عنوان الموضوع : مسابقة قسم القصص☆ حبنا لن ينتهي ☆ قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مسابقة قسم القصص☆ حبنا لن ينتهي ☆
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
~~~~~~~~~~~~~~~~
اخواتي الغاليات ..مشرفات القسم
ارجونتي..هابوشتي
لم يكن لي أن أترك فرصة هالمسابقة تمر دون أن أشترك فيها
لأفرغ ما في جعبتي من حروف و كلمات و حبي للتأليف..
لذلك أشكر كما علي هالمسابقة الممتعة..
و كم اعشق قصص الحب الجميلة و المملؤة بالمخاطر..
لذلك اخترت قصتي "مراد و ريان" القصة الاولي
و هنا اكتب فقط المقدمة هنا لتكون مقدمة لما سأطرحه
لكنني راح أبدأ القصة بكلمات اخري..
(((كانت ريان تنتظر في محل الحافلات حين وقف أمامها مراد و طلب أن يكلمها لدقيقة واحدة، و بما انها في محطة شبه خالية من الركاب، خافت و تراجعت خطوتين الى الوراء لكي تبتعد عنه، حاول مراد التقرب منها ثانية، و لكن هذه المرة طلب رقمها مباشرة.
لم ترد ريان على الشاب الذي يبلغ من العمر خمسة و عشرين سنة و يعمل مهندسا معمارياً.
أما ريان فكانت شابة في الواحد و العشرين من العمر، و كانت طالبة في السنة الرابعة في كلية الطب.
في الحافلة لم تفارق عينا مراد البنت ، و لم يكن ينظر اليها فقط بل كان يراقب كل من يحاول التقرب إليها او يكلمها و كأنه المسؤول عنها في الحافلة.
مرت الايام و الايام و كانت في كل مرة تلتقيه في نفس المحطة و يركبان في نفس الحافلة. و لكنها لم تكلمه أبدا و لم يكلمها هو ايضًا بعد اول و آخر محاولة، لكنه ظل يراقبها و يراقب كل من يريد الإقتراب منها او التكلم معها.
و في أحد الايام الممطرة، كان مراد واقفا ينظر اليها من بعيد كالعادة، اما هي فكانت مبللة بالكامل و ترتعش من البرد حين وقف امامها شاب يحمل مظلة و غطى رأسها و ...و ... و؟؟؟)))
انتظرووووني
مع حبي
"مينو"
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مراد شاب ليس كمثل شباب اليوم، كان خلوقا و ودودا و محترما و يشهد الجميع أن ليس له قرين او شبيه، قد نصادف مثله في حياتنا، لكن في محيط بيئته و عالمه كان الأفضل و الأحسن من بين الشباب، و طوال حياته كان هدفه الوحيد أن يكمل دراسته ليُفرح والديه و ينشرح صدروهما بفرحة نجاحه و حصوله علي اعلي شهادات الجامعة.
مراد كان غريب في تحصيل دراسته، و مذاكرته كانت تعتمد علي أن يجلس مع زملائه ليشرح لهم الدروس و الكتب الدراسية ، و بذلك يجمع معلومات و افكار متنوعة من زملائه و يكون الاجابات الافضل و الطريقة المثلي للشرح، و بذلك استطاع ألا يأخذ في كل المواد دروسا خصوصية، و بذلك يُريح والديه من مصاريف تكثُر عليهما و يترك المجال لأخواته ليعيشوا في حياة يستنشقوا فيها عيشة كريمة.
والد مراد لم يكن يعمل في وظيفة عالية المركز او مرموقة لم يكن يعمل في مجال عمل يتحصل منه علي مبالغ كبيرة، لكنه كان يعمل في مجال عمل استطاع أن يشبع رغبات و هوايات ابنه مراد منها، فكان الوالد يعمل خطاطا و رساما ، فكان يملك محلا يجمع فيه طلبات الطلاب و التلاميذ و المؤلفين و الناشرين الصغار و الذين يريدون رسما او خطوط او لوحات مدرسية او لوحة لكتاب لناشئ او مجلة صغيرة المركز و تريد رسمة لصفحتها الرئيسية.
