عنوان الموضوع : معركة الأبطــال -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
معركة الأبطــال
[SIZE=4] روايـــــــــــــة
معركة الأبطال
تأليف ميشال زيفـــــاكو
-1-
معركة جديدة
ذهب بارداليان الكبير الى فندق دفينير، ليدفع لصاحبه ما عليه من الديون، فاستقبله الرجل وزوجته استقبالا حارا.
وقد طلب بارداليان من (لا ندري ) ، صاحب الفندق ان يقـدم لــه حسابه ، فأسرع هذا الى مكتبه فرحا ، ليأتي بورقة الحساب.
وعندئذ التفت بارداليان الى زوجة لا ندري.
وقال لها:
_ عليَ ان اشكرك باسم ابني الذي اخبرني انه مدين لك بالكثـير من العطف والرعاية.
فقالت وقد احمر وجهها:
_ انه ليس مدينا لي بشيء .
بل لقد قال لي انه لن ينساك في حياته، وكلفني ان اقبلك بالنيابة عنــه.
فاضطربت ، وزاد احمرار وجهها.
وقالت:
_اهو قال لك ذلك؟
_ نعم .
_اذاً فاحمل اليه رسالتي .. وقل له انها تحبه.
فذهل بارداليان وسألها :
_ من هذه التي تحبه ؟
_ ليزا .. التي يحبها .
فجن بارداليان من الفرح .. وهجم على المرأة يقبلها، وهو يقول:
_ لقد فرَجت همي قبل تفريح همه .
وكان ان اقبل في هذه اللحظة ثلاثة رجال الى الفندق ، وصاح احدهم يقول لما شاهده:
_ لقد ظفرنا به اخيرا.
وهجموا على بارداليان،فرفس هذا الطاولة بقدمه، وجرد حسامه،وجعل يتلقى هجمات الثلاثة هادئا جامدا، كأنه الصخر.
وكان هؤلاء الثلاثة،كاليس وموتتغرون ومورفر.
ولم يكن بارداليان بعد الجراح التي اصيب بها في المدة الاخيرة قويا نشيطا كعادته.
ولهذ وقف من الثلاثة موقف الدفاع،حتى اذا وصل الى باب القاعة.
رفس طاولة امامه واسرع اليها، واقفل الباب خلفه .. وكان قد اصيب بثلاثة جراح بسيطة.
وفي هذه اللحظة غادرت صاحبة الفندق الصالة هاربة ، وكان للقاعة التي دخل اليها بارداليان بابان ، واحد يشرف على المطبخ ،والآخر عـلى الطريق.
فلما احتوته القاعة ، وضع خلف الباب بعض الحواجز ، ثم اسرع الى الباب المؤدي الى الطريق ، فاراد فتحه ، فوجده مقفلا ، فأسقط في يـده، وادرك ان خصومه سوف يتمكنون منه آخر الامر.
ثم حدثت المعجزة، ففتح الباب المقفل، وظهرت صاحبة الفندق على عتبته ، وهي تقول:
_ اسرع بالفرار .
فلما مضى في سبيله بعد ان شكرها، اقفلت البــاب ، وعادت الى الصالة حيث كان الثلاثة قد تمكنوا من كسر الباب الخارجي ، واسرعــوا الى الباب الداخلي الذي هرب منه بارداليان ، يريدون تحطيمه ايضا .ولكن زوجة صاحب الفندق قالت لهم :
_ لاحاجة الى كسره سآتيكم بمفتاحه.
ولما جاءتهم بعد قليل بالمفتاح ، ووجدوا ان الباب يطل على الطريق ، ادركوا ان بارداليان قد تمـكن من النجاة.
وكان صاحبنا في هذه الاثناء، قد اسرع الى حانة (كاتي )، صاحبة الخمارة الجديدة، حيث اصبح و اجتمع الى بعض رجال السيف من اصدقائـه ، واتفق معهم على مغادرة باريس الليلة.
وكانت لويزا قد سمعت بعض حــديث بارداليان الكبير مــع ابنه ، وفطنت الى انقطاع امل الشاب، فذهبت اليه بعد ان اصبح وحده.
