عنوان الموضوع : مشاكل النوم عند الأطفال صحة الطفل
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مشاكل النوم عند الأطفال
مشاكل النوم عند الأطفال
إعداد
د.محمود جمال أبو العزائم
مستشار الطب النفسي
لعالمنا دورة تشمل الليل والنهار مدتها أربع وعشرون ساعة. ويتوافق أجسامنا بيولوجيا مع هذا التوقيت . ففي وقت متأخر من الليل، وفى ساعات الصباح الأولى ، تبلغ درجة حرارة الجسم عادة أدنى مستوى لها سواء أكان الفرد نائماً أم مستيقظاً ويكون النشاط العقلي في أدني مستوياته ، ثم تتزايد مرة أخرى مع قدوم الفجر لتبلغ قمتها في حوالي منتصف اليوم .
أن النوم جزء ضروري من هذا التوافق البيولوجي ، والوقت " الطبيعي " هو ذلك الجزء من الليل الذي تبلغ فيه كل النشاطات أدني نقطة في دورتها. والأفراد الذين يظلون مستيقظين في أثناء الليل ( سواء للعمل أو حضور حفل) يتجاهلون متعمدين ساعتهم الداخلية العامة في أجسامهم ...وفى حين أنهم يستطيعون تعويض ساعات النوم في أي وقت من ساعات اليوم الأربع والعشرين، فأنهم لا يستطيعون تصحيح توقيت أجسامهم، وهذا هو السبب الذي يجعل الناس الذين يحولون إلى العمل الليلي ، مثلاً ، يجدون التكيف معه صعباً جداً . وحتى إذا استطاع هؤلاء أن يناموا ست أو سبع ساعات في أثناء النهار-وهو أمر قد يكون صعباً لأن العالم مستيقظ ومضاء أو لأن أجسامهم مستيقظة ومتنبهة أيضاً -فإنهم يجدون صعوبة في أن يظلوا مستيقظين يؤدون أعمالهم بإتقان طوال الليل ، لأن أجسامهم مهيأة ، بيولوجيا ، للنوم في تلك الفترة .
النوم نوعان:
في أثناء فترة نومنا يستمر المخ في إرسال الموجات الكهربائية التي يمكن قياسها ودراستها ومقارنتها بجهاز رسم المخ الكهربائي .
وتوضح الملاحظات العادية أن الفرد يقضي بعضاً من وقت نومه في " نوم عميق " وبعضه في نوم خفيف تتحرك خلاله عيناه المغمضتان بسرعة ، وتتحرك عضلات وجهه ويبدو جسم الإنسان في هذه المرحلة غير مستقر ، ويكون من السهل نسبياً إيقاظه من النوم .
إن الإنسان عندما يستسلم للنوم يكاد يمر دائماً في أول الأمر بمرحلة النوم العميق حيث يبدو مسترخياً جداً ، وهادئاْ ولا يتحرك إلا أحيانا ، كأن يتقلب من جنب إلى جنب . وبعد نحو تسع دقائق ، يتغير نشاط دماغه ، وتبدأ عيناه بالتحرك السريع ، وتتحرك قسمات وجهه ، ويدخل في مرحلة النوم الخفيف . وفيما بعد وطوال فترة النوم ، يظل ينتقل من نوم عميق إلى نوم خفيف وبالعكس. وإذا ما أيقظ الإنسان من نومه- دون إرادته -فإنه حالما يعود إلي النوم من جديد ، يستغرق في النوم الخفيف فترات طويلة وكأنه يحاول تعويض شيء أفتقده.
وقد اثبت العلم الحديث أن النوم ليس نوعا واحداً كما كنا نعتقد ، فهو على الأقل نوعان مختلفان.
النوع الأول: والذي يطلق عليه النوم الكلاسيكي أو النوم البطيء وهذا النوع يتميز بانخفاض سرعة التنفس وسرعة ضربات القلب وانخفاض الدم وهبوط درجة حرارة الجسم وانخفاض سرعة الاحتراق الداخلي بالجسم. وهذا النوع يتميز بأنه لا تصاحبه حركات العين السريعة.
النوع الثانى ويطلق عليه النوم النقيض أو النوع الحالم فهذا النوع يتميز بحركات العين السريعة وتحدث أثناءه الأحلام … ويصاحب هذا النوع من النوم نشاط في كل الأجهزة وتزداد حركة التنفس وسرعة القلب وضغط الدم وإفراز المعدة.