ومن هنا تشبعت لدي مراد رغبة الرسم و التخطيط و الفن المعماري المرسوم، و كبر و معه رغبة في أن يكون رساما محترفا، و مع مرور الوقت و عند بلوغه المرحلة الثانوية أصبحت رغبته هي أن يكون مهندسا معماريا ليس إلا.
أما والدته فكانت سيدة محترمة، متعلمة و حاصلة علي شهادة لكنها عندما أحبت والد مراد
لم يعنيها الشهادة او العمل من خلال شهادتها، بل تزوجت ممن اختاره قلبها و اختارها بنفسه، و ساعدته و قامت معه بتدبير المصاريف حتي افتتح محل"الرسم و التخطيط"،
و انجبت منه مراد و ميسون و محمد.
كان أجمل اللحظات لدي مراد و أسرته عندما يجدوا رسمة او تخطيط لوالده منشورة في احدي المجلات او الصحف ، او علي غلاف كتاب و امضاء صغير اسفلها مكتوب عليها اسم والده.
مراد ظل طوال حياته متفهما لطبيعة الشباب ، و رغم انه من الشباب الا أن تفكيره كان كبيرا علي سنه و عمره، فكان متفهما أن الجامعة مكان جديد سيجد فيه جميع الاطياف و الاخلاق، و انه سيجد شباب و فتيات ، منهم الصالح و منهم الطالح، و كان يعلم أنه لن يميل لأي فتاة بمجرد أن يدخل الجامعة، فأي ميل من ناحيته سيكون جراء فقط الانفتاح و التواجد بين الشباب و الفتيات ، لانه ظل طوال دراسته في مدارس فتيان فقط و ليست مدارس مشتركة.
لذلك كانت كل الفتيات اخواته و يحافظ عليهن و يحميهن و يعمل علي ابقاؤهن في امان و حتي أنه كان يقوم بجمع أي من المحاضرات التي تفوت عليهن و كان يبعد عنهن أي من الشباب الذي يشعر تجاهم بأي شر أو مصالح سيئة تجاهن.
كانت الفتيات معجبة به جدا و كل واحدة منهن كانت تحلم بأن تكون فتاة احلامه، و بالنهاية تبوء محاولة كل منهن بالفشل و تبقي أخت له و فقط لا غير.
__________________________________________________ __________
ظل مراد يحلم دوما بفتاة احلامه و يأمل أن يصادفها يوما، كان يتشوق لينتهي من دراسته الجامعية و أن يحصل علي شهادته ليكون متفرغا في البحث عن الفتاة المنشودة.
و جاءت اللحظة الحاسمة، عندما تخرج من جامعته و حصل علي شهادته و تهللت أسارير والديه و أخواته و رغم الحالة المادية المتوسطة التي يعيشوها لكن والديه اقاموا حفلا كبيرا لمنطقة الحي الذي يسكنوه و قاموا بتوزيع الحلوي و المشروبات و اقاموا مائدة طعام كبيرة لجميع جيرانهم.
و هنا بدأ مراد في البحث عن العمل، و لأن الله سبحانه كان في عونه، فقد كان في زيارة والده احد الكتاب الناشئيين و دوما يستبشر خيرا فيه لأن رسوماته تعمل علي توزيعات اكبر لكتبه و علي شهرتها، و كان والد هالكاتب معه، و هو رجل صاحب مكتبا هندسيا ،
و ساق الحديث لإبنه مراد، و هنا طلب والد الكاتب أن يأتي مراد لمكتبه غدا في الصباح و معه جميع اوراقه ليعمل عنده فلن يجد مثل ابنه خيرا في أن يعمل معه و لديه.
و فعلا استيقظ مراد منذ لحظات الصباح الاولي و رتب نفسه و ارتدي ملابس انيقة و ذهب للمكتب الهندسي و قابل صاحب المكتب الحاج عمار و صافحه و قدم اوراقه لديه، و انتهت الاجراءات في ساعة الظهيرة علي أن مراد اصبح احد العاملين في المكتب الهندسي لدي الحاج عمار.
منذ أن بدأ مراد العمل و هو يؤمن لأسرته مكسب رغد لمعيشتهم، حتي أنه قام بتوسيع منزلهم،و ايضا ساعد والده علي توسيع محل عمله لتصبح مطبعة للرسم و الخطوط و التخطيط.