وقــــالت:
_ لقد سمعت انك تريد السفر الى مـكان بعيد بعد ان تطمئن الــى سلامتنا ، فما الذي يدعوك الى ذلك؟. هل مللت عشرتنا ، وضقت ذرعا بالاقامة معنا؟
فأغمض بارداليان عينيه وقال:
_ كيف املَ البقاء في الجنة؟
_ اذا لماذا تريد السفر.؟ والواقع انك لا تريد السفر، وانما تريــد ان تموت.
_ هذه هي الحقيقة ..
_ ولماذا تريد الموت؟
فقال:
_ لاني احبك .
فقالت :
_ اذن تريد ان اموت انا ايضا ؟
وعندئذ ركع بارداليان امام قدميها وقد اسكره ، وهو يقول:
_ لويزا.. لقد اعدت اليَ الحياة ، ولن افكر بالموت بعد اليوم. وانحبسَ الكلام في لسانه ، وغض بصره ، فهربت لويزا من الغرفة.
فلما عاد بارداليان الى نفسه ، وقف كالمجانين ، وجرد حسامه ، ودنا من النافذة المشرفة على اللوفر.
ومضى يقول :
_ ياملك فرنسا ، وهنري دي موتتمورانسي ، ويا دوق دانجو ... لقد اصبحت أعظم منكم ، وما عليكم الا ان تقفوا في وجهي لتروا مايكون
مصيركم .
(( لويزا .. لقد مـلكت قلبي .. فاصبحت عبدا لك ،ولكني سيــد الملوك )).
واقبل ابوه بعد قليل ليخبره انه اتفق مع عشرين فارسا على حماية المركبة ، فوجده متمالكا لاعصابة ، هادئا ثابت الجنان ،وفي الموعد المعين،ركبت لويزا وامها المركبة التي توجهت نحو باب سانت انطوان ، وقــد سار المارشال أمام المركبة وبارداليان الاكبر والاصغر حولها، واثنى عشر فارسا من حرس المارشال خلفها .
فلما وصلوا الى الباب، تقدم احد الضباط واخبرهم ان الخروج من باريس ممنوع .. وقد رفعنا الجسر منذ ساعة.
وعجب المارشال لاقفال الباب في هذه الساعة المبـكرة، لانها كــانت السابعة ، وحسب ان الابواب الاخرى لا تزال مفتوحة ولكنه علـــم من الضباط انها قد اقفلت جميعها ، وان الخروج من باريس ممنوع .. الا بأمر الملك.
وعندئذ تقرر ان يعود الجميع الى القصر .
وفيما كان بارداليان الكبير يراقب الضباط و الحراس ، شاهد جندياً يغادر مركز الحراسة، فتتبعة، ودعاه الى تناول قدح من الخمرة معه.
ومازال به ، يغريه حتى استطاع اخذ الرسالة التي كان يحملها الــى هنري دي موتتمورانسي وفيها يقول ضابط الباب ، ان المارشال فرانسوا دي موتتورانسي قد اراد مغادرة المدينة ، وانه شاهد في معيته الشخصين المطلوبين .. بارداليان وابنه .
وادرك بارداليان على الاثر ، ان هنري قد تمـكن من حمل الملك على اصدار هذا الامر ، حتى لا يسمح لاخيه بمغادرة العاصمة والاعتصام في قصره في موتتموراني.
وان هنري والحالة هذه اصبح الحاكم المطلق على ابواب المدينة، لا يستطيع مغادرتها احد الا بامره.
وكان من اثر هذا ان اصبح من المتعذر مغادرة باريس واقتحام ابوابها .. فأقام الجميع في قصر المارشال فرانسوا، عدة ايام ، يدرسون فيهــا موقفهم ، وما يجب ان يعملوا.
وفي هذه الاثناء، اقبل على القصر جيلوت ابن اخت جيل، بعـــد ان قطع هذه اذنيه كما قدمنا ، وطلب من بارداليان قبوله خادما عنده ، لانــه يريــد الانتقام من هنري دي موتتمـــــورانسي ، الذي أمر بقطــــع اذنيه لوشايته به .
فقبله بارداليان ، دون ان يشك في شيء من امره.[/size]
__________________
القصة الثانيه تابعه لمعركة الأبطــال
-2-
( السم في الصندوق )
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________