عنوان الموضوع : ™ أفلا يتــدبــرون القــرآن - للقرآن الكريم
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

™ أفلا يتــدبــرون القــرآن



.


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يكثر الناس من قراءة القرآن الكريم وأيضا كتب التفسير وبعض الناس يحبس معاني القرآن فيما قاله العلماء، والبعض الآخر يغالي في فهم معاني القرآن، ويحمِّل الآيات ما لا تطيق . فما هي ضوابط التدبُّر في آيات القرآن ؟؟؟

من الجميل أن تستثار النفس حين التدبُّر في كتاب الله تعالى، وأن تقرأ بوعيٍ وفكر، فلا تكون القراءة مجرَّد إجراء الأحرف على الشفاه واللسان، ولكن يجب أن يكون لها مستقرٌّ في القلب، ومسكنٌ في العقل، حتى تؤتي القراءة ثمرتها.

يروى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ربما قام الليل كلَّه بآيةٍ واحدة

مثل قوله تعالى:

(إن تعذبهم فإنَّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنَّك أنت العزيز الحكيم)

هذا يعني أنَّ التدبُّر يولِّد معاني جديدة، ويجعل الإنسان يستشعر في مراتٍ أخرى أمورًا ربَّما غفل عنها، أو كانت هذه الطريقة مفتاحًا للقلب، أن يتلقى ما يقذفه الله تعالى في قلوب عباده القارئين لآياته.. من معاني سامية، وقيمًا سامقة، وآدابًا طيِّبة، تظهر في سلوك الفرد، وينعكس ذلك على حياة المجتمع المسلم.
ولقد جاء الأمر من الله تعالى بتدبر الآيات

فقال تعالى:

(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرا)

وقال:

(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)

وحين ننظر إلى قول الله تعالى:

(وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا)

نلحظ أنَّه من مستلزمات الشفاء أن يقرأ المسلم آيات الله بقلبه، لأنَّه شفاءٌ لما في الصدور، وهدىً ورحمةً للمؤمنين، فلابدَّ من التدبُّر العقلي والقلبي، حتى تستفيد النفس من هذه الشحنة الإيمانيَّة.

وقد يفتح الله تعالى على القارئ معاني لم تكن موجودة في كتب التفسير؛ ولذا، فإنَّه كما جاء في الخبر عن القرآن: "ولا يخلق من كثرة الرد"، فالقرآن متجدِّد، وسيكتشف علماؤه من الأمَّة ومن فتح الله عليهم ما لم يكتشفه من كان قبلهم، ولعلَّ من جميل ما كان يقوله الشيخ الشعراوي –رحمه الله– أن تسمَّى خواطر، مع ما فيها من التفسير، وعدم الخروج عن الحدود التي رسمها أهل القرآن والتفسير من شروط القول في كتاب الله تعالى.

ولقد عهدت الأمة أن يخرج منها من يوضح بعض النكات واللطائف من المعاني غير المشتهرة، والتي لم يقل بها أهل التفسير.

كما نجد إشارةً من الأستاذ الشيخ سيِّد قطب رحمه الله، حين يسمّي كتابه في القرآن "في ظلال القرآن"، وهذا بخلاف ما كان يصنعه الأئمة السابقون كابن كثير، حين سمَّى كتابه "تفسير القرآن العظيم"، وكذلك ابن جرير الطبري، والسيوطي في الدر المنثور، والزمخشري في الكشاف، والقرطبي في الجامع لآيات الأحكام، وأبي السعود في تفسيره، وغيرهم؛ لأنهم كانوا يعتنون ببيان مراد الله تعالى من الآيات.

إن انفتاح القلب ليتلقَّى ويفهم من مراد الله تعالى أمرٌ مرغوبٌ فيه، وهو داخلٌ في عموم الأمر بتدبُّر القرآن الكريم، وألا يجعل الإنسان على قلبه قفلاً يمنع رزق الله له من استشراف المعاني السامية للقرآن الكريم، غير أنَّ هذا لابدَّ فيه من ضوابط تحميه من القول بغير علمٍ في كتاب الله، ويمكن اعتبار أهمها:

1- العلم برسوم القرآن وحدوده، ومعرفة أحكام التجويد وعلامات الوقف وغيرها، لأنَّ هذا يساعد على فهم معاني القرآن الكريم، والوقوف على كثيرٍ من مراد الله تعالى.