وفرح عندما تخرجت أخته "ميسون" من دراستها الجامعية المتوسطة و حصولها علي شهادة الكمبيوتر الحديثة، و كانت في زيارته لتخبره هالخبر الجميل الذي فرح قلبه معه،
و وعدها انه و هو في طريقه للمنزل سوف يأتي لها بهدية كبيرة جدا.
خرجت أخته من عنده و الخير معها في طريقها للمنزل، فقد شاهدها ابن الحاج "عمار"صاحب المكتب الهندسي،و هو في نفس الوقت الكاتب الناشئ الذي طبع له والدها رسومات غلاف كتابه، و علم من هي ، فقد تابعها حتي منزلها.
و رجع للمكتب سريعا و طلب مقابلة مراد، و ظن مراد ان شئ سئ ما حدث، فلما يريد "ايمن" مقابلته؟!، و اجتمعا في المطعم الملحق للمكتب الهندسي و التابع للعاملين فيه، و سار الحديث بطيئا حتي تشجع "ايمن" و طلب يد "ميسون" من اخيها "مراد".
فرح مراد و مبدئيا اعطي موافقته لأيمن، و ذهب للمنزل و معه هدية جميلة لأخته و اعطاها لها و هو يقبل جبينها و قال لها سوف تحصلين علي هدية اكبر لو وافق والدنا عليها، و اجتمع مع والده و حكي له عما اراده "ايمن" و طلبه منه.
وافق والدها و تهللت اساريره و اخبر والدة مراد بالأمر، و طلبوا من "ميسون" ان تعطي موافقتها من عدمه لو تريد، و بما انها لا بقلبها شئ من ناحية أحد ما فوافقت بعد مدح اخيها في "ايمن"، و هاتفه مراد و اخبره بموافقتهم.
و خلال ثلاثة شهور كانت قد تزوجت ميسون من ايمن ، و زاح بعض الهم و العبأ من علي اكتاف مراد و والده.
من بعد زواج ميسون ، ظل مراد يفكر في أخيه محمد و كان يعلم جيدا مدي براعته في المعلوماتية و شبكات الانترنت و اللغات الاجنبية و انه لم يتنازل يوما عن حلمه في الالتحاق بكليات الالسن واللغات و الالتحاق بدورات تدريبية في الانترنت و توسيع معرفته ليكون اقرب لمتعته.
كما انه كان يعلم بحب اخيه محمد لابنة خالتهم "ريتال"، لذلك اجتمع مراد يوما بوالدته و تحدث معها عن احوال خالتهم و ابنتها ريتال، و علم ان ريتال تميل لأخيه محمد و الكل يعلم بذلك، و طلب من والدته ان تعلم من بعيدا هل تقبل ريتال بأخيه محمد لو تقدم لخطبتها؟؟، و هنا حزنت والدته، فكيف لأخيه الصغير يخطب قبل منه و هو الأكبر سنا، قبل يديهاو رأسها و اخبرها انه يريد فقط الاطمئنان علي اخيه و ان يعطيه ما يتمناه و من بعدها يتفرغ لنفسه.
و فعلا خلال شهرين كان اخيه محمد تقدم لخطبة ريتال و تمت الخطوبة و هو في اخر سنة من دراسته الجامعية،و وعده بأن يجعله لا يحتاج شيئا طوال حياته.
__________________________________________________ __________
تفرغ مراد تماما لما عنده من مسؤليات، حتي اصبح تلح عليه رغبة ان يعثر علي فتاة احلامه، تخيلها كثيرا و كثيرا، و خلال عمله قابل العديد من الفتيات، لكن ما فيهن جذبته او استطاعت ان تطغي عليه و تحل محل صورة فتاة احلامه، و تخيلها كثيرا بصورة ملائكية تظهر فجأة في حياته، و تأكد انه مع مشاهدته لها سيعلم بالتأكيد انها الفتاة التي يبحث عنها دوما طوال حياته.
علم انها ستكون ارق مخلوقة يشاهدها و احلي الفتيات، لكن اين هي؟؟ و اين سيجدها و متي يحين اللقاء بها؟؟، و كان دوما يحدث نفسه بتلك التساؤلات فترات فراغه بعد انتهاء وقت العمل، حتي كان اللقاء الأهم في حياته....!!
