عنوان الموضوع : مشاركتي بمسابقة القصة القصيرة .. ll ,, .. وغابتْ نور خلف قبسٍ من نور .. ’’
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مشاركتي بمسابقة القصة القصيرة .. ll ,, .. وغابتْ نور خلف قبسٍ من نور .. ’’
◊◊◊
.... { ~ْ
,, .. وغابتْ نور خلف قبسٍ من نور .. ’’
**
**
قامت من مكانها وهي تنفض بقايا الرمل من أطراف ثوبها القاتم بلون عتمة مسائها ..
تنظر للبعيد لتأخذها لحظة احتضار شمس المغيب في أخر رمقها ...
إلى عالمٍ لا تسمع فيه إلا أزيز أضلاعها وهي تعزف شجن الحنين ألحانا سرمدية ..
نوور ..!
نبهها صوتها القادم من الخلف ليخرجها من دوامة التفكير ..
تلتفت إليها نصف التفاتة ..!
نور أنتِ هنيا والغنم روحت ..
رمقتها بعينيها الساحرتين ثم توجهت إلى حيث تستكن مع
دموعها خلف ستائر الليل الساخرة
توضأت وتوجهت لمن لا تنام عينه ’ يا ربي فرج كربتي
ولاتكلني إلى غيرك ’ رحماك رحماك ..
تنسكب خطايا البشر لتكون نكالاً يضرب من حديد على أجساد الطهر منا ..
فتنتحرُ أحلامها على أعتاب الفجر ..
يمضي من الزمن ثلاثة أشهر ولازالت نور تعيش حياةً أُجبرت
عليها قسرا .. { لم تتعود عليها ..
يا هيه .. وين القهوة ؟ .. صوته يخترق أُذنيها ليصيبها
بالصمم لأيام .. ،، ولكم كرهت سماعه .!
عندك صب لنـفــ ... .. { بُترت عبارتها بكفه المتخضب ظلما ..!
ترفع جسدها المتهالك الذي عانق بساط الحصير ..
~ عجباً لقد ألفته ..~ فلكم احتضنها بعد سياطه الساخنة ..!
طوعا أو كرهاً تمتثل لأوامره التي تحتقرُ ذاتها ..
يرتشف قهوته متلذذاً بطعم دموعها المالحة ..
ذنبها أن الزمن القاسي ألتحف ثوب الفقر ليزجها من جنة أبيها
ذات مساءٍ إلى عنجهية رجل قدّمَ بضع دراهم
كعربون رهان على استمرار حياتها .. مسكينة هي ..
تعتقدُ خطأً أن ذاك القلب أرحم ْ~
أقول يا وجه الفقر : نبي نرحل يم الشمال كود نلاقي الما و الحيا ،،
زهبي حالتس و شوفي طرفة تعاونتس بقشع البيت .
على وجنتيه المحتقنتين غضبٌ وقسوة ترسمُ بنظراتها ألفُ علامة تعجب..
قد يكون لطبيعة الصحراء دورٌ في تشكيلها
أووه .. بل يحتمل أن تكون طقوساً تربى عليها أبناء البادية ..
مضحكٌ مبكي رغم ما تعانيه إلا إنها لازالت تلتمسُ لمن ارتبطت
به حبائل حياتها العذر .. وهل يُغفر له استبداده !؟
تستفيقُ على ركلةِ رجله العريضة ..
يوم أحاتيس تلبين بابشر وألا ماعلموتس هلتس المواجيب ؟
اختنقت دموعها خلف محاجرها لتعود أدراجها وتغير مجراها
غُصة تلو الأخرى .. وإلى أين يا دنيا المصير ..!؟
قد يكون الرحيل القادم إلى المجهول بداية خير .. أحلامها
لازالت نرجسية ..
غفا جفناها على أملٍ جديد .. قد يكون وقد لا يكون .. وانتهى
فصلٌ من حياتها في هذا المكان ليبدأ من مغيب ذلك اليوم فصلٌ
أخر .. تتمنى في نفسها أن يكون الأخير ..
نور ذات العشرين ربيعا زوجها والدها لرجلٍ يعتبر في عرف
قريتهم الصغيرة ميسور الحال لينقلها من بساط بيتهم المتصدع
الجدران إلى أكبر منه حجماً وأثبت في البنيان ولكن لا يعتبر الأفضل ..
ترحل نور مع زوجها الذي اعتاد مطاردة الربيع لحلاله وعشِقَ
عيش البَرِ .. رجلٌ جردته الحياة من كل شيء ولم يبقى له سوى
أخته ( طرفة ) والتي تكبر نور بسنة فقط .. لم يكن أفضل حالاً
من نور .. فقد عانى ألم الفراق ووجد الموت الذي سلب والديه
وهو في سن الخامسة عشرة ليتركا له حملاً على كاهله ..
أناس هنا طيبون رغم شغف العيش إلا أنهم يعتبرون كل ابنٍ في
القبيلة ابنا لهم فيتعهدونه بالرعاية والتربية ويعلمونه
{ سلوم القبائل } كما يعرفونها ويطلقون عليها ..
كان غلطتهم أنهم تعلموا وعلموا من بعدهم أن المرأة كائن خُلق
ليعيش المجتمع والرجل خاصةً على أكتافه متخذاً جسده جسراً
يمضي عليه وهو مغمض العينين أصم الأذنين عن أوجاعها ..
في جولةٍ استطلاعية يمسحُ لافي المكان بعينيه .. تنهيدة فرح
تخرجُ من بين شفتيه ..
