واللهو ، مملؤة بالغفلة والسهو ، تسرع بي الى الحوبة ، وتسوفني بالتوبة "


إلهي ... إنّ النفس لأمارةٌ بالسوء
فاجعلني يا إلهي مُروِضاً لها

*إنك سميع الدعاء*



__________________________________________________ __________

بارك الله فيك اختي
ارجو ان تصل هذه القصة الى مدمني ومدمنات هذه الفواحش وان يهديهم الله للتوبة
جزاك الله خيرا
وسلمت يمناك..يقييم
تقبلي مروري المتواضع
وامضائي الرقيق
احترامي عبير بابل


__________________________________________________ __________

مؤلم جدا اظن مفيش حد بيشوف الحجات دي ومبسوط واغلبهم بيندم مباشره بعد ما ينتهي من لذته يارب اهد شباب وبنات امة محمد الي الطريق الصواب ليس لهم غيرك يا الله شكر لصاحبة المشاركه


__________________________________________________ __________

قصة اكتر من رائعه
اسال الله انى يهدي جميع الشباب والفتيات وان يرحم امة محمد رحمة عامة


__________________________________________________ __________

ألف شگر لحضورگن و تواجدگم العطر عزيزاتي .~
،،