كانت فتاة جميلة جدا ، رقيقة و ناعمة، و يبدو عليها الاخلاق، و كانت تستقل يوميا نفس الحافلة التي يستقلها مراد، و تجلس في مكان بالحافلة و تغمض عينيها و تسبح في عالم لا يعرفه غيرها.
في بادئ الأمر لم ينتبه مراد لها، و لكن في احدي المرات و عندما تحركت الحافلة ، سمع مراد صوت رقيق ينادي علي سائق الحافلة أن يتوقف لتركب ، و نظر من النافذة فوجدها تجري بجانب الحافلة لتلحق بها.
هنا لم يدري مراد كيف نادي علي السائق بنفسه و طلب منه التوقف؟، و صعدت هي لتكمل الحافلة طريقها المعتاد، لكن مراد لم يشعر بشئ من كل هذا غير أنه عثر علي فتاة احلامه المنشودة و ظل يفكر في تلك الفتاة الرقيقة الجميلة التي جلست في زاوية احدي الكراسي بالحافلة و اغمضت عيونها ، و تمني و لو أنه يشاركها في تفكيرها الآن و يجعلها تنظر له.
كل يوم ينتظر مراد أن تأتي ريان لموقف الحافلات حتي أنه رتب مواعيد حافلته علي ميعاد حافلتها، و عندما كان يأتي قبلها ينتظر حتي تأتي هي و تركب فيركب في نفس الحافلة، و أصبح مجنون بها و فرح جدا عندما علم بإسمها من خلال احدي صديقاتها وهي تنادي عليها ،ظل ينادي طوال ليلته بإسمها و شعر كأن نبضات قلبه تهتف بإسمها.
لكن طوال احلامه كان يشعر بشئ ما بداخل ريان رغم مرحها من خلال مقابلتها مع صديقاتها و كلامها معهن، إلا أنها بمجرد أن يذهبوا بعيدا عنها حتي تغوص في داخلها الخفي الذي يقبع معها اسرار تتألم منها.
شعر مراد انه لابد و ان يحادثها و يعلم منها هل توافق عليه أم لا؟، هل يستطيع أن يجعلها في حياته ام لا؟، و نام ليلته و هو علي عزم أن يكلمها في موقف الحافلات غدا.
و في الموعد المحدد كانت ريان تنتظر في محل الحافلات كالمعتاد حين وقف مراد و طلب أن يكلمها لدقيقة واحدة، و بما انها في محطة شبه خالية من الركاب، خافت و تراجعت خطوتين الى الوراء لكي تبتعد عنه، حاول مراد التقرب منها ثانية، و لكن هذه المرة طلب رقمها مباشرة،لم ترد ريان على مراد.
هنا شعر مراد بالحرج و شعر أنه أخطأ ، فريان لم تكن مثل تلك الفتيات التي بسهولة أن تعطي رقمها و لن تعطيه له، وفي الحافلة لم تفارق عينا مراد ريان ، و لم يكن ينظر اليها فقط بل كان يراقب كل من يحاول التقرب إليها او يكلمها و كأنه المسؤول عنها في الحافلة.
مرت الايام و الايام و لكنها لم تكلمه أبدا و لم يكلمها هو ايضًا بعد اول و آخر محاولة، لكنه ظل يراقبها و يراقب كل من يريد الإقتراب منها او التكلم معها.
__________________________________________________ __________
و في أحد الايام الممطرة، كان مراد واقفا ينظر الي ريان من بعيد كالعادة، اما هي فكانت مبللة بالكامل و ترتعش من البرد حين وقف امامها شاب يحمل مظلة و غطى رأسها و صعد بها للحافلة التي جاءت في موعدها.
لم يدرك مراد للحظات ما حدث و لكنه انتبه لما حدث و شعربالاختناق مما رآه، من هذا الشاب؟و كيف تصعد معه ريان هكذا؟، ماذا يكون لها؟،تساؤلات عدة جاءت في عقله و تفكيره و معها كان قلبه يتسارع بنبضاته و كأنه سيتوقف، و شعر بالاختناق حتي أنه كان يصعب عليه التنفس،و ظل ينظر تجاه ريان و هي بجانب هذا الشاب و يرمقهما بنظرة حسرة و ألم، هل ضاعت ريان من يديه و ضاعت معها فتاة احلامه؟، هل و هل و هل؟، تساؤلات عدة طرحهها علي نفسه.
