عنوان الموضوع : "/،،،لوحة من الماضي،،،/" قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
"/،،،لوحة من الماضي،،،/"
بسم الله الرحمن الرحيم
لوحة من الماضي
منذ أن إبتعدت عنها ، غزتني الذكريات ، ذكرى تلو الأخرى ، كل يوم ٍ أسقط في الفخ ، أحلل ظلمته لأكتشف قمة ضعفي و عدم مبالاتها !
كم كنتُ ساذجاً حينما بنيت أحلاماً سرابية على حب ٍ وهمي ، كم كنت ُ غبياً عندما رميت ما تربيت عليه طيلة حياتي من أجل خفقان قلب.
كان لزاماً علي أن أكتشف أن الحب ليس هو ذلك الشوق الدفاق ، و لا تلك الكلمات المعنونة بالحنان و العطف،
و أن أفهم أن أرقى أنواع الحب هو ذلك الذي يهديك حرية التحليق لا سجن التضييق وسط قضبان يعتقدونها أحضاناً.
هأنا أجلس أمام بركة الزمن ، أحرك يداي مع تيار الآهات. أمواجٌ الألم تعتقل تفكيري ، و شط الأحلام يبتعد عني
و تلك السفينة المغادرة لقلبي ، تفتح آفاقاً جديدة لمرسى ، لحب ٍ دمّر آخر أملاً لي في حياة تفتح أبوابها لأكون بين سماء آمالها من جديد.
إلتقينا ، على ضفاف لحظة تيه ، لحظة ضعف ٍ منسية ، قلت ِ لي فيها : " علينا أن نكون أصدقاء ، فنحن لا نصلح أن نكون أحباء " !
أشعلت ِ بذلك فتيل الحب ، و أكل مني الهوى ، و أصبح العشق ملاذاً و رفيقاً لدروب سكوني المظلمة.
قابلتك بنفس التخوّف ، و بذلك الترقّب لكل إنسان لم يكن يعي حجم الشرك الذي سقط في جوفه : " حسناً ، و أنا أيضاً في الحوجة لصديق ".
كانت تلك أولى سقطاتي ، بل كانت أولى طرقاتي الهدامة لمبادئي في الصداقة ، دائماً ما أعتقدت أن الأنثى لا يمكن أن تصبح صديقة ،
هي أمٌ نعم .. أختٌ نعم ، خالة ، عمة ، و آخر ما يمكن أن أطاله حبيبة لتصبح زوجة !
لكن صديقة ، و فاهات من الإستفهام فاغرة أمام وجهي ، كان نذيراً بأني أسير في غابة موحشة ، كل حركة مني هي إثمٌ أرتكبه و أمحو به جزء من أمجاد الماضي ،
الذي لطالما حافظت عليه نظيفاً .
لكن أنت ِ ، كنت ِ الهوة الأولى ، يوم كان حديثنا يدور حول العالم ، لنكتشف بأنك تعيشين في أقصى الشمال و أنا من أقصى الجنوب ،
لا تجمعنا عادة و لا تقليد ، لا أمل في خطبة أو تقريب ، كل منا كان لديه طريقه الخاص.
حلمك ِ كان الحب ، و حلمي كان الزوجة .
كانت هنا أولى صداماتنا العشقية عندما قلت ِ : " أريد أن أقول لك َ شيئاً ، لكن الخوف يكبل فمي "
- كلي آذان صاغية ، هل حدث يوماً أن قلت ِ شيئاً و لم أقم بسماعه.
" قلت ذلك بإبتسامة أراها اليوم أبله إبتسامة أطلقتها من شفتي "
- إنسى الأمر.
- لماذا ؟ .. لقد إعتدنا الصراحة.
- لتكتبي لي على ورقة ، ليتها لم تتوفر في ذلك الزمن .. أحبكْ .
كان تلك أول خفقة لقلبي اليتيم ، لم أعي حجم ذلك الشعور الذي فجّر دماء ضخت في كل مكان ٍ من جسدي ،
بإرتباك ِ إنسان ٍ بسيط ، بأحلامه الكبيرة ، و قلبه الضعيف ، إبتسمت ، فرّحت كطفل ٍ كان يبحث عن ذلك الشعور المفقود ، تلك النظرات التي تدفئك بحنوها،
و الإبتسامات الطفيفة التي تعني لك الكثير ، حركات الأيدي المتداخلة ، تعبيرات الوجه المتراسمة ، و خلجات الفرح المعطاءة.
كل ذلك كان بالنسبة لي كالحلم ، لم أفق منه إلا لحظة الحقيقة ، كانت أمي تقول لي : " إبتعد عن القصيرة ، و لا تقترب من تكبرك عمراً "
لكنها نسيت أن تقول لي إبتعد من تهديك حباً و لا تقبل بك َ زوجاً !!
في الماضي كانت كل لحظة بالنسبة لي مجرد روتين ، لكن معها كان للحياة طعم آخر ، أصبح لإشراقة الشمس ذلك الضياء المستنير ، و للهو القمر مع نجومه المحيطة
ذلك الإنبهار المنير.
كنا نتحدث ليلاً عبر الأثير ، نضحك ببراءة طفلين ، و نحلم بغد ٍ أفضل ، نبكي على سذاجة قدّرنا سراً ، ثم نلتقي في الصباح لنضحك على نفس السذاجة لكن علناً.
