عنوان الموضوع : وصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يـــة -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
وصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يـــة
:roseوصية الوفاء العظيم
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن تكوني عند قراءت رسالتي هذه وأنت في قمة الرضا
والعفو والرحمة من الله ،بل في كل الأوقات..
وأسأله الذي سخر الأقدار فكان في يوم تعارفنا و تقابلنا من غير قصد منا ..فالحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف }
فحيث التقت أرواحنا قبل أشخاصنا ..فالحمد الله الذي رأنا على الخطايا فلم يهملنا فيها ويتركنا على حالنا
بل أخذنا بلطف عفوه وكرمه وهدانا نلفظ اسمه الكريم بالاستغفار والتوبة،،ومن علينا بالمحن ليغسلنا من
خطايانا..ف..اللهم اغسلنا بالماء والثلج والبرد ونقنا من خطايانا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
قال الله تعالى::ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ..
ولو يؤاخذهم بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة::
فسبحان ربي سبحانه..مرة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم..على شجرة فهزها حتى تساقط أوراقها
ما شاء الله أن تساقط ثم قال:للمصيبات والأوجاع أسرع في ذنوب بني ادم من سقوط هذه الشجرة
فلا اله الا الله كيف يبتلينا ليطهرنا ..ذكر رسول الله الأسقام أن المؤمن اذا أصابه السقم ثم أعفاه منه
كان كفارة له من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل..أما المنافق اذا مرض ثم أعفى كان كالبعير عقله أهله
ثم أرسلوه فلم يدري لما عقلوه ولما أرسلوه..
انما هي كلمات من قلب أحب في الله تداوي الجروح والقروح ،ففي قوله صلى الله عليه وسلم:
التواضع لا يزيد العبد الا رفعه فتواضعو يرفعكم الله..والعفو لا يزيد العبد الا عزا فاعفو يعزكم الله ..
والصدقه لا تزيد المال الا كثرة فتصدقوا يرحمكم الله عز و جل ..
فكيف لاأقبل على المبادرة اليك و أذكر نفسي وأذكرك ان الله عز و جل يقول..
أحب عبادة عبدي الي النصيحة..
والحبيب المصطفى قال:ما يزال المؤمن في فسحة من دينه ما محض أخاه النصيحة فاذا حاد عن ذلك
سلب التوفيق..
في الأعماق لديك أشعر بالقبول و ان خالط ظاهرك بعض الصد..والا ما تخرج مني طاقة باتجاهك
مالم يكن هنال تيار مشترك..
فبحق الذي يغير ولا يتغير لتكن كلماتي ذكرى تدوم وان أخذ الزمن أو الموت الجسد ،انما هي ثلاث
تبقى بعد أن يترك المرء الدنيا منها ولد يدعو له وصدقة جارية و علم ينتفع به..
وأرجو أن أكون قد أحط باثنتين ان ليس جميعها ..
فأنت كابنتي التي أرجو أن تذكريني دائما بدعائها ،والثانية علم ينتفع به فلذلك أذكر من الحديث والأية ما يلهمك أن تدعي لي الله حين تذكري من أطلعك على هذه المعلومات والثالثة صدقة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لكل نعمة صدقة..
وأرجو أن يكون اشراكك في هذه المعلومات صدقة و ما أعلم وهو قليل ،وأرجو من الله أن يزيدني علما وعملا وقربا منه ولسائر المسلمين..
{ كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها
أو ترفع عليها متاعه صدقه و الكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى
عن الطريق صدقة
كسائر الأمهات تشتاق أولادها ان غابوا عنها فهذا شوقي اليك ، ومنع الأقدار التقاؤنا يمتلى قلبي
عطفا..فأرطب لساني بذكر الله دعوة لك بالحفظ ..والظل ..والعفو..ومثلي و الأصدقاء المخلصين
أشتاق صديقتي و تأخذني اللحظات لأيام اجتماعنا ،فتهرب مني العبرات أواسيها بتقدمك واتساع
قدرة ادراكك وأنك بخير و مستقبل مشرق برضى الله،،و كالمعلمة تشتاق لطالباتها وتستعيد الذكرى لاحدى الطالبات المتميزات فتأخذها ابتسامة مستقبلها الباهر لعلمها بجودة معدنها و ذكائها و أن
طالبتها يوم بعد يوم تزيد في المعرفة و الفصاحة والادراك..