و لم يدري كيف رجع لمنزله و كيف ارتدي ملابس البيت و دخل لحجرته؟، و ظل في حجرته طوال يومه و طوال ليلته الحزينة، و هو يفكر في ريان، دون أن يتناول أي طعام او اي شراب.
كان علينا أن نبحث عن ريان و نعرف عنها كل شئ، و نعرض من هي و ما خفاياها؟.
ريان ، تلك الفتاة الساحرة و الجميلة منذ نعومة اظافرها، و التي جاءت لوالديها بعد حرمان خمس سنوات زواج بدون انجاب، و معها شعروالديها بأن الله سبحانه يحبهما ، فالخير جاء بقدومها.
والد ريان يعمل بوزارة المالية و الاقتصاد، فهو صاحب شهادة جامعية في الاقتصاد و من بعدها حصل علي دراسات عليا فيها، و دخل مرات عديدة مسابقات حتي فاز بجائزة صغيرة في الاقتصاد و معها حصل علي عمل بوزارة الاقتصاد و هو رجل معروف بالوزارة و لا شائبة عليه، فهو صاحب أخلاق و متدين و محترم.
أما والدة ريان فهي ابنة الدكتور الجامعي الذي كان يدرس لوالد ريان، احبها زوجها منذ ان كان في زيارة والدها أثناء مرضه، و لم ينتظر كثيرا و طلب يديها من والدها الدكتور الحامعي و هي رفضت في البداية و ظلت هكذا سنة ترفضه حتي شعرت بحبه و انه لن ييأس من محاولة الارتباط بها، و أحبته جدا جدا من خلال محاولته في الحصول عليها و الارتباط بها.
و تزوجا و عاشا سعداء و في قمة الرفاهية ، ليس من حيث المال و لكن من حيث الحب و الاخلاص و التفاهم المتبادل بينهما، و لكن رغبة الانجاب كانت متعثرة عندما في بادئ الأمر، و تركا هالرغبة لربهما سبحانه و تعالي، و فعلا بعد خمس سنوات زواج انجبا ابنتهما الجميلة ريان.
ريان ظلت طوال عمرها تنشر حبا و مرحا و لهوا لكل من يعرفها، و لم يكن غريبا أن يظل طيفها موجود في كل مكان تذهب اليه لانها كانت تطغي علي أي مجلس او مكان بشخصيتها المحبوبة.
وكانت و هي طفلة مجاب لها كل طلباتها ، و ظلت و هي صغيرة تلعب بالدمي و تتقمص شخصية طبيبة للدمي خاصتها، و ظنا والديها أنه مجرد لهو منها و مرح من طفلتهما، لكن هالفكرة تمحورت عندها لتكون شغلها الشاغل في أن تصبح طبيبة.
لذلك مرت الايام لتكون بالمرحلة الثانوية، و هنا اعطت الحق في مذاكرتها و اجتهادها بدروسها و واجباتها، و ظلت تعكف علي كتبها و تسهر الليالي لتدخل الكلية التي تحلم بها دوما، ألا وهي كلية الطب.
دخلت ريان كلية الطب لتصير من أفضل طالباتها، وكانت مستمعة جيدة لكل شروح و تعليمات الأساتذة و دكاترة الكلية و الاطباء و الطبيبات المعلمات لها و لزملائها و زميلاتها.
كانت تحضر جميع المحاضرات و التجارب، حتي انها كانت لا تفوت التدريب العملي في المستشفيات و المصحات العلاجية، و كانت معروفة بين المرضي بأنها أحن و أطيب طبيبة ، و انها ستكون أفضل من تداويهم و حتي انها افضل و أمكن من تداويهم الحين و اثناء مرضهم،و ظلت تجتهد ريان و تجتهد، حتي انها كانت تحصل علي شهادات تقدير من الجامعة و غير ذلك تحصل ايضا علي شهادات من المستشفيات تقديرا لجهودها في مساعدتهم في المناوبات الصباحية و الليلية.
__________________________________________________ __________
رغم سعادة ريان الدائمة في كل شئ يمر من حولها و كل من يحيطها من والدين محبان لها ، و صديقات مخلصات و زملاء دراسة محترميين، إلا أن جاء هاليوم الذي كسر فيها فرحتها.