2- الإلمام العام والإحاطة باللغة العربية، وذلك لأنَّه كما قال تعالى:

(إنَّا أنزلناه قرآنا عربيًّا لعلكم تعقلون)

وقال:

(قرآنًا عربيًّا غير ذي عوج)

وكما قال ابن عباس:

"إن استشكل عليكم شيءٌ من القرآن فالتمسوه في الشعر ديوان العرب"

ومن المعلوم أنَّ الشعر جامعٌ لمعظم ضروب اللغة وأساليبها وبيانها وبلاغتها، كما أخبر ابن عباس أنَّ واحدا من أقسام القرآن الأربعة أن يفهم بما ورد عن العرب في لغتهم.

3- المعرفة العامة بمعاني القرآن الكريم، حتى لا يخبر من يتدبّر كتاب الله تعالى بخلاف ما قاله أهل التفسير، فيكون تقوُّلاً على الله بما لم يقل، بل يجعل ما يتدبَّره في سياق أهل التفسير.

4- عدم الانحصار في حدود القرآن ورسومه فحسب، فلا يكون الهمّ هو إيضاح المعاني اللغويَّة والفقهيَّة وغيرهما، بل يفتح قلبه لأن يكون وعاءً لما يقذفه الله تعالى فيه، وما يجريه على عقله من معاني وخواطر.

5- أن يكون عاملاً بالقرآن الكريم، معايشًا له في حياته، وقَّافًا عند حدوده، منفذًا لأوامره، مجتنبا لنواهيه، جاعله دستور حياته، وقانونه الذي يرجع إليه في صغير أمره وكبيره، وأن يتخلَّق بأخلاقه، وأن يتحلَّى بما ورد فيه من آداب وسلوك، فعن الحسن البصريُّ رحمه الله قال: "إنَّ من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربِّهم فكانوا يتدبّرونها بالليل، وينفذونها بالنهار".

6- أن يكثر من التلاوة منه، لأنَّ مداومة طرق الباب يتولَّد عنها الألفة والعشرة والمعايشة، فمن تقرَّب من القرآن تقرَّب منه، ومن عاش معه عايشه، ومن أعطاه من وقته، وهبه الله ممَّا يجعله مستقيم الحال، عالمًا بأسراره وكوامنه.

7- أن يكثر من القيام بالقرآن في جوف الليل ووقت السحر، فإنَّه أنقى للمسلم أن يفتح قلبه، وتستعد نفسه لما يقذفه الله تعالى من معاني التدبر والفهم لمراده سبحانه من كلامه.

8- أن يهيئ المكان الذي سيقرأ فيه القرآن ويتدبر فيه معانيه، فلا يكون فيه ما يشغله عن التدبر، ومن هنا كان من آداب التلاوة أن يكون على طهارة أو يتسوك أو ينظف المكان أو يضع عطرا ونحو ذلك.

9- أن يتحلَّى المسلم بالإخلاص في قراءته وتلاوته، فإنَّه أدعى أن يفتح الله تعالى له من فضله فيما يخصّ كلامه، فإن قَصْد الناس بالتلاوة حاجبٌ عن فيوض الله تعالى له.

10- أن تكون له صحبة تعينه على التدبر، وأن تصحّح له إن أخطأ، وتنصح له عند الحاجة، وتأخذ بيده في طريق الله، كما قال موسى عليه السلام فيما حكى عنه القرآن:

(واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرًا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا).

وما أجمل ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:

"ينبغي لحامل القُرآن أن يُعرف بليله إذا النَّاس نائمون، وبنهاره إذا النَّاس مفطرون، وبحزنه إذا النَّاس يفرحون، وببكائه إذا النَّاس يضحكون، وبصمته إذا النَّاس يخوضون، وبخشوعه إذا النَّاس يختالون".

وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال:

"حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهوا مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغوا مع من يلغو تعظيمًا لحقّ القرآن".