فما عادت الطفلة التي تحبو يخشى عليها أن تقع بعد أن تعلمت المشي ..لكن لا يمنع من ترقب
العيون و القلوب لها خشية أذية تأتيها لعدم معرفتها بكافة الأشياء ،فالصلاة والسلام على القائل:
ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة..بر الوالدين مسلمين كانا أو كافرين..و الوفاء بالعهد
لمسلم كان أوكافر ..و أداء الأمانة لمسلم كان أو كافر..
و قد كان بيننا من العهد و الأمانة ما يجعلني أبلغك أنه قال صلى الله عليه وسلم:
من اعتذر اليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه فلم يقبل لم يرد على الحوض غدا..
{ الدال على الخير كفاعله و الله يحب اغاثة اللهفان ،من دعا الى الهدى كان له من الأجر مثل
أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا..
و كفى بهذا الحديث موعظة أنه قال:
ما من أحد يموت الا ندم ..قالوا وما ندامته يا رسول الله ،قال:ان كان محسنا أن لا يكون ازداد
وان كان مسيئا ندم أن لايكون نزع..
فلا أذكر الحديث بكلماته الا كل كلمة تخرج من أعماق أعماق قلبي راجية مولاي وسيدي أن تصل
لأعماق أعماق قلبك..
وتريثي بنيتي علي في قراءة هذه الرسالة فهذه بالنسبة لي وصيتي..وأعلم في نفسك من احترام
رغبة الميت تنفيذ وصيته ،فكثرة الحوادث و الفتن لا يدري المرء متى يؤخذ..؟
فأطيلي صبرك قليلا معي فقد قال محمد صلى الله عليه وسلم:
من كظم غيظا وهو قادر على انفاذه ملأ الله قلبه أمنا وايمانا..
{ أشدكم من غلب نفسه عند الغضب و أحلمكم من عفا بعد القدرة..
فوالله لو تعلمي من الغلاة والمعزة التي لك عندي لرفقتي
**ان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وأنه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف**
{ما كان الرفق في شيء الا زانه و ما خلا من شيء الا شانه}
هذه عبراتي و خطراتي تخاطبك تناشدك بالله أن لا تقطعي للخير سبيل و ان لم تلقي ممن تفعلي لهم ذلك خيرا فلا تيأسي..فقد قال الحبيب المصطفى :
{لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب و لا كوة لخرج عمله كائنا ما كان}
يعني لا يضيع جهدا أبدا مهما كان و لو بعد حين ان كانت النية صادقة
**أفضل العمل النية الصادقة**
{نية المؤمن خير من عمله و عمل الكافر خير من نيته..وكل يعمل على نيته ،فاذا عمل المؤمن نار في قلبه نور }
فاليك وصيتي ان مات العطاء من عند الناس فأحيي أنتي عطاءك .أن لا تردي سائل أو لهفان أو متحير
ان ما جادت يداك بالعطاء فليجود لسانك بالدعاء..جودي ..أولا على نفسك حصنيها وصونيها جميليها
فقد ذهب حسن الخلق بالخير كله ..
وأفيضي لوالديك واخوتك فهما شمسك وقمرك ونجوم تحيط بك فقد قال الكريم الأمين :
*خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهله *
وهم حصنك و عزك فلا خير فيمن لا خير لأهله ،فقد تدور الدوائر و تعود بك اليهم ، فكيف أقطع أوتار
مودتي معهم و هم سقياي و زادي ..مخزن الأمن والأمان ..فلقوله :
{ الوالدن أوسط أبواب الجنة }
ثم جودي على صحبتك ومن حولك ،فكيف لا فان عمرت قلوبهم بالجود فسيغدق عليك..
