عنوان الموضوع : قصة ابراهيم عليه السلام في تكسيره للأصنام -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قصة ابراهيم عليه السلام في تكسيره للأصنام



بسم الله الرحمن الرحيم
قصة ابراهيم عليه السلام في تكسيره للأصنام
التي يعبدها قومه واظهاره الحجة عليهم
ولما رأى ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنهم ما زالوا متعلقين بأوهامهم متمسكين بعبادة أصنامهم عَقَد النية على أن يكيد أصنامهم ويفعل بها أمراً يقيم الحجة بها عليهم لعلهم يفيقون من غفلتهم ويصحون من كبوتهم، وكان من عادة قومه أن يقيموا لهم عيداً، فلمَّا حلَّ عليهم عيدهم وهموا بالخروج الى خارج بلدهم دعوه ليخرج معهم فأخبرهم أنه سقيم لأنه أراد التخلف عنهم ليكسر أصنامهم ويقيم الحجة عليهم، قال تعالى: {فنظر نظرة في النجوم (88) فقال اني سقيم (89) فتولوا عنه مدبرين(90)} [سورة الصافات].
فلما مضى قومه ليحتفلوا بعيدهم نادى في ءاخرهم: {وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين(57)} [سورة الأنبياء] قيل: سمعه بعضهم وقيل: خفية في نفسه، ثم رجع ابراهيم الى بيت الأصنام الذي كان فيه قومه يعبدون هذه الأصنام، فاذا هو في بهو عظيم واسع مستقبل باب البهو صنم كبير الى جانبه أصنام صغيرة بعضها الى جنب بعض، واذا هم قد صنعوا لها طعاماً وضعوه أمام هذه الأصنام، فلما نظر ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى ما بين أيدي هذه الأصنام من الطعام الذي وضعه قومه قرباناً لها ورأى سخافة عقولهم، خاطب هذه الأصنام وقال لها على سبيل التهكم والازدراء: {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضرباً باليمين (93)} [سورة الصافات].
أمسك بيده اليمنى فأساً وأخذ يهوي على الأصنام يكسرها ويحطم حجارتها قال تعالى: {فجعلهم جذاذاً (58)} [سورة الأنبياء]، وما زال كذلك حتى جعلها كلها حطاما الا كبير هذه الأصنام فقد أبقى عليه وعلق الفأس في عنقه ليرجعوا اليه فيظهر لهم أنها لا تنطق ولا تعقل ولا تدفع عن نفسها ضرراً، وبذلك يقيم سيدنا ابراهيم عليه السلام الحجة على قومه الكافرين الذين يعبدونها على غير برهان ولا هدى تقليداً لآباءهم، قال تعالى: {الا كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون (58)} [سورة الأنبياء].
ولما رجع قومه من عيدهم ووجدوا ما حل بأصنامهم بهتوا واندهشوا وراعهم ما رأوا في أصنامهم، قال الله تعالى: {قالوا من فعل هذا بآلهتنا انَّه لمن الظالمين (59) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم (60)} [سورة الأنبياء] يعنون فتى يسبها ويعيبها ويستهزىء بها وهو الذي نظن أنه صنع هذا وكسرها، وبلغ ذلك الخبر الملك نمرود الجبار ملك البلاد وحاكمها وأشراف قومه {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون (61)} [سورة الأنبياء] وأجمعوا على أن يحضروا ابراهيم ويجمعوا الناس ليشهدوا عليه ويسمعوا كلامه وكان اجتماع الناس في هذا المكان الواحد مقصد ابراهيم عليه الصلاة والسلام ليقيم على قومه الحجة على بطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وتقاطرت الوفود وتكاثرت جموع الكافرين كلّ يريد الاقتصاص من ابراهيم نبي الله الذي أهان أصنامهم واحتقرها، ثم جاءوا بابراهيم عليه الصلاة والسلام الى هذا الجمع الزاخر من الكافرين أمام ملكهم الجبار نمرود {قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم (62)} [سورة الأنبياء] وهنا وجد نبي الله ابراهيم الفرصة سانحة ليقيم الحجة عليهم وليظهر لهم سخف معتقدهم وبطلان دينهم {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون (63)} [سورة الأنبياء] وهذا الزام للحجة عليهم بأن الأصنام جماد لا تقدر على النطق، وأنَّ هذه الأصنام لا تستحق العبادة فهي لا تضر ولا تنفع، ولا تملك لهم نفعاً ولا ضراً ولا تغني عنهم شيئاً.
فعادوا الى أنفسهم فيما بينهم بالملامة لأنهم تركوها من غير حافظ لها ولا حارس عندها، ثم عادوا فقالوا لابراهيم عليه السلام ما أخبر الله تعالى: {ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65)} [سورة الأنبياء] أي لقد علمت يا ابراهيم أن هذه الأصنام التي نعبدها لا تنطق فكيف تطلب منا أن نسألها.
فلما أقروا على أنفسهم بأن أصنامهم التي اتخذوها ءالهة من دون الله عاجزة عن الاصغاء والنطق واعترفوا أنها عاجزة لا تدرك ولا تشعر ولا تقدر ولا حياة لها، عند ذلك أقام ابراهيم عليه السلام الحجة عليهم وأفحمهم قال الله تعالى: {قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم (66) أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون (67)} [سورة الأنبياء]، وقال لهم: {والله خلقكم وما تعملون(96)} [سورة الصافات]، عند ذلك غلبوا على أمرهم وألزمهم نبي الله ابراهيم الحجة عليهم فلم يجدوا حجة يحتجون عليه، يقول تعالى: {وتلك حجتنا ءاتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجاتٍ من نشاء انَّ ربك حكيم عليم (83)} [سورة الأنعام].
قال تعالى: {ولقد ءاتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51) اذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا ءاباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وءاباؤكم في ضلال مبين (54) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين (55) قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهنَّ وأناْ على ذلكم من الشاهدين (56) وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذاً الا كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون (58) قالوا من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين (59) قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له ابراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون (61) قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون (63) فرجعوا الى أنفسهم فقالوا انكم أنتم الظالمون (64) ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم (66) أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون (67) قالوا حرقوه وانصروا ءالهتكم ان كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم (69) وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين (70)} [سورة الأنبياء].
فائدة: ليعلم أن قول ابراهيم عليه الصلاة والسلام: {بل فعله كبيرهم هذا} "بل فعله كبيرهم هذا" ليس كذباً حقيقياً بل هو صدق من حيث الباطن والحقيقة، لأن كبير الأصنام هو الذي حمله على الفتك بالأصنام الأخرى من شدة اغتياظه من هذا الصنم الكبير لمبالغتهم في تعظيمه بتجميل هيأته وصورته، فحمله ذلك على أن يكسر صغار الأصنام ويهين كبيرها، فيكون اسناد الفعل الى الكبير اسناداً مجازياً فلا كذب في ذلك، لأن الأنبياء يستحيل عليهم الكذب لأن من صفاتهم الواجبة لهم الصدق فهم لا يكذبون. ولمَّا قال ابراهيم عليه السلام لقومه عندما سألوه: {ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم (62) قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون (63)} [سورة الأنبياء] أراد بذلك أن يبادروا الى القول بأنها لا تنطق قال تعالى: {فرجعوا الى أنفسهم فقالوا انكم أنتم الظالمون (64)} [سورة الأنبياء].


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________