عنوان الموضوع : همســـــــــة للغالييـــــــــــــن ... -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
همســـــــــة للغالييـــــــــــــن ...
همســـــــــة للغالييـــــــــــــن ...
لا شيء يدفع النفس إلى الصراع على الدنيا وشهواتها أكثر من طول أملها ونسيانها الموت, ولا شيء يغفل عنه المنهمك في الدنيا المنكب على غرورها المحب لشهواتها مثل غفلته عن الموت, فلا يذكره, وإذا ذكر به كرهه ونفر منه, أولئك هم الذين قال الله فيهم:
"قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" [الجمعة:8].
ولذلك كان مما تعالج به النفس تذكر الموت الذي هو أثر القهر الإلهي, وقصر الأمل الذي هو أثر عن تذكر الموت.
وبقدر ما يقصر الأمل ويتذكر الإنسان الموت يكون قيامه بحقوق الله أكثر ويكون الإخلاص في عمله أتم, ولا يظنن ظان أن قصر الأمل يحول دون إعمار الدنيا, فالأمر ليس كذلك, بل عمارة الدنيا إنما هي مع قصر الأمل؛ لأن فيه القيام بحق الله تعالى وتطبيق أوامره, وذلك هو عمارتها.
إن قصر الأمل وتذكر الموت ينقلان الإنسان من قلب معلق بالدنيا إلى قلب متجاف عن الدنيا، مقبل إلى الآخرة, ومن هنا يأخذ ذكر الموت وقصر الأمل أهميتهما كوسيلة من وسائل تزكية النفس وطهارة القلب.
والحق أنه ينبغي على كل إنسان يريد أن يطهر قلبه الاهتمام بذكر الموت وقصر الأمل, وينبغي أن يكون ذكر الموت وقصر الأمل من أوائل المفاهيم التي يتربى عليها قلبه بعد توحيد الله والقيام بحقوق العبودية.
مـــــوت قريــــــــــب:
إن الموت قريب من كل إنسان كقرب شريانه الدموي, ولكل نفس أجل وهو أجل محتوم وغير مرتبط بعمر ولا صحة ولا حال, فقد يموت الصغير كما يموت الكبير وقد يموت الصحيح كما يموت السقيم,
قال سبحانه: "فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ" [الأعراف: 34],
فالله سبحانه قضى الموت على كل نفس فقال سبحانه:
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْت" [آل عمران: 185],
وإنما الصالح التقي من بادر بالصالحات من الأعمال قبل أن يدركه الموت,
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم:
(اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك) صحيح الجامع
وقال صلى الله عليه وسلم : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
أخرجه البخاري أي: أنه لا يغتنمهما, ثم يعرف قدرهما عند زوالهما.
وكان الحسن يقول في موعظته: المبادرة المبادرة, فإنما هي الأنفاس فلو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل, رحم الله امرءًا نظر إلى نفسه وبكى على عدد ذنوبه,
ثم قرأ هذه الآية: "إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً" [مريم: 84]. يعني: الأنفاس, آخر العدد: خروج النفس, آخر العدد: فراق الأهل, آخر العدد: دخولك في قبرك.
احــــــذر "ســــــــوف":
إن سبب تأخير الإنسان في المبادرة بالصالحات من الأعمال قبل الموت هو أنه يأتنس بالدنيا وشهوتها, فيملي له الشيطان, ويسوف له, ولا يزال
يسوف ويؤخر ويخرج من شغل إلى شغل ومن تسويف إلى تسويف, وهكذا باستمرار يوم يؤخر يومًا, وشغل يفضي إلى شغل إلى أن تخطفه المنية في وقت لا يحسبه, فتطول عند ذلك حسرته.
وأكثر أهل النار صياحهم من "سوف"
, يقولون: واحزناه من سوف. والمسوف المسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدًا, وإنما يزداد بطول المدة ارتباطه بالدنيا وغرقه فيها, ومن ظن أن للخائض في الدنيا فراغًا فقد وهم,
قال الصالحون: "هيهات فما يفرغ منها إلا من طرحها بعيدًا عنه".
ضحــــــك كالبكـــــــاء:
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أضحكني: مؤمل دنيا والموت يطلبه, وغافل وليس مغفولاً عنه, وضاحك بملء فيه ولا يدري أأرضى الله أم أسخطه.
إن ضحك أبي الدرداء رضي الله عنه, لهو ضحك التعجب والاستغراب, ضحك الألم والحسرة, على صورة تتكرر في كل ساعة في حياة الناس, صورة الغفلة التي تحجب الناس عن رؤية مصير رهيب يتخطفهم ويتخطف غيرهم ممن حولهم, فأحدهم يؤمل الدنيا واسمه مكتوب غدًا في الأموات, والآخر غافل وملك الموت يطلبه, والثالث ضاحك بملء فيه وليس يبالي هل يقبضه الله إليه راض عنه أم غضبان... إنه ألم أضحك أبا الدرداء ولكنه ضحك ولا شك كالبكاء.
