عنوان الموضوع : أصنع من الليمون المالح شراباً حلواً - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
أصنع من الليمون المالح شراباً حلواً
العظماء يحولون الخسائر إلى مكاسب، عندما فقد عبد الله بن عباس عينيه، وعرف أنه سيقضي ما بقي من عمره مكفوف البصر، محبوساً وراء الظلمات عن رؤية الحياة والإحياء، لم ينطو على نفسه ليندب حظه العاثر، بل قيل القسمة المفروضة، ثم أخذ يضيف إليها ما يهون المصائب ويبعث على الرضا فقال: إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وسمعي منهما نور. قلبي ذكي وعقلي غير ذي دعوج وفي فمي صارم كالسيف مأثور.
واسمع إلى ابن تيمية وهو يقول مستهيناً بتنكيل خصومه: إن سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة!
أليست هذه الفواجع أقصى ما يصنعه الطغاة؟
إنها عند الرجل الكبير قد تحولت إلى نعم يستقبلها بابتسام لا باكتئاب، وتلك هي دعائم العظمة، أو هذا هو تحويل الليمونة الحامضة إلى شراب سائغ، أو كما نقل عن ( ايمرسون) في كتابه القدرة على الإنجاز حيث تساءل: من أين أتننا الفكرة القائلة بأن الحياة الرغدة المستقرة الهادئة، الخالية من الصعاب والعقبات، تخلق سعداء الرجال أو عظماءهم؟
إن الأمر على العكس، فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهم ولو ناموا على الحرير والتاريخ يشهد بأن العظمة والسعادة أسلمتا قيادهما لرجال من مختلف البيئات، بيئات فيها الطيب، وفيها الخبيث، وفيها التي لا تميز بين طيب وخبيث.
في هذه البيئات نبت رجال حملوا المسؤوليات على أكتافهم، ولم يطرحوها وراء ظهورهم.
فمن يدري؟ رب ضارة نافعة صحت الأجسام بالعلل، ورب محنة في طيها منحة.
من يدري؟ ربما كانت هذه المتاعب التي تعانيها باباً إلى خير مجهول.
مهارة النجاح
إن قصة يوسف تعلمنا أن من أراد النجاح ووضع هدفاً نصب عينيه يريد تحقيقه فإنه سيحققه لا محالة إذا استعان بالصبر والأمل، فلم ييأس، ولجأ إلى الله.. ونرى ذلك واضحاً في قوله تعالى: ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) ( يوسف\ 90).
أن معادلة النجاح عبارة عن تقوى الله أولاً، واللجوء إليه، والصبر على مصائب الدنيا وتحدي المعوقات من حوله والتغلب عليها، والصبر هنا هو صبر إيجابي ومثابر، فلا نضيع أي فرصة سانحة إلا ونتعلم مهارة ما، كما فعل سيدنا يوسف عليه السلام حيث إنه استطاع أن يحول الليمون المالح إلى شراب حلو، استفاد من وجوده في بيت العزيز مثلاً في تعلم كيفية إدارة الأموال.
يوسف والأمل
إن يوسف عليه السلام لم يملك أي مقوم من مقومات النجاح، لكنه لم يترك الأمل وبقي صابراً ولم ييأس.
وآيات السورة مليئة بالأمل ( ولا تيئسوا من روح الله انه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون) ( يوسف \87).
هذه الآية لا تعني أن اليائس كافر، بل إن معناها أن الذي ييأس فيه صفة من صفات الكافر، لأنه لا يدرك أن تدبير الله سبحانه وتعالى في الكون لا يعرفه أحد، فالله كريم ورحيم وحكيم في أفعاله.
النجاح والتواضع لله
يوسف عليه السلام عندما نجح في حياته ووصل إلى أعلى المناصب، لم تنسه نشوة النصر (( التواضع لله ونسبة الفضل له سبحانه)) فقال( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) ( يوسف\ 101).
وكأن الصالحين سبقوه وهو يريد اللحاق بهم. وهكذا نرى أن سيدنا يوسف نجح في امتحان السراء بشكر الله تعالى والتواضع له، كما نجح في امتحان الضراء بالصبر والأمل.
فيا شباب الأمة، تعملوا من سيدنا يوسف النجاح في حياتكم العملية، والتفوق في الدنيا والآخرة، بالعلم والعمل من جهة، وبمقاومة الشهوات والصبر عليها، من جهة أخرى، وتحملوا المتاعب في حياتكم واصنعوا من الليمون الملح شراباً حلوا.
تحيتي
أختكم نور الولاية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مشكوره حبيبتي
وجزاك الله خيرا
[img][/img]
__________________________________________________ __________
مشكووووووووووووووووووووووووورة أختي على المرووووووووووووووور والله يعطيكِ العافية ولا حرمنا الله من هذا المرووووووووووووووووووووور الدائم إن شاء الله........................
تحيتي
أختكم نور الولاية
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي اختي
__________________________________________________ __________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مشكووووووووووووووووورة أختي على المروووووووووووووور والله يعطيكِ العافية ولا حرمنا الله من هذا المرووووووووووووووووووور العطر إن شاء الله...................
تحيتي
أختكم نور الولاية
__________________________________________________ __________