عنوان الموضوع : قصة العبادلة الثلاثة *
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصة العبادلة الثلاثة *
قال أمير المؤمنين عليه السلام يوم العدل على الظالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم ,,, يحكى أنه كانت هنلك قبيلة تعرف باسم بني عرافه وسميّت بذلك نسبةً الى ان أفراد هذه القبيلة يتميزون بالمعرفة والعلم والذكاء الحاد - وبَرَز من هذه القبيلة رجل كبير حكيم يشع من وجهه العلم والنور وكان لدى هذا الشيخ ثلاثة أبناء سماهم جميعاً بنفس الاسم وهو ( عبد الله ) وذلك لحكمة لا يعرفها سوى الله من ثم هذا الرجل الحكيم . ومرّت الأيّام وجاء أجل هذا الشيخ وتوفّى وكان هذا الشيخ قد كتب وصيّة لأبنائه يقول فيها ( عبدالله يرث وعبدالله لايرث وعبدالله يرث) وبعد أن قرأ الأخوة وصية والدهم وقعوا في حيره من أمرهم لأنهم لم يعرفوا من هو الذي لا يرث منهم - وبعد المشوره والسؤال قيل لهم ان يذهبوا الى قاضي عُرف عنه الذكاء والحكمة وكان هذا القاضي يعيش في قريةبعيده - فقرروا أن يذهبوا اليه وفي الطريق وجدوا رجُلاً يبحثُ عن شئ ما فقال لهم الرجل هل رأيتم جملاً فقال عبد الله الأول هل هو أعورفقال الرجل نعم فقال عبدالله الثاني هل هوأقطب الذيل فقال الرجل نعم فقال عبدالله الثالث هل هو أعرج فقال الرجل نعم - ظن الرجل أنهم رأوه لأنهم وصفوا الجمل وصفاً دقيقاً ففرح الرجل وقال لهم هل رأيتموه فقالوا لا !! فتفاجأ الرجل كيف لم يروه وقد وصفوه له - فقال لهم الرجل أنتم سرقتموه والا كيف عرفتم أوصافه فقالوا لم نسرقه فقال الرجل سأشتكيكم للقاضي فقالوا نحن ذاهبون اليه فتعال معنا فذهبوا جميعاً للقاضي وعندما وصلوا الى القاضي وشرح كل منهم قضيته قال لهم اذهبو الآن وارتاحوا فأنتم تعبون من السفر الطويل وأمر القاضي خادمةً أن تقدم لهم وليمه غذاء وأمرَ آخر أن يراقبهم أثناء تناولهم الغذاء - وفي أثناء الغذاء قال عبدالله الأول أن المرأة التي أعدّت الطعام حامل وقال عبدالله الثاني أن هذا اللحم الذي نتناوله لحم كلب وليس لحم ماعز وقال عبداله الثالث أن القاضي والعياد بالله ابن زنا وكان الخادم الذي كُلف بالمراقبه قد سمع كل شئ من العبادله الثلاثه وفي اليوم الثاني سأل القاضي الخادم عن الذي حدث أثناء مراقبه الخادم للعبادله وصاحب الجمل فقال الخادم أن أحدهم قال أن المرآه التي أعدت الغذاء لهم حامل - فذهب القاضي لتلك المرأه وسألها ما اذا مانت حامل أم لا وبعد انكار طويل من المرأه واصرار من القاضي أعترفت المرأه أنها حامل فتفاجأ القاضي كيف عرفوا أنها حامل وهم لم يروها أبداً ثم رجع القاضي الى الخادم وقال ماذا قال الآخر فقال الخادم الثاني قال أن اللحم الذي أكلوه على الغذاء كان لحم كلب وليس لحم ماعز فذهب القاضي الى الرجل الذي كُلّفَ بالذبح فقال له ما الذي ذبحته بالأمس ؟ فقال الذباح أنه ذبح ماعز ولكن القاضي عرف أن الجزار كان يكذب فأصر عليه أن يقول الحقيقه اللا أن اعترف الجزار بأنه ذبح كلب لأنه لم يجد ما يذبحه من أغنام أو ما شابه فاستغرب القاضي ! كيف عرف العبادله الثلاثه أن اللحم الذي أكلوه كان لحم كلب وهم لم يروا الذبيحه الا على الغذاء ؟ وبعد ذلك رجع القاضي الى الخادم وفي رأسه تدور عدّة تساؤلات فسأله ان كان العبادله قد قالوا شئً آخر فقال الخادم لا لم يقولوا شئ فشّك القاضي بالخادم لأنه رأى على الخادم علامات الارتباك وقد بدت واضحة المعالم على وجه الخادم فأصر القاضي على الخادم أن يقول الحقيقة وبعد عناد طويل من قبل الخادم قال الخادم أن عبدالله الثالث قال أنّك ابن زنا ! فانهار القاضي وبعد تفكير طويل قرر أن يذهب الى أمه ليسألها عن والده الحقيقي - في بداية الأمر تفاجأت الأم من سؤال ابنها وأجابته وهي تُخفي الحقيقة وقالت أنت ابني أبوك وهو الذي تحمل اسمه الآن - الا أن القاضي كان شديد الذكاء فشّك في قول امه وكّرر لها السؤال الاّ أن الأم لم تُغيّر اجابتها وبعد بكاء طويل من الطرفين واصرار أكبر من القاضي في سبيل معرفة الحقيقة خضعت الأم لرغبات ابنها وقالت له أنه ابن رجل آخر كان قد زنا بها فأصيب القاضي بصدمه عنيفه !!! كيف يكون ابن زنا !!! وكيف لم يعرف بذلك من قبل ؟؟ والسؤال الأصعب كيف عرف العبادلة بذلك ؟؟!! وبعد ذلك جمع القاضي العبادلة الثلاثة وصاحب الجمل لينظر في قضيّة الجمل وقضيّة الوصيّة - فسأل القاضي عبدالله الأول كيف عرفت أن الجمل أعور فقال عبدالله لأن الجمل الأعور غالباً يأكل من جانب العين التي يرى بها ولا يأكل الأكل الذي وُضعَ لهُ في الجانب الذي لا يراه وأنا قد رأيت في المكان الذي ضاع فيه الجمل آثار مكان أكل الجمل واستنتجت أن الجمل كان أعور - وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلاً كيف عرفت أن الجمل كان أقطب الذيل فقال عبدالله الثاني : أن من عادة الجمل السليم أن يُحرّك ذيله يميناً وشمالا أثناء اخراجه لفضلاته وينتج عن ذلك أن البَعَر يكون مفتتاً في الأرض الاّ أنّي لم أرى ذلك في المكان الذي ضاع فيه الجمل بل على العكس رأيت البعر من غير أن ينثر فاستنتجت أن الجمل كان أقطب الذيل - وأخيراً سأل القاضي عبدالله الأخير قائلاً كيف عرفت أن الجمل كان أعرج ؟ فقال عبدالله الثالث : رأيت ذلك من آثار خف الجمل على الأرض فاستنتجت أن الجمل كان أعرج . وبعد أن استمع القاضي للعبادلة اقتنع بما قالوه وقال لصاحب الجمل أن ينصرف بعدما عرفوا حقيقة الأمر - وبعد رحيل صاحب الجمل قال القاضي للعبادلة كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حاملاً فقال عبدالله الأول لأن الخبز الذي قُدّمَ على الغذاء كان سميكاً من جانب ورفيعاً من الجانب الآخر وذلك لا يحدث الاّ اذا كان هناك ما يُعيق المرأه من الوصول اليه كالبطن الكبير نتيجةً للحمل من خلال ذلك عرفت أن المرأه كانت حاملاً - وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلاً كيف عرفت أن اللحم الذي أكلتموه كان لحم كلب فقال عبدالله : أن لحم الغنم والماعز والجمل والبقر جميعاً تكون حسب الترتيب التالي ( عظم - لحم -شحم ) الاّ الكلب فيكون حسب الترتيب التالي ( عظم - شحم - لحم ) لذلك عرفت أنه لحم كلب . ثم جاء دور عبدالله الثالث وكان القاضي ينتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر فقال كيف عرفت أني ابن زنا فقال لأنّكَ أرسلت شخصاً يتجسَسَ علينا وفي العادة تكون هذه الصفه في الأشخاص الذين وُلدوا بالزنا فقال القاضي ( لا يعرف ابن الزنا الاّ ابن الزنا) وبعدها ردد قئلاً أنت هو الشخص الذي لايرث من بين أخوتك لأنك ابن زنا
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________