تذكـــر المـــوت دأب الصالحيــــن:
فهو سمتهم ودأبهم؛ كثرة ذكرة الموت, وهو طريق السلف الطاهرين.
قال الحسن رحمه الله تعالى: فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لُب فرحًا.
وقال الربيع بن خثيم: ما غائب ينتظره المؤمن خيرًا له من الموت, وكان يقول: لا تشعروا بي أحدًا وسلوني إلى ربي سلاً.
وكان الربيع قد حفر قبرًا في داره فكان ينام فيه كل يوم ليذكر الموت وكان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد.
وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا رأى أحدًا يحمل جنازة يقول لها: امض إلى ربك فإنا على إثرك ماضون.
وكان مكحول يقول إذا رأى جنازة: اغدوا فإنا رائحون. موعظة بليغة قليلة, وغفلة شنيعة, يذهب الأول, والآخر لا يعتبر.
وكان الأعمش يقول: كنا نشهد الجنائز ولا نعرف من يعزي؛ لأن الحزن قد عم الناس كلهم.
وكان ثابت يقول: كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلا متلفعًا باكيًا.
وكان أويس يقول: يا أهل الكوفة, توسدوا الموت إذا نمتم, واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم.
وكان الربيع يقول: أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله.
وكان عون يقول: كم من مستقبل يومًا لا يستكمله, ومنتظر غدًا لا يبلغه, لو تنظرون إلى الأجل ومسيره, لأبغضتم الأمل وغروره.
وقال أبو عبد ربه لمكحول: يا أبا عبد الله أتحب الجنة؟ قال: ومن لا يحب الجنة, قال: فأحب الموت؛ فإنك لن ترى الجنة حتى تموت.
وقال رجاء بن حيوة: ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك الحسد والفرح
وقال بشر بن الحارث: إذا ذكرت الموت ذهب عنك صفو الدنيا وشهواتها.
وكان محمد بن واسع إذا قيل له: كيف أصبحت؟ قال: ما ظنك برجل يرحل في كل يوم إلى الآخرة مرحلة؟!
___ يتبــــــــــــــــــع ___
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
كيــف يتربى المــرء على الاستفادة من المــوت كمعلـــم ؟!
أساس الأمر وعماده وأول خطواته .. أن يعود نفسه أن يفرغ قلبه من كل شغل في الدنيا, ويضع في قلبه انشغالاً بدلاً منه بالآخرة , وهذا وإن كان شاقا على الكثير , ولكنه مع التدرب والإخلاص لله سبحانه قد يتعوده المرء حتى يصير طبعه وعادته ,
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)متفق عليه ,
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك"أخرجه البخاري
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
"لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا, ولا تُحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها, ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير موطنه, ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله..."
و عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة, ومن كانت الدنيا أكبر همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)
اولآ :
ألا يكثر فرحه بشيء من الدنيا أقبل عليه أو بنعمة حصلت له, وألا يزيد حزنه وألمه بمشكلة حصلت له أو بمصيبة حدثت له, بل يكون وسطًا بين ذلك,
وذلك عملاً بقوله تعالى: "لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ" [الحديد: 23]. وهو إذا فعل ذلك كسر سعادة قلبه بالدنيا.
ثانيــــــــآ:
أن يذكر الناس الذين كانوا مثله, ثم جاءهم الموت, ويذكر الذين كانوا أقوى منه وأعلم منه وأفضل منه وأغنى منه, ويتذكر مصارعهم تحت التراب ,
فعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه أنه قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: "أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ" قال: (يقول ابن آدم: مالي مالي, وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت؟)أخرجه مسلم
ثالثــــــــآ:
أن يستحضر دائمًا صورة من عمَّر في الدنيا وكان له مال أو قوة أو جمال أو ثقافة أو فصاحة أو شهرة, ثم يقارن صورته في الدنيا وصورته بعد موته, ويتأمل كيف محا التراب الآن حُسن صورتهم, وكيف تبددت أجزاؤهم وانفصلت في قبورهم, وهو قول أبي الدرداء رضي الله عنه:
"إذا ذكر الموتى فعد نفسك كأحدهم".