و يتعاقب النوعان من النوم في دورات ثابتة تقريباً لكل شخص … ويحدث النوع الثاني مرة كل 90 دقيقة، ويستمر حوالي 20 دقيقة في كل دورة … ويقضى النائم حوالي 25% من فترة النوم في هذا النوع الثاني.
ويحدث النوع الأول من النوم في أول الليل بكثرة … بينما تطول فترات النوع الثاني آخر الليل.
ويطلق على النوع الثاني من النوم أيضا اسم النوم الحالم وذلك لعلاقة هذا النوع من النوم بالأحلام علاقة وثيقة. إذ نجد أننا إذا أيقظنا النائم خلال فترة حركات العين السريعة فإنه يذكر لنا على الفور أنه كان مستغرقاً في الأحلام … وهناك دليل آخر على أن هذا النوع من النوم خاص بالأحلام وهذا الدليل مستوحى من أن حركات العين تشبه في حركتها متابعة الصور المتحركة وكأن النائم يتابع الصور التي يراها في حلمه.
وأكثر الأحلام وضوحاً والممتلئة بالحيوية، والمفعمة بالنشاط، والعواطف هي تلك التي تحدث في فترة النوم الحالم، ويعتقد بعض الخبراء أنه بسبب حاجة الإنسان للأحلام ( ربما لإفراغ توتر عاطفي ) فإنه يصر على أخذ حصته من النوم الحالم. وقد أتضح أن الأحلام التي تحدث في خلال هذا النوع من النوم تتم في زمن معقول، وليس في لمحة من الزمن، كما يتخيل بعض الناس.
فالإنسان الذي يوقظ من نومه بعد عشر دقائق ، قد يكون في منتصف الحلم، وربما عاد إليه إذا سمح له بالنوم مرة أخرى . وتحمل مثل هذه الأحلام في طياتها درجة كبيرة من العواطف والتأثيرات التي تتركها على جسد الإنسان . والتي نحن على أُلفة وثيقة بها في مرحلة اليقظة . والحلم الذي يثير الفزع والقلق يجعل الجسم يفيض بالأدرينالين ، ويجعل صاحبه يصحو من النوم على صوت ضربات قلبه . وإذا حلم الإنسان بمنافسة في مباراة رياضية ، فإنه سيصحو من نومه ليجد نفسه لاهثاً . ومن أحلام الكوابيس العادية تلك التي يشعر فيها الضحية أن الخوف قد شل حركته . ويقال أن لهذا الإحساس أساساً من الواقع المادي في النوم الخفيف ، لأن الإشارات العصبية إلى مجموعة معينة من العضلات توقف لفترات قد تبلغ كل منها نصف دقيقة أو نحواً من ذلك ثم تندفع مرة واحدة . وقد تكون ساقا صاحب الحلم مشلولتين حتى يصل الحلم إلى نقطة يستطيع فيها أن يهرب ، أو يصحو من نومه .
إن أحلام معظم الناس في فترة النوم العميق أقل منها في فترة النوم الخفيف .
وإذا حلم الناس في هذه الفترة ، فأن أحلامهم تكون مختلفة ، لأن الكثير منها يكون خاصاً بالحياة اليومية ، وخالياً من العواطف . ويكون مثل هذه الأحلام أشبه بذكريات الواقع منها بأحلام النوم الخفيف الخيالية .
احتياجات متفاوتة للنوم
مع أن كل الناس يحتاجون إلى النوم ، فإن بعضهم يحتاج إليه أكثر من البعض الآخر . وساعات النوم التي يحتاج إليها الطفل أطول من تلك التي يحتاج إليها الشخص الأكبر سنا. لكن مهما يكن العمر فإن الإنسان قد يحتاج إلى نوم أكثر أو أقل مما يحتاج إليه أقرانه .
