عنوان الموضوع : مسابقة القصص ♣ الرِّزْقِ بَيْدَ اللهَ وَحْدِهُ ♣
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مسابقة القصص ♣ الرِّزْقِ بَيْدَ اللهَ وَحْدِهُ ♣
استرخي على الكرسي الهزاز♣ بهدوء أحاول أن أقاوم رغبتي في النعاس أمام التلفاز فقط أشحذ نفسى معنوياً لمواجهة الضغوط واللكمات الحوارية النسائية التي ستقذف فى وجهى كالعادة بفضول وتفحص لجسدي طيلة هذا اليوم اثناء طقوس الاحتفال بالمولود الأول لشقيق زوجي الأصغر.
ألملم قواي وأتدثر بإيمانى أتمتم بكلماتِ الله ليهدأ قلبي وتستكين انفعالاتي المتمردة لبضع دقائق قبل أن ينكسر الهدوء بمكالمة أمى المعتادة في مثل هذه المواقف التي تتواصل معي فيها بدفء دون أن تعى عمق الجرح الذي يتركة كم الإشفاق المنغمس في دعائها لي بالذرية الصالحة وبكائها المخنوق في حلقها خوفاً على أمومتي المسلوبة وخشية أن يتهشَّم صمودي فأطمئنها على حالي فأربع سنوات من زواج منزوع البهجة ، خالي من الأطفال ، أعزل من بكائهم الليلي ، شاغر من مشيتهم المرتبكة على مهل وأناملهم الصغيرة وهى تمسك بأحد أصابعك ببراءة كفيلة جداً لأتلقَّى مناعة نفسية وأمصالا ضد المواجع.
أنهيت حواري مع أمي بشكل مقتضب وأغلقت سماعة الهاتف ثم صرَّحت لصورتها المعلقة أمامى وأنا أشفق عليها « اشتقت يا أمى لصرخات رضيعى الذي لم ألده بعد , فلمن يا أمى ستعطي وصايا الأجداد وإلى متى ستظلين مهرولةً معي بين عيادات الأطباء وأضرحة الأولياء الصالحين باكية ممدودة طاولاتك بالنذور و الصدقات لا تمللي من رفع يدك بالدعاء لله وتقاسمك أغطية حجراتك صلاة الحاجة أناء الليل وأطراف النهار » ثم تنهدت بتأوُّهٍ عميقٍ واستكملت التمارين النفسية استعداداً للنزولِ حتى لا أتحوَّل في لحظةٍ تحت تأثير الشحن العصبي من امرأة لمارد لا أقوى على ترويضه فلا أشرس من جنون امرأة بطنها خاوية وصدرها لم يحنو لصراخ وليدها فلا النياشين ولا المناصب ترضى غريزتها أو تشبع أنوثتها المتعطشة .الأمومة فقط هى البصمة الوحيدة التى تثبت وجودها على الأرض.
ارتديت كامل أناقتى مستعيرة ابتسامة امرأة غيرى مستيقظة لتوها من ليلة حب فنحن لا نرتدى حُلِيَّنَا إلا لنتباها أمام من يتباهون أمامنا بالسعادة المزيفة بينما لا تفارقنا جميعاً تعاسة موروثة جيل بعد جيل فخلف نمنمات المظاهر البراقة يستتر حزننا الحقيقي.
مضت ثلاث ساعات وأنا اتجول في انحاء منزل أثث على الطراز الصامت أهيئ نفسي بعناء على تلك المجاملة الإجبارية فدائما الأقدار لا تعطينا حق الاختيار حتى ذهلت بزوجي يغير كل خططه و يعتذر عبر الهاتف عن تأخيره ويطلب مني سرعة التوجة لبيت العائلة بالهدية المنتقاة بعناية وسيلحق هو بى إلى هناك.
خرجت من منزلى برهبة طفل عوقب بالذهاب للامتحان بمفرده وانخرطت بسرعة بين ضجيج المارة، وكانت كل الطرق تستدرجنى لمواجهة موجعة بطيف أحلامي المشروعة. واجهات المحلات التى تعرض ثياب الأطفال, أبواب المدارس, ابتسامة كل طفل خلف زجاج السيارات وفي إشارات المرور, أثداء الأمهات الممتلئة بلبنهم, صيحاتهم المختبئة خلف الجدران منشغلين باللعب, ركضهم في الحدائق. جميعها لقطات منفصلة حيكت بدهاء المؤامرات لتربك هدوئي الكاذب وتضرم النار في أعصابي المفخَّخَة.