رابعــــــــــآ :
أن يتدبر في أن من مات وترك مالاً قد ورثه ورثته ولم ينتفع به بعد موته, إلا ما كان عنه صدقة جارية
وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(أيكم مالُ وارثه أحب إليه من ماله؟) قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه. قال: (فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر) البخاري
ويعلم كيف أن من مات ترملت زوجته وتيتم أولاده,
وكيف خلت من الموتى دورهم وصاروا إلى دور جديدة,
وكيف خلت منهم مجالسهم ومساجدهم, وكيف انقطعت آثارهم
وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له)أخرجه مسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم :
(يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله, فيرجع اثنان ويبقى واحد؛ يرجع أهله وماله ويبقى عمله) متفق عليه
وتدبر ذلك فعل الصالحين، قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"السعيد من وعظ بغيره".
ونظر أحد الصالحين إلى داره فأعجبه حسنها ثم بكى وقال: والله لولا الموت لكنت بك مسرورًا.
خامســـــــآ:
أن يُعود نفسه ويعوده معلمه على اتباع الجنائز وزيارة القبور للعظة والاتعاظ وتذكر الموت, وأن تكون الزيارة إما في صحبة أهل علم
وخير أو في وحدة, وأن يحرص على رؤية دفن الموتى لأنها لحظة مؤثرة لمن كان له قلب.
فعن عبد الله بن مسعود قال: قال صلى الله عليه وسلم :
(كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر بالآخرة) صحيح الجامع
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) أخرجه مسلم
وعن البراء بن عازب قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبرًا فجثا عليه, فاستقبلته من بين يديه لأنظر مـا يصنع , فبكى حتى بـل الثرى مـن دموعه, ثم أقبل علينا قال: (أي إخواني لمثل هذا فأعدوا) صحيح ابن ماجه
سادســــآ:
الذهاب لزيارة المرضى والجرحى وأقسام الأورام ومثل ذلك فإن ذلك مما يرقق القلب ويذكر الموت ويباعد القلب عن الدنيا ومتاعها, ويحسن بالمربي هنا أن يصطحب معه من يعلمهم, وعليهم التودد للمرضى وحسن نصيحتهم وقضاء حوائجهم وأن يجالسوهم فيحتسبون نية زيارة المرضى, وأن يذكروهم بالله وبالتوبة وبالإكثار من الذكر, ويأمروهم بالصبر, ويحرص المربي على تكرار ذلك كثيرًا, فإنه فضلاً عن كونه يذكر للموت فإنه من الأعمال الصالحات التي ينبغي أن يتربى عليها الشاب ويداوم عليها.
• فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أخا الأنصار, كيف أخي سعد بن عبادة؟ فقال: صالح, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يعوده منكم؟) فقام وقمنا معه, ونحن بضعة عشر ما
علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص, نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه"أخرجه مسلم.
سابعــــــآ:
أن يبدأ في الاستعداد للموت بترك صدقة جارية أو علم ينتفع به, ومثال ذلك , مستشعرا دنو الأجل , مستعدا للقاء الله في كل لحظة .
___ يتبــــــــــــع __
__________________________________________________ __________
ثامنــــــــآ:
ومن الوسائل أن يجلس في خلوة ويتصور نفسه في قبره , ويستعد للتوبة وبدء صفحة بيضاء وعهد جديد مع ربه .
تاسعــــــــآ:
ومن الوسائل أن يتذكر إخوانه الذين ماتوا ويتخيلهم, ويسأل نفسه متى يلقاهم وبأي حال يلقاهم؟ وكان الحسن يعظ أصحابه يقول: والله لقد صحبنا أقوامًا كانوا يقولون: ليس لنا في الدنيا حاجة, ليس لها خلقنا, فطلبوا الجنة بغدوهم ورواحهم, نعم والله حتى أهراقوا فيها دماءهم فأفلحوا ونجوا, هنيئًا لهم, لا يطوي أحدهم ثوبًا ولا يفترشه, ولا تلقاه إلا صائمًا ذليلاً متبائسًا خائفًا, إذا دخل إلى أهله إن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت, لا يسألهم عن شيء ما هذا وما هذا؟
عاشــــــــرآ:
ومن الوسائل أن يحاول تذكير نفسه بكل الوسائل المتاحة المقبولة كأن يكتب ورقة ويعلقها أمامه أو قريبًا منه ويكتب فيها: أحسن عملك فقد دنا أجلك , أو شيئا مثل ذلك مما يذكره بالإصلاح والاستغفار .
حديـــــــث يوضــح المنهـــــــج:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)أخرجه مسلم.
وفي الختـــــــــام ::
جعلنا الله واياكم ممن يتذكرون الموت ويعملون له "
مع اطيب تحيـــااااتي ...
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
جزآكـ الله خيرآ أخيتي
و جعلهـ في ميزآن حسنآتكـ
و أسعدكـ الرحمن في الدآرين
ودي و محبتي
تقييمي
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسنااتك
...