بل أثبت نفسي أنا عليهم ما دمت على الحق ومعي خالقي عوضا على أن أكون أنا هم ،فكيف
أرضى أن أتشرزم بشوائبهم و أخضغ لهم ،و علمي ربي سيسئلني يوم الحساب عن عملي ولو
كؤوسا من الصبر أفرغتها شربا فقد قال الله تعالى :
{واصبروا و صابروا ورابطو و اتقوا الله}سمعا و طاعة اي ربي
واعلمي أنه مالك منتهى الا الى الله و لو وعيتي انه معك في كل الأوقات لزان ذلك عملك
فاستحييتي منه وطمعتي برضاه و عفوه ،ولا تتعلقي بمعلم أو مرشد بأعماله بل خذي منه علمه و دعي أعماله ربه يحاسبه عليها ،و لا تذهلي بمظاهر أناس و تبهرك أضوائهم و لو كثروا قال الأمين:
مثلي و مثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها و هو يذبهن عنه و أنا أخذ
بحجزكم وأنتم تفلتون من يدي
و ربما أناس تقتدي بهم لصلاح ظاهر و لا تدري بالقلوب ،فيكون كما حديث النبي الكريم يصبح الرجل مسلم ويمسي كافر والعكس ..مرجع كلامي أن نأخذ المفيد من أقوالهم وتقتدي بالحبيب بالأفعال فما
ترك لنا شيء في الحياة الا أخبرنا عنه وكيفية التعامل معه..
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}
لكن لأكون أكثر حكما و استطاعة في الحكم على الأمور يلزم القراءة كثيرا لكل الثقافات
فربما متخرج من جامعة لا يفقه في أمور الحياة شيء ،وكأن ثقافته موضوعه في ورقة
معلقة على الحائط ،وكان هدفك أسمى و أعلى بأن تقولي اكتفيت علما ووصلت لما أريد
بل تعلق قلبك بالله و طلب العلم لأجله هدف لا ينضب عطاءه وفضله ولذة وحلاوة مذاقه
في أكثر من مرة كنت أقول لك فيها أني بانسبة لك كعابر السبيل جاء يؤدي مهمته ويذهب..
ولكن كان من عابر السبيل هذا أن أعجب بالأرض التي نزل بها و هو عابر سبيل ليست أرضه
فرحل عنها و قلبه معلق بها وكلما تذكر أسفاره يحن لتلك الأرض التي روته مائها و كفته ثمارها
فبصدق نيته لتلك الأرض و هو اصلاحها وضع بذار خلاصة أسفاره و ترحاله..
فان نبت في تلك الأرض شيء فهو بعض منه..
وان تلبس ابليس قي بعض مواضعها خر سجدا لرب الأرباب يشكو اليه ويرجوه يستعطف بركاته وعطاياه.....
فيا أرض مزجت يداه ترابك وماءك اذكري قطرات جهده تسيل على جبينه و هو يستصلح مرعاك
وأخفي له بين طيات تربتك الود والاخلاص ..فذاك جزاء صنيعه أن يرى أرضك ملئت خضرة
و أشجار ..فأحسني ..أرجوكي الاعتناء ببذارك و أحيطي عليها خوفا من الريح و الطوفان..
ظني أني حاولت في وصيتي أن أكون ألممت بأفضلها و ان طالت ..
فاصبري ..فجزاء الصبر الأجر العظيم ،أرجو أن يكون مفهوم الحب قد تجلى لك..
فالذي يحب يرتفع بالمحب لأعلى الدرجات و يميط عنه أسوء الصفات ..
فلذلك أسأل الله لك أن تؤتي من مجامع الخير كلها و أعيذك من مجامع الشر كلها ما مضى منها وما سيكون....
أختم و القلب يعتصر ألما و فرحا ..ألما لاحساسي بفرقتي هذه وابتعادي ..و فرحا فان وصلتي لخاتمة هذه الوصية أستبشر أن كلامي لم يطرق سمعك فقط بل مجامع قلبك..
وعندي من حسن الظن بربي أنا الله معنا وان ابتعدنا عنه حينا..فاللهم ردنا الى دينك مردا جميلا غير مخزي ولا فاضح..
وان شاء الله ان قدر علينا الفرقة في الدنيا أن يجمعنا يوم القيامة مع نبينا نرد من حوضه وندخل
الجنة معه غر محجلين ..و نستظل بظل الرحمن مثل الاثنين اللذان اجتمعا في الله و تفرقا عليه
اللهم ..امين...
اعلمي لا يوجد مستحيل مع الصبر و العزيمة و أولهم الغوث بالله
ودمتم
همسات الروح..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مشكوره اختي تسلمي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________