صعدت درج البيت العائلي بخطوات تدب تارة بخوف وتوتر وتارة باندفاع وجنون ثم انضممت للموجودين أصافح الجميع بحرارة، أهنئ وأقبِّل الصغار والكبار, أتجاهل حديث الأمهات واتحاشى النظرات الماكرة للعجائز والشمطاوات ثم أهرب سريعاً من سخافة الأسئلة المغلفة عن سبب تأخر الإنجاب، ولم يزعجنى أكثر من المتطوعات بالنصائح الملغومة بالاستفسارات الخبيثة حول فراش الزوجية وأداء زوجى فربما يكون تحسين الأداء كافي لحل المشكلة.
فمتى سأخلع عنى ثوب الأرض البور؟ متى ستستتر عاهتى الجسدية من غطائها الشفاف المثقوب بالنظرات والغمزات اللاذعة؟ متى سيزدحم حمامي بمغطسه الصغير .. بقطع منظفاته الناعمة وتنشغل أحبالي بملابسه المبللة؟ الكثير من الأفكار المدججة بمزيج من عواطف شرسة دفعت حدة صراعي الذاتي لدرجة الغليان، وقبل أن تفور الحمم المندفعة في مسار شراييني اخترقت يد زوجى البقعة الملغومة التي تحاصرني وربَّت على كتفي بقوة اللقاء بعد الفراق ثم قبَّل جبهتى باستحياء يرأف بحالي.
استدارت يد زوجي حول خصري ليضمنى إليه ونبادل الجميع جمل التهاني والمجاملات بشكل سريع لا يسمح لأحد أن يورطنا في أحاديث جانبية، وبعدما وزَّعنا الابتسامات ولوَّحت أكفتنا بالسلام كعروسين في المشهد الأخير لحفل زفافهم .. غادرنا منزل العائلة متجاهلين كل شعور يستفذنا بعناد لتلك المواقف السلبية للزيارة العائلية، وفي طريق العودة استقلَّينا سيارة أجرة، وتسَّيد الصمت بيننا طوال الطريق بينما أصابعنا متعانقة فى حوار شخصى وما أن وطأت قدمي أعتاب غرفتي حتى انفجر بركاني المكبوت وأخذت أضرب الأرض يميناً ويساراً بكفيَّ وقدميَّ في هيستيريا بكائية صارخة « نفسى أكون أم ...... حقي على الدنيا إني أكون أم » وظللت أصرخ وأصرخ وأصرخ أمام ذهول زوجي وقلة حيلته حتى نفذت طاقتي وبدأت في الترنح ثم تهاويت أرضاً بينما أطراف أصابعى الباردة من هروب الدم منها تحتضن كتفيَّ بعطفٍ.
النـــــــهايـــــه
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
بعد هذا القصه بأربع سنوات ربي كرمني بالحمل و جبت احلي ولد في العالم
نصيحتي لأخواتي المنتظرات الحمل لا تفقدو الأمل مثلي لأنه الله كريم و رحيم و الرِّزْقِ بَيْدَ اللهَ وَحْدِهُ
ارجو منكمالدعاء الله يخليلي ابني و يطول بعمره
محبتي لكم
اختكم
سولافه
__________________________________________________ __________
قصه ولا ارووع استخدام للكلمات وتنميق للحروف .. مع تصوير المشاهد
في الخياااال شي في قمة الرووعه اختي الغاليه ღ ŠѽŁắḟắ ღ سلمتي
وسلم قلمك ولك مني أجمل التحايا والتقدير.. مع اجمل تقيييم
*******
أسأل الله ان يرزق كل المتزوجات بالذريه الصالحه الطيبه
والحمد لله ربي رزقك بالحمل وربي يحفظ لك ابنك
ويزيدك كمان وكمان والف مبروك متأخره بس
لا تقنطو من رحمة الله
لو سمحتي غلاتي ضعي رابط قصتك هذه في توقيعك
__________________________________________________ __________
موفقة اختي
بجد بجد انتي رائعة فيكتابتك
تم التقييييم لانها قصة رائعة
و ربي يسعدك مع زوجك و ابنك
__________________________________________________ __________
قصه معبره ورائعه الله يخليلك ابنك يا رب بالتوفيق
__________________________________________________ __________
حبيبتي ღ ŠѽŁắḟắ ღ قصتك محزنه ومؤثره
وقد فتحت علي لحظة حزن عميقه رغم مقاومتي ،
متمنياتي لك بالتوفيق
اسال الله العظيم ان يحفظ لك ابنك ويقر عينك به
ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين
يقيم