عنوان الموضوع : افعل ما شئت فكما تدين تدان
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
افعل ما شئت فكما تدين تدان
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين ، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكفّ عن إلقاء اللوم على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق :
لماذا لا يوفقني الله لطاعته ؟ لماذا يجعلني من أهل معصيته ؟ لماذا يبتليني بالأمراض والضعف في بدني ؟ لماذا يكدر عليّ معيشتي ؟ لماذا لا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور ؟ لماذا يبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر ؟ لماذا يوقعني في المصائب والفشل والبلايا ؟ لماذا يبتليني بالغضب وضعف البصيرة ؟
ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه ! قال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [165: سورة آل عمران] ، وقال تعالى { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } [79: سورة النساء] ، وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ} [30: سورة الشورى]
فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان !!
ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها . قال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } [72: سورة الأحزاب] .
وقال تعالى : {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [6: سورة العاديات] ، قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما : كفور جحود للنعم . وقال الحسن : هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم . وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير.
هكذا أنت أيها الإنسان ! أنت الظالم الجاهل .. الكفور الكنود .. الجحود لنعم الله تعالى .. إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13: سورة سبأ] .
كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك ؟
وكيف تتبرم وأنت الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على قلبك ؟
وكيف تتظلم وأن الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك ؟
ومع ذلك تستغيث : العطش العطش !!
فليس منك أضر منك على نفسك كما قيل :
ما تبلغ الأعداءُ من جاهل *** ما يبلغ الجاهل عن نفسه
- فأنت الظالم وتدعي أنك مظلوم .. وأنت المعرض وتزعم أنهم طردوك وأبعدوك !!
- تولي ظهرك الباب .. بل تغلقه على نفسك .. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقول :
دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى *** دخولي سبيل بينوا لي قصتي !!
كن عاقلاً
* أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح . وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم .
ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك . قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: سورة التغابن].
* فيا عبد الله !
- إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك .
- وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك .
- وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك .. فانظر في نفسك .. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك . أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
قال تعالى {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [سورة الزلزلة] .
كفى مخادعة
فيا من تشكو وتتظلم وتتبرم !
- أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل ؟
- أين عبودية قلبك ؟
- أين عبودية لسانك ؟
- أين عبودية جوارحك ؟
- أين أنت من الصلاة ؟
- أين أنت من الزكاة ؟
- أين أنت من الصيام ؟
- أين أنت من الزكاة ؟
- أين أنت من الحج ؟
- أين أنت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
- أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ؟
- أين أنت من مصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم ؟
- أين أنت من ترك صحبة الأشرار وتكثير سوادهم ؟
- أين أنت من مزاحمة العلماء بالركب وحضور مجالسهم ؟
- أين أنت من الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم والتألم لآلامهم ومصائبهم ؟
- أين أنت من صدق الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء ؟
- أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك ؟
- أين شكرك للنعم وأنت تستخدم نعمه في محاربة ليلاً ونهاراً ؟
- أين حفظك للرأس وما وعى ؟
- أين حفظك للبطن وما حوى ؟
- أين ذكرك للموت والبلى ؟
- فالعين منك مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة .
- واليدُ : جعلتها وسيلة لإيذاء من لا يحلُّ لك إيذاؤه ، أو لمس ما لا يحلُّ لك لمسه ، أو تناول مالا يجوز لك تناوله .
- الرجلُّ : وظفتها في السعي إلى الحرام ، وإيذاء عباد الله الصالحين ، بدلاً من السعي إلى الطاعات وإقام الصلوات .
- والقلب يهوى ويتمنى ..
- والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه .
قال تعالى : {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ(25) }[ سورة النــور].
يتبع
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
تسلميييييييييييييييي كلمات قمة في الروعة
__________________________________________________ __________
وما ربك بظلام للعبيد
ما اصابك من حسنه فمن الله وما اصابك من سيئه فمن نفسك
نعم فاطمه
هذا ما نحن عنه غافلون
في انتظار باقي الموضوع
__________________________________________________ __________
سبيل النجاة
* أخي المفرّط !
هذا بعض ما جَنَتْه يداك .. وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر : {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [22: سورة ق] .
* أما في الدنيا : فأنت من أعظم الناس غروراً .. ترجوا النجاة ، وتأمل السعادة والراحة ، وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ، مع أنك دائم السير في الطرق الموصلة إلى أضداد هذه الأمور .
احفظ الله يحفظك
هكذا قال صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك )) [رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ] .