إنه لأمر صعب جداً أن نحاول تحديد ساعات النوم الفعلية التي من المحتمل أن يحتاج إليها طفل عمره ثلاثة شهور، أو شخص عمره ثلاثون عاماً، أو سبعون عاماً. والسبب في ذلك هو التفاوت الفردي . والأرقام التي ترد في الكتب هي عادة متوسط عدد ساعات منامتها مجموعة كبيرة من الناس في أعمار معينة. وقد يكون مثل هذه الأرقام الدالة على المتوسط مشوقاً إنما لا يجب أن تنطبق على الأفراد . إن الرقم المتوسط لطفل عمره ثلاثة أشهر، مثلاً،قد يكون ثماني عشرة ساعة في كل أربع وعشرين ساعة . أما إذا سمحت لهذه المعلومة بأن تجعلك تعتقدين أن طفلك يجب أن ينام كل هذا الوقت ، فإنك قد تقلقين ،
وقد يصاب هو بالملل من سريره . أن طفلك قد ينام اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة ساعة كل يوم . ومن الناحية المثالية فإن كل طفل أو ولد أو شخص راشد يجب أن يعطي الفرصة ليأخذ أكبر قسط من النوم يحتاج إليه ومن دون أن يحاول أحد أن يفرض عليه ذلك... والأسرة التي تتكون من أفراد تتراوح أعمارهم بين الطفولة والكهولة قد تجد صعوبة في التوفيق بين أوقات النوم واليقظة بالنسبة للأعمار المختلفة. ففي حين يود الصغار النوم واليقظة في وقت مبكر يميل الأشخاص الأكبر سنا إلى النوم واليقظة في وقت متأخر. والمشكلة هنا ليست بعدد ساعات النوم التي يحتاجها كل عضو في الأسرة، ولكن التوفيق بين أوقات النوم واليقظة عند الجميع. وعلى الأم أن تجد الحل الملائم لذلك.
مشاكل النوم عند الأطفال
الأرق نوع من أنواع اضطراب النوم الذي يصيب الكثير من الأطفال حيث يعانى الطفل الذي يعانى من اضطراب النوم من الأرق والتكلم في أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل ويستيقظ الطفل دون إن يأخذ كفايته من النوم حيث يعانى من سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء.
ويعاني الكثير من الأطفال من مشاكل في النوم وتشمل الأمثلة ما يلي:
1. الاستيقاظ المستمر أثناء الليل.
2. الكلام أثناء النوم.
3. صعوبة الاستغراق في النوم.
4. الاستيقاظ من النوم باكيا.
5. الاستغراق في النوم أثناء النهار.
6. الكوابيس.
7. التبول أثناء النوم.
8. جذ الأسنان والإمساك عليها بإحكام.
9. الاستيقاظ مبكرا.
ويرجع الكثير من مشاكل النوم عند الأطفال إلى عادات نوم غير منتظمة أو للقلق بشأن الذهاب للنوم أو الاستغراق فيه. وقد تكون مشاكل النوم المتواصلة أعراضا لصعوبات عاطفية مثل "قلق الانفصال" التي تمثل علامة نمو بالنسبة للأطفال الصغار. فبالنسبة لكل الأطفال الصغار، يكون وقت النوم هو وقت الانفصال. ويلجأ بعض الأطفال إلى بذل كل جهده للحيلولة دون الانفصال عن الأهل عند مجيء وقت النوم.
وغالبا ما يكتشف الآباء أن التغذية تساعد الطفل الصغير على النوم. لكن مع نمو الطفل وتركه لمرحلة الرضاعة، ينبغي على الوالدين تشجيع الطفل على النوم بدون اللجوء إلى إطعامه، وإلا سيتعرض الطفل لمشاكل عند مجيء أوقات النوم.
ويجب فحص الطفل جيدا قبل تشخيص الحالة كمرض نفسي حيث أن هناك كثيرا من الأمراض العضوية تسبب الأرق مثل الاضطرابات المعوية وصعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة أو الآلام الجسمانية المتنوعة .أما أهم الأسباب النفسية التي تسبب الأرق للطفل فهي عدم التوافق بين الوالدين واستمرار المشاجرات اللفظية والجسدية أو المنافسة مع الإخوة أو الزملاء في المدرسة وما يصاحب ذلك من صراعات وقلق شديد ...كذلك فان محاولة الوالدين تنشئة الطفل بصورة مثالية خصوصا في حالة الطفل الأول للأسرة يسبب له صراعا مع قدراته الذاتية .
ولذا ننصح الأسرة محاولة فهم الموضوع الخاص بأرق الطفل وتفسير تأثير الخلافات الأسرية على الطفل مع امتناعهم عن العقاب كوسيلة لإجبار الطفل على النوم .
أما عن استخدام المنومات للطفل فيجب أن يكون تحت إشراف أخصائي نفسي حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب مع علاج الأسرة نفسيا في نفس الوقت .