وليعلم أنّ القرآن دواء، ولن يكون دواءً لأسقام النفوس والأجساد إلا إذا كان بالتدبّر، قال إبراهيم الخواص: دواء النفس خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرُّع عند السَّحر، ومجالسة الصالحين.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممَّن إذا قرأوا القرآن تدبَّروه ووعوه وعملوا به، وأخلصوا في العمل، وتقبل منهم، وجعل ذلك ذخرًا لهم في حياتهم وبعد مماتهم.




.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


أيهما أفضل : تدبر القرآن أم عدم تدبره ؟!

من الملاحظ أن الكثير من المسلمين عندما يدخل عليه شهر رمضان تراه و قد شمر عن ساعديه ، واجتهد محاولاً تحصيل أكبر قدر من العبادات المختلفة ، و يأتي على رأس تلك العبادات : قراءة القرآن ، فتجده و قد حدد لنفسه هدفاً بأن يختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، وتراه حين تطبيقه لهذا الهدف لا يحرص على فهم ما يقرأ أو إعمال عقله فيه .. فضلاً عن التأثر به ..

فهل الأفضل له أن يفعل ذلك ، أم أن القراءة الهادئة المتأنية التي تبحث عن الفهم و التدبر و التأثر دون النظر لعدد الختمات هي الأفضل ؟!

يجيب عن هذا التساؤل الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد فيقول رحمه الله :
و قد اختلف الناس في الأفضل : الترتيل و قلة القراءة ، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أقضل ... على قولين :
فذهب ابن مسعود و ابن عباس رضي الله عنهما و غيرهما إلى أن الترتيل و التدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها . و احتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه و تدبره و الفقه فيه و العمل به ، و تلاوته و حفظه وسيلة إلى معانيه ، كما قال بعض السلف :

(نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملاً )

و لهذا كان أهل القرآن هم العاملون به ، و العاملون بما فيه ، و إن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، و أما من حفظه و لم يفهمه و لم يعمل بما فيه فليس من أهله و إن أقام حروفه إقامة السهم .

و قالوا :و لأن الإيمان أفضل الأعمال ، و فهم القرآن و تدبره هو الذي يُثمر الإيمان ، و أما مجرد التلاوة من غير فهم و لا تدبر ، فيفعلها البرُّ و الفاجر ، و المؤمن و المنافق

كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :

( و مثل المنافق يقرأ القرآن كمثل الريحانة ، ريحها طيب و طعمها مر)

[رواه البخاري]

و الناس في هذا أربع طبقات:

الأولى : أهل القرآن و الإيمان ، و هم أفضل الناس .
و الثانية : من عَدِم القرآن و الإيمان .
و الثالثة : من أوتي قرآناً ، و لم يُؤت إيماناً ،
و الرابعة : من أوتي إيماناً و لم يؤت قرآناً .

قالوا : فكما أن من أوتي إيماناً بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآناً بلا إيمان ، و كذلك من أوتي تدبراً ، و فهماً في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة و سرعتها بلا تدبر . و هذا هدي النبي صلى الله عليه و سلم ، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها ، و قام بآية حتى الصباح .

و قال أصحاب الشافعي رحمه الله : كثرة القرآن أفضل ، و احتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف و لكن ألف حرف ، و لام حرف ، و ميم حرف )

[ رواه الترمذي ]

قالوا : و لأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة ((مع أن هذا الأثر ضعفه الترمذي ، و وافقه الألباني ، و مما يؤكد ذلك أيضاً أن الأخبار الكثيرة الواردة عن الصحابة تؤكد أنهم كانوا يقرؤون القرآن بترتيل و ترسل ، و كانوا يوصون من بعدهم بذلك .. قال الألباني : و لقد أحسن الإمام الترمذي برواية هذا الخبر و الذي بعده " خبر عثمان بن عفان و خبر سعيد ابن الجبير " بصيغة التضعيف ، لأن الركعة مهما طالت لا يمكن أن يقرأ فيها القرآن الكريم كاملاً ، فضلاً عما في ذلك من مخالفته لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الركوع و السجود و القيام ، و حاشا لسيدنا عثمان أن يفعل مثل ذلك

انظرص(357) .))