قال الحافظ ابن رجب في شرح هذا الحديث ما ملخصه : (( يعني احفظ حدود الله وحقوقه ، وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك : هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده ، فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهي عنه ، فدخل في ذلك فعل الواجبات جميعها وترك المحرمات كلها ... وذلك كله يدخل في حفظ حدود الله كما ذكره الله في قوله : {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ } [112: سورة التوبة]، وقال {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } [32: سورة ق] ، وقد فسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وقد فسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وفسِّر بالحافظ لذنوبه حتى يرجع عنها ، وكلاهما يدخل في الآية .
حفظ الصلوات الخمس
* ومن أعظم ما يجب حفظه من المأمورات : الصلوات الخمس. قال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } [238: سورة البقرة] ، وقال تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [34: سورة المعارج] .
حفظ الرأس والبطن
* ومما يلزم المؤمن حفظه : رأسه وبطنه وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه : حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات .
وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على محرَّم . وقد جمع الله ذلك كله في قوله تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [36: سورة الإسراء].
ويدخل في حفظ البطن وما حوى : حفظه من إدخال الحرام عليه من المأكولات والمشروبات
حفظ اللسان والفرج
* ومما يجب حفظه من المنهيات : حفظ اللسان والفرج . وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )) [ خرجه الحاكم ] .
الجزاء من جنس العمل
قوله : (( يحفظك )) يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله ، فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى : { وَأَوْفُواْ [/COLOR]بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [40: سورة البقرة] ، وقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152: سورة البقرة]. وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [7: سورة محمد] .
أنواع الحفظ
* وحفظ الله لعبده يتضمن نوعين : أحدهما : حفظه في مصالح دنياه / كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله .
قال تعالى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [11: سورة الرعد] .
صور حفظ الله للعبد في دنياه
* ومن حفظ الله للعبد في دنياه : أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله .
* قال بعض السلف : العالم لا يخرف . وقال بعضهم : من جمع القرآن متَّع بعقله .
وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى : {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) }[ سورة التين] .
حفظه في أولاده
* وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده وولد ولده . كما قيل في قوله تعالى : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } [82: سورة الكهف] أنهما حفظا بصلاح أبيهما .
حفظه في أمواله
ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله عز وجل ، فإن الله تعالى يحفظه في تلك الحال .
* كان شيبان الراعي يرعى غنماً في البرية ، فإذا جاءت الجمعة خَطَّ عليها خطّاً ، وذهب إلى الجمعة ، ثم يرجع وهي كما تركها !!
حفظه من الجن والإنس
* ومن الأنواع حفظ الله لعباده في دنياه : أن يحفظه من شر كلّ من يريده بأذى من الجن والإنس . كما قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [2: سورة الطلاق] .
* ومن ضيّع الله ضيّعه الله بين خلقه ، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو نفعه ، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به .
* فالخير كله مجموع في طاعة الله والإقبال عليه ، والشرُّ كله مجموع في معصيته والإعراض عنه .
حفظ الدين
* النوع الثاني من الحفظ : وهو أشرفهما وأفضلهما : حفظ الله لعبده في دينه ، فيحفظ عليه دينه وإيمانه ؛ في حياته من الشبهات المردية ، والبدع المضلة ، والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته ، فيتوفاه على الإسلام .
وهكذا كما حفظ يوسف عليه السلام ، قال : { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [24: سورة يوسف].
* فمن قام بحقوق الله عليه ، فإن الله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة . فمن أراد أن يتولى الله حفه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق الله عليه ، ومن أراد ألا يصيبه بشيء مما يكره ، فلا يأت شيئاً مما يكرهه الله منه .
وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول : من أحبّ أن تدوم له العافية فليتق الله.
وقال العمري الزاهد : كما تحب أن يكون الله لك ، فهكذا كن لله عز وجل .
فما يؤتى الإنسان إلا من قبل نفسه ، ولا يصيبه مكروه إلا من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف : من صَفّى صُفِّي له ، ومن خلَّط خُلِّط عليه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اتمنى ان يكون موضوعي مفيد و شامل
لا تنسو التقييم
__________________________________________________ __________
الله ينادينا في كل وقت ينتظر ان يرفع العبد يديه ينتظر ان يقول يا الله ينتظر وينادي
الله بعظمته وملكوته يناديناويعدنا بالخير
ونحن الفقراء اليه نغفل ونتكبر وتشغلنا الدنيا
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
احلى تقييم لاجمل موضوع قراته اليوم
جزاك الله خير الجزاء فاطمه
وجمعنا بالفردوس الاعلى ساجدين تحت عرشه سبحانه وتعالى اااامين
__________________________________________________ __________