الحمد لله هذا المكان الزين اللي نرجيه ..
ارتفع صوته يردد صداه قمم الجبال التي تنبأ عن ملكوت الخالق
سبحانه .. ليستحيل المكان إلى ضجيج البدو الرحّل المختلط
بثغاء أغنامهم ورغاء أبلهم ..
يا طرفة .. يا نور .. الهمام قبل الليل حطن الزهاب هنيا ..
في تناسقٍ عجيب تبدأ أيديهم تنسجُ بيوت الشعر ضاربةً
بأوتادها أرض الوادي الخصيب .. مع اتشاح الأرجاء برداء
الشفق الأحمر .. ليعلن لنا هذا المشهد انتهاء يوم ارتحالٍ
مضنٍ ..
لا لا تكفى ..! بسم الله الرحمن الرحيم ,, أعوذ بالله من الشيطان ..
أزاحت الغطاء عن وجهها تراقبها بعد أن أيقضها هسيس
تعاويذها , لحقت بها وتوسدت كتفها ..
علامتس ياوخيتي ويش مروعتس ..؟
ما أدري يا طرفة حلماً شين .
ويش عنه ؟
شفت لافي يبي يرميني من رأس الرجم وأنا أرجاه و لا كنه
يسمعني .. هيييه ضايقن صدري بالحيل ..!
تعوذي من إبليس وقومي توضي وصلي كود تروح الضيقة ..
تناولت أطراف أناملها الباردة .. وتوجهتا إلى غياهب الخيمة
الصامتة إلا من هزيز الريح ..
فجرٌ بعد غسق تغدقُ الشمسُ السهول والشعاب والواحات دفئاً
سخيا لتنهض المخلوقات بأمر ربها معلنةً بداية حياةً جديدة
ويمضي يومهم كأي يوم وتمضي الأيام تترا ليصحو الليل على
صرخات الفجيعة المؤلمة .. ويستفيق حلم النور ليتحقق في غمضة عين ..
يدعوها لجلب خرقةً لتنظيف سلاحه .. وما هي إلا ثواني وتحلُّ
لعنات الرصاص .. ! طلقةُ مدوية تستقرُ في صدرها ..
ويئنُ وجه القمرِ حزنا ..
ذبحتني يا لافي .. !
ينهضُ مسرعاً ليتلقف جسدها ويشهق النفسُ بزفراته معلناً نهاية معاناة ..
يصرخُ وهو يرتشف ألم جرحها لا لا تروحين .. طالبتس بيحيني ..
تبتسم نور ليندمج لون دمها بصفاء دموعها ويكّون لوحةٍ أبدية على أثوابه ..!
وغابت نور خلف قبسٍ من نور .. وتحت حفنة تراب يشيعها عواء الذئاب..
مُخلِدةً على جدار قلبه شرخ زمن وذكرى حبّ موجعة تؤرق مضجعه ندما ..
◊◊◊
.... { ~ْ
ـــــــــــــــــــــــ
بقلمي // وحقوق الكتابة محفوظة باسمي ولا يُسمح بنسخها ..
12 / 3/ 1437-1436هـ
" 15 / 2 /2017 م "
,, الرويمــاء ,,
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة حزينة وجميلة في نفس الوقت ذكرتني ببعض كتابات يوسف السباعي في طرحه للمواضيع الحزينة موفقة في المسابقة اختي
__________________________________________________ __________
الرويماء
أسمع صوت زوج نور ينخر إذني مخلفا صداع يليه ربطة من طرحتي لآربط جبيني لعله يتلاشى رويدا رويدا
ولكنني آرى نور تتوشح ثوبها الأسود كـ سواد أيامها
شاهدت الرحيل عبر صحراء بعضها معشوشب ويعضها حجر ليجرح قدماء نور الذي أصابها التشقق بسبب
عملها ليلا نهار لكي ترضي من يهتف بها فـ يقول ياوجه الفقر
آآآآآه ملامحه قاسية جامدة كـ لوح ثلج من ثلوج روما
نامت نور على أمل أن تجد بزوغ فجر جديد ولكنها أفاقت من حلم راودها بأن لافي سيرميها عند الرجم الذي كان شاهد عيان لدموعها وحسرتها
وماهي إلا لحضات لتسمع صوته الخشن هاتي قطعة قماش لآنظف بندقيتي
آآآآآوآآآآآه أنطلقت رصاصة وأستقرت في جسد نور لتسجى وسط خيمتها التي شاهدت أيامها
آآآآآآوآآآآه من طيش أدم فـ بكبسة زر قتل قلبها وأسكت نبضاته
الرويماء أنت مبدعة مبدعة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى
__________________________________________________ __________
{ ....
حضورٌ أبهى .. سنبلة الثلــ ج ..ْ~
يتدثرُ قلبي في وهجِ اعجابكــِ ..
أرق التــ ح ــايا لطاهر روحكــ ..
.. }
__________________________________________________ __________
عسجدٌ من خيوط الفجر الدافئة ..
تغمرُ روحكــِ فرحاً ..
بقايا روح ..
وكم للبشر من آثامِ رزايا ..
تستبدُ بها قلوبهم خلف منعطفاتِ زوايا .. ~ْ
{ .. قد ثملتُ ارتواءً من سكيب لفظكــ هنا .. }
تقديري بحجم الكون لذاتكــ ’’
__________________________________________________ __________
قصة في قمة الروعة غاليتي تعكس الافكار التي يتربى عليها البعض ولا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بسببها
واصلي تألقك الدائم