و ذكروا آثاراً عن كثير من السلف في كثرة القراءة .

و الصواب في المسألة أن يقال : إن ثواب الترتيل و التدبر أجلُّ و أرفع قدراً ، و ثواب كثرة القراءة أكثر عدداً ، فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة ، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً ، و الثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم ، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة ، و في صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال: كان يمد مداً .

و قال شعبة : حدثنا أبو جمرة ، قال : قلت لابن العباس : إني رجل سريع القراءة ، و ربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أحب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلاً و لابد ، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك و يعيها القلب .

و قال ابن مسعود : لا تَهُُذوا القرآن هَذ الشعر ، و لا تنثروه نثر الدقل ، و قفوا عند عجائبه ، و حركوا به القلوب ، و لا يكن هم أحدكم آخر السورة ...
انتهى كلامه رحمه الله ، و لعلك أخي القارئ قد أدركت الفرق بين الطريقتين .


__________________________________________________ __________

أين الثمرة ؟


هذا من ناحية و من ناحية أخرى فقد جرَّبنا القراءة السريعة ، و كان هَمُّ الواحد منا الانتهاء من ختم القرآن ، بل و كان بعضنا يتنافس في عدد المرات التي يختمه فيها خاصة في رمضان ، فأي استفادة حقيقية استفدناها من ذلك ؟ و ماذا غيّر فينا القرآن ؟!
إن القراءة باللسان فقط دون مشاركة العقل بالفهم ، و القلب بالتأثر ، كالنخالة كبيرة الحجم قليلة الفائدة .

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

" لا خير في قراءة ليس فيها تدبر" .

و قال الحسن البصري : كيف يرِقُّ قلبك و إنما همك آخر السورة ؟!

و يؤكد على هذا المعنى الآجري في كتابه ( أخلاق حملة القرآن ) فيقول : و القليل من الدرس للقرآن مع التفكر فيه و تدبره أحب إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر و لا تفكر فيه ، و ظاهر القرآن يدل على ذلك ، و السنة ، و قول أئمة المسلمين .
و لقد سئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة و آل عمران ، و رجل قرأ البقرة قراءتهما واحدة و ركوعهما ، و جلوسهما .. أيهما أفضل ؟ قال : الذي قرأ البقرة ، ثم قرأ :

( و قرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث )

[ الإسراء : 106]

الحافز القوي

إن كان الهدف من قراءة القرآن هو تحصيل الحسنات فقط لبحثنا عن أعمال أخرى أكثر ثواباً منه ، بينما لا يستغرق أداؤها وقتاً طويلاً كالتسبيح مثلاً

(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( من قال سبحان الله و بحمده ، في يوم مائة مرة ، حُطّت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر ) ...

و لكن أمر القرآن غير ذلك ، فلقد أنزله الله ليكون وسيلة للهداية و التغيير ، و ما الأجر و الثواب المترتب على قراءته إلا حافزاً يشحذ همة المسلم لكي يُقبل على القرآن ، فينتفع من خلال هذا الإقبال بالإيمان المتولد من الفهم و التأثر ، فينصلح حاله و يقترب من ربه .

و مثال ذلك : الأب الذي يُحَفِّز ابنه على مذاكرة دروسه من خلال رصد الجوائز له ..
يقيناً بأن هدفه من خلال رصده لهذه الجوائز هو انتفاع ابنه بالمذاكرة ، و ليس مقصده مجرد جلوسه أمام الكتاب دون مذاكرة حقيقية .

و لله المثل الأعلى ، فلأنه سبحانه يحب عباده و يريد لهم الخير أنزل إليهم هذا الكتاب الذي يجمع بين الرسالة و المعجزة .. ولكي يستمر تعاملهم معه ومن ثم يستمرانتفاعهم بما يحدثه هذا الكتاب من تغيير في داخلهم يدفعهم لسلوك طريق الهدى ، كانت الحوافز الكثيرة التي ترغبهم وتحببهم في دوام الإقبال عليه ، ومنها أن لهم بكل حرف يقرؤونه عشر حسنات .


أيهما أحب إلى الله ؟!


