الحصاد العالمي في مجال الطب لعام 2017
• شرائح إلكترونية لعلاج الشلل والعمى:
بعيداً عن العلاج الدوائي أو التدخل الجراحي وغير ذلك من أساليب العلاج التقليدية، التي لا يمكن لها التعامل مع حالات مرضية معينة، مثل الشلل أو فقد الأطراف أو البصر، يتقدم علم البيونيك Bionics (المعني بإمكانية تطبيق العمليات البيولوجية تقنياً) بثبات لمحاولة إيجاد علاج لمثل هذه الحالات، وإعطاء الأمل لكل من فقد يداً أو عيناً في حادثة أو غيرها، في إمكانية تعويض جزء مما فقد.
وفي هذا الإطار، فقد شهد العام 2017 ما يشبه الثورة في مجال الأداء التعويضي بواسطة المستشعرات الإلكترونية المثبتة بالدماغ، وذلك حينما نجح فريق طبي أميركي من زرع شريحة إلكترونية صغيرة للغاية داخل مخ إحدى المصابات بالشلل، بحيث تعمل على قياس طبيعة النبضات الصادرة من خلايا المخ العصبية وإرسالها من ثم إلى ذراع آلية لترجمتها إلى حركة.
وقد حققت هذه التقنية أداءً باهرا، إذ تمكنت كاثي هيتيشينسون، المصابة بشلل كامل منذ ما يقرب من 15 عاما، من التحكم بشكل جيد في الذراع الآلية المثبتة، واستخدامها في الإمساك وتحريك بعض الأجسام. كما طبقت نفس التقنية على مريضة أميركية أخرى هي جان سكيويرمان مصابة بالشلل الكامل منذ 13 عاما، وهو ما أدى إلى تحسين التوافق الحركي والمهارة والسرعة لديها بشكل كبير. وبالمثل فقد تمكن أحد المصابين بالعمى من استعادة الرؤية بشكل جزئي، من خلال زرع شريحة إلكترونية مشابهة خلف شبكية العين.
وعلى الرغم من أن الطريق لا زال طويلا نحو التغلب على الصعوبات التي تكتنف تطبيق هذه التقنية -سواء أكانت تتعلق بمقدار التكلفة أو عدم بلوغ القدرات التعويضية المكتسبة مستوى الحركة الطبيعية- إلا أن ما تحقق من نجاح يعطي الأمل بإمكان استعادة المرضى المصابين بالشلل أو العمى يوماً ما لقدراتهم المفتقدة، أو على الأقل جزء يسير منها.
• تقنية جديدة لهندسة المواد جينياً:
شهد العام المنصرم، تحقيق طفرة علمية جديدة في مجال تعديل المنتجات أو الكائنات جينيا، وذلك عبر التوصل لأكثر من تقنية جديدة لما يعرف بأسلوب الاستهداف الجيني، تتيح للمتخصصين والعاملين في هذا المجال إجراء التعديلات الجينية المطلوبة بتكلفة منخفضة وسهولة تامة.
ولعل أهم وأحدث هذه التقنيات، والمعروفة اختصارا باسم "النيوكليزات مزدوجة النسخ الوراثي" TALENS أو (Tran************ion Activator-Like Effector Nucleases) التي يمكن بواسطتها إزالة أو تغيير جين محدد بمنتهى الفعالية والدقة، حيث تعمل التالين أو أنزيمات النيوكليز في هذه الحالة على تحديد موقع الجين المطلوب حذفه بمنتهى الدقة، ومن ثم استبداله بالجين الجديد المرغوب، من دون خطأ.
وهذا بدوره يعني التغلب على واحدة من أكبر عقبات ومشكلات التعديل الجيني والهندسة الوراثية، والتي تتمثل في عدم قدرة المتخصصين على التحكم أحيانا في مكان إضافة الجين الجديد داخل الجينوم أو نوع الحمض النووي المطلوب حذفه.
وهذه الطريقة وإن تشابهت مع طريقة الاستهداف الجيني بواسطة نيوكليزيز أصبع الزنك Zinc-finger nucleases إلا أنها تتفوق عليها من حيث السهولة والكلفة، وهذا بالقدر الذي يتوقع معه كثير من المتابعين أن تصبح هي الطريقة القياسية الأولى المعمول بها في كافة المعامل المتخصصة.
يتبع