كانت بحجرتها و خرجت منها لتكلم والديها، فسمعت حديثهما و بكاء والدتها و همهمة والدها الحزين، استنتجت من كلامهما أن والدها خسر أمواله جميعها في الاسهم البورصية التي دخلها في احدي الشركات الاستثمارية و أنه لا أمل في شئ غير ان يدعو لله سبحانه.
بكت ريان بكاءا شديدا و رجعت لحجرتها و كأنها لم تسمع شيئا، و مرت أيام و وجدت والدها يدخل المنزل و هو فرحان و يأخذ بيد والدتها و يخبرها أن كل شئ أصبح بخير، صديق عمره" محسن" أستطاع أن يقرضه مال ليقف علي قدميه مرة اخري و بها يشاركه في الأرباح ايضا.
عمل والد ريان علي اقامة حفلة بعد شهر و حضر فيها صديقه"محسن" و ابنه المهندس المدني "عمر" ،و لم يكن في الحسبان أن زوجة الاستاذ محسن سوف تعجب بالشابة ريان و تعمل علي ان تكون زوجة لإبنها،و في المساء هاتف الاستاذ محسن والد ريان و طلب يد ابنته ريان لابنهما عمر، فرح والد ريان و اخبر ريان و والدتها، و هنا انكسرشئ بقلب ريان عند هذا الخبر
ريان لم تكن فتاة عديمة المشاعر فهي علمت منذ اللحظات الاولي محاولات مراد في التقرب منها و مكالمتها و كانت قد تعلقت برؤيته كل يوم عند ركوبها للحافلة اثناء رجوعها للمنزل بعد محاضراتها الجامعية بكليتها.
و كانت فعلا قد أحبته و سمحت لقلبها في أن تحبه، و اثناء محاولته لأخذ رقم هاتفها صدمت في بادئ الأمر، لكن بينها و بين نفسها كانت سعيدة من محاولته، و عزمت في أول فرصة يتقرب منها كمثل تلك المرة سوف تعطيه أول الخيط في الكلام، لكن مع تقدم المهندس المدني"عمر" لخطبتها باءت احلامها بالفشل، فكيف ترفضه و هي تعلم جميل والده علي والدها و مساعدته في الاموال؟.
و كانت لحظات محرجة لها قبل أن تكون محرجة لحبيبها مراد عندما شاهدها تركب مع عمر خطيبها، كانت تعتصر ألما بداخلها عندما رآها هكذا معه،كيف سيكون شعوره و ماذا سيقول عنها؟، هكذا حدثت نفسها كثيرا، هل تصارح عمر بذلك؟هل و هل؟؟
في اليوم التالي جاء عمر لإصطحابها للمنزل عند موقف الحافلات ايضا ، ركبا الحافلة لكنه استأذنها في شئ، وجدته يقف ليذهب أمام مراد و يحادثه ثم يصافحه و يجلس بجانبه و أخذهما الحديث و ضحكا كثيرا، و هنا تعجبت ريان ماذا يكون هذا؟؟ و ماذا يحدث ؟؟هل علم عمر شئ؟لكن لو علم لما يضحك معه هكذا؟.
وقف عمر و رجع بجانب ريان، كانت مترددة لتسأله، لكنها وجدته يقول لها و يسألها هل تعرفين ذلك الشاب هناك الذي جلست بجانبه؟، صمتت و أشارت بالنفي ، لكنه تعجب من انه يعلم بإسمها، و هنا استرسل عمر في الحديث واخبرها ان مراد زميل له في كلية الهندسة و صادف انه تعرف عليه اليوم لانه كان ليس بصديق مقرب منه بل فقط زميل دراسة ليس إلا.
بكت ريان و نزلت دموعها، و ظل عمر يسألها هل يوجد شئ يؤلمك؟هل جرحتك في شئ ما بكلامي؟، تعجب عمر من ريان،حتي انه ظل يطلب منها ان تسامحه في السؤال عن اذا كانت تعرف مراد.
أوصلها لمنزلها لكن كان قد مرت بتفكيره كثيرا من المخاوف بشأن ما حدث،ظلت تتضارب الافكار بداخله و يركب كل المواقف مع بعضها، و خرج بفكرة لابد ان تكون هي السر، ألا و هي أن مراد يحب ريان او العكس، ام ماذا يحدث؟