ولنسأل أنفسنا هذا السؤال : أيهما أحب إلى الله : أن نقرأ القرآن كثيرا ، بألسنتنا فقط دون تفهم لخطابه ، ولا تجاوب معه ، أم القراءة الهادئة المُرتَّلة التي يفهم من خلالها القارئ مُراد الله من خطابه ويتأثر به .

أليس الأحب إلى الله هي الصورة الثانية ، ومن ثم يكون الأجر والثواب مصاحبا لها أكثر وأكثر من الصورة الأولى ؟!

هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، فإن القراءة الهادئة المرتلة بفهم وتأثر تزيد الإيمان ، وتولد الطاقة والقوة الدافعة للقيام بالأعمال الصالحة ، فيترتب على القيام بهذه الأعمال الأجر والثواب الكبير ، وهذا لا يحدث مع القراءة السريعة ... قراءة الحنجرة فقط .


__________________________________________________ __________

رمضان والقرآن


فإن قلت: لنجعل القراءة الهادئة المتأنية التي تراعي الفهم والتأثر في غير رمضان، أما خلال شهر رمضــان فينبغي أن ننتهز فرصة مضاعفة ثواب الأعمال فيه فنقرأ أكبر قدر ممكن من القرآن ...

.. نعم ، رمضان فرصة عظيمة للإنطلاقة القوية ، وذوق حلاوة الإيمان من خلال القرآن .

.. نعم ، رمضان يصلح كنقطة بداية لمن يشكو عدم وجود همة ورغبة في التعامل مع القرآن بتدبر وتأثر ..

أما أن يكون التعامل مع القرآن في رمضان بطريقة تبحث عن الأجر فقط ، و من ثمَّ لا تراعى الهدف الذي نرجوه فهذا معناه أن نظل في أماكننا ندور في حلقة مفرغة ، فقراءة القرآن بفهم و تأثر ينبغي أن تصاحبنا طيلة العام ، بل إن الحاجة إليها تشتد أكثر و أكثر في شهر رمضان باعتبار أنه فرصة جيدة و مناخ مناسب لإحياء القلب بالإيمان ، و لنعلم جميعاً أننا لو ختمنا القرآن في رمضان ختمة واحدة بتفهم و تأثر فإن أثرها و الثواب المترتب عليها سيكون بمشيئة الله أفضل من عشرات الختمات بدون فهم و تأثر .

يقول ابن القيم :

لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ، فقراءة آية بتفكر خير من ختمة بغير تدبر و تفهم ، و أنفع للقلب ، و أدعى إلى حصول الإيمان و ذوق حلاوة القرآن ..


و أخيراً


أختي الحبيبة : لقد دخلت الأمة إلى الغار ، فسقطت صخرة و أغلقت بابه ، و الكل ينادي هل إلى خروج من سبيل ؟

فهل نرتدي الأكفان و ننتظر الموت ، أم نبحث عن مخرج ؟
.. إن الذي سيقودنا إلى المخرج موجود لكنه مهجور ..
إن الذي نبحث عنه قريب منا ، و أهل لإخراجنا من الغار ..
إنه القرآن .. إي و ربي القرآن ..
ألم يقل ربنا و خالقنا و مدبر أمرنا :

( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون )

[ الأنبياء : ]

فهيا يا أختي نقبل على القرآن ، نقرأه بفهم و ترتيل و بصوت حزين ، و احذري من أن يكون همكِ آخر السورة ، بل ليكن همكِ الفهم و التأثر لتجدي المخرج .


__________________________________________________ __________

الف الف الف حمد لله على سلامتك
نورتي المنتدى
جزاك الله خيرا بأن يمن عليك بالجنة ورؤية وجهه الكريم


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة marya z
الف الف الف حمد لله على سلامتك
نورتي المنتدى
جزاك الله خيرا بأن يمن عليك بالجنة ورؤية وجهه الكريم


الله يسلمك من كل شر يالغالية

والف .. ألف .. ألف.. مليون الحمد لله على سلامتك ياعسل

والمنتدى منور بوجودك

وجزاك الله خيرآ على دعـــــــائك الله يتقبله آآآآمين