وفيما يلي بعض الأفكار التي قد تساعدك على مجابهة مثل هذه المشكلة :
• إذا شعر طفلك بالرغبة في إغفاءة صغيرة في أثناء النهار، لا تحرميه منها بحجة أن ذلك قد يقلل من ساعات نومه في أثناء الليل. أن عدداً قليلاً من الأطفال يستطيع أن يصحو طوال النهار دون أن ينام ولو لفترة قصيرة
• وبالقدر نفسه لا تحاولي إجبار طفلك على النوم قبل أن يكون لديه الاستعداد لذلك فالطفل مثل الشخص الراشد لا يستطيع أن ينام إطاعة لأمر... وإذا لم يكن الطفل مجهدا ، أو يوشك أن يعرض نفسه للخطر ، دعيه بجانبك حتى ينعس ثم خذيه إلى غرفة نومه .
• اجعلي من غرفة نومه مكاناً شيقاً ، إن غرفة النوم لدى بعض الأسر هي مكان للنوم وحسب . ولا يُبذل أي مجهود لجعلها شيقة ومحببة للطفل، ومكاناً يستطيع أن يلعب فيه، أو يقضى بعض الوقت قبل أن يستسلم للنوم
• افصلي بين غرفة النوم ، والنوم تدريجياً، وبقدر الإمكان منذ وقت مبكر من حياة الطفل . وإذا بلغ الطفل سن المراهقة فإنه قد يحتاج إلى ساعات نوم أقل ، وقد يرغب في قضاء جزء من الوقت الذي يسبق النوم في خلوة مع نفسه يقرأ أو يستمع إلى الموسيقى .
الكوابيس
يحلم كل واحد منا لمدة قد تبلغ ساعات كل ليلة. ونحن لا نتذكر إلا القليل من هذه الأحلام، وهو عادة ذلك الجزء الذي يسبق اليقظة مباشرة.
وكما ذكرنا سابقاً فإن الأحلام التي تحدث في فترة النوم التي تتميز بحركة العين السريعة تكون عاطفية ومستمدة من تجارب الإنسان في الحياة. ومن ثم فان الطفل الصغير الذي ليست له حصيلة من تجارب الحياة لا يعرف هذا النوع من الأحلام.
وما دام الإنسان يحلم طوال الليل أحلاماً كثيرة ، فليس من المدهش أن يكون بعضها مخيفاً . والأشخاص الذين يزعمون أنهم لا يعرفون الأحلام المخيفة ليسوا أكثر اتزاناً منا، إنما هم ببساطة لا يتذكرون أحلامهم المخيفة.
إن الطفل الذي يصاب بالكابوس، أو يحلم حلماً مخيفاً يصحو من نومه وهو يصرخ أو يبكي، ويعكس الصراخ أو البكاء نوع حلمه وفى هذه الحالة يجب أن تذهبي إلى الطفل بسرعة لتهدئة خاطره. وإذا لم تذهبي إليه فإن خوفه قد يتراكم . وحتى إذا لم يتذكر الحلم كله، فإنه قد يتذكر الفزع الذي أصابه من تجربة الكابوس. وفى أغلب الأحيان يستسلم الطفل للنوم مرة أخرى ، وبسرعة لمجرد سماع صوتك أو الشعور بلمستك المطمئنة .
• لا تحاولي أن تطلبي من الطفل أن يقص عليك الحلم الذي أزعجه. فإذا أراد أن يخبرك به، فسيفعل ذلك من تلقاء نفسه.
• لا تصري على أن يشعر الطفل بوجودك إلى جانبه، لكن أبقي في مكانك هادئة لبعض الوقت خوفاً من أن تكون تلك من الحالات النادرة التي قد تكرر.
• إذا حاول الطفل النزول من سريره...حاولي أن تقنعيه بالعدول عن ذلك إنما برفق. وإذا حاول مقاومتك، أو بدا عليه التصرف الهستيري، حاولي أيضاً التصرف برفق. ويمكنك في هذه الحالة إشعال ضوء الغرفة ، وتغيير مساند سريره ، وما إلى ذلك من التصرفات التي تشعره بالاطمئنان .
إن الكوابيس ومخاوف الليل تحدث نتيجة للتجارب التي يعيشها الطفل ، وهى لا تكون إلا شعوراً مؤلماً نتج عن تجربة من تلك التجارب . ومن مثل هذه التجارب رؤية الأم وقد أغمي عليها ، أو عملية جراحية استوجبت مسك الطفل لإجرائها له . وينطبق الشيء نفسه على ما يشاهده الطفل في التليفزيون أو القصص التي تحكي له. إنه لا يحلم بكل شيء، ولكنه فقط يحلم بالفزع الذي أحدثته القصة في نفسه.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
معلومات قمه مشكوره .........
__________________________________________________ __________
يعطيك العافية حبيبتي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________