هي تهوى الإنبهار برومانسية آدم و عاطفته الجياشة ، كانت تقول لي : " أنت مختلف ، تبكي كالطفل ، و تنهر كالأسد ، تصمت كعجوز هرم ".
كانت تملك ُ تلك النظرة الثاقبة للأمور التي تعنيها ، و تتناسى تلك التي تعني واقعية الحياة و قدّر الدنيا.
تحاول دوماً أن تقفز على عتبة الزمن ، و تكتب على جداره أن حُبنا سيكون أسمى حُب ، و نسيت أننا بذلك نفقد بريق مستقبلنا.
إلتقينا ذات يوم في جو ٍ ماطر ، كانت تركض و تقفز كما الطائر الخارج من قفصه ، كانت كالطفلة.
قالت لي : " هيا تعال ، ألا تحب المطر ".
- أخاف من البلل.
- أنت مجنون .. لا يوجد أجمل من بلل المطر ، فيه ستولد من جديد.
- حسناً سأجرب .
و ليتني لم أجرّب تجريد مبادئي أمام طغيان انوثتها ، ليتني تمسكّت بآخر خيط ٍ كان يربطني بأحزاني ، و إستكنت في منزل الدموع الذي بنيته بكفيّ الماضي.
كنت ضعيفاً ، لا أملك ذلك الدرع الذي ترتديه القلوب لتحمي نفسها من عاطفة الأمل الكاذب.
يوم أتيتي خالعة قناع الحب ، و أترديت ِ قناع الواقع.
- ما بك ِ اليوم في قمة جمالك ! .. لم أرك ِ هكذا من قبل.
- ألم تسمع بالخبر .. لقد تمت خطبتي.
علمت حينها كم كنت ساذجاً و غبياً ، حينما سألتني : " هل ستظل تحبني ".
و ببراءة الطفل الذي لا يعلم حجم كلمة قد تودي بحياته قلت : " نعم ستظلين الأولى دائماً ".
كانت هذه أول طعنة وجهتها لنفسي بنفسي ، سكبت فيها دماء من الحبر ِ ، و ناضلت فيها نضالاً مع البؤس.
الناس ينامون ليلاً و آمالهم بصباح متجدد ، و أنا كان حلمي ان أموت و أنت ِ في أحضان رجل ٍ غيري.
عدت مجدداً إلى حياتي القديمة ، ذلك الرفيق الأبدي الذي فارقني لفترة كنت ِ فيها كل شيء ، ليعود هو ، لكن بمذاق المُرّ الذي تجرّعته و أنا أثق تماماً أنك ِ كنت ِ أكبر أخطائي.
- أحب أن أكون معك َ حتى تقابل من ستكمل حياتها معك ، لا أريد أن أتركك وحيداً.
- لكنك ِ مخطوبة و هذا عيب .. أتركيني ، اعلم كيف أجابه ظلماتي.
- لكنني ما زلتُ أحبك !
آه كم تلاعبت ِ بي تلك الكلمة التي هي بحجم أربعة أحرف ، لكنها تفوق حجم الجبال.
قاومتك ِ ، لكنني كأي آدم لا يتحمل طغيان أنثى لا يعلم بأنها تتلاعب به ، قبلتك ِ كصديقة ، لأكتشف ، بأنك ِ تلاعبين قلبي الضعيف مرة أخرى .
فأستسلم ، و أصبح أسير حرب ٍ بين سيفين ، سيف قلبك الذي إعتقلنيِ ، و سيف ضميري الذي لم يتوقف عن تأنيبي.
ليأتي اليومُ الذي خلعت ِ فيه جميع أقنعتك ِ و تتجرّدي أمامي بكامل حقيقتك ِ.
- سأتزوج قريباً.
- و ماذا تريدين مني إذاً ، إبتعدي عني.
- لكنني أحبك.
- هل الحب هو كل ما يهمك ِ ، إحترمي أهلك ِ أقله إن كنت ِ لا تريدين إحترام نفسك ِ.
- لكنني أحبك .. ألا تفهم .. أحبك !
- إلى اللقاء .. إنتهى ما بيننا منذ اليوم.
- لماذا تقول ذلك ، ما الفرق لديك إن كنا معاً حتى موعد زواجي ؟!
إكتشفت حينها كم إستصغرت أبسط حقوقي كآدم ، و علمت أنني كنت مجرد ألعوبة ، يركلها الناس متى أرادوا ، و يتركوها لحظة مللهم منها.
تركتها و أقفلت جميع سراديب ضعفي أمامها.
هأنا اليوم أرمم ما دمره شاطيء العشق ، و أسافر بسفينة لن ترسوا إلإ في بر الأمان ، و قررت حينها بأنني لن أفتح قلبي مجدداً لشطآنٍ من الوهم.
و لن أهب قلبي إلا لمن ستكون رفيقة للزمن ، و بلسماً لجرح رسمته فرشاة الضعف و الندم .
هأنا أجلس أمام ورقة بيضاء و أحمل فرشاتي منتظراً قدراً يلهمني بعشيقة تكون رفيقة للزمن.
-----------تحياتي /لودي الدلوعه--
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه ع الطرح النااايس
__________________________________________________ __________
اسعد ني مروركم
احبابي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________